الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطره حول البصره الحاضره الغائبه

محمد سعيد العضب

2014 / 11 / 1
كتابات ساخرة


بمناسبه انعقاد مؤتمر المربد السنوي اثار السيد الكاتب طالب عبد العزيز من جريدة المدي الغراء العدد 3200 بتاريخ 26/10/2014 في عموده اليومي" قناطر" الموسوم "الايراني في مهرجان المربد " شجون انسان يتألم لما اصاب هذه المدينة العريقة من اهمال وتردي ,تصاعد الشكاوي عن الاهمال المفرط والمتعمد في نظافة المدينة وغياب الحد الأدنى من مدينه تمثل العراقة التاريخية مثل البصرة ,حيث كانت في زمن غابر يطلق عليها " بندقيه الشرق الغائبة "كما عمل مكتب استشاري بتكليف حكومة في العهد الملكي في الخمسينات لوضع تخطيط للمدينة يعتمد علي استغلال كامل للأنهر الفرعية الكثيرة واعتمادها وسائل نقل ومواصلات عوضا عن استخدام وسائل النقل البريه مثل السيارة او الباص لتصبح مدينه مشابهه للبندقية الإيطالية ,كما استهدف علاوة علي ذلك ان نأخذ ملامح الأبنية فيها شكل مسطحات بسيطة ذات طابق او طابقين وفي ظلال بساتين النخيل الممتدة في داخل المدينة وضواحيها ولغايه ابي الخصيب . كله غاب و
تحولت هذه المدينة في عهد" اللطم " الجديد واجهزه اداريه وبلديه من محافظ ليس بالطبع بصريا علاوة علي معاونيه المنتقاة من ديوان محاصصة الاحزاب الإسلامية الجديد, حيث كلهم غرباء عن تراث البصرة ا وعراقه اهلها الاصلاء ,بالتالي حولت المدينة الي اطلال فارغه, بل ربما الي ازقه ريف صومالي عتيق يعجز الانسان ان يصوفها بمدينه حاضره ,بل انها قريه مشوهه تفتقر الي كافه مستلزمات المدن المتحضرة من تنظيم مدني او نظافة مشهوده .. شوارعها مهدمه , نفايات تحتضها , قد يعجز الانسان الحاضر في توصيفها حاضره ثقافه واريد رغم عن تخلفها من كافه جوانب سياقاتها المعمارية ان تكون حاضنه لشعر مربدي عتيد , وان زرعت فيها فنادق لا سماء لامعه مثل "شيراتون وغيره من صنوف الدعاية الحاضرة في عهد الضياع الحضاري .
من هنا يسال الغريب والقريب عن اسباب الاهمال الذي حل بهذه المدينة.. فاين تكمن الاسباب :هل فعلا من يتولى امر ادارتها بعيد عن الانتماء الحقيقي لها بل انها مجرد مجال ارتزاق واثراء اعتمادا علي نظام المحاصصة الاثم من ناحيه وان مدعي البناء لم يعتمدوا تاريخ اهلها الاصلاء وتراث عوائلهم
فالبصرة كانت ساحه لشخصيات لامعه في تاريخ البلد ... امثال قضاه وحكام مشهورين حسين محي الدين وعبد الرزاق العضب وعبد اللطيف الشواف ..او من المحامين الافذاذ .. حسن عبد الرحمن وسالم الوجيه وعبد الله اسماعيل ,و بالطبع ايضا تجارها واصحاب مكابس تمورها من ال البدر واغا جعفر و بيت المناصير و باش عيان والسليمان والمنديل والذكير والنقيب والشمخاني و اصفر. علاوة علي كتابها وادباءها محمد سعيد الصقار وسعدي يوسف ومحمود عبد الوهاب ومن الفنانين حميد البصري وفؤاد سالم وقصي البصري وغيرهم كثيرون. آنها كانت تحتضن كوكبه من طوائف مختلفة عاش فيها المسلم والمسيحي واليهودي , كلهم اراد من البصرة ان تكون حاضرته وليس مجهول في تراتيل التعزيات وللطم ,البعيدة كليا عن فكر التطور والتنمية اي الهدف الوحيد رقي البصرة والتمتع في اجواءها وخيراتها
فمشكله البصرة واهمال نظافتها وبعد انهمار خيرات النفط عليها وهجره ورحيل ابناءها وتدفق الدخلاء عليها من كل صوب متخلف , ذات ابعاد عديده ترتبط اولا بالأسباب الحقيقة في ضياع البصرة لعدم العودة الي جذور وعراقه اصول كينونتها من بشر لذا فان عدم الاهتمام بنظافة مدنها وغياب دور اجهزه البلدية المحلية في هذا المضمار يعتبر تحصيل حاصل وان كان ذلك قد يرجع حسب اعتقادنا المتواضع الي فلسفه ومناهج اداريه وتصورات اجتماعيه خاطئة, بل ربما بائسه ,حينما اعتبرت مثل هذه الاعمال الضرورية والهامه هامشيه بسبب انهالا تجلب للمسؤول الحكومي " المقسوم" او المحصول المجزي المطلوب من ناحيه ,او ان اداء مثل هذه الاعمال يفتقر الي عمولات او امكانيه تعيين فضائيين من ناحيه اخري .
عموما ينظر الفكر الاداري السائد في المجتمع والدولة الي وظيفه "الكناس " او اداء منظف المدن والشوارع باعتبارها مهنه ليس فقط حفيره اجتماعيا ,بل اهملت ضمن سلم الرواتب ولم تعطي المستحق المطلوب و الراتب المناسب ولأجل ان ننظف مدن العراق لابد ان تخطو البلديات الي احداث ثوره في الفكر والممارسة , وان يتم النظر الي ممارسه مهنه "الكناس " باعتبارها حرفه ضرورية وحاسمه " وقد تحل جزءا من مشكله البطالة المعلنة والمقنعة السائدة في البلد حتي النخاع وان تحتل مرتبه هامه في سلم الرواتب الحكومية ليس اقل من خريج جامعه ,بل ريما اعلي من ذلك او قد تتجاوز راتب مهندس بلديه الذي ينام في مكتبه. ان تجربه اليابان وغيرها من البلدان نظيفة المدن والتي اعتمدت مثل هذا المنهج ,حققت نجاحات رائعة ... لماذا لا تخطو البصرة هذا الطريق وتعطي الكناس عنوان " محترف نظافة " وتمحنه راتب موازي لمهندس البلدية , وان يكون اللقب حصريا فقط علي هذه الاعمال "كنس وتنظيف الشوارع " قد تبدو بالطبع مثل هذه الافكار غريبه او ربما خياليه في بلد يربي اجياله علي حطأ سرمدي و فقط ان يكون مهندس " نفط ضائع" او" طبيب , لا يهدف غير ان يستحوذ علي مال بائس. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا