الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارل ماركس مسيرة نضال فكرى -1-

وليد فتحى

2014 / 11 / 29
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لم يثر أى صاحب مذهب من الشروح والتعليقات أكثر من كارل ماركس وبإستثناء بعض مؤسسى الأديان،وما من مفكر أحدث تأثيرا مماثلا لما كان العظيم كارل ماركس صاحب الفلسفة المادية الجدلية ،فهذا الفيلسوف والمفكر قد أكتشف قبل الجميع أسباب البؤس المجتمعى ولماذا الأغنياء أغنياءا والفقراء يزادون فقرا وبؤسا،حيث أن الثورة هى الشرط لتحرير الشعوب.
كارل ماركس هو الفيلسوف الإجتماعى والإقتصادى الأول الذى كان له الفضل فى مقاربة العالم بكليته كوحده سياسية وإقتصادية وعلمية وإيضا فلسفية فى آن واحد وفى نفس التوقيت،أى أعطائه قراءة كليه للواقع بحيث يرى أن الواقع يحدث بأحداث البشر فى صنع تاريخهم وليس كما تقول الأديان والفلسفات المثالية فى حكمه الاله،فأفكار كارل ماركس تتسم بقوه الجدل ومتانة محاكته العقلانية وبوضوح تحيلاته وشراسه إنتقاداته لفسلفات غير واقعية ووضوح تصوراته ،فماركس درس فى البدء القانون والأدب اللاتينى وعندها أكتشف الفلسفة فقام بدراستها بتمعن بعد قراءات دقيقة لمؤلفات وتصورات فلاسفه عصره وما قبله وعلى الوجه الخصوص (هيجل) والذى يرى أن العقل هو الذى يحكم العالم ,وكل حقيقة من تاريخ البشرية هى مرحلة ضروروية لتطور الفكرـ ومعناه أن العالم يسير بمساره الطبيعى من تتابع المراحل التاريخية حتى يصل العالم الى نهايته بعد الكثير من الصراعات والتناقضات ولكن هيجل لم يفسر ماهى التناقضات والصراعات حتى يأتى التاريخ بمرحلته العليا فى فصل تلك التناقضات والصراعات !!
فمع قراءات ماركس لمؤلفات وأعمال هيجل الفكرية فأكتشف أهمية الفكر الذى يصبح هو أول النشاطات الإنسانية ،فالعلم يسبق الإخلاق ولذلك لابد أن يكون التحليل الإجتماعى عقلانيا وموضوعيا قبل أن يكون أخلاقيا أو متسما بالإعراف والتقاليد ورؤى الإديان والعقائد المختلفة ،فعندما يحلل الإنسان شي ما فبهذا بإتجاه العلم والعقل وليس بتفسيرات مسبقه متسمه بالأفكار التقليدية المعمول بها فى المجتمع،وبالتالى أتجه كارل ماركس لنقد كل ماهو تقليدى وقديم والواقع أيضا باحثا عن تفسيرات جديدة تتسم بالعقل والعلم ..
فإنضم ماركس الى دراسه الفلسفة فى جامعه (بون) الإلمانية وإنضم الى مجموعه الفلاسفه الناقدين الشباب لقبوا (بالهجيلين الشباب)وهو يؤمنون بدور العمل السياسى فى إنتزاع الحرية.
فتبنى ماركس مقولة هيجل "كل ماهو واقعى عقلانى وكل ما هو عقلانى واقعى" ولكن المحافظون الذين ينتقدون الجزء الثانى من عبارة هيجل "كل ما هو عقلانى واقعى" ينفى الإديان والأتجاهات المثالية فى تفسير الواقع بسبل ميتافيزيقية غير علمية لمجرد أرتباطه بالفكر الدينى وأعراف المجتمع،ولذلك كان ماركس ثوريا شراسا فى إثبات الواقع وربطه بالعقل والعلم ونقد الماضى والحاضر الى رحاب المستقبل.
كان كارل ماركس يقرأ كثيرا ويكتب كثيرا فكان يقرأ أكثر من إثنا عشر ساعه يوميا ولكنه بالرغم من ذلك كان يعد نفسه أن يصبح كاتبا أو أدبيا أو شاعرا ،ولكنه أكتشف فى النهاية أن كثرة العمل يؤدى الى (الإغتراب) وعندها كانت الشرارة الإولى لتبنى فكر الإقتصاد السياسى وربطه بالفلسفة للبحث عن ماهية الإغتراب وتأثيره على العمل ..
فماركس توصل الى نتيجه من كثره قراءاته للعديد من المؤلفات والمفكرين فى عصره بإن تفسيرا جديدا للعالم ضروروى وكاف لتغييره،فعند دراسته للقانون وتاريخه فتمكن من إكتشاف علم جديد بالنسبه له وهو (علم الإقتصاد السياسى)فتوصل الى مؤلفات "آدم سميث وآدم فرجسون ودافييد ريكاردو وفرانسوا كتياى وبواجييرت وغيرهم .."وبدأ كارل ماركس فى إكتشاف نصوص (فويرباخ) أستاذ الفلسفة الشاب والذى طرد من الجامعه لإنه أعلن ألحاده الدينى والفكرى لكل ما هو قديم وبالإضافه الى نقده لفلسفة هيجل الذى كان يمثل الفيلسوف الرسمى فى الجامعات الإلمانية،فهيجل طرح مسأله الوجود كمسأله مجرده بحته دون أى تفسير مرتبط بالواقع ألا أن الفيلسوف فويرباخ أكد أن التناقض مسأله واقعية ضروروية لولاده الجديد،أى أن مسأله الوجود مسأله نتاج من الواقع وليست عملية مجرده كما يدعى هيجل..
ومن ضمن الإعمال الهامه التى أستفاد منها كارل ماركس لإعماله وأفكاره الفلسفية وتفسيراته للواقع بعد ذلك هو مؤلف (ماهى الملكية؟!!) لبيير جوزيف برودون والذى جسد فى كتابه الهام أسباب الملكية الخاصه ودورها فى بؤس العمال وفقرهم والتفاوت الطبقى الغير إنسانى،وظهر مصطلح (شيوعية) لاول مره للإشاره الى مذهب إقتصادى جديد على يد الإقتصادى الفرنسى (إيتين كابيه)، وفى عام 1841م قرر ماركس أن يقرأ كتاب هام لفيورباخ وهو كتاب "جوهر المسيحية"والذى أوضح أن ألغاء الملكية الفردية هى وحدها القادرة على تحرير الإنسان..
فقدم كارل ماركس أطروحته حول علاقة الفلسفة بتفسير العالم وحول الصله مابين الفكر النافد للوجود والماده النافدة للفكر وكانت هى رسالته فى الدكتوراه مابين فكرتين متضادين لفيلسوفين أغريقيين وهما "ديموقريطس وأبيقور"حيث هذان ينطلقان من مذهب واحد وهو المادية ولكن كلا منهما وصل الى نتيجه متناقضة مع الأخرى ،ففى فكر ديموقريطس توصل أن الفكر والعقل والعلم ودراسه الإشياء وتحيلاته هو مايفسر الواقع أى الوجود وبالتالى الفكر هو أسبق من الوجود وأنما الفيلسوف الإغريقى الآخر وهو أبيقور فقد توصل الى عكس النتيجه وهى أن الوجود متواجدا فعليا قبل أن يتفكر الأنسان فيه وبالتالى الوجود اسبق من العقل والفكر!!
وفى أكتوبر 1842م كتب كارل ماركس أول مقالاته السياسية يشرح فيها أن الشيوعية هى حركة ترجع أصولها الى أفلاطون والطوائف اليهودية والى الإديرة المسيحية الأولى قبل نشأه الدول والأمبراطوريات والممالك السياسية وقوانينها الوضعية، ووجد ماركس أن هذا الرأى يتوافق مع أفكار كتاب جديد وضع فى نفس التوقيت يسمى "الحوليات الإلمانية" وهو نص سياسى وإجتماعى وتاريخى لشاب روسى هو (ميشيل باكونين) وهى نصوص تفسر الرجعية فى المانيا وأن أصل التجمعات البشرية فى العالم كان الشيوعية وتوصل باكونين الى أصل الشيوعية فيما قبل أفلاطون والإديان القديمة حتى توصل الإنسان الى الملكية الخاصه وبعدها أنقلبت الإنسانية لمناهضة الشيوعية وكان هو أول حركة تاريخية إنقلابية لبؤس غالبية البشر وإفقارهم ..
وفى تلك السنه 1842م قرر ماركس أن يعكف على دراسه وقراءه مؤلفات الإقتصاد السياسى ،فقرأ للأقتصاديين الفرنسين من كتابات "سان سيمون" ومؤلفات سيموندى وجيمس مل ولروبيرت أوين وأعمال لويس بلان وشارل فورييه ومؤلفات برودون..وعندها أدرك ماركس أن الإقتصاد هو أساس كل العلوم وتطوره،وعندها تجلت الإشتراكية العلمية بماديتها الجدليه بدلا من الشيوعية الطوبائية(المثالية)!!
وفى عام 1843م قدم ماركس فى هذه السنه مؤلفين وهما "نقد فلسفة هيجل فى الحقوق" و "المسألة اليهودية"وبهما قدم ما ماركس البرولتياريا كقوه تاريخية قادرة على قلب العلاقات الإجتماعية..
ففى كتابه إسهام فى نقد فلسفة هيجل فى الحقوق يقدم على غرار فويرباخ الذى قلب الوضع الفلسفى الهيجلى لوضعه على قدميه بعد ما كان على رأسه، أى الإنطلاق ليس من مبدأ نظرى بل من ظروف الحياه الواقعية،فالبشر هم خلقوا الاله على صورهم وإن الصلاه والعبادات تبعدهم تماما عن المطالبة الإجتماعية، ويؤكد ماركس فكره جوهرية محتواها أن الوظيفه التاريخية للبرولتياريا هى قلب النظام الرأسمالى الوحشى ويكرر على خلاف هيجل أن الدوله ليست هى التى تسير التاريخ بل التاريخ هو الذى يشكل الدولة ،وإن الإنسان لا يتمكن من التحرر إلا بفعله الذاتى والإجتماعى وليست بنزوه فكرية بإراده المثقفين والفلاسفه ،أى أن الوجود الإجتماعى أسبق من الوعى أو بصوره أخرى الوعى يتشكل من خلال واقع الأنسان ومعاشه وواقعه.
يؤكد كارل ماركس بخصوص الدين أنه ليس إلا نتيجة وإنعكاس مشوه للواقع والظروف الإجتماعية التى يعيشها الإنسان فيقول بشأن ذلك "إن الدين تأوه لمخلوق المضطهد ،ومشاعر عالم دون روح، إنه أفيون الشعب" فالإنسان إذن هو غايه العمل الإنسانى.
فالتحرر من الإديان سيأتى حتما عن طريق التخلص من المال ذاته أى على الرأسمالية،حيث الدين يحول الإنسان الى مجرد سلعه لأنه يحبط أى أعمال ثورية أو الرغبه فى التحرر الإجتماعى حتى يكسب فى النهاية الجنه الموعوده،وهكذا طرح تلك الفكره فى كتابه (فى المسأله اليهودية)حيث يرى اليهودية والدين بشكل عام والروح الفردية والمال شيئا واحد لا إنفصال فيه ولا يمكن الفصل فيما بينهم وللتحرر من المال لابد من التحرر كل الإديان وبالتالى وحشية الرأسمالية ..
وفى أغسطس 1843م أنتقل كارل ماركس وزوجته جينى الى فرنسا هربا من الرقابه على الجامعات الإلمانية وبعض تعطيل الصحف الثورية هناك والقبضة الأمنية المستبده ضد الفلاسفه والمثقفيين ،فكانت فرنسا ملاذا للثوار والهاربين ،ففى فرنسا توجد فى ذاك الوقت عدد 750 صحيفة منها 230 صحيفة فى باريس وحدها،ومعظم تلك الصحف هى ثورية بأراء تقدميه بحيث توجد فى المقالات والكتابات فى تلك الصحف كلمات ثورية كثيره مثل (ديمقراطيين ـ إشتراكيين ـ شيوعيين ـ ...)وتلك المطالب كلها فى محتواها إجتماعية مثل الدعوه الى مجانية التعليم للجميع وتحسين ظروف حياه الأكثر فقرا ،ففى تلك الصحف كتب برودون (ماهى الملكية ؟؟ أنها سرقة ) وكتب الأشتراكى لامارتين (عن العمل الحر والصناعه الحره)،فباريس أذن فى ذلك الوقت مع جينيف وبروكسل ولندن أحد ملاذات المهاجرين الثوار الذين يتدفقون من إنحاء أوروبا وبخاصا المانيا فرارا من الرقابة السياسية وإضطهاد الشرطه والسلطه السياسية المستبده ضد الأفكار التقدمية والثورية لأنها أنظمه تحافظ فقط على بقائها والمزايا الإجتماعية ..
وقرأ ماركس أيضا "لويليام جولدوين" الذى يعتبر المجتمعات مريضة بالملكية الخاصه،وقرأ لتوماس سبنسر الذى يرى أن الملكية العقارية أساءت الى سعادة الإنسانية وشكلت عقبة أمامها أكثر كثيرا من طغيان الملوك وخداع القساوسه ورجال الدين وحيل رجال القانون!!
وقرأ "لفرانسو أكتياى" الذى جاء بنظرية أجتماعية لتقسيم المجتمع الى طبقات تبعا لمصادر الدخل وهى الطبقة المنتجة وطبقة الملاك والطبقة العقيمه،وأن القيمة المسروقة تكون من عمل العمال ، وجون ستيورات ميل الذى يرى أن توزيع الثروات غير عادل،ولدافييد ريكاردو الذى يبرهن على أن العمل المأجور فى الصناعه هو المصدر الحقيقى للثروة وأن الملاك العقاريين وأصحاب الأموال يثرون دون عمل على حساب الرأسماليين المأجوريين..
وسان سيمون الذى يرى أن المجتمعات تعانى من صراع الطبقات ولكن بأنوار العقل وحده وبالتقدم العلمى التقنى هو الذى يقوم بعملية تحرير الأنسان من هذا الصراع الطبقى وتبلغ الأنسانية خلاصها عن طريق سبل تكنوقراطية لتحررها من استبداد المال والرأسمالية وهى ما تسمى بفلسفه الأنوار "أنوار العقل "!!
وتأثر كارل ماركس بعالم الأقتصاد السويسرى "سيسموندى" وهو الأول من علماء الأقتصاد السياسى أدرك الخصوصية الحاسمة للرأسمالية بالمقارنة مع أساليب الإنتاج السابقة،فالتطور المدهش للوسائل المكانيكية فى الإنتاج والذى يضع الرأسمالين الجدد أمام ضروروة إيجاد أسواق جديدة لتصريف بضائعهم الانتاجية ولذا يخوضون حربا شرسا للإستيلاء على الأسواق وهذا كان مبررا كافيا للدول الأقتصادية القوية أن تسيطر على شعوب ومجتمعات ضعيفه بالإحتلال لتصريف بضائعها وفتح أسواقا جديدا،ولذا يلجأ الرأسمالى الى تخفيض تكلفة الإنتاج بإنقاص الإجور وزيادة وقت العمل وبالتالى يحدث وجود طبقات كادحة وفقيرة الى درجة البؤس ،ويجد سيسموندى الحل فى دور الدوله أن تضبط السوق وتكون مكلفة بمراقبة تراكم رأس المال.
ويقرأ ماركس من جديد كتابات "برودون"الذى يعتقد أن الأنسان يحقق ذاته بفضل العمل الأجتماعى والعداله الإجتماعية والتعددية ،ويتبنى معاداة الرأسمالية ورفضه أستغلال الأنسان للأنسان،ومعاداه الدولة برفض حكم الأنسان للأنسان ومعاداه التأليه برفضه عبادة الإنسان للأنسان، وهنالك نظريات برودون التى تؤكد بوجود قوتان تعارضان مسأله العدالة وهى أولا تراكم رأس المال الذى يزيد الفوارق الطبقية على الدوام وبشكل طردى، وثانيا وهى الدوله التى تتغطى بمؤسسات الديمقراطية فهى فى النهاية تعمل على تقنين الأستغلال والإستبداد الإقتصادى والإجتماعى وإضفاء الشرعية لهؤلاء الرأسمالين حتى تتكتل ثرواتهم أكثرا فأكثرا وبالتالى فدور الدوله هى تنظيمها نزع الحق الطبيعى فى الملكية عن الإفراد الأكثر ضعفا، فيرى كارل ماركس أن المفكر الثورى برودون هم أكثر الإشتراكيين جراءه وثوريا فى إتجائه الفكرى وبالتالى كان لفكر برودون تأثيرا مباشرا على كتابات وفكر ماركس فيما بعد..
فماركس تأثر بمناهج الفسلفة الألمانية وعلى رأسهم كتابات ومؤلفات كلا من هيجل وفويرباخ وبالأشتراكية الفرنسية وعلى رأسهم المفكر الثورى برودون وسان سيمون وتأثره بعلم الأقتصاد السياسى الليبرالى الإنجليزى وعلى رأسهم آدم سيمث وديفيد ريكاردو !!
وبعد تلك القراءات بدأ كارل ماركس بتنفيذ مشروعه الخاص فى الفلسفة وعلم الأقتصاد السياسى ووضع خطوطه العريضه لوضع كتابه الشهير (رأس المال)ولكن قبل وضعه لكتابه رأس المال قام ماركس بنقد من قرأ لهم وعلى رأسهم هيجل وخاصا فى مسأله (الإغتراب) أى أغتراب العمل،فماركس يطرح أن الإعتراب ليس تصورا مجردا كما هو عليه فى فكر هيجل بل هو إنتاج للمجتمع،فالإنسان مغتربا بالعمل وليس بإى شئ آخر..
فجميع العلماء والفلاسفه والمفكرين الذين قرأ لهم ماركس فيقوم بنقدهم لأنه لم يفسرون أى واحدا منهم تأصيل الرأسمالية وكيفية ظهورها ولماذا الأنسان يصبح فقيرا وغالبا ما يزداد فقره وبؤسا وأن الأغنياء هم وحدهم ما يزدادون ثراءا ووحشيا ولماذا تتراكم ثراوتهم، على الرغم أن نظريات الليبرالية الإنجليزيه فى كلا من آدم سميث ودافييد ريكاردو شرحوا كيفية تكوين الثروه ولكن لم يفسر لماذا تتراكم بشكل طردى ويتبقى رأس المال دون تأثر بل يزداد الربح بمعدلات بعد فتره وجيزه بأنه يتجاوز الرأسمال نفسه وهذا ما يسمى بالثروه!!
ففى روايه شهيرة للعبقرية مارى شيللى تسمى "فرانكشتاين" آثرت على كارل ماركس ومساهماته الفكرية فيما بعد ، ففى تلك الرواية تروى مصاصى الدماء الذى لا يستطيع الحياه ألا بالتروى بدماء الضحايا ،فأستند ماركس فى جميع أفكاره وتوجهه الإقتصادى أن الرأسمالية هى فعليا مثل روايه فرانكشتاين فى شكل المجتمعات والصراعات الطبقية والإديان المختلفة وإنظمه الملكية المختلفة ، والضحايا هم المأجورين والعمال والفقراء الذين لا يجدون ما يعيشون به الا بيع قوه عملهم وأنما فى الحقيقه فهم ضحايا للرأسمالية حيث تمص دمائهم وعرقهم من أجل التراكم الإقتصادى!!
ففى تحليله للعمل المغترب لدى ماركس فيقول "كلما أزداد إنتاج العامل للثروة، كلما أزداد أنتاجه ثروه وحجما، فيزداد العامل فقرا وبؤسا"فالملكية الخاصه ليست المصدر للعمل المغترب بل العكس فهى نتيجه له، أى أن العمل المغترب نتيجة للملكية الخاصه،فالإعتراب مرتبط أرتباطا وثيقا بالعمل ذاته وهو علاقة الإنسان مع الواقع بالعمل الذى ينتج عنه التنظيمات الإجتماعية والإديان..
ويصنف كارل ماركس مسأله الإغتراب الى ثلاث مستويات يربطها جمعيا بالعمل فأولى تلك المستويات هى "التوضيع" أى أن الأنسان يصير كائنا منفصلا خارجيا ومستقلا وغريبا عن العمل ذاته وتظهر حياته كلها بؤسا وتضحية،وثانى تلك المستويات هى "التخلى" أى يكرس العامل حياته للإنتاج أشياءا لا يملكها ولا يسيطر عليها فهو لا ينتمى لنفسه بل ينتمى لشخص آخر ، وثالث تلك المستويات هى "التسخير" أى أنه لا يستطيع الأفلات من السلسلة التى تقوده من أجل البقاء على قيد الحياه وهكذا يصبح سلعه مثل باقى السلعه وكأنه يعمل بالسخره..
فكارل ماركس بنظريته عن الإغتراب برهن على تفوق الفلسفة لتقديم تفسير واقعى للمجتمع وبالتالى هو أظهر تفوقا ملحوظا على الإقتصاديين الذين فشلوا فى تحليل تلك المسائل الجوهرية فى حياه العامل بل قاموا فقط بتشريح وبتحليل المجتمع دون أبداء أسباب وجود البؤس والفقر،وبالتالى وضع ماركس الحل فى الشيوعية للتخلص من الأغتراب بمستوياته الثلاثة وهى (التوضيع والتخلى والتسخير) فهو يقول بشأن ذلك "أن الشيوعية هى الإستحواذ الحقيقى على الجوهر الإنسانى من قبل الإنسان" وعندها يجد العامل المغترب فى ظل الشيوعية متعه فى العمل ذاته لأنه ينتج ماهو نافع للأخريين،حيث ألغاء الملكية الخاصه حتى تصير عامه لكل الناس هو أيضا تحرير لجميع الحواس الإنسانى لأنه العين مثلا ستدرك جمال الشكل وروعته لأن العين الأنسانية بخلاف الغير إنسانية فى أدراكها للأشياء ،وحواس الأنسان الإجتماعى على خلاف حواس الإنسان الغير أجتماعى..
_ أنتهيت من الجزء الأول _








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا