الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سينما المطلق سينما الثلاثيات

محمد يونس

2005 / 8 / 26
الادب والفن


بدأت السينما الاميركية الحديثة تتسيد بشكل مطلق كل الاتجاهات في اطار الرؤى الاخراجية والطرح المتبع في صناعة فيلما مختلفا على عدة مستويات فاللقطات المتوسطة السريعة وزوايا انتقال الكاميرا التي تبلغ احيانا حدة تحتاج الى جهد تقني يرتكز عليه الجهد الفني الباني للقطة غير مالوفة كما اعتدنا في افلام عدة على الاخص تلك التي تفنن بها الكومبيوتر مشاهد خيالية غير ممكنة سابقا في سياق السيناريو فجعلها على مستوى الامكان والمنطقية واطرها بواقع السرد العام فشهدنا افلاما اكدت تقنيات عالية جعلت علاقتنا بعنصر التشويق متفاعلة بشكل متواصل بل ان عنصر الاثارة كان يشدنا الى اللقطة والتواصل دون تفريط او اهمال

طبعا الامر لا يحتاج الى تاكيد في ان السينما الاميركية بلغت مرحلة لا تضاهى في متعة المشاهدة او احيانا تبلغ بتاثير الشخصية الرئيسة ان تكون صفة هذه الشخصية متكرسة اجتماعيا وليس على مستوى نمط او شريحة ولناخذ امثلة سردية وان كانت تقريبا ذات طابع واحد او متقاربة في الاطار التنفيذي للقطات بدءا من هاريسون وارنولد في ثلاثية ترمومتر وما تلاهم كيانو ريفز في ثلاثية بلغت افقا من التطور الفني والتشويق وقيمة جمالية على مستوى اللقطة انه امر يجب ان يدرس بعناية تامة كون التقنيات بلغت حدا من اقتحام مجاهيل ليس من السهل ان نجعل هذه المجاهيل تبدو قريبة من الواقع او تكاد تكون منطقية بل كان ثمة تفاوت في الاجزاء الثلاثة لم يكن يخفى بحال من الاحوال فقد نجد ثمة خط بياني للقطات بدءا واضحا في تدرجه حتى بلوغ نقطة الذروة والتي هي ايضا نقطة القناعة الكبرى حيث نجد بعد متعة المشاهدة وقوة عنصر التشويق التي تجتاح نفوسنا لتبث فينا انشـــــــــدادا غير مالوف الى اللقطات وكانت حركة كل جزء تنطلق من فكرة لم يسـتهلكها الجزء السابق ليعيد صياغة الفكرة الاساسية عبر توالي اللقطات بشكل مثير وعالي التقنية وعبر اطر غير مستهلكة كما يبدو ذلك واضحا في بناء اللقطات التي كان لمخرجي ثلاثية (ماتركس) بصمة متفردة في هذا الاطار بدا تاثيرها واضحا في المستوى العالمي بل حتى كان له تاثير ربما نفسي او تقني عليهما اذ توضحت بعد الجزء الاول الذي كان استثناء من جوانب عدة بدءا من الفكرة والمشاهد التي احتاجت الى طاقات تقنية وفنية ورصيد انتاجي فخرجت بعد ان قام الكومبيوتر بدورة مبنية بناء فنيا في غاية التشويق وتاكيد الدربة والرؤية الاخراجية فكان ذلك الجانب واضحا وجليا بل متفردا كنوع من الانواع المستجدة في السينما العالمية طبيعة السينما الاميركية في سيرورتها تؤكد هذا المنحى بل تحث عليه اذ نلاحظ وعلى الاخص سعي السينما الاميركية الى اكتشاف افاق والاشتغال عليها من عدة جوانب وبذلك كان للسينما الاميركية السيادة التامة في بلوغ مكانة مرموقة لم يبلغها غيرها اذ بقيت السينما الانكليزية في ذلك الشكل المثالي وتراجعت السينما الروسية بسبب البطئ وكذلك السينما الايطالية وحاولت الســينما الفرنسية مجاراة السينما الاميركية فسعت الى لقطة اسرع من المعهود لكنها لم تبلغ الكمال التقني الذي بلغته الســــينما الاميركية التي يلاحظ على سيرورتها ذلك التطور الواضح والمؤشر على عدة مستويات انها سينما المطلق بفضل التطور التقني الذي اضفاه الكومبيوتر على المشاهد واللقطات فما من فيلم حتى التي اثبتت لقطاتها بشكل واقعي في ســــــيناريو رومانسي الا ونجد تدخلا واضحا على مستوى من التشويق لا يجارى يؤكد تلك المقدرة الموظفة باحسن صورة وهناك امثلة كثيرة تؤكد ان السينما الاميركية ونقطة صيرورتها (هوليود) التي تعدت مراحل سينمائية بادوات حديثة وبدت مرحلة التسعينيات مرحلة متفردة في الاطار العام وليس فقط في اطار الشريط السينمائي مسلسل (حرب النجوم) كيف نعبر عنه كافلام متفوقة في الخيال العلمي نعم هي تجتهد في صورة الفضاء الخارجي ومكوناته لكنها اكدت صورة اقناع عامة حتى اضحى هذا الفضاء حقيقة وليس مفترضا بل لانجد هناك تتابعا تسلسليا بين افلام مجموعة (حرب النجوم) فهناك افكار متحررة من اي قلق او تخوف من عدم الاقناع كما وجدنا ذلك ايضا في اجزاء (ماتركس) الثلاثة وكما نجد في الجزء الاول والثاني من (الرجل العنكبوت) اذ نجد كل مفارقات ما فوق الواقع او الخيال المنظم في اطار الواقع اليومي وبشكل لا يثير اي التباس او ارتباك بدت اليات الخيال المنظم سينمائيا جزءا من حياتنا اليومية نتعامل معها بلا ريبة كما حصل في فيلم (رجل العنكبوت) اذ نجد علاقة الحب بين بطلة الفيلم وبطله الذي هو ذات الرجل العنكبوت فنجد العلاقات السينمائية في سينما المطلق الاميركية تكون داخل ممكن فني وتقني اكدته لنا رؤية المخرج وجرأته التي تطورت من خلال جهاز الكومبيوتر ففتحت لخيال المخرج افاقا كانت عصية في ظرف سابق وقدمت السينما الاميركية اتجاهات عدة بدءا من (الاكشن) ذي اللقطات السريعة القصيرة وتحولات الكاميرا المستمرة الى افلام الخيال الحقيقة العلمية الى حتى اظهار النوازع الداخلية العسير تكريسها على مستوى اللقطة وهذا ما كان في افلام (صمت الحملان) (التنين الاحمر) (سايكو 98) (المرأة القطة) وافلام اخرى كثيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة


.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با




.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية