الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عروس الجن !!!

الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)

2014 / 11 / 2
الادب والفن


كان منظرا جميلا ، و اشعة الشمس تحاول ان تقتحم السياج الاسواد الذي ضربته حلكة الليل ، العصافير تملأ المكان زقزقة فرحة بانجلاء الظلام ، تحرك من سريره محاولا طرد كسل جثم على الجسد ، مرددا .
انه يوم اخر ، انه يوم جميل ...
ردد جملته هذه و ارتدى ملابسه بسرعة كمن كان على موعدا سابق و عليه ان يلحقها قبل ...اتجاه صوب الباب ليبدأ جولته الصباحية ، جولة لم يمارسه مند زمان .
صار يمشي دون ان يلتفت الى الخلف ، يسير كطير خافق ريشه في فضاء ابيض رحب ، نسيم الصباح يعانق وجهه ، كصديقين لم يلتقي مند دهور ، صار يقطع الشارع تلو الشارع كاهابط من منحدر ، الشورع خالية من المارة و ايضا السيارات يري المدينة المسيجة بالأقفاص الإسمنتية ، غارقة في نومها و كأنها ميتة ، على اول الشارع بدا له البحر و كانه يعانق الارض ، عناق يحمل سرا ، انه سر الكون ، امام هذا المنظر الرهيب احس دعرا شديدا ، انها ليست المرة الاول التي يشاهد فيها البحر ، و لكن لما انتابه هذا الدعر طفل ، وسط الشارع بدا جليلا باهبة ملك شرس ليخفي دعر الطفل الذي تملكه فجأة ، بحث في داخله عن سر الرعب ، اكتشف ان اقترابه من البحر سيجعله يلتقي عروس الجن ، لكنه استمر في المشي ، قال لنفسه مواصلا طريقه .
انا انسان ملعون .
لملم ما تبقي من قوته و فكرة لقاء عروس الجن تجثم على تفكيره بل تعدته الى كل كيانه ليقول .
لا اخشي حتي ملوك الجن ان وجدوا ، فخرافاتهم التي حشوا بها أدهاننا ... انا انسان قادر على مواجهة ملوكهم و ادفنهم في مزبلة لاتبول عليهم يوميا .
توقف لحظة ليست بالقصيرة او الطويلة ثم صرخ .
لن أخشك يا عروس الجن ، انا قادم اليك .
عاد صوته لينكسر من جديد يوحي بان خوف شديد تمكن منه مجددا .
لا يعرف كيف مرت بدهنه أمور كثيرة جعلته يصرخ
انا قوي ...
ها هو الان يعيد تلك الايام التي عاشها قبل لقاءه بحبيبته ، و لقاءه الاول بها و كيف جعلته يعرف معبد الحب فصرخ في نفسه .
كيف لي ان احس كل هذا الرعب و انا الذي طالما وهبت نفسي للارض العظيمة ، كلما حل الليل جددت عهد لها بقيامي للتعبد تقربا من الاله الواحد القادر على منحنا السعادة ...في ظلمة الليل المقدسة ، ان حبها يسكنني و يتملك كل وجداني ، فهي تمنحني القدرة على منازلة الموت نفسه ، تدفعني لأرحل عن الموت لاملأ الحياة حبا ، و في الاخير ما الموت الا استسلام ابدي وراحة ازالية ، و الاجساد ليست الا غداء للأرض بعد الموت .
نظر حوله نظرة توحي باستهزاء من العالم صار يردد
كم جريمة ارتكبت بدوافع مختلفة ، لكن غباء القوانين تصيف الجرائم وفق أهواء واضعيها ، انا الان في زمان اللا انسانية ، زمان الجريمة الكاملة ، زمان يصير فيه الجلد ضحية ، و الضحية مدنب .
توقف قليلا ثم اخد في المسير مجددا بعزيمة و إصرار اكبر لملاحقة عروس الجن .
انا الان اقوى من القوة نفسها ، انا احمل قوة نادرة قلما يصل لها عبادة اللاهوت و الكهانة ...
قوة اكتسبها من تلك الليالي التي أقامها بمعبد الحب الإله الواحد القادر الذي يجعل الانسان يحس ببغضه و الضامن لتأشيرة العبور من عالم الادمية الى عالم الإنسانية .
فادرك حينها ان هلعه و دعره لم يكن من عروس الجن انما لمنظر الحب العظيم حيث البحر يعانق الارض و السماء في مشهد توحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع