الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم العالمي للقضاء على الفقر

نبيل ابراهيم الزركوشي

2014 / 10 / 28
حقوق الانسان


صادف يوم 17 تشرين الثاني / اكتوبر اليوم العالمي للقضاء على الفقر حيث حددت الجمعية العامة للامم المتحدة بموجب قرارها 47/196 هذا اليوم يوماً عالمياً للقضاء على الفقر وقد تم تأشير ذلك ضمن برنامجها الانمائي ومع ذلك، لم يز ل1.2 مليار نسمة يعيشون في فقر مدقع ، وقد عرفت المنظمات الدولية الفقر: «انه الحالة الاقتصادية التي يفتقد فيها الفرد الدخل الكافي للحصول على المستويات الدنيا من الرعاية الصحية والغذاء والملبس والتعليم وكل ما يعد من الاحتياجات الضرورية لتأمين مستوى لائق في الحياة. وكما عرف البنك الدولي في تقريره الثالث عشر لعام 1990 الفقر بأنه :" عدم القدرة على تحقيق حد أدنى من مستوى المعيشة " الفقر افة اجتماعية رافقت البشرية منذو نشوئها وهي تتفاوت بين البلدان حسب مستويات المعيشة التي تؤمنها الدول لموطنيها وتطرقت لها جميع الاديان السماوية ووضعت الخطط الكفيلة من اجل القضاء عليها شعوراً منها ان انتشار هذه الظاهرة تؤدي الى تعطيل الدور الحضاري والثقافي والاجتماعي للأمة ،وقد قسم المختصون الفقر الى نوعين هما الفقر الدائم والتي تعاني منها الشعوب التي لا تملك موارد طبيعية او بشرية من شأنها رفع مستوى الدخل للفرد وتحسين مستوى معيشته وتعتبر الدول الإفريقية في مقدمة هذه الدول. اما النوع الثاني فهو الفقر الطارئ (الظرفي) الذي يحل بالدول نتيجة الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية او الحروب العسكرية او التغيرات السياسية التي تشهدها الدول .ويمكن السيطرة عليها بتضافر الجهود المحلية والدولية الا انها في كثير من الأحيان تعتبر دروس يمكن وضع الحلول المناسبة في سبيل عدم تكرارها او الحد منها مستقبلاً بالتعرف على أسبابها ونتائجها .
ارقام عن الفقر
بعض الأرقام والحقائق التي توضح حالة الفقر على مستوى العالم ومن أبرز تلك الأرقام، ما يأتي :
1. الناتج المحلي الإجمالي لأفقر 48 دولة ( أي ربع بلدان العالم ) يقل عن الثروة التي جمعها أغنى ثلاثة أشخاص في العالم.
2. دخل مليار شخص إلى القرن الحادي والعشرين وهم غير قادرين على القراءة أو التوقيع بأسمائهم.
3. أقل من 1% مما يصرف في العالم سنوياً على شراء الأسلحة كان كافياً لوضع كل الأطفال في مدارس في عام 2000
4. تتسع الفجوة بين الغني والفقير في الدولة الأغنى عن أي دولة صناعية أخرى.
5. مجموع ثروة أغنى 200 شخص في العالم بلغت تريليون دولار في عام 1999 ، ومجموع الدخول المشتركة لنحو 582 مليون شخص في الـ43 دولة الأقل تطور بلغ 146 مليار دولار.
6. يعيش اليوم 1.3 مليار شخص على أقل من دولار في اليوم، ويعيش 3 مليارات تحت مستوى دولارين و 1.3 مليار شخص لا يصل إليهم الماء النظيف و3 مليارات لا تصل إليهم خدمات المجاري، وملياران لا تصل إليهم الكهرباء.

اثر الفقر على المجتمع
للفقر اثر كبير على جميع افراد المجتمع وكما أسلفنا القول تعتبر افة فتاكة يجب القضاء عليها لما يتريب على ذلك من أضرار اقتصادية واجتماعية قد تؤدي بالمجتمع الى تفشي ظواهر الانحلال والفساد والجريمة وتدني المستوى التعليمي والثقافي للفرد وأيضا تؤشر العديد من الدراسات انه ابرز اسباب انحراف الإحداث وتعاطي المخدرات وتداولها وكلها ظواهر اجتماعية يساهم الفقر وما يرافقه من ظروف اسرية صعبة في تغذيتها
هذا من جانب ومن جانب اخر يؤدي الفقر الى استفحال ظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس اما لإغراض العمل من اجل المساهمة في كسب العيش او بسبب عدم القدرة على تحمل النفقات الدراسية وبالتالي تؤدي الى ضعف المشاركة في الحياة العامة بشكل عام وفي الحياة السياسية بشكل خاص. فالفقير الذي يلهث وراء الحد الأدنى من حاجاته المعيشية الأساسية قلما يكون له دور في مؤسسات المجتمع المدني مثلا وبالتالي تؤدي الى هدر في الطاقات البشرية التي يمكن الاستفادة منها فيما اذا لو تم صقلها في وإعدادها الإعداد الصحيح في اجواء مناسبة .
محاربة الفقر
من هنا يمكن تأشير عدة اساليب يمكن من خلالها التقليل الى حد ما من تفشي هذه الافة في المجتمع منها:-
1. محاربة الفساد ومصادر الدخل غير المشروعة، وحسن توزيع الثروة ،كي يأخذ كل فرد استحقاقه وفقاً لآليات معروفة ومعتمدة.
2. شمول الخطط والسياسات التنموية على أهداف وسياسات واجراءات ومشاريع تأخذ بالاعتبار بشكل متوازن متطلبات النمو الاقتصادي وحاجات المواطن المعيشية، مع التركيز على الفئات الأقل حظا وذوي الدخل المحدود أي تمويل وتنمية المشاريع الصغيرة وخاصة للنساء .
3. السعي إلى الاستغلال المكثف للقدرات الذاتية والموارد المتوفرة محلياً والطاقات المتاحة إلى أقصى حد ممكن.
4. التصدي لمسببات الفقر من خلال التركيز على قطاعات الصحة والتعليم والتكنولوجيا والمعلوماتية وصيانة البنية التحتية بهدف مكافحة الفقر.
5. تطوير وزيادة فعالية المؤسسات القائمة والعاملة على تنظيم الفقراء وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية لتشمل كافة شرائح المجتمع والقدرة على الوصول للموارد المالية المختلفة وتبسيط الإجراءات الائتمانية التابعة.
من هنا يجب ان تتضافر جميع الجهود من اجل وقف هذه الافة الفتاكة من التفشي في جسد الوطن والقضاء عليها واشراك المجتمعات المحلية كالمنظمات في رسم السياسات المتعلقة بالحد من الفقر وإعلان مبادرات محلية في سبيل النهوض بالمجتمع ورفع مستويات الدخل لإفراده..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في