الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا ..لاتحرقوا كتب سعدي يوسف

رحمن خضير عباس

2014 / 11 / 21
الادب والفن


لا ..لا تحرقوا كتب سعدي يوسف
رحمن خضير عباس
تجري استعدادات حثيثة لحرق كتب سعدي يوسف غدا الجمعة في شارع المتنبي . سَتُحرق الكتب حية ،ستصلى كلمات العشق نارا ، ستشوى العواطف والمشاعر والمسرات والأحزان ، سيتحول الأغتراب والهجرة ومعاناة العراقيين في السجون واسماء الأبطال المجهولين الى دخان . هل استأذن هؤلاء الجلادون سيد الشعر أبا الطيب ليحرقوا الكتاب في محرابه وهو القائل( وخير جليس في الزمان كتاب ).
هل أنّ الشارع (شارع المتنبي) الذي اكتسب إسمه وشهرته من خلال الكتب، و الذي يعيش عليها يقتات منها ويتنفسها ، وينعس على حفيف اوراقها سيرضى بحرق الكتب . هل نحن إزاء محاكم تفتيش جديدة ، ننتهك بها قدسية الكتاب الذي لايتلائم واهوائنا . إنها تساؤلات بحجم الخراب الذي اصابنا، وبحجم الكارثة التي حلت بنا . لقد قال احدهم وهو في معرض تبريره لما يريد ان يفعل غدا " فمن يحاول أنْ يعبث بتأريخنا نحن اهل الجنوب نحرق تأريخه " من أوكل صاحبنا هذا للدفاع عن أهل الجنوب ؟ ، وما الذي يجعله يعتقد بان العجم هم اهل الجنوب ؟
لقد لوثوا ثقافة المواطنة بوحل الطائفية فاصبحنا عجما جنوبيين ، وعربا شماليين .
نستطيع ان نرد على الشاعر سعدي يوسف بطريقته واسلوبه لكي نكون اكثر تحضرا ولكي نستحق ان لايطلق علينا صفات نستشيط غضبا إذا سمعناها ، كما ان شعر سعدي ليس حكرا عليه او ملكا له . إنه ملك للثقافة العراقية عامة فإذا تجرأنا على حرقها ، فاننا سنحرق نضال الشعب العراقي ،ومعاناته وآلامه عبر سنين والتي امتلكت حضورا قويا في شعر سعدي يوسف .
من ناحية أخرى فقد أصبح سعدي عبئا على نفسه ، بعد أن اضحى عبئا كبيرا على أصدقاءه ومتلقيه ، فقد شاخ الرجل وترهل ، واصبح سكيرا ومشاغبا وعدوانيا ، لم يستطع ان يسمو بنفسه ويحافظ على نقاء إبداعاته الشعرية . وقد جاءت " قصيدته " باهتة اقرب الى النثر الضعيف ، ولو كتبها شخص آخر غير سعدي لسقطت في إمتحان النشر. يقول"أنت في مصرعربي، لأن مصر عربية ولأن اي سؤال عن هذا غير وارد " هل هذا شعر سعدي الذي قرأناه له من ستينات القرن الماضي الى نهاية الألفية . لقد سقط سعدي في فخ العظمة الزائفة ، واصبح ضحية لوحدانية مريضة جعلته يتحول الى شخص عدواني . ولكنه كان يسيء الى نفسه وتأريخه أكثر من إساءته الى غيره.
ومع ذالك فان محاولة حرق كتب سعدي يوسف ستكون اعتداءا اثيما على الثقافة العراقية خاصة والثقافة الإنسانية عامة. لذا فيجب ان نرفض مثل هذه المحاولة وندينها . وهذه مهمة ملقاة على المثقفين الحقيقيين الذين يجب ان يقفوا ضد محاولة حرق اي كتاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا