الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصرت فلسطين لأن إسرائيل عجزت عن كسر إرادتها

ماهر الشريف

2014 / 11 / 8
القضية الفلسطينية



غزة بعد حرب الصيف، الألم بقدر الأمل


منذ توقيع ما توهمنا أنه "اتفاق سلام" في أوسلو، قام الجيش الإسرائيلي بشن خمس حروب على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين. وكانت كل واحدة من هذه الحروب، في نظر حكام إسرائيل، بروفة للحرب القادمة، وليست استمراراً للسياسة بطرق أخرى، وذلك استناداً إلى قناعة مترسخة لدى هؤلاء الحكام، فحواها أن الصراع مع الفلسطينيين هو صراع وجودي لا حل له، وهو ما أعلنه صراحة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل نحو عامين في حوار مغلق مع كُتّاب إسرائيليين

كانت غزة على مر مراحل تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة منبعاً للمقاومة والصمود؛ ففيها تحالف القوميون والشيوعيون والإسلاميون لصد مشاريع التوطين ومجابهة الاحتلال الإسرائيلي في الخمسينيات، ومنها انطلق مؤسسو حركة " فتح" الأوائل، وعلى أرضها دارت أروع معارك المقاومة المسلحة في نهاية الستينيات ومطلع السبعينات... ومن هنا، لن يغفر التاريخ لمن لا يسعى لأن تكون دماء ضحاياها الغالية وبطولات مقاوميها البواسل في هذه المواجهة الأخيرة محطة رئيسية على طريق دحر الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية




ليس انتصاراً أن يفقد الشعب الفلسطيني في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة 2200 شهيد وشهيدة تقريباً، ويسقط له نحو 11000 جريح وجريحة، وتُدمر له عشرات آلاف المنازل والمدارس والمساجد والمرافق العامة، ويشرّد نصف مليون من أبنائه وبناته تقريباً.
انتصار هذا الشعب الحقيقي تمثّل فقط في كونه رفض أن يستسلم وأن يكون شعباً مهزوماً.
لقد حددت حكومة اليمين القومي والديني في إسرائيل أهدافاً معلنة لعدوانها الأخير على قطاع غزة، صرّح بها رئيس هذه الحكومة ووزير حربه. وهذه الأهداف تطوّرت من إعادة الهدوء والاستقرار الأمني عبر وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية، لتصل إلى تدمير الأنفاق، وتوجيه ضربة قوية إلى حركتَي "حماس" و"الجهاد"، ثم إلى نزع سلاح المقاومة في غزة. أما هدف إسقاط سلطة "حماس" في القطاع، فلم يكن مطروحاً خشية " انفلات الوضع وانتشار الفوضى "، من جهة، والرغبة في الحفاظ على الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، كي تستمر الحكومة الإسرائيلية في الزعم، أمام العالم، بأنها عاجزة عن التوصل إلى تسوية مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي " لا تمثل سوى جزء من الفلسطينيين "، من جهة ثانية. وأضاف بعض المحللين العرب إلى هذه الأهداف، هدف استعادة قوة الردع التي فقدها الجيش الإسرائيلي في أعقاب عدوانه على لبنان في صيف سنة 2006 .
بيد أن الهدف الحقيقي لهذا العدوان، والذي لم تعلنه الحكومة الإسرائيلية صراحة هذه المرة، كان كسر إرادة الشعب الفلسطيني في المقاومة، ومنعه من الاستمرار في نضاله من أجل حقوقه الوطنية، وصولاّ إلى فرض الاستسلام عليه . وهذا الهدف، الذي لم تتخلَ عنه في الواقع الحركة الصهيونية منذ نكبة 1948، تبيّن بوضوح خلال الاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية في سنة 2002، في إطار العملية التي أطلقوا عليها اسم " السور الواقي ". فخلال تلك العملية، صرّح رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك، ووزير الحرب حالياً، موشيه يعلون، أن المطلوب هو "كي الوعي الفلسطيني"، كي " يعرف الفلسطينيون في أعماق وعيهم أنهم شعب مهزوم". ويستعيد الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي يهودا شاول، الذي شارك في عملية "السور الواقي"، أقوال موشيه يعلون هذه، فيكتب في مقالة له بعنوان: "إسرائيل تهاجم، بينما هي تزعم أنها تدافع: التدخل في غزة لن يحل شيئاً" ("لوموند"، باريس، 23 تموز/ يوليو 2014، ص 17): "كان موشيه يعلون، في سنة 2002، رئيساً لهيئة الأركان، وطالبنا بالعمل على " كي الوعي الفلسطيني"، وأرسلنا، من أجل تحقيق ذلك، لمعاقبة السكان الفلسطينيين، من منطلق القناعة بأن المدنيين لن ينتفضوا إذا تعاملنا معهم بوحشية، وعلى اعتبار أن الوعي الذي نكويه سيغدو وعياً هلعاً ". ويتابع: " وفي إطار هذا "الردع"، تعاملنا مع كل فلسطيني على أنه عدو، وعلى أنه هدف مشروع كي نهاجمه. وكان علينا أن نرهب السكان المدنيين كي يشعروا بأنهم تحت سيطرتنا. وكنا أحياناً "نردع" الإرهاب من خلال فرض عقاب جماعي على فلسطينيين أبرياء ". وهكذا، صار تعبير "كي وعي الفلسطينيين" يعني، في الدعاية الصهيونية، كسر إرادة المقاومة لديهم، وإلحاق هزيمة معنوية دائمة بهم، من خلال نشر ثقافة الرعب والخوف بين صفوفهم، وإشعارهم بالعجز الدائم.
أما الوسيلة التي استند إليها الجيش الإسرائيلي لتحقيق هذا الهدف، فراحت تتبلور شيئاً فشيئاً، منذ العدوان الإسرائيلي في سنة 2006 على لبنان، لتتخذ شكل عقيدة عسكرية قامت على أساس توجيه قوة تدميرية هائلة إلى مواقع "العدو" تكبده خسائر بشرية ومادية كبيرة جداً، وذلك استناداً إلى تجربة الدمار الهائل الذي ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية في تلك السنة. والواقع، أن هذه العقيدة، التي صار اسمها: "عقيدة الضاحية"، ليست جديدة، وإنما هي قديمة قدم بدايات تنفيذ المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، والذي لم يستهدف التدمير المنتظم لهوية الفلسطينيين السياسية فحسب، بل استهدف أيضاً تدمير جميع مقوماتهم المجتمعية: قراهم، ومدنهم، وبيوتهم، وبناهم التحتية، واقتصادهم وثقافتهم، وهو ما أطلق عليه بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان، منذ أعوام، مصطلح Suicide ، الذي يمكن أن نعرّفه بالإبادة المجتمعية.




* توهمنا أنه "اتفاق سلام"*


فمنذ توقيع ما توهمنا أنه "اتفاق سلام" في أوسلو، قام الجيش الإسرائيلي بشن خمس حروب على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين. وكانت كل واحدة من هذه الحروب، في نظر حكام إسرائيل، بروفة للحرب القادمة، وليست استمراراً للسياسة بطرق أخرى، وذلك استناداً إلى قناعة مترسخة لدى هؤلاء الحكام، فحواها أن الصراع مع الفلسطينيين هو صراع وجودي لا حل له، وهو ما أعلنه صراحة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل نحو عامين في حوار مغلق مع كُتّاب إسرائيليين، نظمته صحيفة "هآرتس"، وذلك عندما سأله الكاتب والسينمائي إتغار كيريت عن الحل الذي يتصوره للصراع في الشرق الأوسط، فقدم نتنياهو "جواباً طويلاً، تطرق فيه إلى التهديد النووي الإيراني وإلى حالة عدم الاستقرار التي يواجهها العديد من الأنظمة في المنطقة"؛ وأمام إلحاح الكاتب على ضرورة الحصول على رد واضح منه، اعترف نتنياهو – كما يكتب كيريت- بأنه "لن يفعل شيئاً لحل هذا النزاع، لأنه نزاع لا يمكن حله" (اتغار كيريت "الشرق الأوسط: كلمات التهدئة"، "لوموند"، باريس، 13-14 تموز 2014، ص 16).
وكي يبرر حكام إسرائيل حروبهم المستمرة هذه على الشعب الفلسطيني، لجأوا، في دعايتهم، إلى نزع إنسانية هذا الشعب، وإلى ترويج مقولة فحواها أن هناك رؤيتين للعالم تتواجهان في هذا الصراع: فمن جهة، هناك رؤية تستند إلى " ثقافة الموت، وتمجيد الشهادة، والاستمتاع بقتل العدو بقنبلة بشرية"، ومن جهة أخرى، هناك رؤية تقوم على "ثقافة الحياة، وحماية السكان". وعليه، فإن الفلسطيني يجسد "الشر"، لأنه "يخزن السلاح في البيوت والمساجد "، و" يستخدم المدنيين لحماية الصواريخ"، خلافاً للإسرائيلي الذي يجسد "الخير"، لأنه "يحذر سكان البناء قبل مهاجمته وتدميره"، ولأنه "يستخدم الصواريخ لحماية المدنيين".
وبهدف تحقيق "الإجماع القومي" على هذا الموقف من الفلسطينيين، كان لا بد من السعي لتدجين وسائل الإعلام الإسرائيلية التي ما عادت تحصل على المعلومات إلا من مصدر واحد هو الناطق العسكري، والتي صارت تعتمد على "دليل سري"، يحتوي، بحسب الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، "على إرشادات للمتحدثين الرسميين الإسرائيليين لمساعدتهم على إخفاء الحقائق بلباقة وذكاء أمام الرأي العام" (صحيفة "إندبندنت" البريطانية، نقلاً عن موقع "الجزيرة نت"، 28 تموز 2014).
وأظهر العدوان الإسرائيلي على غزة تناغم بعض الحكومات والأجهزة الإعلامية في الغرب مع هذه الدعاية الصهيونية من خلال مقولة "دفاع إسرائيل المشروع عن نفسها"، عند بدء العدوان، ثم من خلال مقولة " عدم تناسب الرد الإسرائيلي مع الهجوم الفلسطيني"، أو مقولة "الرد الإسرائيلي المفرط"، مع انكشاف الفظائع التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، متجاهلة – أي هذه الحكومات وأجهزة الإعلام الغربية- حقيقة أن إسرائيل هي دولة الاحتلال التي تفرض حصاراً قاسياً مستمراً على قطاع غزة، بحيث أنها حوّلته إلى سجن كبير لمليون ونصف مليون فلسطيني تقريباً (انظر: سيرج حاليمي، "مسألة "توازن""، " لوموند ديبلوماتيك"، باريس، آب/ أغسطس 2014، ص 1).





*وماذا عنا نحن؟*


مما ورد اعلاه نرى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تكن حرباً على حركة " حماس"، وإنما على المقاومة الفلسطينية في غزة، وذلك في سياق الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني كافة. بيد أن هذه الحقيقة تجاهلتها للأسف، في خضم المعركة الدائرة على صعيد الإقليم ضد ما يسمى بـ "الإسلام السياسي"، بعض الأنظمة العربية، والأخطر أن عدداً من المثقفين العرب تجاهلها، ومنهم الصحافي والروائي الجزائري كامل داود الذي، بحسب ما ينقل عنه محمد محمد قاسيمي، أعلن في تبريره عدم تضامنه مع المقاومة في غزة لأنها "إسلامية"، أنه "لن يتضامن مع تضامن يبيع [الناس] نهاية العالم وليس بداية العالم، ويرى الحل في الإبادة وليس في الإنسانية، والذي يحدثنا عن الدين وليس عن الكرامة، عن الملكوت السماوي وليس عن الأرض الحية " (محمد قاسيمي، "كيف تتضامن مع الفلسطينيين من دون الخضوع لنزعة قبلية" ("لوموند"، باريس، 26 تموز 2014، ص 16).
لنفترض جدلاً أن العدوان الإسرائيلي على غزة استهدف حركة "حماس" وحدها، فهل هذا يبرر الموقف المخزي الذي وقفه بعض الأنظمة العربية وبعض الكتاب والصحافيين العرب بذريعة "إسلامية" هذه الحركة؟!
لقد كان الدين ملهماً لكثير من حركات التحرر المناهضة للاستعمار في العالم، بما فيها حركة التحرر الوطني الجزائرية، قبل ولادة "حماس" بأعوام عديدة. ومع أن "حماس" تعلن، حتى في اسمها، طابعها الإسلامي، إلا أنها، في الأساس، جزء من الشعب الفلسطيني، وهي لم تحظَ بمثل هذا التأييد الكبير في صفوف هذا الشعب سوى لكونها نجحت في أن تطير، منذ نشأتها، بجناحين: وطني، أولاً، وإسلامي، ثانياً. ومع أن المرء قد يختلف، كل الاختلاف، مع برنامجها الاجتماعي، ومع بعض ممارساتها، ومع تدخلاتها في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، غير أنه لا يستطيع أن ينكر طابعها الوطني ودورها الفاعل في مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال.
وبمناسبة الحديث عن الممارسات الخطأ، أود أن أشير إلى أن مشهد إعدام "العملاء" على أرصفة الشوارع في قطاع غزة، ومن دون محاكمة، على يد بعض مقاومي "حماس"، كان مشهداً منفراً – وإن جاء رداً على اغتيال قادة "القسام" الثلاثة- وهو يصب في خدمة دعاية الاحتلال الصهيوني الذي يخشى أكثر من أي شيء آخر إبراز الفلسطيني لإنسانيته، وتفوقه الأخلاقي على عدوه.





*بعد أن انقشع الغبار*


لقد أدرك الشعب الفلسطيني بحسه الفطري، ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي الأخير، أن هذا العدوان يتجاوز، في الواقع، قطاع غزة، ويستهدف القضية الوطنية الفلسطينية برمتها، ولهذا هبّ سريعاً للتضامن مع المقاومة في غزة، بأشكال نضالية متعددة، في الضفة الغربية وفي مناطق 1948، مثبتاً بذلك تمسكه الحازم بوحدته. بيد أن هذه الوحدة التي عبّر عنها الفلسطينيون لم تنعكس، على ما يبدو، على صعيد قوى المقاومة، وذلك على الرغم من اتفاق المصالحة، الذي وقع في غزة في 23 نيسان 2014، وإعلان حكومة التوافق الوطني، وتشكيل الوفد الفلسطيني الموحد إلى مفاوضات القاهرة. والدليل على ذلك هو عودة الخلاف إلى البروز بين حركتَي "فتح" و "حماس"، وتصاعد التراشق الإعلامي بينهما.
ولكي لا يؤدي استمرار هذا الخلاف إلى تبديد جميع الإنجازات التي حققتها المقاومة، وأولها الصمود ورفض الاستسلام في وجه هذا العدوان، بات من المطلوب دعوة الإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي اتُفق عليه في اتفاق القاهرة في أيار/ مايو 2011، إلى الانعقاد بأسرع وقت، بحضور ممثلي حركتَي "حماس" و "الجهاد الإسلامي"، من أجل أن يضطلع بدوره كقيادة تعبّر عن الشراكة الحقيقية لمختلف مكوّنات حركة المقاومة الفلسطينية؛ قيادة تتجنب الوقوع في شباك المحاور العربية والإقليمية، وتستثمر حالة النهوض الوطني التي خلقها صمود المقاومة في غزة، بما يضمن تعزيز نضال الشعب الفلسطيني من أجل رفع الحصار بصورة كاملة عن قطاع غزة، وإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، والمضي قدماً على طريق الانفكاك من أسر التزامات "اتفاق أوسلو"، وتكريس الاعتراف بدولة فلسطين، وتأمين انضمامها إلى بقية المعاهدات الدولية، وعلى الأخص معاهدة روما الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية، ودعوة المجتمع الدولي إلى عقد مؤتمر دولي يحدد سقفاً زمنياً لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من أراضيها، ولا سيما بعد أن ثبت أن المفاوضات الثنائية الفلسطينية –الإسرائيلية، والتي تدور منذ أكثر من عشرين عاماً برعاية أمريكية، لم تفضِ سوى إلى نتيجة واحدة هي تكريس احتلال إسرائيل، وتوسيع استيطانها على أرضنا، وزيادة وحشية اعتداءاتها على شعبنا.
وإذ يتفهم الشعب الفلسطيني، في نضاله من أجل هذه الأهداف، انكفاء الشعوب العربية، في هذه المرحلة، على مشكلاتها وأزماتها الداخلية، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، في ظل تزايد مخاطر تفكك وحدة كياناتها، وتذرر نسيج مجتمعاتها، بعد أن راحت الهويات الجزئية، الطائفية والمذهبية والمناطقية، تتغلب على الهوية المركزية الوطنية، ولا يطلب منها أن تقدم له من التضامن أكثر مما هي قادرة عليه، فقد بات في إمكانه الاستناد، اعتباراً من الآن ، إلى تعاطف دولي لم يسبق له مثيل، جعل فلسطين تحتل اليوم في العالم – كما كتب الصحافي الفرنسي آلان غريش- المكانة المركزية التي احتلتها فيتنام خلال الفترة 1960-1970، وجنوب أفريقيا في السبعينيات والثمانينيات.
فحركة التضامن الواسعة هذه مع الشعب الفلسطيني، والتي شملت مختلف مدن العالم ، فتحت آفاقاً جديدة أمام حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل، والتي أطلقتها 172 منظمة فلسطينية، في سنة 2005، مقترحة فرض عقوبات على حكومة الاحتلال، إلى أن تحترم القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وكانت هذه الحملة قد عرفت تطوراً بارزاً في الأعوام الأخيرة، حتى إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تخوف علناً، في تصريح أدلى به في مدينة ميونيخ في 1 شباط 2014، من أن تؤدي هذه الحملة إلى عزل إسرائيل وإلى نزع الشرعية عنها. كما رأت فيها السلطات الإسرائيلية "تهديداً استراتيجياً" لإسرائيل، إذ كرس لها بنيامين نتنياهو ربع وقت الكلمة التي ألقاها، في 4 آذار 2013، أمام منظمة اللوبي الأمريكي المناصر لإسرائيل "أيباك"، وخصص لها، في حزيران 2013، اجتماعاً لحكومته المصغرة، وكلف وزيره للشؤون الاستراتيجية بوضع خطة متكاملة لمواجهتها.
لقد كانت غزة على مر مراحل تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة منبعاً للمقاومة والصمود؛ ففيها تحالف القوميون والشيوعيون والإسلاميون لصد مشاريع التوطين ومجابهة الاحتلال الإسرائيلي في الخمسينيات، ومنها انطلق مؤسسو حركة " فتح" الأوائل، وعلى أرضها دارت أروع معارك المقاومة المسلحة في نهاية الستينيات ومطلع السبعينات... ومن هنا، لن يغفر التاريخ لمن لا يسعى لأن تكون دماء ضحاياها الغالية وبطولات مقاوميها البواسل في هذه المواجهة الأخيرة محطة رئيسية على طريق دحر الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتصار الحق
محمد عبعوب ( 2014 / 11 / 10 - 10:10 )
إنه الانتصار الحتمي للحق.. لن يدوم الباطل مهما امتلك من قوة غاشمة.. وسينتصر الانسان الفلسطيني نصرا نهائيا على هذا الباطل مهما طال الزمن او قصر..

اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال