الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمه فى المادية التاريخية

وليد فتحى

2014 / 11 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


عندما نستخلص المعايير الجديدة والحقيقية لمعرفة التاريخ وعلاقات الأنتاج فى المجتمع فى حقب تاريخية متتابعه من القدم والى الآن فيجب أن يدرس التاريخ من جديد،وبالتالى البحث بالتفصيل ظروف تشكيلات العلاقات الأجتماعية المختلفة،ويأتى بعد ذلك أثناء البحث والتأمل والدراسة الموسعه فى العلاقات الأجتماعية وتاريخها تبعا لكل زمن فسنجد شيئا جوهريا مترابطا فى نظرية (الصراع الطبقى) وعندها تتجدد الصراعات والحروب ولكن تبعا لمسميات مختلفه فى كل عصر وزمان وعلى حسب المعايير تبعا لكل مجتمع،فدراسه المجتمعات تبعا للنظم الأقتصادية وعلاقات الأنتاج لابد وأن تتم قبل دراسه المجتمع تبعا لمفاهيم سياسية وحقوقية وجماليه وحضارية وفلسفية ودينيه ...الخ.
فالدراسه التاريخية تشمل الأقتصاد السياسى وتتبع تاريخ التجارة والصناعه والزراعه والتشكيلات الأجتماعية.
ووفقا للمفهوم المادى للتاريخ يشكل الأنتاج الأقتصادى وتجديده هو العنصر الحاسم والجوهرى فى نهاية المطاف فى العملية التاريخية عند نشوب ثورات أو أنتفاضات اجتماعية لمناهضه الظلم والأستبداد.
ومع ذلك نجد أن الوضع الأقتصادى ليس هو العنصر الأوحد الحاسم فى تلك العملية التاريخية فى أنتاج الثورات والأنتفاضات فى تاريخ البشرية وأنما هو البناء التحتى لتلك المنظومه ولذلك يوجد عناصر البناء الفوقى الذى يؤثر أيضا فى مجرى النضال التاريخى.
ولقد تم أعتماد (نظرية الحق) كمفهوم وقانون عند كافه الأقتصاديين والسياسين والمؤرخين عند كتابه فصول أو ملامح تاريخ شعب ما ،ففى أبان كل ثورة أو أنتفاضه يتم عمل تشريعات جديدة على المستوى الأقتصادى والسياسى ويقضى على الملامح الأقتصادية والسياسية القديمه ،ولكن تلك التشريعات التى تسمى بنظرية الحق ما هى الا تشريعات تتصالح بشكل مؤقت مع الظروف والمستجدات الجديدة ولكن سرعان ما تتجدد التناقضات المجتمعية مره أخرى الناجمه من تلك القوانين والتشريعات الجديدة وبالتالى تتجدد الثورات والأنتفاضات ولكن فى ظروف وزمن آخر ،ففى كل زمان ومكان توجد ضروروة سياسية لتغيير العلاقات الأقتصادية ولكن بالشكل الذى يعطى حياه للنظام الجديده ويحافظ على مصالحه فقط حتى ولو بشكل مؤقت أو أعطاء فرصه من الوقت لذاك النظام الجديد أن يشكل قواعده القمعية سواء العسكرية أو الفكرية للقضاء على أى بادرة أنتفاضه أو ثورة ومحاوله تفتييت المجتمع والعمل على عدم توحدهم عن طريق إبراز التناقضات أكثر وأكثر مابين الفئه الواحده فى المجتمع.
فإذن الفلسفه مرتبطا أشد الأرتباط ومتأثرا بشكل ممتاز بالمؤثرات الأقتصادية ،ففلسفات البرجوازية تتفاعل مع المجتمع البرجوازى وتتحالف مع السلطه والنظام القمعى ضد الفقراء والمنبوذين تحت مسمى أحترام القانون ونظريات مثل العقد الأجتماعى أو نظرية الحق،فالعلاقات الأقتصادية هى أساس معرفة تاريخ المجتمعات وتأتى فى المرتبه الثانية العلاقات على المستوى السياسى والإجتماعى والدينى والإخلاقى والجمالى والثقافى وغيرها..
ولذلك الظروف الإقتصادية هى الشرط الرئيسى فى نهايه المطاف لتفسير تاريخ المجتمعات ولكن ليس الأوحد ،لأن توجد مجتمعات كثيره جدا تعانى من الأضطهادات الطبقية والبؤس الأقتصادى والظلم ولكن لابد من تتابع النظام التحتى الى مستويات تصاعدية الى الأفق عن طريق الإدراك بالمأساه الأقتصادية ومن ثم الوعى بالوجود الإجتماعى المتدنى الذى يحتم تغييره بالثورة والإنتفاضات ـفهذا هو المعيار الحقيقى لمعرفة تاريخ المجتمعات البشريه على مر العصور والحقب التاريخية المتتابعه.
ولابد أن لا يغيب عن البال نقطتين هامتين فى معرفة مسار التاريخ الإنسانى ففى النقطه الأولى هى أن التطور الإقتصادى يتفاعل مع ذاته وبشكل ديناميكى ويمثل البناء التحتى للتغيير ولكن ليس بشكل مطلق لأنه توجد أعتبارات أخرى وهى السياسية والحقوقية والفلسفية والأدبية والفنية والتى تمثل البناء الفوقى للتغير.
والنقطه الثانيه وهى أن الناس هم من يصنعون تاريخهم بأيديهم وبالتالى ظهور رجال عظماء فى تحريك التاريخ الى الامام هم محض صدفه ،فإذا لم يتواجد هؤلاء الرجال فسوف يتواجد غيرهم على نفس الكيفية ولربما بشكل نسبى أنما ضروروة وجودهم فى ظرف تاريخى معين ،فإذن لا توجد أسطوره الراجل العظيم أو المنقذ التاريخى لأن عظماء مثل نابليون بونابرت ولربما لينين وماو وجيفارا فأن ظهورهم جاء فى ضرورة تاريخية وأن لم يظهروا فكان من الحتمى ظهور أسماء أخرى بنفس الكيفية بشكل نسبى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 11 / 15 - 17:47 )

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=441362
حتى لا تدفنوا اولادكم بايديكم...حتى لا يدفن اولادكم احفادكم...حتى لا يكون اولادكم معاقين ...حتى لا تتألموا لمشاهدة احفادكم معاقين عاجزين...حتى لا تتألم الامهات لان ابنائها او احفادها معافين...حتى يزوركم اولادكم و احفادكم في قبوركم لا العكس ...وقعوا على هذه الحملة..انشروها و ساهموا بالحث على متابعتها

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي