الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها العالم المخبول تمهل...

حياة البدري

2014 / 11 / 18
كتابات ساخرة


صراعات وتشاحنات... وشجارات وتسابق على السلطة، لدرجة ينسى فيها الصديق صديقه والأخ أخته، فيسعيان جاهدين إلى الحفر لبعضهما البعض قصد السقوط و الإخلاء والتنحي عن طيب خاطر أو غصبا ومن ثمة، ترك المكان بدون رجعة... و تولي من عرف وخبر طرق الحفر ومن كان له جيش يجيد الإطاحة والهدم... زمام الأمور والتربع فوق كراسي السلطة والشهرة...

تسود الصدور وتقصى القلوب وتتلبد سماء المحبة، بغيوم قاتمة، تحجب التسامح والود وتزرع محلها الضغينة والحقد والكراهية، والمنافسة الغير شريفة، متناسية أن الكل معرض للزوال وللسفر الأبدي...

ياه!!! …كم العالم أحمق ومخبول وكم هو أرعن...وكم هو أفقر روحيا وعقليا... يتناسى وينسى أن هناك ديمقراطية أكبر... وقوة أغلب من قوته ومن جيشه العرمرم... ومن كواليسه ومن خنادقه ومن شعبويته الزائفة... التي عاجلا أو آجلا ستنكشف وستقهر... أمام ديمقراطية الخالق اتجاه خلقه، ديمقراطية الموت، المصير الحتمي لكل واحد على وجه هذه الأرض...

تقتيل ودمار شامل وتصفية لأجيال وأجيال وإبادة جماعية... وتطاحنات أممية ...تحت مسميات كثيرة ومتنوعة... غزو ونهب وسبي ... ولا أخلاق ولا ضمير... والقائمة تطول... والزمن يستمر ويدور ويدور...إلى أن تحين لحظة الفراق وتلتف الساق بالساق، متحالفين بكل مافي وسعهما من أجل إبقاء الروح بالجسد...

لكن هيهات هيهات،... ترحل كل مجهودات أطراف الجسد متحالفة... وتذهب كل أموال الدنيا وكل ماهو غال ونفيس وكل العلاقات والمناصب التي وصل إليها المرء بمصداقية أو طرق ملتوية... و تذهب كل المحاولات وكل التنسيقات وكل الحسابات الذهنية والبنكية... التي تدفع الغالي والنفيس من أجل إضافة ولو يوم بهذا الوجود وبهذا العالم الزائل... سدا أمام الأجل المحتوم وأمام القوة القاهرة الغالبة لكل قوى العالم...

فلا تستطيع الروح البشرية، رغم كل المجهودات المشروعة وغير المشروعة أن تبقى ... لأن ساعة الحسم نادت وخط النهاية قد وصل، وآنذاك تتسلل الروح ويدفن الجسد تحت التراب...

وتبقى فقط الصور والذكريات التي هي الأخرى تمحى وتبلى مع مرور الزمن ويبقى فقط صالح الأعمال وأرقاها... في ميزان التاريخ، من نكران للذات وخدمة للوطن... والتغلب على المصحلة الخاصة في سبيل المصلحة العامة والدور الريادي في التغيير إلى ماهو أحسن وأنفع... مؤرخة و مدونة بكتاب التاريخ الذي يتداوله السلف عن الخلف... ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ...

فطوبى للشخصيات التي توفت وتركت خلفها إرثا تاريخيا عظيما... إرثا نضاليا حقيقيا...فطوبى لكل الشخصيات الريادية التي كانت كبيرة وظلت كبيرة... وكانت فترتها فترة الوضوح والشفافية والنزاهة ولم تسقط في مستنقع تغليب المصلحة الخاصة عن العامة ...وطوبى لأبناء هذا الوطن البررة الحكماء... العقلاء... الذين آمنوا بالديمقراطية الحقة ... ووصلوا بطرق مشروعة وناضلوا من أجلها ومن أجل كرامة بني البشر وعيشه بكرامة ومساواة...

فرحمة الله عليك أيها القائد الكاريزماتي، الذي اكتسب هالته الكاريزماتية المميزة... بأعماله وأفعاله المشروعة والديمقراطية...
فرحمة الله عليك الأستاذ الكبير أحمد الزايدي ووداعا... وكل من خلف خلفه الأعمال الحسنة لم يمت ولن يمت ولم يكن قط عابرا...بل سيظل موشوما ومحفورا في بذاكرة التاريخ.

12-11-2014 ح ب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا