الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تلتهم الطبقة الاجتماعية نفسها

اسماعين يعقوبي

2014 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


رغم المجهود الفكري والسوسيولوجي المطلوب لتحديد الطبقات بالمغرب والتمييز بين مختلف مكونات البنية الاجتماعية والاقتصادية، ومختلف مكونات كل طبقة على حدة، يبقى للتقسيم العام برجوازية كمبرادورية، برجوازية متوسطة وبرجوازية صغيرة دورا هاما وأساسيا في فهم بعض تطورات الأوضاع بالمغرب وبالخصوص في هاته المرحلة الدقيقة التي تنبئ كل مؤشراتها بقرب خروج الأوضاع عن سيطرة الإيديولوجية القائمة واندلاع انتفاضات شعبية في هاته المدينة أو تلك في إعادة لسيناريوهات 1981، 1984 و1990 رغم فارق الزمن والسياق والمحيط.
فإذا كانت الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية باشرت مجموعة من الإجراءات والسياسات الاقتصادية والاجتماعية اللاشعبية مغلفة بخطاب الإصلاح مع مضمون ليبرالي يروم تحميل الجماهير الشعبية التكلفة الاجتماعية.
ولم تنج البرجوازية الصغيرة والمتوسطة من تحمل فاتورة "الإصلاحات" -أو للتدقيق سياسة التغطية على النهب الذي تعرضت له خيرات البلاد وصناديقه وميزانياته-، بل يمكن القول إنها ستتحمل الثمن الاكبر بحكم الوضع الذي وصلته الطبقات الشعبية الذي لا يحتمل المزيد من التفقير.
وفي المقابل يزداد الغنى الفاحش، نهب الأراضي، التهرب الضريبي، الاغتناء من أموال الدولة ومختلف المناجم والمعادن والثروات والخيرات.
إن العدالة والتنمية وبحكم قاعدته الاجتماعية الغير مالكة لوسائل الانتاج يجد نفسه ملزما بالحفاظ على مصالح البرجوازية الكمبرادورية التي تؤمن له البقاء في وضع الغير المهيمن داخل وضع المسيطر وذلك خدمة لمصالحها، وملزما أيضا بتطبيق وصفات البنك الدولي والمؤسسات المقرضة وتطبيق توصياتها بالحرف الواحد والتي لا تخرج عن النطاق الليبرالي المتوحش، الخوصصة، رفع الدعم، تقليص الخدمات الاجتماعية، تقليص التشغيل، والتي تضرب في العمق جميع مكونات الشعب المغربي بما فيه القاعدة الاجتماعية للعدالة والتنمية.
وبفعل هذا التناقض بين الانتماء لجل مكوناته التي تعاني من هول السياسات اللاشعبية، والاشتغال من زاوية المنفذ لنفس تلك السياسات، سيتحول حزب العدالة والتنمية ان لم يكن قد تحول فعلا الى تنين يلتهم طبقته ويقدمها قربانا لأسياده خدمة لمصالح أقلية تجعل من الكراسي هدفا ومن الدين وسيلة.
فما يميز هذا الحزب عن سابقيه، في ظل واقع لم يتغير ولن يتغير (فساد، دعارة، خمور، ربا...) هو استعمال الموروث الشعبي للمغاربة وتخذيرهم بواسطته حتى ينصاعوا لسياسته.
وهنا تجد مقولة الدين أفيون الشعوب راهنيتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر