الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذب المصفط وصدك المخربط

مفيد بدر عبدالله

2014 / 11 / 11
المجتمع المدني


الهروب من مواجهة المجتمع، والحصول على مكاسب مادية غير شرعية من بين مقاصد كثيرة يبتغيها الكذابون من كذبهم أضافة لأسباب أخرى لا يمكن حصرها، يختلقون قصصا غير واقعية للصول لأهدافهم، وتتفاوت قدراتهم على الكذب، بعضهم تجري الاكاذيب على السنتهم وكأنها الحقيقة، لذكائهم وتمرسهم حتى يصعب على السامع تميز كلامهم (جذب مصفط)، فيما يعجز صادقون عن سرد قصص حقيقية مرت بهم أو طرح مشكلاتهم بعبارات منسقة مقبولة من السامعين.
أستعان البعض مضطرا- من غير المنتسبين لعشائر- بهؤلاء للدفاع عنهم بعد سقوط النظام عام 2003 لحل النزاعات أثناء الفوضى التي أعقبت تشكيل الحكومة، لم يكن طالبهم يجد عناء حين يبحث عنهم، يجلسون في مقاهي خاصة ولهم أسعار تتناسب وقدراتهم على التلاعب بالألفاظ واقناع جمهور الحاضرين، سمعت احدهم يوما وانا جالس في المقهى يطالب بزيادة أجره فيقول لمستأجره" انا قادر على أن الوك الحق واجعل منه باطلا، والوك الباطل واجعل منه حقا"، أن عبارته النتنة، تعني بانه مراوغ وكذاب وهو آفة اجتماعية خطيرة، لكن تأثيره يبقى محدودا، فهناك أكاذيب أعم وأشمل، نسمعها يوميا في الاعلام، وضررها السلبي يمس الملايين، تتعامل بمعايير مشابهة لمعايير كذاب المقهى المأجور، قادرة على دس السم في العسل، وتتلاعب بالعبارات بما يتلاءم ومصالح جهاتها الممولة، وتهول اي حدث مهما كان بسيطا، وتعظم قوى وتحجم القوى أخرى بذكاء خارق فتنطلي اكاذيبها على الملايين لسبب مهم وهو أن كذبها من نوع (الجذب مصفط) ، كلام منسق مرتب يقف خلفه خبراء متخصصون بعلم النفس الاجتماع وعلوم أخرى تعنى بالقدرات العقلية للمتلقي ومستواه الثقافي وطبائعه الاجتماعية، ويسبق الكذب بدراسات دقيقة وشاملة للأحدث المحيطة بالمستهدف من الكذب، حتى أضحى أعلامهم من القوة والتأثير الكبيرين ما يجعله يتفوق تفوقا ساحقا على الاعلام المضاد والذي يكون "هزيل الغير فاعل" رغم مصداقيته (صدك مخربط)، لذا يتوجب علينا ان نولي الاعلام أهمية كبيرة وندعمه بقوة، ليكون أداة فاعلة في مواجهة الاخطار المحدقة بنا، ويفضح الاكاذيب التي يروجها أعدائنا.
يقول العلماء الاجتماع بان عدم تطابق روايتين حول حدث معين، هو دليل على كذب قائلها، لسبب منطقي، فذاكرة الانسان تختزن صور للأحدث التي مرت بها، وعليه فان الرواية الحقيقية حول حدث ما واحدة كونها ترتبط بصورة الحدث، ولو تحدث بها عشرات المرات فعباراته ستتطابق حتما، لكن الكذاب لا يستطيع الادلاء بعدة روايات مطابقة حول نفس الحادثة المختلقة من وحي خياله، وهذا ما حدا بالجهات المسؤولة عن استقبال اللاجئين في كثير من البلدان الغربية للاستفادة من هذه المعلومة للتحقق من مدى مصداقية ادعاءات طالبي اللجوء، يتم توجيه أسئلة متعددة لطالب اللجوء وتسجيل أجوبته، وبعد فترة يتم مطابقتها مع أجوبة أخرى لذات الاسئلة، لكن طالبي اللجوء- سيما العراقيين- صاروا أذكى بعد شيوع خبر هذه الفكرة، حيث يقومون بتسجيل صوتي لأجوبتهم- على هواتفهم النقالة في الغالب- حال خروجهم من غرفة التحقيق ومن ثم يحفظونها على ظهر قلب، ليدلون بها في الاستجوابات الاخرى، وبذلك توافق اللجنة على قبولهم ظنا منها ان طالبي اللجوء صادقون في كل ما يقولون ولا يدرون بان بعضهم مرروا عليهم (جذب مصفط).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا


.. اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة الرشوة




.. هل ستطبق دول أوروبية نموذج ترحيل طالبي اللجوء؟ | الأخبار


.. تقرير أممي يبرئ -الأونروا- ويدحض ادعاءات حكومة نتنياهو




.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟