الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرامتنا فوق اي اعتبار ؟

عباس كامل

2014 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر كرامة الانسان اهم الاساسيات في حياة الفرد , الفرد يشعر بحالة الشعور المطمئن عندما يشعر ان كرامته مصانة وفوق كل الاعتبارات والميول , لذا فأن كرامة المواطن العراقي هي شرفه وقيمه وتراثه , ماضيه وحاضره ومستقبله , هي حياته المقدسة التي لاتعبر عليها حوافر الخيول وهي احد اهم اركان الوجود الانساني في الكون , وان من البديهيات ان يشعر المواطن بالاطمئنان عندما يشعر ان القانون يحميه ويصون تلك الكرامة وبعدها تأتي مراحل عديدة اهمها توفير الخبز وحريته في الحياة ضمن منطلق الحياة الحرة التي لاغبار عليها ولا يحديها شيء غير القانون الانساني الذي بموجبه تكفل الحياة الحرة لكل مواطن ومواطنة ومواصلة دربه في حياة مستقرة وهانئة , اليوم حيث في العراق فأن تلك الخصيصة قد تعدى على قدسيتها وشعر المواطن هنا في العراق بأن كرامته التي لايملك غيرها بعد فقدان الخبز والحرية قد تعرضت الى وعكات وانتكاسات بل وفقدت في احسن الاحوال , فهل يقبل العقل البشري بتلك التجاوزات المقصودة والغير منطقية بتجاهل كرامة انسانية لا قبلها ولابعدها شيئا ..

اليوم فأن الوضع في العراق قد تدهور وبشكل رهيب ولاسابق له واعتقد جازما ان اي قائد ديكوري ولا بطل همام وفق المنظور العروبي والقومي بأن حظه سيلحقه بألانتصارات ويسجلها له تأريخ حافل بالانتصارات الوهمية للقوى القومية و العروبية والعشائرية التي غمست يداها وعلى مر السنين بالحروب المفتعلة واللامدروسة سلفا وادخلت المنطقة بحروب نعاني منها الى يومنا هذه , القومية العربية والتجارة في قضية فلسطين والقدس واحتلال الكويت ليلا من قبل الاساوش البعثيون والحملات الايمانية وقطع رؤوس النساء وبتر الاذن للجنود الهاريين من الجيش العراقي والاعتداء على طالبات الجامعات واغتصابهن من قبل اولاد القادة والرؤساء وزج المعارضين ولو تفوهوا بكلمة واحدة مقصودة او غير مقصودة وهذه كلها تعتبر مخلفات وتركة ثقيلة لايمكن ان ننساها لانها في صميم الكرامة الانسانية التي داسو عليها اولئك الدمويون من قوميون وبعثيون ابتلت المنطقة بهم بلاء لانظير له , واليوم فأن نفس الاستعراضات تلك قد دخلت ومن باب اخر وهو باب الاسلام السياسي وهذا الباب قد انفتح بكل ما اوتي من قوة من مال وسلاح ودجل وشعوذة وكذب وافتراء وارتكاب والقائمة طويلة ومانتج عن هذا الباب الاسلامي باب التقوى المزيفة وباب التجارة المربحة لرواجه ورجال اعماله بحيث شنت هذه القوى الاسلامية اعتى الغزوات بحق الانسان وكرامته وحياته ووجوده وما هذه العصابات المسماة بداعش الا نتاج لهذا السلوك المتحجج بلباس العقيدة الاسلامية وسطوتها على البشرية بالسيف وقطع الرؤوس والمدجج بكل الاسلحة والادوات التي ترهب الانسان وتدوس على كرامته الانسانية وتغتصب وجوده وتبتلع كل حياته وماضيه وحاضره ومستقبله وتقتله دون رحمة او ذنب يذكر سوى انه انسان يعيش على هذا الكوكب التي لم يعد يتحملنا من شدة العذاب , عذاب الانسان لأخيه الانسان وفنيه تماما من قائمة الوجود تحت مسميات ومفردات رهيبة وغيبية هي بالاساس من صنع قوى ارهابية مجرمة وحقيرة اجتمعت من اجل كنس كل القيم والمفاهيم الانسانية وذبح الانسان من الوريد الى الوريد ..

وبعد وما تم ذكره هل نستعجل ونقول ان كرامة الانسان انتهت بقتله , طبعا لا فهي تنفقد يوميا حتى بقوته اليومي ورزقه ومعيشته والتجاوز عليه من قبل رجالات البوليس القمعية اضف الى ذلك سرقة امواله وثرواته امام عينه وموته جوعا بسبب سياسة اللا مبالاة من قبل السلطة وعدم وجود سياسة ترعى احقية الانسان من ثرواته المتوفرة امامه وسرقة جهده والاستيلاء على مكتسبات وحقوق المواطنين وخاصة العمال منهم تلك الشريحة التي تمثل ال 99 % من المجتمع والتي تنتج يوميا وتكد من اجل لقمة العيش وهذا مايسمى ( العمل الماجور) لان العامل لايملك غير قوته ليبيعها وتذهب الارباح الى اصحاب العمل لتنتفخ كروشهم اكثر فأكثر دون الشعور ومراعاة العامل الذي لايملك شيئا وتسحق كرامته قصدا من قبل تلك الحفنة الرأسمالية التي لايهمها غير الربح على حساب معاناة و فقر وسعادة وجوع الملايين من الفقراء والمحتاجين في المجتمع , اذن فأن الكرامة الانسانية هي الاساس من كل هذا وهي المفهوم الاكثر اتساعا من اي موروث اجتماعي او ديني وهذه الكرامة ان ذهبت فسيذهب معها الانسان وتذهب معه كل قيمه ومواقفه وحياته الى حيث لانعلم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان