الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس عيبًا: الدم اليهودي يساوي أكثر!

جدعون ليفي

2014 / 11 / 24
القضية الفلسطينية


الاسبوع الماضي كانت في أورشليم مجزرة، خمسة قتلى إسرائيليين،و في غزة كانت حرب حصدت حوالي 2200 قتيل فلسطيني، معظمهم من المدنيين، المجزرة تثير الرعب، الحرب – اقل، في المجزرة ثمة مذنبون، في الحرب - لا، القتل بالبلطة يثير الرعب أكثر من القتل بالبندقية أو القصف الجوي أو المدفعي لمن لا يملك قوة أو ملاجئ، الإرهاب دائما فلسطيني، حتى عندما يقتل مئات الفلسطينيين، رفع العالم اسم وصورة الفتى المتوفَّى دانيئيل تورجمان، حتى براك اوباما عرف اسمه، هل تكلم احد عن واحد من مئات الفتيان الذين قُتلوا في غزة؟
بعد العملية الإرهابية في القدس، قالت الإعلامية اميلي عمروسي من على منصة "لقاء نجمة الصحافة" إن حياة فتى يهودي، في نظرها، أهم من حياة آلاف الفتيان الفلسطينيين، تجاوب الجمهور معها بتعاطف واضح، ويخيل لي، أنه تجاوب معها حتى بالتصفيق، بعد ذلك حاولت عمروسي التوضيح، بأن أقوالها وُجِّهت لطريقة التغطية التي يجب على الإعلام الإسرائيلي أن يقوم بها، الأمر الأقل أهمية، كان ذلك خلال نقاش لمسألة سخيفة "هل الإعلام الإسرائيلي يساريٌّ". لم يعترض أحد على أقوال عمروسي، واستمر النقاش، كأن شيئا لم يكن، لقد عكسوا المزاج الحقيقي لإسرائيل سنة 2014، الدم اليهودي يثير الرعب.
القتلى الإسرائيليون يلامسون شغاف القلب أكثر من أي قتلى آخرين، تضامن طبيعي وإنساني، منظر الدم في أورشليم يرعب كل إسرائيلي وربما كل إنسان، لكن المجتمع الذي يحترم موتاه لحد تقديس الموت تقريبا، ويتداول سيرة ضحاياه بدقة، حياتهم وموتهم، في عملية إرهابية في كنيس أو في انهيار ثلجي في نيبال، والمشغول دائما دون توانٍ بالتخليد في بلاد النُصُب التذكارية، وطقوس الذكريات السنوية، ويطلب استنكارا بعد كل عملية إرهابية، ويتهم العالم بالمسؤولية – هذا المجتمع مطالب أن يتعامل مع الدم الفلسطيني المسفوح بالمساواة، وأن يتفهم أوجاع الطرف الثاني، وبشيء من التضامن الذي يعتبر في إسرائيل خيانة.
هذا لم يحدث، باستثناء أحداث وقتل وكراهية نُفِذت بأيدي مواطنين كأفراد، التجاهل تام، والانغلاق مخيف، الموت (ممنوع أن تقول قتلا) بفعل جنود الجيش أو الشرطة لا يثير الرعب في إسرائيل، أجهزة الإعلام تهيُّ لكل شيء، ووسائل الإعلام بوق لها، لن يطلب أحد استنكارا، ولن يُعرب أحد عن خوفه، أقلية تعبر عن رأيها وتقول الألم هو الألم، والجريمة هي الجريمة.
كم من الإسرائيليين مستعدون أن يفكروا مع والدَي يوسف شوامره – الفتى الذي خرج ليقطف خبيزة، وقتله الجنود في الكمين، لماذا يعتبر مقتل خليل عيناتي ابن العاشرة من مخيم الفوار مبالغة في الرعب أو بقليل من الانتباه؟ لماذا يُمْنع التضامن مع الأب الثاكل عبد الوهاب حمود الذي قتل ابنه في سلواد، أو مع عائلة القطري من مخيم الأمعري التي قتل اثنان من أبنائها خلال شهر، أعمال فظيعة، والفظاعة فقط في الكنيس.
صحيح. هناك اختيار وتوجيه، الادعاء الإسرائيلي أن الجنود بعكس المخربين، لا يقصدون القتل، إذا كان الأمر كذلك، إذا ماذا يقصد القناص الذي يطلق الرصاص الحيّ على رأس أو على صدر متظاهر بعيد عنه، ولا يشكّل خطرا عليه؟ أو عندما يطلق النار على ظهر فتى هارب لينجو بنفسه، هل هذا يعني أنه لا يقصد قتله؟
العملية الإرهابية في أورشليم جريمة وحشية، لا يبررها أحد، لكن الدم الذي سال منها ليس هو الدم الوحيد الذي أُسيل بوحشية، غريب أن تدرك أنه ممنوع عليك قول ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فلسطين
بلبل عبد النهد ( 2014 / 11 / 24 - 09:38 )
من بين اسباب تخلف الدول العربية القضية الفلسطينية التي لا يريد القادة الفلسطينيون لها ان تحل هذه القضية التي اصبحت مجرد شال يضعه كل من اراد ان يظهر على انه تقدمي في الدول العربية فلو ان اسرائيل تعطي الاستقلال للفلسطينين مباشرة بعد ذلك ستبدء حربا بسوسا بين فصائلها لن تنتهي الى الابد فليصدق من اراد ام لا ان خير الامة العربية وتقدمها وازدهارها بيد اسرائيل وليس بيد فلسطين هذا السرطان المزروع في الجسد العربي تصوروا لو ان لاسراءيل ارض السوداان وبترول السعودية وجيران غير عرب فلن يكون هناك فقر في العالم برمته العرب والمسلمون يتصرفون بالعاطفة وليس بالبصيرة


2 - التحية الطيبة
علي الأسدي ( 2014 / 11 / 24 - 13:09 )
أخي استاذ جدعون
ما تقوله هو عين الصواب ولا يمكن تبرير جريمة القتل اي كان مرتكبها وما يحصل بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال غير مقبول تحت اي معايير لقد تجاوزت اسرائيل حقوقها كدولة ملزمة بالدفاع عن مواطنيها بخرقها كل مبادئ حقوق الانسان وقوانين جرائم الحرب, ولولا دعم الولايات المتحدة لما استمر غمط الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وحقه في تقرير مصيره. الرأي العام العالمي بأكثرية ساحقة يؤيد تمتع الشعب الفلسطيني يحقوقه الكاملة بدولة ولو تم ذلك لما اضطرشباب فلسطينيون للبحث عن مبررات لارتكاب جرائم قتل ضد المواطنين المدنيين الاسرائيليين. وقوف مواطنون شرفاء من أمثالك ضد ارهاب دولتهم ودفاعهم عن حق الفلسطينيين هو أسمى مشاعر الانسانية والأممية. مقالتك مساهمة هامة في نصرة العدالة والحرية في العالم ، دمت بسلام اخي الفاضل وتقبل خالص احترامي وتقديري علي الاسدي


3 - اذا عرف السبب بطل العجب
ابراهيم احمد ( 2014 / 11 / 24 - 21:00 )
سيد جدعون المشكلة تبدا من هنا من التربية العامة للجمهوراليهودي القائمة على الفوقية على الشعوب
ففي سفر الخروج عندما يتعلم الطفل اليهودي ما يلي
0] وابتدا نوح يكون فلاحا وغرس كرما [21] وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه [22] فابصر حام أبو كنعان عورة ابيه واخبر اخويه خارجا [23] فاخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على اكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة ابيهما ووجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة ابيهما [24] فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير [25] فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لاخوته [26] وقال مبارك الرب اله سام وليكن كنعان عبدا لهم [27] ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام وليكن كنعان عبدا لهم- سفر الخروج 9:20-27
وهنا الحجه ضعيفه، فكيف يلعن نوح كنعان ابن حام وكنعان نفسه لم يخطأ، وهناك تفسير اخر لذلك الجزء. ان الله سبق وبارك حام، لذلك فلا يمكن لنوح ان يلعن حام ولكن لعن ابنه كنعان ليحرق قلبه. أو ان كنعان اشترك مع ابيه في السخريه من نوح وهو عاري.
وتلك المقولات هي من تشجع على الاستخفاف بحياة ودماء الاخرين وانت تعرف يا جدعون ان تلك الثقافة هي سبب مشاكل اليهود في كل مكان

اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم