الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاوية والتناحر القبلي

الشهيد كسيلة

2014 / 11 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لقد قام الاستعمار الأعرابي المدعوم من الفقهاء وشيوخ الزوايا والمستعربة في شمال أفريقيا بأبشع حرب نفسية على الناطقين بالأمازيغية لمغادرة هذه اللغة التاريخية وإحداث قطيعة نهائية معها فبعد أن استمر القتل والسبي والأسْر واختطاف الأطفال قرونا منذ الغزو الأموي إلى زحفة أعراب هلال المشؤومة وحرب الإبادة مستمرّة على الشعوب الأمازيغية في شمال أفريقيا كلّ ذلك لم يوصل إلى إبادة الأمة الأمازيغية لأن أعدادها كما شهد بذلك ابن خلدون كبيرة جدا لا يمكن إفناءها ... لذلك التجأ دعاة الاستعراب ومحو الأمازيغ من الوجود إلى حيلة أخبث وهي إبادة اللغة الأمازيغية وتصنيع شعب مستعرب يقول عن نفسه أنه عربي وأشدّ عوربة من أعراب نجد والحجاز والخليج.
بدعم من الفقهاء وشيوخ الزوايا اعتبرت اللغة الأمازيغية لغة جاهلية وثنية وعلى امتداد 14 قرنا كانت خطب الجمعة تلقى بالعربية في شعب لا يفقه شيئا في اللغة العربية القرشية القرآنية وكلما زاد عدم فهم عامة المسلمين الأمازيغ لخطب الأئمة كلما زاد تقديسهم للعربية والعروبة وازداد خجلهم من لغتهم الأمازيغية التي أصبحت عارا يتوارون بسببه عن الأنظار ويخفون هذا العار ... في حين تحول المستعربة الذين "تخلصوا من ذلك العار" إلى أكبر المعادين للأمازيغية وأكبر المتبرّئين منها ومن الانتساب إلى العرق الأمازيغي مع أنهم في ملامحهم ونطقهم لتاعرابت بعيدون جدا عن العوربة بآلاف الأميال.
من الأسلحة الأخرى التي وظفها بنجاح كبير أعداء الأمة الأمازيغية سلاح فرق تسد التي أنتجت التناحر القبلي بين حلف زناتة وهوارة (الشاوية) من جهة وحلف كتامة وصنهاجة (قبايل) من جهة أخرى وبعد إخراج المستعربة من الحلفين بحيث أصبحوا لا يعترفون بأي رابط يربطهم باصولهم الامازيغية لم يهنأ البعثيون والعروبيون ولم يطمئنوا حتى زرعوا التناحر القبلي في اوساط الكنفدراليات القبلية الشاوية [ تناحر عماري لموشي في خنشلة] [تناحر عبيدي – لموشي في تبسة] تناحر جبايلي – شليحي في باتنة ، تناحر اعماري – سعيدي في أم البواقي ... الخ هذا الوضع استفاد منه الطارئون على إقليم الشاوية الذين يتنافسون على شراء العقارات وقريبا لن يبقى للبقية الباقية من الشاوية الا صخور الجبال حتى ينقرضوا نهائيا.
قلت لأحدهم من اولاد سعيد الحراكتة كيف تعادي أخاك من اولاد اعمارة وهم حراكتة ايضا إلى حدّ القطيعة ... ماذا لو التقيت به خارج الاقليم الشاوي هل تستمر في معاداته لتدميره وأنتما معا مستهدفان من الأعداء التاريخيين للشاوية ... أما آن لهذه الحماقات أن تزول ... لكن كما قال لي يبدو أن المسألة أعمق بكثير وحدثني عن اللؤم والنذالة التي وجدها في من يجمعه بهم الانتماء إلى عرق واحد وأنّ الانتحار القبلي لن ينتهي إلا بانقراض الشاوية من الوجود لأنه كالطاعون والوباء القاتل.
مما أرى وألاحظ اقتنعت بما قال هذا الصديق لأنّ الأرض يرثها الصالحون والصالحون هم المتعايشون على الوئام والمحبة أما من يتناحرون ويغدر بعضهم ببعض فليس لهم الا الذل والفناء والانقراض ، فهل هناك من يعيد إليّ الأمل وهل هناك من يوقف هذا السقوط الحر في مستنقع التناحر القبلي وزرع الكراهية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجهل
كريمو ( 2014 / 12 / 2 - 05:16 )
الجهل يعمي البصر والبصيرة يا استاذ الشهيد
والتعليم المغشوش ايضا لكن الجغرافيا ظلمت الشاوية لان بلاجدهم تتوسط شرقي الجزائر ويحيط بها الاستعراب من كل جهة ويحاصرها المستعربة الذين خانوا امازيغيتهم واصبحوا على امتداد قرون اخطر من العرب
اما الشاوية عمل كبير جدا للاحتفاظ بلغتهم والا فانها ستنقرض قريبا
على المجتمع المدني الشاوير ان يسرع في فتح مدارس لغات خاصة وان ينشط لنحسيس الاولياء بخطورة انقراض لغتهم وخاصة تعليم اللغات الحية لابنائهم لمقاومة المستعربين ورد كيدهم في نحورهم

اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل