الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسهامات ماوتسى تونج حول المادية الديالكتية -1-

وليد فتحى

2014 / 11 / 11
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


فى كتابه الهام (فى الممارسة العلمية ـأوـ العلاقة بين المعرفة والعمل)والذى نشر عام 1937م يؤكد ماوتسى تونج أن المادية قبل كارل ماركس كان ينظر الى قضية المعرفة بمعزل عن طبيعة الأنسان الأجتماعية وبمعزل عن تطوره التاريخى وبالتالى أنعزلت المادية عن المعرفة للإنتاج والصراع الطبقى،فوعى الإنسان فى أى مجتمع مرتبط بوجوده الإجتماعى،وبالتالى أفكاره الثقافية والسياسية مرتبطه أرتباطا مباشرا بوجوده الإجتماعى.
فمعرفة الإنسان تتطور بشكل تدريجى خطوه بخطوه من مرتبة دنيا الى مرتبه عليا عن طريق النشاط الإنتاجى فى المجتمع البشرى الذى يتطور هو إيضا خطوه بخطوه..
ومعرفة الإنسان فى تكوينها لا تنفصل إطلاقا عن الممارسة العملية وبالتالى هى تبطل جميع النظريات المعرفية التى تقول إن معرفة الأنسان بمعزل عن التجربة العملية ،وهكذا قال لينين (إن الممارسة العملية أعلى من المعرفة النظرية لأنها تمتاز بصفة الشمول وإيضا بصفة الواقع المباشر)،فالمعرفة إذن تبدأ عن طريق الإدراك بالحواس ومع تزايد المراحل فى التجربة العملية يحدث تبدل مفاجئ أو قفزه فى الوعى لعملية المعرفة ذاتها وتتكون المفاهيم وهو الإدراك التام للأشياء وكلياتها وروابطها الداخلية ،وإذا مضى الإنسان على هذا النحو من الممارسة العملية لمعرفة وإدراك الإشياء فإنه سيستخدم طريقة الحكم والإستدلال وعندها سيستطيع أن يتواصل الى أستنتاجات تتفق مع المنطق وهذه هى المرحلة الثانية من المعرفة لأن المعرفة ذاتها تتطور من الرؤية العادية أو السطحية الشكلية الى الرؤية العميقة وبدرجات متزايده مع تقدم الممارسة العملية خطوه بخطوه.
فالبداية تبدأ من الإحساس بالظواهر وهذا ما يسمى بعملية الأدراك بالحواس ولكن يبدأ الإنسان تفحص الإشياء فى عمقها من خلال البحث عن النظرية أو العلم الذى يعطيه الرؤية الكامله لمعانى الإشياء وتفسيراتها الموضوعية ،فإذن النظرية وحدها تستطيع حل مسأله الجوهر ،وإن المسألتين "مسأله الإدراك بالحواس ومسأله النظرية" لا يدركوا على الإطلاق ألا بصيغه "الممارسة العملية".
فالنظريات الفلسفية التى تنادى بإستعمال العقل فقط وهو ما يسمى (المذهب العقلى)فهو يسقط من الحسبان الإدراك الحسى للإشياء وبالتالى لا يمكن الركون إليه ،ومذهبا آخر ينادى فقط بالتجربة والممارسة العملية دون الوعى أو الإدراك للأشياء وهو ما يسمى (المذهب التجريبى) فإيضا مذهبا تحريفيا لا يمكن الإعتماد عليه فى تفسير الإشياء ،لأنه فى النهاية لا نستطيع تحليل الظواهر إلا بإدراكه على المستوى العملى ولكن لابد إيضا إدراكه بالحواسه ومحاوله كشف تناقضاته وتفسيراته الإقتصادية والإجتماعية عن طريق نظرية ثورية تؤكد صحه ما تم التوصل اليه من نتائج حسية عن طريق الممارسة العملية ،فإستعمال المذهبين مع بعضهما البعض فكلا من المذهب العقلانى والمذهب التجريبى فهو مايسمى المذهب المادى التجريبى أو المذهب المادى الديالكتيكى فى نظرية المعرفة،فكثيرا من النظريات الإجتماعية أصبحت خاطئة لمجرد أختبارها بالممارسة العملية ،فإذن يصور ماوتسى تونج الممارسة العملية هى مقياس المعرفة وبالتالى الحقيقة،ولكن مع وضع فى الإعتبار أن مجموع الحقائق النسبية التى لا حصر لها تشكل الحقيقة المطلقة وبالتالى الحقيقة يتم أكتشافها عن طريق الممارسة العملية،فالأنطلاق من المعرفة الحسية وتطورها بشكل تدريجى الى المعرفة العقلية تتم عن طريق الممارسة العملية الثورية بشكل متكرر لأنه سينتج تكرار المعرفه برؤية متكامله أكثر من الإولى لمجرد تكرار نفس الصيغه من الممارسة العملية ،فهذه هى النظرية المادية الديالكتية عن المعرفة أو عن وحده المعرفة والعمل التى أوردها ماوتسى تونج.
ومن ناحيه أخرى أورد ماو فة ورقه العمل "كيف نحلل الطبقات فى الريف" فى شهر أكتوبر عام 1933م أثناء أجتماعه مع رفاقه فى الحزب الشيوعى الصينى ،فقد قسم الطبقات فى الريف الى خمس طبقات متباينة تبعا للملكية والمستوى الأقتصادى وأدوات الإنتاج فمن أولا:المالك" وهو مالك الإرض الزراعية الذى يملك ويعيش على إستغلال الفلاحين ولا يشترك على الإطلاق فى أى من الإعمال الجسمانية الشاقة أو لربما يسهم فى حدود ضيقة جدا فى أعمال غير رئيسية لسير العمل وبالتالى فهو يكسب المال عن طريق ريع الأرض أو أستغلاله للفلاحين الذين يعملون فى الأرض الزراعية مقابل طعامهم أو أجرا زهيدا"وثانيا: الفلاح الغنى " وهو بصوره عامه يملك الأرض الزراعية ولكن بعضهم يستأجرون الأرض أنما هم يمتلكون وسائل الانتاج ورأس المال،وهو يعتمد بشكل رئيسى على أستغلال الفلاحين الفقراء والعمالة الزراعية ويشكل مصدرا رئيسيا فى تكوين أكتناز رأس المال"، وثالثا: الفلاح المتوسط "وهو يملك بصورة أساسية الأرض ولكنه يزرع ويحصد ويعتمد على عمله الخاص فى الأرض بصورة رئيسية وهم على العموم لا يستغلون غيرهم من يبيعون قوه عملهم بل هم أنفسهم لا يعملون عند أحدا"، ورابعا: الفلاح الفقير "فهو يبيع جزءا صغيرا من قوه عمله لمالك الأرض أو يبيع كل قوته لصالح المالك" ، خامسا: العامل الزراعى" فهم الفلاحون الأجراء وهم على العموم لا يمتلكون الأرض الزراعية على الأطلاق ولا أدوات أنتاجية ويعيشون بصورة مطلقة على بيع قوة عملهم لمن يمتلك وسائل الأنتاج ورأس المال ".
ومن ناحية أخرى قدم ماوتسى تونج ورقه عمل (ضد عبادة الكتاب) عام 1930م فهو يقول "هؤلاء الدوجما الذين لا يرأوون الواقع العملى فهم لا يستطعون حل مسأله ما ..لأنهم لا يربطون المعرفة بالواقع العملى "فهو دائما ما كان يطالب رفقائه فى الحزب أن يطرحوا جميع الأسئلة وحول كل شئ ،وأن النظرية المادية الديالكتية ما هى الى كشاف لبدء اول الطريق ولكن لابد من أستعلام الطريق بأدوات أكثر مرونه دون دوجما أو ما يوصفه (عباده الكتاب)..
وفى ورقة عمل أخرى قدمها الرفيق ماوتسى "ضد القوالب الجامده فى الحزب" فى 8 فبراير عام 1942م الى الرفاق فى الحزب الشيوعى الصينى حيث نقد كثيرا أصحاب الأصوات والكلمات الجوفاء والطويلة والعقيمة الخاويه فى كتابة المقالات أو الكتب التى تشمل كلمات كثيفة بلا مضمون،فهو يدعو الى دراسة جميع الظواهر والإشياء بقوانين المعرفة والتناقض والديالكتيك المادى عن طريق ربطها بالواقع العملى وبإحتياجات الناس ومطالبهم العامه،فالأشتراكية عموما هى مرتبطة بالطبقة العاملة وليست بالمثقفيين والبرجوازيين وبالتالى لابد أن تصبح المقالات والكتب التى تصدر الى الطبقة العامله أن تكون بلغه مفهومه وليست مقعرة بلا هدف ولا مضمون حتى لا نخطئ الطريق كما فعل عدد من المفكرين الذين أبتعدوا عن الناس وعندها أندمجوا مع معسكر الثورة المضادة وتواجهات ضد الشعب وأهدافه الاقتصادية والإجتماعية،وأورد الرفيق ما وتسى تونج تحركات لينين أثناء المظاهرات والأنتفاضات العمالية فى مدينة بطرسبرج الروسية حيث كانت المنشورات والبيانات الثورية تكتب بلغة واضحه بأهداف واضحة للعمال فهى تفضح حقيقة وبشاعة أضطهاد العمال من قبل الملاك وأصحاب المصانع ويشرح فيه وبشكل واقعى أن العامل يصل ساعات عمله فى ظروف غير أنسانية الى 14 ساعه يوميا فى عمل مرهق شاق غير أنسانى،ويحرض العمال فى المطالبة بحقوقهم الأقتصادية والأجتماعية فى نفس الوقت التى تطالب فيه المنشورات الثورية بمطالب سياسية مناسبة تبعا للظروف والواقع الراهن فى ذاك الوقت..
ولماوتسى ورقه أخرى تسمى(ضد الليبرالية)عام 1937م وهو حتما يقصد المذاهب والمبادئ التحريفية داخل النظريات الأقتصادية والأجتماعية الأشتراكية وهو ما سماها بالتحريفية الليبرالية لانها تخدم الأستعمار وقوى الأمبريالية وأمراء الحرب والرأسماليين وبقايا الأقطاع ومن أبرز ما اورده الرفيق ماوتسى فى وجود صبغه ليبرالية فى داخل الفكر الأشتراكى العلمى هو ما تشتهر بها الليبرالية من الأنتهازية والأنقياد وراء الرغبات الذاتية ضاربا عرض الحائط بمصالح المجتمع ككله ،وأنهم ينتقدون من وراء الظهر لأنهم جبناء غير مؤهلين برؤية ثورية فى كشف الحقائق وتقديم المقترحات والنقد الواضح لمواجهه القرارات الخاطئه التى تقف ضد الشعب،فالثورى الذى يؤمن بالمذهب المادى الديالكتيكى فهو حاسم وقاطع لمواجهه الجميع من أجل مصالح الطبقة العاملة فهو يدعو الى الثورة والأنتفاضة بشكل مستمر ولا يدعو الى الأعتصام والصمت والثرثرة دون أى فائدة"الليبرالى" ،والليبرالى هو من يضع مصالحه الشخصية فوق كل أعتبار وفى المرتبة الأولى،وهم من يعتبرون المبادئ الماركسية هى عقائدة جامدة مجردة وبالتالى نجد أفعالهم ليبرالية منحطه وأنتهازية على الرغم من أدعائهم الماركسية ،فيوصف ماوتسى تونج الليبرالية بأنها مظهرا من مظاهر الانتهازية والعفن !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري