الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضن ووداع

أحمد سعده
(أيمï آïم)

2014 / 11 / 16
سيرة ذاتية


أخيرا بعد عناء المطبخ، سأقرأ في الرواية الرومانسية "كبرياء وتحمل"، وقررت كمان أسمع "عمرو دياب" بعد مقاطعتي له 10 سنين.
"ازاي هتنسى الحضن ده.. وإنت اللي ياما إشتقتـلــه...!!
قبل الوداع قرب هنا.. قرب تعالى ضمني.. خليك شوية في حضني حاول تفتكر."
الحضن والوداع....!!
قد يبدأ الجنس بالحضن وقد لا يبدأ..!! لكن ضروري جدا أن ينتهي به.. بهذا تكون الأمور في منتهى الرقة والدفء.
في اللقاء؛ قد تحضنك بعد فترة من الغياب.. ربما بسبب الاشتياق، وربما كونها عادة!!...
لكنها في الوداع؛ أبدا لن تحضنك وتدفن رأسها في صدرك، وتضع جسدها بين ذراعيك، وتتنفس رائحة جلدك، وتلف يديها حول ظهرك.. إلا إذا كانت تشعر بذلك فعلا وتقصده بشدة...
قد تبالغ في حبك وإحساسك بكلمات رومانسية خادعة، لكن الحضن يفضح ما بداخلك من مشاعر وانفعالات... ومشكلتنا أننا لا نعبر بصدق عما نشعر به.!
كلمات الأغنية، والرواية،.. أعادوني بالذاكرة للخلف..
كانت تحكي لي عن عملها بالخارج وتجربة سنوات من الزواج الفاشل لم تعرف فيه معنى كلمة الحضن.. ولم تعرف فيه معنى كلمة الحب.. ولم تعرف فيه معنى كلمة الشغف .. وكأن هذه الأمور خرافات وأوهام وخيال..!!
تعرفي حاجة عن البرازيلية الرائعة "ديلما روسيف"..؟
- أعرف أنها ليست "رائعة" لتكون محور حديث بين رجل يودع إمرأة في صالة مطار القاهرة.!
- إيه الكتاب اللي معاك ده؟!
دي رواية لــ"جين أوستن" إسمها "كبرياء وتحمل" جبتها النهاردة.
- إسمها حلو أوي، بس شكل نهايتها حزينة.
مش عارف نهايتها، لكن الكبرياء أحيانا بيضيع الحب وبيضيع الزمن.. والزمن لايملك الإنسان إستعادة ما مضى منه. فقط يمكنه الاستمتاع بكل لحظة،.. لأن عمره هو تلك اللحظات التي تمضي بلا رجعة. وهو غير قادر على إعادتها.. والذاتية والشعور بالتفضيل بيدمروا أي علاقة، وبيهدروا الوقت في تفاصيل حمقاء..
- بالضبط زي ما انت بتعمل دلوقت بفلسفتك، وبتهدر آخر ساعة بيننا.. يا حبيبي الأحمق.
إشربي القهوة بتاعتك قبل ما تبرد..
- خليني أعطر الرواية اللي معاك، علشان تفتكرني وانت بتقراها.
- أنا عارفة إنك بتحب عطر النساء
- أنا لبست الفستان ده النهاردة، رغم إنه قصير.. علشان عارفة إنك بتحبه.
- وعارفة إنك بتشوفني بقلبك..، وعنيك بتسترني..، وبتبص دايما في عينيا وعلى شعري.
- وعارفة إنك راقي زي الأشعار اللي بتقراها، وشريف، وخجول، وبتعيش لإمرأة واحدة.
- وأنا بحب الرقي، وبحب الشرفاء، .... وبــحــبــك.
ابتسمت خجلا غير قادر على الكلام.
الوداع أقسى من قدرتي على أن أحتمله،.. الوداع حزن لا ينتهي..، لكننا دوما في الأحزان نبدو أرق!.. ونبدو أصدق!.. وتبدو أعيننا أجمل!.
- أنا بحبك أوي على فكرة .. رغم إنك بتسألني عن "ديلما روسيف" في آخر لقاء بيننا.!
حان موعد الطائرة..،
قامت وارتدت معطفها الشتوي.. ووضعت أحمر شفاه سريعا، ثم تعطرت وعطرت الرواية وحتى أنا عطرتني من رقبتي.. وقبل الوداع، وقبل أن أمشي قالت:
- إستنى.. علشان هحضنك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
علي كامل ( 2014 / 11 / 16 - 07:26 )
قرأت لك (محمود و مريم) و (حضن و وداع). كتابتك دافئة و عذبة و راقية و المواضيع انسانية في الصميم. لم اتوقع ان يكتب احد مواضيع حياتية متكرره بهذا الرقي و الشفافية و الصدق. سوف احصل على رواية -كبرياء وتحمل- لجين أوستن. تحياتي

اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال