الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القداسة .. بذيل قرد

الصديق بودوارة

2014 / 11 / 23
كتابات ساخرة


(1)
أحياناً تحبك الدنيا ، ويعشقك الحظ ، وتعبدك ربات المصادفة المؤلهات ، وترفع الأيام من شأنك ولو .. بذيل قرد !!
(2)
هذه ليست هرطقة ، ولا هي نوبة غضب ، إنه فقط بكاء ، بكاء على وطنٍ مسكوب ، تماماً كأسطورة اللبن المسكوب .
(3)
أحياناً تحبك الدنيا ، هذه اللعوب المزاجية ، وفجأة تجد نفسك في أعلى المناصب ، تقود سيارةً مذهلة ، أو أنثى فوق الاعتياد ، أو مؤسسةً عملاقة ، أو وطناً منكوباً بك ، ولا مؤهلات لديك لكل هذا الترف سوى .. ذيل قرد !
(4)
هذا ليس ذماً بذيئاً ـ ولا هو قدحاً بغير سبب ، ولا هو كلاماً خارجاً يحاسب عليه القانون ، بمناسبة القانون ، هل شاهده أحدكم ولو من قبيل المزاح ؟
(5)
أحياناً ترفعك أيامك إلى النجوم ، وأنت الذي عشت حياةً دودية لم تتجاوز التراب يوماً ، وهذا ما حدث تماماً للطفل الذي يدعى "عمار سينج" ، ذلك الهندوسي الذي نبت له اسفل ظهره شئ أشبه بخصلة شعر ، قام والده الخبيث بتظفيرها حتى اصبحت كذيل أسود رفيع ، يشابه تماماً ذلك الذيل الذي يميز القرد الأسطوري معبود الهندوس ، ذلك الذي يسمونه منذ القدم ، " هانومان "
(6)
"هانومان" ، القرد الذي يقدسه الهندوس ، ويركعون له ، ويتلقون منه الأوامر ، ويخافونه ، ويفرحون له ومعه ، ذلك القرد الذي اشتهر بذيله الرفيع الأسود ، ذلك الذيل الذي يشتهر به الآن الطفل "عمار سينج" ، وبفضله أصبح طفلاً مقدساً ثرياً آمراً ناهياً ، مهاباً ، مطاعاً ، نافذ السطوة واسع النفوذ . وسلاحه في ذلك لم يكن إلا .. ذيل قرد !
(7)
أليست غريبةً هذه الدنيا ؟ الدنيا التي تمنحك إذا أحبتك كل شئ ، وأنت الذي لا تستحق شيئاً من نعيمها ، لأنك اصلاً كائن مجوف أحمق ابله ، لا تملك من المؤهلات شيئاً ،ومع هذا تمنحك الدنيا كل شئ فقط لأنك تملك .. ذيل قرد ،!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3