الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوزير الجديد والمربد المقبل

حسين رشيد

2014 / 11 / 12
الادب والفن



ها قد اسدل الستار عن مهرجان المربد، وما رافقه من احداث مثل كل دورة، لكن ما حدث في هذه الدورة، من اخفاقات وتجاوزات عدة، على الوزير الجديد الوقوف عندها والبحث فيها جيدا. وسماع كل ما يقال ويكتب، مع تشكيل فريق، او لجنة لمتابعة الأمر منذ اللحظة الاولى لاعلان المهرجان، واثناء انعقاده وختامه، وكل ما نشر وينشر في الصحف والمجلات ومواقع الكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي؛ للخروج برؤية تمكن الوزارة والوزير الجديد من اقامة مهرجان المربد المقبل في موعده المحدد، والذي نتمنى ان يكون في الشهر الثالث من كل عام؛ ولاسباب عدة اهمها نبتعد عن شهر نيسان ومناسباته البعثية الصدامية. بعد سيل الانتقادات التي وجهت لدورة مهرجان المربد الاخيرة، تأتي اهمية مطالبة السيد الوزير الجديد فرياد راوندزي، بضرورة تشكيل لجنة عليا برئاسته، وعضوية اعضاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وممثلين عن اتحاد ادباء البصرة، تقوم بالاعداد والتحضير للمهرجان المقبل من الان، كما تقوم بتشكيل لجنة تحضيرية واخرى مالية، تعملان بشكل متصل ومنظم لوضع سياق ممنهج للمهرجان. تحديد موعد المهرجان المقبل، والذي نامل ان يكون بالشهر الثالث من كل عام مثلما اسلفنا. مع تسمية الأدباء المدعوين من الخارج وبشكل خاص منهم الأدباء العراقيين، وإرسال الدعوات لهم مع تأمين حجز التذاكر؛ كي لا نقع في مطب كل عام ويتعذر على ادباء كبار عدم الحضور والمشاركة بالمهرجان. اما الدعوات العربية نتمنى ان تكون جادة، وان توجه لاسماء عربية مهمة، لم تشارك في مرابد البعث وصدام، وان تكون قريبة من تطلعات وامال الشعب العراقي، مع اهمية ان يكون سكن الضيوف جميعا، وحتى كادر الوزارة في الفنادق ذاتها، ولا يفضل احد على احد. مع ضرورة اختيار هذه الفنادق بشكل جيد، ومن لجنة تسمى من قبل اللجنة العليا يقع على عاتقها مسؤولية اي خرق بهذا الشان. وليس كما حصل هذا العام والعام الماضي حين سكن بعض الضيوف العرب، ومنهم ادباء لا باع لهم في الادب والشعر، او مغمورون في فنادق خمس نجوم، وسكن ادباء العراق، ومن بينهم اسماء لامعة وكبيرة في فضاء الثقافة العراقية في فنادق متواضعة جدا وربما بائسة حسب تصريحات بعض الادباء الذين اضطروا الى ترك المهرجان في يومه الثاني. بالطبع اللجان الفرعية الأخرى لها دور مهم ومثمر، في العمل ومنها اللجنة الثقافية التي ستقوم بإعداد البرنامج الثقافي، من محاور نقدية وقراءات شعرية، والاخيرة بالخصوص، التي غالبا ما سببت إرباكا للمهرجان. ففي بعض الجلسات يصعد المنصة اكثر من عشرين شاعرا، وهو رقم كبير قياسا الى وقت الجلسة الشعرية، التي تسبقها دائما جلسة نقدية. من الممكن ان تقوم اللجنة الثقافية بطبع فولدر اخر، غير فولدر المهرجان. يسمى الفولدر الثقافي يضم اوقات واماكن الجلسات، وعنوان الجلسة النقدية ومن يشارك فيها من نقاد ومقرر ورئيس الجلسة، واسماء الشعراء اذين سيقرأون قصائدهم بعد الجلسة النقدية، على ان لا يتجاوز عدد الشعراء ثمانية الى عشر شعراء في كل جلسة، مع إقامة جلسة ثالثة بعد العشاء للاصوات والأسماء الشعرية الشابة والجديدة كي نحفظ هيبة الشعر العراقي. وليس كما حصل في هذا المهرجان بان كانت بعض القراءات متدنية جدا، حتى انها لا ترتقي الى مصاف الخواطر وهو ما اشار اليه الكثير من الأدباء والنقاد ممن شارك في المهرجان، ناهيك عن التكالب عن صعود المنصة وكأن الشاعر لن يكون شاعرا إلا بصعوده المنصة. و الامر ذاته يسري على الدراسات النقدية فقد تم الاشارة الى ضعف بعض الدراسات وسطحيتها، والامر هنا ناتج عن التخبط في اعداد المهرجان وتحديده موعده المتسرع واختيار المحاور وتكليف النقاد بالكتابة، حيث اعتبره البعض اسقاط فرض ومشاركة لا اكثر. الامر الاخر والذي تدور حوله الإشكالات في كل عام ايضا، هو كيفية تحديد اسماء المدعويين من المحافظات، بعض الادباء في هذه المحافظات يشكون عدم توجيه لهم الدعوة. وحين يستفسرون من رؤساء الفروع يقولون ان الدعوات جاءت من البصرة، او من المركز العام. وحين يسألونهم يقولون انها رُشحت من قبل رؤساء الفروع، وهكذا تضيع الحقيقة. علما ان عدد هؤلاء الادباء ليس بقليل، وبعضهم لم يشارك باي دورة لمهرجان المربد، وجلهم اكثر بكثير ممن شارك في دورات عدة. ولأجل فك هذا الإشكال، وعلى سبيل المثال، إن احدى المحافظات تستحق ان يمثلها عشرة ادباء في المهرجان. يتم اختيار نصفهم من قبل اللجنة التحضيرية للمهرجان، ومن تبقى منهم يرشح من قبل اتحاده الفرعي، كي لا نقع في التباس العام الحالي حين قاطعت بعض الفروع مهرجان المربد بسبب الدعوات وما نتج عنه من اشكالات. ومن الأمور الأخرى التي تحدث في كل دورة هي الفوضى والعمل غير المنظم في طريقة استقبال الوفود وايصالها الى اماكن الجلسات وتوزيعهم على الغرف وحتى وجبات الطعام الأمر الذي يخلق الكثير من الإشكالات ويهدر وقتا من الممكن الاستفادة منه في امور ثقافية اخرى لو تم احترام الوقت والضيف. الشيء الأخر هو ضرورة الاحتفاء بالثقافات العراقية الاخرى وعدم الاقتصار على نوع معين، فالثقافة السيريانية تعد من الثقافات الأولى في العراق، وقدمت الكثير من الأسماء والشخصيات الثقافية والادبية والفنية المهمة والكبيرة التي تركت بصمة واضحة في الثقافة العراقية. بالإضافة الى الثقافات الأخرى الكردية والتركمانية والإيزيدية. فللأسف الشديد فانه، ومنذ الدورة الاولى وحتى الان، لم يكن هناك محور نقدي عن هذه الثقافات. هناك ضيوف نعم، وربما سميت دورة، او اكثر، باسم شاعر، او اكثر من قوميات التنوع الثقافي الأخرى لكن هذا لا يكفي. لابد من وجود محاور نقدية تخص الثقافات العراقية الأخرى، وحتى حجم الدعوات يجب ان يكون اوسع واكبر من السابق، وان لا يهمش احد في الدورات السابقة. ختاما نتمنى ان يتم تدارك ما حصل في مهرجان المربد الاخير من اخفاقات ادارية وثقافية وفنية ومالية، اذ شكى ادباء المحافظات من عدم تسلهم اجور النقل، وحين استفسروا قيل لهم سترسل لكم بعد حين. كذلك طريقة توزيع الشهادات التقديرية فقد كانت غير لائقة ابدا، حيث تم اعطاء الشهادة فارغة وبطريقة استهانة بالضيوف، مع اختفاء الحقائب والالواح الابداعية التي توزع كل عام... والحديث لم ينتهي بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا