الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتحار زينب مهدي

أحمد سعده
(أيمï آïم)

2014 / 11 / 16
سيرة ذاتية


إمبارح كنت قاعد في كافيه هادي على النيل، وكان تقريبا فاضي إلا من رجل وسيدة بالترابيزة المقابلة، وقريت بانزعاج خبر انتحار بنت إسمها "زينب مهدي" على ما يبدو بسبب الاكتئاب والضغوط ورفض الواقع والحياة...
وقعت كوباية العصير على الترابيزة وعلى أوراقي من شدة انزعاجي...
.
الرجل قام من مكانه وترك لي علبة مناديل..، شكرته فابتسم ورجع لمكانه..
قمت علشان أقعد في ترابيزة تانية..، قام الرجل تاني ولقيته بيساعدني في نقل شنطتي وأوراقي واللاب للترابيزة اللي هقعد عليها..، شكرته بعبارات كتير من نوعية "ربنا يباركلك" .. ابتسم وطبطب بإيده على كتفي ورجع مرة تانية مكانه....
.
بدأت أتابع الرجل والسيدة، وعرفت هو ليه كان بيبتسم من غير ما يتكلم لما لقيتهم بيتعاملوا بلغة الإشارة...
الرجل كان يشرح للسيدة بمنتهى السعادة والابتسام إمكانيات الآيباد اللي شاريه جديد غالبا كهدية لها..
.
بعد شوية بصوا في الساعة وطلبوا الحساب، وسابوا بقشيش للشاب اللي بيقدم الطلبات.. وده عرفته من الامتنان والابتسامة على وجه الشاب.. وطبعا لم ينسى الرجل أن يبتسم لي وهو ماشي..
واتحركوا باتجاه النيل، علشان كان فيه مركب مستنياهم ...
.
رجل وسيدة في عقدهما الخامس يعيشون حياتهم بمنتهى الإقبال والحماس...
لا كراهية أو انزعاج أو أحقاد من عجزهما، ولا شعور بالظلم أو الحرمان...
.
رجل وسيدة لم تمنعهما إعاقتهما من الاستمتاع بالحياة...، والثقة في أن الله يمنحهما ما يستحقان من سعادة ورزق ومحبة...!!
.
أن تعيش سعيدا راقيا طيبا أمر لا علاقة له بعقبات الحياة أو الإحباطات العادية... بأقل الأدوات حولك تستطيع أن تسعد نفسك وتصنع السعادة لمن حولك... فقط لو أردت ذلك..
.
وهنا تسائلت لماذا انتحرت "زينب مهدي" بكل هذا اليأس والاستسلام...؟!! .. رغم أنها تمتلك شبابها وكل حواسها، لكنها، فعليا، فقدت الإحساس بقيمة الحياة... لأن حواسها مزروعة في قلب يائس محبط وميت..
.
مش عيب إن الحياة تهزمك..، دي جولة عادية متوقعة ومحتملة في مباراة طويلة في الحياة.. إوعى تكابر وتنكر هزيمتك... وإوعى تستسلم للإحباط.
إوعى تستهين بدورك في إنك تسمع إنسان وتشاركه همومه وتحاول تخفف عنه..، ربما كانت تحتاج "زينب" لمن يسمعها وينقذها من النهاية المؤسفة.
.
السعادة مش كتالوج... مفيش قواعد ثابتة.. دايما خللي عندك أمل إن أفضل أيام حياتك لسة جاية... سيبك من التشاؤم ونظرات الناس وتقاليدهم البالية، ودور دايما على رفيقك ونصيبك.... فربما تنتظرك السعادة على بعد خطوات وأنت لا تدري..!!
.
لا تفقد الحب فهو آخر ما تبقى من أمل ونور وسط غابة من الظلام...
.
الرحمة لزينب..، والمجد للإنسان الذي يدرك قيمة الحياة وقيمة دوره فيها، المجد للإنسان الصبور البشوش الذي يواجة الحياة اليومية بكل مآسيها ومباهجها بمنتهى الشجاعة والإصرار والتسامح والرقي....
أعجب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة