الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنّاء الحر ( Free-mason )

علي ألسنجري

2014 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


هذه ألكلمه التي لم يقف المؤرخون الذين كتبوا في تاريخ الماسونيه عن أصلها ومن أية لغة أو لهجة اشتقت منها , وقد ذكر الدكتور ألبرت ماكي في موسوعته الماسونيه ما يقارب أكثر من خمسة عشر رأيا وهو يحاول أن يصل إلى اصل الكلمة لكنه لم يذهب إلى ما قبل القرن الحادي عشر ومن هذه الألفاظ يذكر لفظه فرنسيه شبيهه لأصل ألكلمه محاولة منه لإيجاد الأصل وهي (May-son ) لكن هذه ألكلمه لم تشفي غليله لأنها كلمتين ومعناها مغاير تماما عن الكلمة ألأصليه ( Mason ) والتي تعني البنّاء , وبعد كل ذلك الجهد يرجع الدكتور ماكي إلى العصور الوسطى ويظهر كلمة (( Mason لكنه لم يخرج عن الأصل الفرنسي لهذه ألكلمه حاله حال أي مؤرخ كتب في تاريخ الماسونيه , فالكل اتفقوا على إن هذه ألكلمه كان أول استخدام لها في فرنسا لعمال الحجارة والبيوت في القرون الوسطى لكنهم لم يبحثوا عن اصل الكلمة الفرنسية ومن أين جاءت , حتى أصبح المفهوم السائد لكل قارئ عن الماسونيه وتاريخها بأن اصل ألكلمه جاء من فرنسا , أما كلمة ( Free ) أيضا اختلف المؤرخون على معناها ولكنهم اتفقوا على إنها كلمة مستقلة ألحقت فيما بعد إلى كلمة ( Mason ) كما ذكر ألبرت ماكي في موسوعته , فمنهم من قال إن البناءين يجب إن يكونوا أحرار في التنقل ولا يستقرون في مكان وبعضهم قال إنهم غير خاضعين إلى الضرائب لأنهم يبنون الكنائس وغيرها من دور العبادة , وما يهمنا في هذا البحث هو كلمة ( Mason ) والتي تعني البنّاء وفي المصطلح الحديث تعني ماسوني , وبالرغم من كل هذه الاختلافات حول اصل التسمية لم يشر أي من المؤرخين الى التأثير العربي الإسلامي على الحضارة الأوربية في جميع العلوم فمثلا فن العمارة العربي الإسلامي وهو احد الفنون التي ازدهرت في أوربا في القرون الوسطى وهو واضح للعيان لأي زائر لأسبانيا ألحديثه , هذا الإرث الحضاري الذي بدأ حوالي سنه 711 ميلادية وانتهى بخروج المسلمين بعد سبعة قرون , ومنذ ذلك الحين بدأ المسلمون نمطا فنيا جديدا في العمارة والزخرفة والأقواس , وقد استخدم البناءون المسلمون في هذا الفن الجديد إطارات ذات خطوط متشعبة ومتقاطعة فيما بينها بالأضافه إلى القباب ألمزخرفه والأعمدة ذات الضفائر والمنعطفات ألتعرجيه , حتى أصبحت قرطبة ثاني أكبر مدينه في العالم من حيث السكان في ذلك الوقت بعد بغداد نظرا للأعمار الذي قام به المسلمون . ولما دخل القائد البربري المسلم طارق بن زياد مع جيشه الذي بلغ 12 ألف مقاتل وأكثرهم من البربر من شمال أفريقيا (1) , بدأ يفتح ألمدينه تلو الأخرى إلى إن استقر في مدينة طليطه كقاعدة عسكريه له , وبعد سنه من دخول طارق بن زياد وجيشه جاء دور القائد العربي موسى بن نصير الذي كان يحكم بلاد المغرب العربي ليدخل إلى الأندلس بجيش تعداده 8 ألف مقاتل , وعند وصول موسى بن نصير إلى طليطه قاعدة طارق بن زياد نشب خلاف بينهم (2)لأن طارق بن زياد دخل الأندلس دون إذن قائده موسى بن نصير (3) وبعد هذا الخلاف صدر قرار بأن جيش طارق بن زياد من البربر عليه أن يتجه شمالا كي يشكلوا دروعا بشريه لحماية ألدوله الجديدة أما الجنود العرب الذين جاؤوا مع موسى بن نصير سيستقرون في الوسط والجنوب (4) وبعد هذا الاستقرار النسبي بدأ المسلمون البربر والعرب ببناء المساجد والدور ليبدأ عصر جديد من فن العمارة حتى ازدهرت مهنة البناءين في ذلك الوقت للإبداع الذي أظهروه . وفي هذه ألنبذه التاريخية القصيرة يتضح لنا إن البربر سكنوا شمال الأندلس بقرار من القائد العربي موسى بن نصير , وكما لا يخفى أن البربر أو الأمازيغ هم شعب عريق تعود أصولهم إلى ما قبل الميلاد ولهم لغتهم وتقاليدهم الخاصة , ومن الألفاظ التي نحن بصددها هي كلمة ( البنّاء ) في لغتهم البربرية والتي تسمى ( اماسكاو ) وجمعها ( ئماسكون ) (5) ويذكر الكاتب مبارك الأرضي بأن الكاف في اللغة الأمازيغيه تلفظ كحرف g الإنكليزي , أما الألف والواو والياء تسمى حروف التحريك وهم يقومون مقام ألفتحه والضمه والكسرة (6) فإذا أردنا أن نكتب لفظ البناءون في اللغات اللاتينية فستظهر لنا ( Masgon ) وهي قريبه إلى الكلمة الأصلية الأنكليزيه وقد تكون هي عينها كتبت بدون حرف g وذلك لصعوبة النطق , وإذا اعتمدنا رأي الدكتور احمد بوكوس بأن اللغة الأمازيغيه لها لهجات كثيرة وإحدى لهجاتها المنتشرة في بلاد المغرب العربي يقلب فيها حرف الكاف إلى ياء (7) فستكون كلمة البناءون ( ئماسكون ) باللفظ اللاتيني ( Masyn ) لأن الكاف انقلبت إلى ياء فهي بذلك تنطبق لفظا ومعنى على الكلمة الفرنسية ( Macon ) والتي اشتقت (8) منها الكلمة الأنكليزيه ( Mason ) والتي تعني البنّاء في كلا اللغتين سواء الفرنسية أو الأنكليزيه
وقد ذكرنا بأن البربر سكنوا شمال الأندلس وهي جنوب فرنسا الحالية فبذلك يتضح لنا بأن اصل هذه الكلمة ( Mason ) هي (Masyn ) من لغة البربر والتي تعني البناءون وقد استخدمها الفرنسيون كما هي معنى ولفظا لما شاهدوه من أعمار في بلاد الأندلس , وبقت كلمة البناّء في اللغة الأسبانية كما هي والتي جاءت من اللغة العربية , ولازالت هذه الكلمة ( Albanil ) الباني هي احد مفردات اللغة الأسبانية الحالية والتي لها نفس المعنى العربي وذلك لتمركز القوات العربية التي جاءت مع القائد العربي موسى بن نصير في وسط وجنوب الأندلس حيث لم تذهب هذه ألكلمه (Albanil ) شمالا إلى فرنسا كما ذهبت الكلمة البربريه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس