الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقد والتقد الذاتي

شهاب وهاب رستم

2014 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


كان من الصعب على المرء عندما يوجه له نقد ، لإغنه كان يشعر بالمسؤولية الأخلاقية قبل المسؤولية الحزبية والسياسية ، كان للسياسي أخلاق يبعده عن القيام بما لا يليق به ، وإلا كيف يكون رجلا يحتذى به من أقرانه ومن مريديه ومن أبناء حارته وبلدته . كان المنتمي للحزب (أي حزب) يتمتع بشخصيته المحترمة بين الناس وكان يحاول بكل دهده ان يكون في المقدمة في التضحية وفي دعم الأعمال الأنسانية و الخيرية في مساعدة المحتاجين . يحترم الآخرين من ابناء جلدته ووطنه مهما كان أنتمائه القومي . السياسي كان عندنا رجل شهم ، رجل ولا كل الرجال ، متعلم ، يرغب في المزيد من الثقافة والعلم ، يمارس المطالعة اليومية ومتابعة الأخبار المحلية والعالمية وحى اخبار الأنواء الجوية ، يفكر في المصلحة العامة ويدافع عنه هذه المصالح ويرى مصالحه ضمن المصلحة العامة ولا يفضل نفسه على الآخرين .وعندما اقول السياسي لا أعني حزب معين ، بل كان كل الذين عرفناهم يحملون هذه الصفات النبيلة ، كنا نرى أنفسنا في عقلية المعلم ووالمدرس وأبن الجيران والمثقفين عندما كانوا يجلسون في القاهي ويدور بينهم حوارات جادة حول العديد من الامور التي تخص المجتمع .عندما كانوا يلعبون الطاولة كان لعبهم فيها الجدية والتحدي رغم ان نهاية اللعبة مانت تنتهي بالمصافحة وفي أمان الله . وعندما كان الواحد منهم كان يخطيء في عمله او في كلمة أستعمله بوجه المقابل ، يعتذر ويتقد نفسه لانه أخطأ .
لكن أين نحن اليوم من كل هذا ، السياسي تحول الى ما لا يحسد عليه أحد ، فقد المكانة الأجتماعية ولم يعد ومزا ً او مكان أحترام الأخرين ، عندما تريد أن تبدأ بعمل ما يقال لك اعمله بعيدا ً عن السياسة .لم يكن السياسي يمارس التجارة ، لأن كل شيء في التجارة للبيع أما السياسة كان الهدف منها خدمة المجتمعات والوصل الى تأسيس نظام سياسي يكون قريبا ً من هواجس وحاجات المجتمع .
كنا نتعلم ممن سبقونا ، نأخذ منهم ما نجده قريبا ً من أفكارنا ومجتمعنا وحتى من لا حاجاتنا اليومية (حاجاتنا وليس حاجتنا ) .
في الصف الثالث الأبتدائي دخل المعلم علي ملك الصف ... كتب على السبورة... إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يسجيب القدر ... كتب ذلك بخط- جميل ... ولم يعلق .. ترك البيت الشعري على السبورة وبدأ الدرس بفتح كتب القراءة ... عند انتهاء الدرس مسح البيت الشعري . ظل هذا البيت الشعري يدور في رؤوسنا حتى بلغنا سن الرشد لنكون طلاب علم ومعرفة وسياسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم