الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التراجع السياسي يقوي الأزمات

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2014 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


التراجع عن المواقف والالتزامات وتحمل المسؤولية الوطنية منذ توقيع الوحدة اليمنية وحتى يومنا هذا بات جزء لا يتجزأ من الحياة السياسة والاقتصادية والاجتماعية لبعض الإطراف اليمنية ذات العيار الثقيل وخاصة من قبل تلك الفئة صاحبة المال السياسي و الارتباطات والعلاقات ألأسرية والمذهبية والمصالح ألاقتصادية المشتركة والعلاقات القبلية والحزبية والأجندات الإقليمية , حالة التراجع تلك شكلت عامل مهدد لأمن واستقرار الداخل اليمني وكذا الإقليمي والدولي و عرضت الدبلوماسية اليمنية لتآكلات مستمرة غير هينة أضعفت هيبتها وأفقدت المواطن داخل وخارج اليمن البوصلة الوطنية , وجعلت قله من الساسة اليمنيين الشرفاء المعتدلين في حاله من عدم الاستقرار والاستعداد الدائم للغوص في أعماق الوطن لتنقيته من الشوائب والاحتفاظ بالثوابت قدر الإمكان نظيفة حتى يجنبوا البلاد من الانزلاق في مستنقع الحروب الداخلية والفوضى.
تفاصيل تلك التراجعات المميتة معروفه للقاصي والداني وبدايتها من سلسلة الاغتيالات السرية للكوادر والإخفاء ألقسري بعد الوحدة مباشره وتحفيز نشاط الجماعات التكفيرية والجهادية وإرهابها في الجنوب الذي لم يعرفها من قبل في تاريخه وحتى توصل لجنة الحوار الوطني إلى اتفاق لتسوية الأزمة السياسية، وتوقيع وثيقة العهد والاتفاق في الأردن 1994 بين الرئيس اليمني السابق ونائبه , الاتفاق الذي أنهى أعمال لجنة الحوار آنذاك وكان يوم تاريخي و موعود بالنسبة لليمنيين وللعرب , ولكن بعد التوقيع بدأت عملية التراجع عن الوثيقة ونتيجة ذلك اندلعت الحرب التي دمرت أسس الوحدة السلمية وتم فرضها من جديد بقوة السلاح, تلتها انقسامات وتراجعات وفضائح بين الأطراف المنتصرة في تلك الحرب الغير عادلة , واستمر مسلسل التراجع في تحمل مسؤولية الجنوب وأبنائه بعد الحرب وبقت المسؤولية على تقاسم الثروات فقط , وتراجع اغلب الساسة عن تصريحات الاخوه , فالمهم كان تقاسم ألكعكه و الاتفاق على تقاسم الحقائب الوزارية ,إلا انه دائرة الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية والمذهبية استمرت في التواصل شمالاً وجنوباً بسبب تذبذب وتراجع المواقف وتحالفات ما تحت الطاولة التي أدت في النهاية إلى فساد اقتصادي والى إلى اندلاع ستة حروب جديده في صعده تلتها حروب صغيرة مذهبية هنا وهناك , حتى اندلعت ثورة الشباب اليمنية أو ثورة التغيير السلمية في 2011 ضد النظام السابق والاطاحه به وبروز المبادرة الخليجية لليمن واليتها التنفيذية المزمنة والتي هي عبارة عن خطوات تفصيلية تتعلق بكيفية تنفيذ المبادرة اتفق عليها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه واللقاء المشترك وشركاؤه وقد كان الاتفاق على الآلية برعاية مبعوث ألامين العام للأمم المتحدة جمال بن عمرانتهت الجهود مع انتخابات رئاسية جديدة في فبراير 2012 , لترفع بعدها الخيام من ساحة التغيير بصنعاء , صاحبها بداية بروز قوى جديدة دينية قبلية ومذهبية تدريجياً بدأت تتراجع عن أهداف الثورة الجديدة من اجل السيطرة على المشهد السياسي اليمني من خلال إقصاء وتقزيم شركاء الثورة والتقليل من شأن أم القضايا وهي القضية الجنوبية في مسلسل جديد من حروب التراجع والتنصل عن الالتزامات وأهداف الثورة الشعبية ليبدءا بعدها عهد جديد من الانقسامات والاحتقانات المذهبية والطائفية ألخطره انتهت بالاتفاق على البدء بمؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي تضمنته المبادرة وآليتها التنفيذية
ولكن كالعادة في مسلسل التراجع برزت إلى السطح اليمني فوضى جديدة بدأت تحت خيم الاعتصامات للتعبير عن الرفض للجرعة الحكومية انتهت باجتياح جماعة الحوثي والمتحالفين معها من تحت وفوق الطاولة لصنعاء والمدن في المناطق الشمالية تلاها توقيع اتفاقية السلم والشراكة ثم تراجعت الحكومة عن الجرعة وسقطت , وتراجعت أجهزت الأمن عن دورها في الدفاع والحفاظ على الأمن فسقطت مؤسسات الدولة وهيبتها , تلاها إعلان بروكسل الجديد للعدالة التصالحية الذي رفضته أحزاب تكتل أحزاب المشترك واعتبرت أن مخرجات اللقاء تعبر عن رؤى وتوجهات ذاتية , كما نبه المجلس الأعلى للمشترك على ضرورة التزام الجميع بتعهداتهم إزاء ضمان مخرجات الحوار الوطني وتنفيذها , والتي لا احد يعرف كيف الالتزام والتطبيق والضمان لها في ظل حالة نزاعات مسلحة وعاصمة تحت سيطرت مليشيات قبليه مسلحه تراجعت عن حالة السلم إلى حالة الحرب في ظل تراجع مفزع على كافة الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد .
وفي سياق حالة التراجع والفوضى في اليمن وبعيداً عن المصالحات الشكلية , والرشاوى , وتهجير الثيران وعن المهام السرية في توزيع السلاح للأعضاء والأنصار وأفراد القبائل, وبعيداً عن أصوات الرصاص والمدافع والانفجارات , وعن شعارات الموت والحرب والمسلحين الملثمين واقتحام المنازل والمؤسسات العامة والخاصة وفي ظل هذه ألصوره القاتمة والمحزنة للأوضاع في اليمن , ضرب الجنوبيون مثالاً رائعاً في النضال السلمي و نصبوا خيام الاعتصامات السلمية بعد أن تعبوا من غياب العدالة وانتشار الظلم والحروب القبلية والمذهبية والفساد , ومن حالة الإحباط نتيجة ضعف القوي ألمدنيه وبعد أن خذلتهم حالة التراجع التي تنتهجها الأحزاب والحكومات المتعاقبة من قضيتهم العادلة التي تزداد قوة وزخم أجبرتهم اليوم على أن يرفعوا سقف مطالبهم إلى حق تقرير المصير , المطلب الذي يبدو أن الجنوبيين لن يتراجعوا عنه رغم صعوبة وخطورة المشهد اليمني.

د/ مروان هائل عبدالمولى
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام