الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أولاد الملحه من جرف النصر الى جرف الصخر

محمد عبد الله دالي

2014 / 10 / 28
الادب والفن



نادى الضابط المسؤول على مجموعته بالتجمع فورا ،
ــ أولاد الملحة تجمع .. لا تستغرب من هذا الاسم المعروف لدى أبناء العشائر وهو اسم هذه اسم المجموعة الفدائية المدربة تدريباً خاصة لتنفيذ المهمات الصعبة .
لبوا النداء بصوت واحد ..نعم سيدي ؟
صمت الجميع وهم ينظرون إلى قائدهم ,تجولت عيناه بين وجوه الشباب بإمعان وببطء وهو يتفحصهم بدقه وهو في حيرة من أمره ،من يختار منهم لمهمته . هَزً رأسه وتعوذ من الشيطان ،وإعطاءهم ظهره ناظرا إلى الجانب الآخر من النهر .
تبادلوا النظرات فيما بينهم بصمت ، وكان أحدهم يسأل الآخر ، ما الخطب ؟ ولم يتجرأ أي احد منهم الحديث معه .
واستدار نحوهم قائلاً : ــ
ياشباب ، أتنظرون الى الجهة الأخرى من النهر ،هناك هدف صغير يبعد عن جرف النهر يبعد اكثر من كيلو متر ،وصلتنا معلومات إن هذا الموقع يختبأ به عدد من أفراد العدو ، وقد شاغلوا قطعاتنا وقتلوا وجرحوا البعض من أخواكنهم .أريد منكم مجموعه للعبور الى الجهة الأخرى لمعالجة الهدف ، فمن لديه الاستعداد يتقدم خطوة الى الأمام ،وقبل ان ينتهي من كلامه ،تقدم الشباب بصفيهم خطوة الى الأمام ، كرر كما كنت . أبنائي أريد ثلاثة فقط وعلى شرط أن يكون من يجيد السباحة ليتقدم ثلاثة فقط وما أن انتهى حتى تقدم الصفين خطوة واحده .قال لهم : ــ
سأذطر إلى الاختيار بنفسي وأشار بإصبعه الى ثلاث ( أنت وأنت و أنت )تقدموا خطوة الى الأمام . طأ طأ الشباب رؤوسهم وهي علامة عدم الرضا ،عقب الضابط قائلاً
كلكم اهل لهذه المهمة ، لكن هذه العملية لا تحتاج إلا إلى ثلاثة منكم فقط ، وهذا قرار عسكري ولا يقبل الرجاء بل الطلب ..لينصرف الجميع ..
اجتمع مع الثلاثة لشرح التعليمات بسريه تامه .،قائلاً أحدكم قناص والآخر أربي كي و أربي جي سفن .ستقومون بهذه العملية عندما أناديكم كونوا على استعداد ... استعدوا واجابوابصوت واحد نعم سيدي .
وعند بزوغ الفجر الأول عبر الثلاثة النهر الى الجرف الأخر وكانوا يحملون ملابسهم وأسلحتهم على رؤوسهم بعد أن ودعهم وأوصاهم إن هذه العملية هي مفتاح للتقدم وتحرير المنطقة .
عبروا تحت غطاء الضباب وقد استخدموا الغش والاختباء مستخدمي بعض الحشائش والقصب ،وبهدوء تام عبروا إلى الضفة الأخرى وهو يراقب بمنظاره والقلق بادٍ عليه وجهه وهو يتلو بعض الآيات القرآنية ويطلب من الله أن يحفظهم .
وبطريقة كلها عزم وتصميم وفداء , وحب الوطن وحب الشعب وكان كل واحد منهم يشد أزر الآخر . وصلوا الى الهدف وبدون ان تلتفت لهم مجموعة الأعداء المختبئة ،وبدون سابق أي تحذير ، دفعوا الباب وفتحوا النار عليهم وبدقة متناهية وبصوت واحد الله اكبر ..لبيك يا عراق لبيك يا ... ؟ساد صمت رهيب مما أثار خوف قائدهم ، وأخذ يزرع الجرف ذهابا وإياباً والقلق يسيطر عليه ، وما هي إلا لحظات جاءت الإشارة عن طريق الجهاز ( سيدي تمت العملية بنجاح ، ننتظر أوامركم )
ناداهم أجلبوا كل المستمسكات وأي شيء يتعلق بالمعلومات وانسحبوا بهدوء ،جزآكم الله خيرا ،إخوانكم بانتظاركم .أنتم أيها الشباب بحق انتم سريا الوطن وانتم أهل السلم والسلام .
(القصة واقعيه حدثت في جرف الصخر )
الكاتب والقاص محمد عبد الله دالي الرفاعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى


.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا




.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني