الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكفل بيئه للعلماء

محمود محمد سهيل الجبوري

2014 / 12 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ألكفل بيئة للعلماء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدينة ألنجف ألأشرف تشرفت بمرقد أمير ألمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأحتضانها للحوزة ألعلمية ،إذ أصبحت مصدر إشعاع للعلم وألثقافة وألتنوير إلى ألمدن ألأسلامية ، ومدينة ألكفل في محافظة بابل هي إحدى ألمدن ألقريبة وألمجاورة لمدينة ألنجف ،فكان لها نصيب من ذلك ألأشعاع ألمتمثل بارسال رجال ألعلم إليها نتيجة لإهتمام ألحوزة ألعلمية بالكفل حفاظا على ألهوية ألأسلامية للمدينة وذلك لوجود عمق ديني وتأريخي قبل ألأسلام للمدينة ألمتمثل بمعتنقي ألديانة أليهودية وألذين أصبح لهم نفوذ قوي في ألعهود ألسابقة ،ولكل رجل علم أسلوبه ألخاص به للتعامل مع ألمكون ألديني ألاخر ، ومن أوائل هؤلاء ألعلماء هو :-
1- ألسيد تاج ألدين ألآوي ألأفطسي (1254- 1313 م )
هو ألسيد أبو ألفضل محمد بن مجد ألدين حسين بن علي بن زيد ألداعي ،يرجع نسبه إلى ألحسن ألأفطس بن علي ألأصغر بن ألأمام ألسجاد (ع) (1) ، لقب ألآوي لحق به من جدّه ألأكبر أبو محمد ألحسن بن علي ألذي كان نقيبا بآوة وهي قرية من قرى قم بين قزوين وساوة ،ألحسن بن علي توارثت ذريته ألنقابة ألعامة للأشراف في تلك ألمنطقة لأن جدّه علي بن ألحوري كان بالكوفة (2) ،ولد ألسيد تاج ألدين بالكوفة عام 650 هجرية 1254 م ،نشأ وتعلّم في ألغري بمشهد أمير ألمؤمنين ،يكنّى (سبع شمّر) و(سبع زبيد) ،كان سيدا فاضلا متبرزا ذا همّة عالية وقد ظهر منه آثار عظيمة
في تعصّبه للدين وألمذهب (3) ، وهو من أرفع بيوتات ألعلم وألرئاسة ،كان أول أمره واعظا ثم ولّاه ألسلطان ألمغولي ألجايتو محمد خدابندة (4) نقابة نقباء ألممالك بأسرها ألعراق وألري وخراسان (5) ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كمّونة ، موارد ألأتحاف في معرفة ألأشراف ،ج1 ص113.
(2) أبو ألفرج ألأصفهاني ، مقتل ألطالبيين ،ص34 .
(3) هاشم فيّاض ألحسيني ،حياة ذي ألكفل وحزقيال ،ص28 .
(4) ثامن ملوك إيلخانية فارس ،من أحفاد هولاكو ،أسلم وإعتنق ألمذهب ألشيعي ، لقّب بغياث ألدنيا وألدين ،إستبصر على يد ألعلامة ألحلي عام 708 هجرية ،توفي عام 1317 م.
(5) بن عنبة ، عمدة ألطالب ،ص341 .



كان معاصرا للعلّامة ألحليّ وقد تكوّنت بينه وبين ألعلّامة ألحلي ّصلات وثيقة خصوصا إذا عرفنا قرب ألكفل من ألحلة ، وأن ألسيد كان ضمن وفد عالي ألمستوى ذهب لمقابلة ألسلطان وألشروع بالمناظرة مع نظام ألدين ألخوّاجة عبد ألملك ألمراغي ،نتيجة هذه ألمناظرة هو ألأعلان عن تشيّع ألسلطان وإعلان ألمذهب ألشيعي مذهبا رسميا في إيران (1) ،نشأت بين ألسلطان ألجايتو محمد خدابندة وألسيد تاج ألدين علاقة وطيدة أثمرت عن تعيينه من قبل ألسلطان نقيب نقباء ألممالك ألأسلاميــــــــة
في عموم ألدولة ألأيلخانية (2)،وهو من علماء ألشيعة ألذين رغّبوا للسلطان ألمغولي ألجايتو أن يعتنق مذهب ألتشيع عام 703 هجرية ،عاش بين ألحلة وألكفل وبغداد،عاصر ثمانية ملوك من ألأسرة ألأيلخانية أولهم هولاكو وآخرهم ألجايتومحمدخدابندة (3)،
ألذي كان في عصره لليهود إشراف مباشر على مراقد أنبيائهم و أوليائهم وكانوا يترددون عليها في أعيادهم ومواسمهم ألدينية ومن ضمن ألقبور ألتي يأتون لزيارتها وألتبرك بها قبر نبيهم حزقيال (ع)ألمدفون في ألكفل،وعندما أعلن ألسلطان ألجايتو إسلامه وتشيعه أصدر أوامره بطرد أليهود من مرقد ذي ألكفل ووضع ألمراصد ألعيون وألحرس لحراسة ألمرقد ألمقدّس من تدنيس أليهود ،ثم جعل ألمرقد ألمقدس بيد ألمسلمين وتحت إشراف نقيب ألممالك تاج ألدين ألأوي (4)، وكان ألسيد يقيم ألجمعة وألجماعة في مسجد ألنخيلة ألمجاور للمرقد ألمقدس ونصب في صحنه منبر ،وكان مقر ألنقابة في ألكفل لمدة سبع سنوات ،ومن جملة ماقام به ألسيد تاج ألدين في ألكفل هو منع أليهود من إجتياز ألمسجد للوصول إلى ألمرقد وأشار عليهم بضرورة إستخدام ألباب ألغربي للمقام وهو ألمدخل ألرئيس للمرقد لعدم جواز دخول أليهود لمساجد ألمسلمين مستندا إلى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ألحليّ ،إرشاد ألأذهان ،ج1 ص129 .
(2) محمد حسن ألكشميري ،ألمصدر ألسابق ،ص320 .
(3) ألحليّ ،قواعد ألأحكام ،ج1 ص114 .
(4) هاشم فياض ألحسيني ،ألمصدر ألسابق ، ص28 .



ألآية ألكريمة (إنما ألمشركون نجس فلا يقربوا ألمسجد ألحرام) ، وقد دفع ألسيد حياته ثمنا لهذا ألمنع ،وكذلك منع أليهود من ألأقتراب إلى ألمرقدبعد إن نصب في صحنه منبرا مما أثار غضبهم وإستيائهم فقرروا ألتخلّص من ألسيد وإستمالوا رشيد ألدين (1)ليحقق غايتهم ،قام بمنع أليهود من زيارة مرقد نبيهم ألمدفون في ألكفل ،كان ولده ألسيد شمس ألدين حسين هو ألمتولي لنقابة ألعراق، وألذي عامل ألعلويين بنوع من ألظلم وألتجبر مما أدى ألى تذمرهم من أفعاله ،تلك ألأسباب ألثلاثة هيّات فرصة للوزير رشيد ألدين فتحرك على ألسلطان ألجايتومحمد خدابندة للتخلص من ألسيد ،تحالف أليهود وألنواصب ضد ألسيد لأنه حدّمن نفوذأليهود ألمسيطرين على سوق ألتجارة بين ألكوفة وألحلة ،سجن ألسيد عدة مرّات مع ولديه ،وقام حاكم ألمنطقة جلال ألدين إبراهيم بن ألمختار بأستلام ألسيد تاج ألدين وولديه شمس ألدين حسين وشرف ألدين علي في مشهد أمير ألمؤمنين وأخرجهم إلى شاطيءدجلة ونفّذ قتلهم ،وقدّم قتل إبني ألسيد قبله موافقة لأمر ألرشيد في ذي ألقعدة 711هجرية 1313م، ألنواصب خرقوا أجسادهم تشفيا وإنتقاما وقد أفتى قاضي ألحنابلة بحرمة دفنهم في مقابر ألمسلمين ومثّلوا بأجسادهم وأحرقوا،
مرقده بالعراق قرب نهر دجلة في ألموضع ألمعروف بألحفرية بين ألعزيزية وألصويرة ،يبعد15 كم عن ألصويرة ،في عام 1890م تم إبراز ألقبر بوضع صخرة فيه ،من أعماله ألمباركة: 1- ساهم في إنشاء مركز ألدراسات ألعربية وألأسلامية في ألحلة 2- أقام ألجمعة وألجماعة في مشهد ذي ألكفل وألمسجد (ألنخيلة)بعد أن إنتزعها من أليهود 3- دافع عن أرض ألمقدسات وأنقذ ألمسلمين من ألردة ألجماعية عن ألإسلام آنذاك رادت أن تحدث بسبب دسائس أليهود وفتنهم 5- هدفه أن يظهر لعامة ألناس قداسة أرض ألعراق عند ألعرب وألمسلمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ألوزير رشيد ألدين فضل ألله بن أبي ألخير عماد ألدولة بن علي موفق ألدولة ألمعروف برشيد ألدين ألهمداني ،ولد في همدان عام 645هجرية ،كان طبيبا ماهرا ،تتلمذ على يد ألخواجة نصير ألدين ألطوسي ،أستوزره ألسلطان ألجايتومحمد خدابندة ،له كتاب تفسير رشيدي و جامع ألتواريخ ، قتل عام 718 هجرية .
حيث أنها أرض ألأنبياء وألمرسلين وأرض ألأئمة ألأطهار .
2- ألمرجع آية ألله ألسيد محمد مهدي بحر ألعلوم (1740-1797م) :
خلال العهد ألعثماني إستمرت ألحوزة ألعلمية في ألنجف في عطائها برفد مدينة ألكفل بالعلماء إذ كانت ألطائفة أليهودية في ذلك ألوقت هي ألأكثرية ومتنفذة ،أحد علماء ألشيعة وزعيم ألطائفة آنذاك في ألنجف وهو ألسيد محمد مهدي بحر ألعلوم وبعد إنصرافه من مدينة ألنجف إلى زيارة ألإمام ألحسين (ع) في عيد ألأضحى ألمصادف ذي ألحجة 1211هجرية 1796م (1) ،حيث عبر ألسيد بقافلته ألطريق على محل ذي ألكفل وأمر ببناء رباط للزوار وألمترددين وكان معه جماعة غفيرة من تلاميذه ألمخلصين ،كان في مدينة ألكفل يومئذجماعة من أليهود زهاء ثلاثة آلاف نفس حتى وصلوا إلى ألرباط ألذي أمر سلّمه ألله ببنائه،ألسيدألمرجع أجرى مناظرة علمية مع علماء أليهود في مدينة ألكفل قبل وفاته بعام واحد وكتب هذه ألمناظرة ألمولى محمد كاظم بن محمد شفيع ألهزارجريبي بعنوان (ألجدلية ) (2)، حضر ألمناظرة قرابة ثلاثة آلاف من مختلف طبقات أليهود ،وتوجد ألنسخة ألخطية من ألمناظرة في مكتبة ألحجة ألسيدمحمد صادق بحر ألعلوم ، ألسيد بحر ألعلوم أسس حوار مع علماء ألأديان ألأخرى وقد حفظ لنا ألتاريخ حواره مع علماء أليهود في منطقة ألكفل وألتي كانت قاعدة مهمة لمعتنقي ألديانة أليهودية (3) ،نتيجة ألمناظرة أن أسلم على يده أكثر من ثلاثة آلاف يهودي من ألكفل عام 1796م (4) ،
في بداية ألمنظرة لحقه جماعة من عرفاء أليهود فرحّب بهم وقال لهم قولالينا وكان فيهم رجلان يدعيان ألمعرفة أحدهما داود والأخر عزرا ،
فكان لذلك ألموقف أثره ألبالغ في ألمجتمع ألأسلامي بحيث إرتفع رصيد ألشيعة ، وقد سجّل نص ألمناظرة كثير من تلامذته ألذين كانوا بخدمته
والذي قام بتسجيلها تلميذه ألحجة محمد جواد ألعاملي ،وعدد صفحاتها 16 صفحة(5)، قال ألسيد محمود ألطباطبائي في كتابه ألمواكب ألسنية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ألخرسان ،ألمجموعة ألثالثة (مخطوط غير مرقم) .
(2) أغا بزرك ألطهراني ،ألذريعة ، ج 5 ص 90 .
(3) إبراهيم حسين سرور ،مدرسة ألعرفاء ،دار ألكتاب ألعربي ،ط1 ،2008، بيروت ،ص771 .
(4) مجلة ألنجف ،ألعدد 1، 20/8/2003 .
(5) محمد مهدي بحر ألعلوم ،رجال ألسيد بحر ألعلوم ،ط1 ،1965 ،مكتبة ألعلمين ،ج1 ص50 .

سمعت من بعض ألأفاضل أنّ أحد ألفضلاء أليهود في ذي ألكفل جاء لزيارة ألسيد رحمه ألله .
ألمناظرة بين أليهود وألمرجع ألسيد محمد مهدي بحر ألعلوم :
إبتدأ داود بألكلام وقال نحن ومعاشر ألأسلام من دون سائر ألملل موحدون وعن ألشرك مبرؤون وباقي ألفرق وألأمم كألمجوس وألنصارى بربهم مشركون وللاصنام وألأوثان عابدون ولم يبقى على ألتوحيد سوى هاتين ألطائفتين ، فقال له ألسيد كيف ذلك وقد إتخذ أليهود ألعجل وعبدوه (ولم يبرحواعليه عاكفين حتى رجع إليهم موسى ) من ميقات ربه وأمرهم في ذلك أشهر من أن يذكر أعرف من أن ينكر ثم أنهم عبدوا ألأصنام في زمن (يربعام بن نباط) وهو أحد غلمان سليمان بن داود ومن قصته أن سليمان كان قد تفرّس منه طلب ألملك وتوسم فيه أمارات ألرئاسة وألسلطنة وقد كان (أخيّاألشيلوني) قد أخبر يربعام بذلك وشقّع عليه ثوبا جديدا كان عليه وقد قطّعه إثني عشر قطعة وأعطاه منها عشر قطع وقال له أن لك بعدد هذه ألقطع من بني إسرائيل عشرة أسباط تملكهم ولا يبقى بعد سليمان مع إبنه رحبعام وأولاده غير سبطين وهما (يهوذا وبنيامين) فهمّ سليمان بقتل يربعام فهرب (يربعام بن نباط) من سليمان إلى شيشاق عزيز مصر وبقي عنده حتّى توفي سليمان ، فرجع ألى ألشام وأجمع رأيه ورأي بني إسرائيل جميعا على نصب رحبعام بن سليمان ملكا فملّكوه عليهم ثم أتوه وإستعطفوه في وضع ألأصار وألمشاق ّ ألتي كانت عليهم في أيام سليمان فقال لهم رحبعام إنّ خنصري أمتن من خنصر أبي لأن كان أبي وضع عليكم أمورا صعبة وحملكم ألتكاليف ألشاقة فأنا أحمّلكم واضع عليكم ماهو أشقّ وأصعب فتفرقوا عنه ونصّبوا يربعام بن نباط وملّكوه عليهم فإجتمعت عليه عشرة أسباط من بني إسرائيل وإنفرد رحبعام بن سليمان بسبطين منهم في بيت ألمقدس ،ولمّا كان بنو إسرائيل يحجون إلى بيت ألمقدس في كل سنة خاف يربعام على ملكه أن أذن لهم في ألحج إليه من رحبعام وأتباعه أن يصرفوهم عنه أو أن يميلوا إليه فصنع لهم عجلين من ذهب وضعهما في دان وبيت إيل وقال هو ذا آلهتك يابني إسرائيل ألذين أصعدوك من أرض مصر وأمر ألناس بعبادتهما و ألحج إليهما فأطاعوه وصاروا بذلك مشركين شركا آخر بعد عبادة ألعجل، فكيف تقول ياأخا أليهود أنّ أليهود ما أشركوا بألله تعالى وما إتخذوا إلهاغير ألله تعالى وأنهم كانوا موحدين وعن غير ألله معرضين فأعترفوا حينئذ بما ذكر من عبادتهم للأصنام بنحو ماذكره وعجبوا من إطلاعه على ما لم يطّلع عليه أحد من أمرهم ثم قال لهم أيّده ألله وحينئذكيف جاز لسليمان أن يهم ّبقتل يربعام قبل جنايته ولايجوز ذلك في شريعة موسى ولا في شريعة غيره من ألأنبياءوكان سليمان على شريعة موسى ولو جاز له ما لم يكن جائز لموسى كان ألنسخ جائزاوأنتم تنكرون ألنسخ فسكتوا ،وقال كبيرهم داود كلامكم ياسيدنا على ألعين وألراس فقال لهم أيّده ألله أخبروني هل كان بينكم يامعاشر أليهود خلاف أو في كتبكم تباين واختلاف فقالوا لا فقال لهم كيف ذلك وقد إفترقتم على ثلاث فرق تشعّب منها إحدى وسبعون فرقة وهذه ألسامرة فرقة عظيمة من أليهود تخالف أليهود في أشياء كثيرة وألتوراة ألتي في أيديهم مغايرة لما في أيدي باقي أليهود ، فقال وا لاندري لم وقع هذا ألأختلاف لكنا نعلم كتاب ألسامرة لكتابنا وكذلك مخالفتهم لنا في أمور كثيرة ، فقال لهم أيّده ألله تعالى فكيف تنكرون ألأختلاف وتدّعون إتفاقكم على شيء واحد ثم قال لهم هل زيد في ألتوراة ألتي أنزلها ألله على موسى شيء أم نقص منها شيء،فقالوا هي على حالها إلى ألآن لازيادة فيها ولانقصان فقال لهم أيّده ألله تعالى كيف يكون ذلك وفي ألتوراة ألتي في أيديكم أشياء منكرة ظاهرة ألقبح وألشناعة منها ماوقع في قصة ألعجل من نسبة إتخاذه آلها لبني إسرائيل إلى هارون ألنبي ، وهذه ترجمة عبارة ألتوراة في فصل (نزول ألألواح وإتخاذ ألعجل) وهو ألفصل ألعشرون من ألسفر ألثاني ولمّا رأى ألقوم أن موسى قد أبطأعن ألنزول من ألجبل تحرّفوا إلى هارون وقالوا قم فإصنع لنا آلهة يسيرون قدّامنا فإن ذلك ألرجل –موسى – ألذي أصعدنا من بلد مصر لا نعلم ما كان منه فقال لهم هارون فكّوا شنوف ألذهب ألتي في آذان نسائكم وأبنائكم وبناتكم وأتوني بها ففعل ذلك ألقوم ونزعوا أقراط ألذهب التي كانت في آذانهم وأتوا بها إلى هارون فأخذها منهم وصورها بقالب وجعلها عجلا مسبوكا فإتخذوه إلاها وعبدوه ثم أنه لما جاء موسى من ميقات ربه ورأى ماصنع هارون وقومه أنكر ذلك ووبّخ هارون فإعتذر إليه فقال لاتلمني على ذلك فما فعلته إلاّ خشية تفرق بني أسرائيل ، فهذا دليل قاطع على أنّ ألتوراة ألتي عندكم محرفة وأنّ فيها زيادة على ألتوراة ألتي أنزلت على موسى لأنّ مثل هذا ألعمل لايصدر من جاهل غبي فكيف يصدر عن مثل هارون ألنبي (ع) ، وكيف تأتي له ذلك ألأعتذار عند موسى (ع) وتفرق بني إسرائيل على تقديره أهون من تصوير هارون لهذه ألصورة ، وإتخاذها ألها يعبد فكيف خشي على بني إسرائيل من ألتفرق ، ولم يخش عليهم من ألكفروألشرك ، وقد قال له موسى (يا هارون إخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل ألمفسدين )، فقال داود ومن معه من أليهود وأي مانع من ذلك وقد أعان ذلك أيضا جبرائيل (ع) وقصته مذكورة في ألتوراة كقصة هارون (ع) فقال لهم أيّده ألله تعالى أنّ جبرائيل لم يعن على ذلك ولا في ألتوراة شيءمما هنالك ،وإنماألسّامري وجد أثر ألحياة من أثر فرس جبرائيل ،فأغوى ألقوم بهذه ألوسيلة ، وما على جبرائيل من ذلك شيء،ولا على ألله سبحانه وتعالى حيث خلق ألسبب ألذي به وقعت ألفتنة ،كما خلق أسباب ألزنا وألقتل، وغيرهما من ألمعاصي ،فإنها لا تقع إلأ بأسباب وآلات مخلوقة وليس ذلك من باب ألأعانة على ألكفر وألمعصية ،تعالى ألله عن ذلك علوّا كبيرا ،وفي ألفصل ألرابع من ألسفر ألخامس في ذكر ألعجل وتوبيخ بني إسرائيل على عبادته، قال(وعلى هارون توجّد ألله وجدا،
وكاد ينفذه فإستغفر له أيضا في ذلك)،وهذا صريح في شناعة هذا ألعمل وفضاعته،وأنّ ألله قد توجّد به على هارون فكيف تقولون أنه لا مانع منه؟،ويقرّب من هذه ألقصة في ألشناعة وألفضاعة ما وقع في ألتوراة من قصة لوط مع إبنتيه،فإنّ في ألفصل ألثالث وألعشرين من ألسفر ألأول من ألتوراة إنّ لوطا لمّا صعد من صوغر وأقام في ألجبل وإبنتاه معه وقد هلك قومه قالت ألكبرى منهما للصغرى أبونا شيخ كبير وليس في ألأرض رجل يدخل علينا كسبيل أهل ألأرض،تعالى نسقي أبانا خمرا ،ونضاجعه ،ونستبغي منه نسلا، فسقتاه خمرا في تلك ألليلة وجائت ألكبرى فإضطجعت مع أبيها ولم يعلم بنومها وقيامها فلمّا كان من ألغد قالت ألكبرى للصغرى هو ذا قد ضاجعت ألبارحة أبي فنسقيه خمرا ألليلة وأدخلي فإضطجعي معه فسقتاه خمرا في هذه ألليلة أيضا فقامت ألصغرى فضاجعته ولم يعلم بنومها ولا قيامها فحملت إبنتا لوط من أبيهما ،وولدت ألكبرى إبنا ، وسمّته (مواب)هو أبو (بني مواب) إلى هذا أليوم ،وولدت ألصغرى أبنا ،وسمّته (عمون) وهو أبو (بني عمون)إلى هذا أليوم.هذا نص ألتوراة ألتي بيد أليهود،وترجمتها حرفا حرفا وهذا كذب صريح وبهتان صريح ومن ألممتنع في ألعقول وقوع مثل هذا ألعار وألشنار من رسل ألله وأنبيائه وإبتلاء بناتهم وأبنائهم بما تبقى شناعته مدى ألهر وما بقي هذا ألنسل . وماب وعمون أمّتان عظيمتان بين (ألبلقاء)و (جبال ألشراة) وقد كانت جدّة سليمان وداود من بني (مواب) فيكون هذا ألنسل كلّه عند أليهود زنيمين لعدم حصوله من نكاح صحيح ،فإن ّتحريم ألبنت على ألأب مما أتفقت عليه جميع ألشرائع وألأديان،وقد كانت ألأخت محرّمة في ألملل ألسابقة ،ولذا قال إبراهيم (ع) لمّا سأله ألمصريون عن (سارة)إنها إختي حتّى لا يظن أنّها زوجته فيقتلوه ،ولا ريب أنّ ألبنت أولى بألتحريم من ألأخت ،ومن ألمستبعد في ألعادة إيلاد ألطاعن في ألسن في ليلتين متعاقبتين مع ألسكر ألمفرط ألذي إدّعوه وقد كان لوط (ع) من بعد قضية (سدوم) قد قارب ألمئة كم قيل ، ثم كيف ظنّت ألبنتان خلو ألعالم عن ألرجال مع علمهما بإنّ ألهالك هم قوم لوط خاصّة وقد علمتا أن إبراهيم (ع) وقومه في قرية (جيرون) ولم يكن بينهما وبينه إلا مقدار فرسخ واحد، وأن ألبلية لم تصبهم وأن جميع ألعالم سوى قوم لوط منها سالمون ،فهذا كذب ممزوج بحماقة مفرطة ، ولو لم يكن إلاّ علمهما بإطلاع أبيهما على هذا ألفعل ألشنيع أذا صحا وكذا علم إبراهيم (ع) عم أبيها على جلالة شأنه وقرب مكانه لكفى ذلك حاجزا عن إرتكابهما لهذا ألأمر ألفضيع على تقدير إمكانه فهذا ومثله مما وقع في توراتكم يا معاشر أليهود دليل على وقوع ألتحريف وألزيادة فيها ،ولو أردنا تفصيل ما وقع في هذه ألتوراة من ألتناقض وألأختلاف وما لا يليق بألباري عزوجل من ألجسم وألصورة وألندم وألأسف وألعجز وألتعب ، لطال ألكلام ولم يسعّه ألمقام ،ولكن أخبروني يا معاشر أليهود هل تخلوا شريعة من ألشرائع عن ألصلاة ؟ فقالوا لا إن ألصلاة ثابتة في جميع ألشرائع ،وما خلت شريعة منها ،فقال أيّده ألله تعالى أخبروني عن صلاتكم هذه ما أصلها ومن أين مأخذها وهذه ألتوراة وهي خمسة أسفار قد سبرناها وعرفنا ما فيها سفرا سفرا ،فلم نجد للصلاة في شيء منها إسما ولا ذكرا ،فقال بعضهم قد علم أمرها من فحوى ألكلام ،لا من صريحه فإن ألتوراة قد إشتملت على ألأمر بألذكر وألدعاء، فقال لهم أيّده ألله تعالى ليس ألكلام في ألذكر وألدعاء بل في خصوص هذه ألصلاة ألمعهودة عندكم في ثلاثة أوقات ألصبح وألعصر وألعشاء وهي ألّتي تسمونها (تفلاه شحريت)و(تفلاه منحا)و(تفلاه عرب).وأمّا ألذكر وألدعاء فكلاهما أمر عام لا يختصّ بوقت دون وقت ولا جهة دون أخرى وأنتم تتوجهون في هذه ألصلاة إلى بيت ألمقدس وليس ذلك شرطا في مطلق ألذكر وألدعاء ، ويلزمكم في إشتراط ألتوجّه إلى بيت ألمقدس محذور آخر لا أراكم تخلصون منه وهو أنّ بيت ألمقدس خطّه داود (ع)،وبناه إبنه سليمان(ع) وكان بين موسى وسليمان أكثر من خمسمائة عام ،فكيف كانت صلاة موسى ومن بعده من ألأنبياء إلى زمان سليمان (ع) وبنائه لبيت ألمقدس ، ومثل ذلك يلزمكم في أمر ألحج فإن ألحج عندكم إلى بيت ألمقدس ولم يكن موجودا في زمن موسى (ع) ومن بعده من ألأنبياء إلى زمن سليمان ،فهل ذلك شيء إخترعتموه أنتم من قبل أنفسكم، أم لكم على ذلك بيّنة وبرهان ؟ (فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)،فقالوا قد علمنا ذلك من كلام ألأنبياء من بعد موسى (ع)وكتبهم وتفسير علماؤنا للتوراة ،فقال لهم أيّده ألله تعالى إنّ ألأنبياء من بعد موسى كلّهم على شريعته ،متّبعون له في أحكامه يحكمون بما في ألتوراة لا يزيدون عليه شيء ولا ينقصون ،وأيضا فإنّكم معشر أليهود لا تجيزون ألنسخ في ألشرائع فكيف جاز لكم إحداث هذه ألأشياء ألتي لم تكن في زمن موسى (ع)وكيف جاز لعلمائكم تفسير ألتوراة بما هو خارج من شريعة موسى (ع)وكيف إدعّيتم على ألأنبياء أنّهم وضعوا هذه ألشرائع ألخارجة عن ألتوراة فبهتوا من هذا ألكلام وإنقطعوا وعجبوا من غزارة علمه وإطّلاعه على حالهم ووقوفه على مذاهبهم ومقالاتهم ،ثم جسر أحدهم فقال نحن نقول ما كان في زمن موسى (ع)صلاة ،فما ألذي يلزمنا إن قلنا بذلك ؟ فقال لهم أيّده ألله تعالى أنتم ألآن إعترفتم بأن ألصلاة ثابتة في جميع ألشرائع فكيف تخلوا منها شريعة موسى (ع)ألتي هي عندكم من أعظم ألشرائع وأتمّها ،ومع ذلك فما ألذي دعاكم إلى تجشم فعل هذه ألصلاة ألتي لم تكن في زمن نبيكم ،ولا أتى بها كتابكم فإنقطعوا عن ألجواب وخجلوا من معارضتهم ومناقضاتهم في أقوالهم في مجلس واحد ،ثم قال للسيد ليس في ألقرءان تفصيل ألصلاة ألتي تصلّونها أنتم معاشر ألمسلمين فكيف عرفتم ذلك مع خلوّه منه؟ فأجاب أيّده ألله إن ألصلاة مذكورة في عدّة مواضع من ألقرءان،وقد عرفنا أعدادها وقبلتها وكثيرا من أحكامها من ألقرءان ،وعلمنا سائر أحكامها وشرائطها من ألبيانات ألنبوية وألأخبار ألمتواترة فلسنا نحن وأنتم في هذا ألأمر سواء إن كنتم تفقهون ،ثم قال أيّده ألله تعالى إنّ ألتوراة قد إشتملت على أحكام كثيرة لا تعلمون بها ألآن كأحكام ألتطهير وألتنجيس بمغيب ألشمس وغيره عند مسيس ألذائب وألحائض وألمنزل وألأبرص وجملة من ألحيوانات ،وسراية ألحيض من ألنساء إلى ألرجال فيحيض ألرجل بمسهنّ سبعة أيّام كحيضهن ّ،وقد إشتمل على هذه ألأحكام ألفصل ألتاسع وألعاشر وألحادي عشر من ألسفر ألثالث وموضع آخر من ألتوراة فأرجعوا إليها إن كنتم لاتعلمون ،فقالوا نعم كل ذلك حق وكلامكم على ألعين وفوق ألرأس فقال لهم أيّده ألله تعالى فلم لا تعملون بذلك وهو مذكور في نص ألتوراة ألتي تدّعون أنّها هي ألتي أنزلت على موسى (ع) من غير تحريف ولا تبديل ،وألحكم فيها عام لجميع ألناس شامل لجميع ألأزمنة ولم يقع فيها نسخ ولا أتى من بعد موسى (ع)نبي ناسخ لشريعته إلاّ عيسى (ع) ومحمد(ع) وأنتم لا تقولون بنبوتهما ولا بنسخ شريعة موسى (ع)في حال من ألأحوال ،فقالوا إنّ هذا كلّه من باب ألأوامر وألأمر يجوز تغييره بحسب ألأزمنة بخلاف ألنهي ،وألأمر لجلب ألثواب وألنهي لدفع ألعقاب فإختلفا فقال أيّده ألله تعالى لا فرق بين ألأمر وألنهي في وجوب ألطّاعة وألأتّباع وإمتناع ألنسخ بغير ناسخ ولا داع وألأمر إذا كان للإيجاب فهو كألنهي لدفع ألعقاب مع جلب ألثواب وما إدعيتم إن جميع هذه ألأحكام من باب ألأوامر فليس كذلك فإنّ عبارات ألتوراة في تلك ألمقامات قد جائت بلفظ ألأمر وغيره كألنهي و ألتحريم وألطهارة وألنجاسة فأتلوها إن كنتم صادقين ، فإنتقلوا من هذا ألبحث إلى غيره فقال كبيرهم كيف لاتحكمون يا معاشر ألمسلمين بحكم ألتوراة وفي ألقرءان(ومن لم يحكم بما أنزل فأولئك هم ألكافرون) ،فقال أيّده ألله أنّه لمّا ثبت عندنا نبوة نبينا محمد (ص)ونسخه للشرائع ألسابقة كان ألواجب علينا إتّباع هذه ألشريعة ألناسخة دون ألشرائع ألمنسوخة فهذا مثل ما وجب عليكم من إتّباع شريعة موسى (ع) وألعمل بما في ألتوراة دون ما تقدّمها من ألأديان وألشرائع وألكتب وقد بقي جملة من أحكام ألتوراة لم تنسخ ،كأحكام ألجراح وألقصاص وغيرها فنحن نحكم بها لوجودها في ألقرءان،لا لوجودها في ألتوراة ،فقال ما معنى قوله(ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )وأيّ فرق بين ألنسخ وألأنساء،وما ألفائدة في نسخ ألشيءوألأتيان بمثله ؟ فقال أيّده ألله تعالى ألفرق بين ألنسخ وألأنساء أن ألنسخ رفع ألحكم وإن بقي لفظه وألأنساء رفعه برفع لفظه ألدّال عليه وإنساؤه محوه من ألخاطر بألكليّة وألمراد بألمثل هو ألحكم ألمماثل للأول بحسب ألمصلحة ،بحيث يساوي مصلحته في زمانه مصلحة ألأول في زمانه ،لا أن تتساوى ألمصلحتان في زمن واحد ،حتّى يلزم خلو ألنسخ على ألفائدة ،فضحكوا وتعجّبوا من جودة جوابه وحسن محاوراته في خطابه ،ثم قال لهم أيّده ألله تعالى يا معاشر أليهود لو علمنا لكم ميلا وإعتناء بطلب ألحق لآتيناكم بألحجج ألباهرة وألبراهين ألقاهرة لكنّي أنصحكم لأتمام ألحجّة وأوصيكم بألأنصاف وترك ألتقليد وإتّباع ألآباء وألأجداد وترك ألعصبية وألحميّة وألعناد ،فإنّ ألدّنيا فانية منقطعة وكل نفس ذائقة ألموت ،ولا بدّ لعباد ألله من لقاء ألله تعالى وهو يوم عظيم ليس بعده إلّا نعيم مقيم أو عذاب أليم ،والعاقل من إستعدّ لذلك أليوم وإهتم ّبه وشمّر في هذه ألدار لتصحيح ألعقائد وألقيام بما كلّف به من ألأعمال وتأمّل في هذه ألملل ألمختلفة وألمذاهب ألمتشعّبة ،وأن ألحق لا يكون في جهتين متناقضتين ،ولا عذر لأحد في تقليد أب ولا جد ولا ألآخذ بمذهب أو ملّة بغير دليل ولا حجّة ،فألناس من جهة ألآباء وألأجداد شرع سواء ،فلو كان ذلك منجيا لنجا ألكّل وسلم ألجميع ،ويلزم من ذلك بطلان ألشرائع وألأديان ،وتساوي ألكفر وألأيمان ،فإنّ الكفّار وعبّاد ألأوثان يقتفون آثار آبائهم ،ولا عذر لهم في ذلك ،ولا ينجيهم ألتقليد من ألعطب وألمهالك فإنقذوا أنفسكم من عذاب ألنار وغضب ألجبّار ،يوم تبلى ألسرائر وتهتك ألأستار ولا ينفع هنالك شفيع ولا حميم ولا ناصر ولا مجير ،فعليكم بألتخلية عن ألأغراض ألمانعة من ألتّوجّه إلى ألحق وألعلل ألصارفة عن ألرشد ونزع ألنزوع إلى مذاهب ألآباء وألأجداد وألتّوجّه إلى رب ألعباد وألأجتهاد في طلب ماينجي من عذاب يوم ألمعاد،وذلك يحتاج إلى رياضة للنفس نافعة ومجاهدة لها ناجعة ،وقد قال ألله تعالى (وألذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) وبذلك نطق كل كتاب منزّل وجاء به كل نبي مرسل ودلّ عليه كل عقل سليم وهدي إليه كل نظر ثاقب مستقيم ،فألله ألله في عقائدكم فأصلحوها وفي أعمالكم فصححوها وفي أنفسكم فإنقذوها ولا تهلكوها فما لأحد غير نفسه عند فراق روحه وحلوله في رمسه ،وما أريد بكلامي هذا إلّا ألنصح لكم ماأستطعت ،وإن كنتم لا تحبون ألناصحين ،فقالوا كلامكم على أعيننا وفوق رؤوسنا ،ونحن طالبون للحق راغبون في ألصواب وألصدق ،فقال لهم أيّده ألله تعالى فما ألباعث لكم على إختيار ألملّة أليهودية وترجيحها على ألملّة ألأسلامية ؟ فقالوا قد أتفق أصحاب ألملل وهم أليهود وألنصارى وألمسلمون على نبوة موسى (ع)وثبوت شريعته ،ونزول ألتوراة عليه وإختلفوا في نبوة عيسى ونبوة محمد(ص) وفي ألأنجيل وألقرءان فنحن أخذنا بألذي إتفق عليه ألجميع وتركنا ماإختلفوا فيه ،فقال لهم أيّده ألله تعالى إن المسلمين ما أعتقدوا بنبوة موسى وصدقه في دعواه إلّا بأخبار نبيّهم ألصادق ألأمين وذكره في كتابهم ألقرءان ألمبين ولولا ذلك ما إعترفوا بنبوة موسى وعيسى ،ولا بألتوراة ولا بألأنجيل وأيضا فأنتم لا تقبلون شهادة ألنّصارى ولا ألمسلمين في شيء من ألأشياء فكيف تقبلون شهادتهم وهم يشهدون عليكم بألكفر وألزيغ عن ألحق فلم تبق لكم إلّا شهادتكم لأنفسكم وهي غير مجدية لكم نفعا ،فتحيّروا من كلامه ألمبين وتحقيقه ألبليغ ألمتين ونظر بعضهم إلى بعض وأمسكوا طويلا ،فقال عزير وهو ألشاب ألذي كان بينهم ياسيدي ألا أقول لك كلاما مختصرا نافعا من باب ألنصح وألمحبّة ؟ فإستمع وتأمّل فيه وأنصف فهو حجة عليك ،فقال أيّده ألله تعالى نعم ما هذا ألمقال إن في كتبنا وهو ألتوراة مجيء نبي بعد موسى إلّا أنّه من بني إخواننا لا من بني إسماعيل ،فقال دام ظلّه هذه ألبشارة قد جائت بها ألتوراة في ألفصل ألثاني عشر من ألسفر ألخامس وترجمتها (إنه تعالى قال لموسى إني أقيم لهم أي بني إسرائيل نبيا من بني إخوانهم مثلك فليؤمنوا به وليسمعوا له) وإخوان بني إسرائيل هم بنو إسماعيل ،فإنّ إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق أخي إسماعيل فالنبي ألموعود به هو من ولد إسماعيل وهذه حجة لنا لا علينا ،فخجل عزير وتلوّن ألوانا وعضّ على أنامله ،وما تكلّم بشيء بعد ذلك ثم أعاد عليهم ألنصح فقال لهم قد علمتم إطّلاعي على كتبكم ومذاهبكم وعلمي بطريقة سلفكم وخلفكم وإنّي أريد قطع معاذيركم بإزالة شبهكم فإن كان فيكم من هو أعلم منكم مارجعوا إليه ،وإحصوا ما عنده وأتوني به ولكم ألمهلة في ذلك إلى سنة كاملة فإرجعوا إلى ألحق ولا تتمادوا في ألغيّ،فقالوا نحن نعتقد بنبوة موسى بألمعجزات ألباهرات وألأيات ألظاهرات فقال لهم دام ظلّه هل كنتم في زمن موسى ورأيتم بأعينكم تلك ألمعجزات وألأيات ،فقالوا قد سمعنا ذلك فقال لهم دام ظلّه أوما سمعتم ايضا بمعجزات محمد(ص) وبراهينه وآياته وبيّناته ،فكيف صدّقتم تلك وكذّبتم هذه مع بعد زمان موسى وقرب زمانه ؟ ومن ألمعلوم أنّ ألسماع يختلف قوة وضعفا بحسب ألزمان قربا وبعدا ، فكلما طال ألمدى كان ألتصديق أبعد ،وكلما قصر كان أقرب وأمّا نحن معاشر ألمسلمين فقد أخذنا بالسماعين وجمعنا بين ألحجتين ،وقلنا بنبوة ألنبيين ،ولم نفرّق بين أحد من رسله وكتبه ولم نقل كما قلتم نؤمن ببعض ونكفر ببعض، فالحمد لله ألذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا ألله لقد جائت رسل ربنا بالحق ، ثم قال لهم أيّده ألله لو سألكم إبراهيم (ع)وقال لم تركتم ديني وملّتي وصرتم إلى ملّة موسى ودينه فما كنتم تقولون في جوابه قالوا كنا نقول لإبراهيم أنت ألسابق وموسى أللاحق ولا حكم للسابق بعد أللاحق ،فقال لهم أيّده ألله فلو أنّ محمدا(ص) قال لكم لم لم تتبعوا ديني وأنا أللاحق وموسى ألسابق؟ وقد قلتم لا حكم للسابق بعد أللاحق وقد أتيتكم بألآيات ألظاهرات وألمعجزات ألباهرات وألقرءان ألباقي مدى ألزمان فما كان جوابكم عن ذلك ،فإنقطعوا وتحيّروا ولم يأتوا بشيء يذكر فبهت ألذي كفر ،ثم عطف أيّده ألله تعالى على كبيرهم وقال إني أسألك عن شيء فأصدقني ولا تقل إلّا حقّا هل سعيت في طلب ألدين وتحصيل ألعلم وأليقين من أوّل تكليفك إلى هذا ألحين ،فقال ألأنصاف إني ألى ألآن ماكنت بهذا ألوادي ولا خطر ذلك في ضميري وفؤادي غير أني إخترت دين موسى لأنّه كان نبينا ولم يظهر لنا دليل على نسخ نبوته ولم نفحص عن دين محمد حق ألفحص ولم نبحث عمّا جاء به حق ألبحث ونحن نتأمل في ذلك وتأتيك أخبارنا فيما يحصل لدينا مما هنالك وعلى ذلك إنطوى ألمجلس وإنقطع ألكلام وألحمد لله اهل ألفضل وألأنعام وألصلاة وألسلام على محمد سيّد ألآنام وعلى آله ألأئمة ألبررة ألكرام ،قال ألعالم ألفاضل ألسيد محمود ألطباطبائي في كتابه (ألمواهب ألسنية ) في اثناء ذكره للسيد رحمه ألله (أمّا إلزاماته للمخالفين والكفّار في ألنواحي وألأقطار فأشهر من أن يخفى وقد دخل من بركاته في دين ألأسلام ماهو أعرف من أن يذكر ومن عتقائه أليوم من أولادهم من شاهدناه من صلحاء ألزمان) وقال أيضا قد تكلم جمع كثير من أليهود في ذي ألكفل حتّى إستقلّ منهم بألكلام من فضلائهم إثنان يقال لهما (عزير وداود). فألزمهم بما نقله لهم من أسفار ألتوراة وأثبت وقوع ألتحريف فيها إلى أن إنقطعوا عن ألمقال فبالغ لهم في ألنصح حتّى إعترفوا بألعجز وطلبوا ألأمهال إلى أن قال سمعت من بعض ألأفاضل أن أحدهما جاء لزيارة ألسيد رحمه ألله ،إنتهى . وذكر ألفاضل ألسيد محمد باقر في كتابه (روضات ألجنات) عند ذكره ألسيد رحمه ألله ( إنّ تفصيل محاججته قدّس سره مع جماعة ألأحبار من أليهود وإنجرار ألأمر بميامن أنفاسه ألأشريفة إلى هداية تلك ألنكود ،وإذعانهم بألحق وإقرارهم بنبوة نبينا ألمحمود أمر بيّن ليس يلحقه خمول ولا خمود ولا يفتقر إثباته إلى إقامة ألبيّنة وألشهود) وتوجد ألنسخة ألخطية من ألمناظرة بتصحيح ألحجّة ألمرحوم ألشيخ محمد جواد ألبلاغي في مكتبة ألحجّة ألثبت ألسيد محمّد صادق بحر ألعلوم ولقد ذكرها سماحة ألحجّة ألسيد علي بحر ألعلوم في كتابه (أللؤلؤ ألمنظوم). (1)




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد مهدي بحر ألعلوم ، رجال السيد بحر العلوم ،ج1 ص66 .




3- الشيخ جعفر كاشف ألغطاء (1743-1813م) :
هو ألشيخ جعفر بن خضر ألمالكي ألجناجي ، من تلاميذ ألمرجع ألسيد محمد مهدي بحر ألعلوم ،له أليد ألطولى في محاربة أليهود في ألعراق يوم إحتلّوا أراضي ألحلّة ألفيحاء قرب مرقد ذي ألكفل (ع) وحاولوا تهويد أهاليها وقاربوا ذلك لولا أن إنبرى ألشيخ للسفر لأهلها مع جملة صالحة من تلاميذه وما إنفك ألشيخ جعفر يحارب أليهودية بيده ولسانه وقلمه كما جاء في كتابه كشف ألغطاء في ألرد على أليهودية بعد ما أتقن أللغة ألعبرية ودرس ألتوراة حرفا حرفا لملاحقة أليهودية وقد أسلم على يده منهم رهط كثير .(1)
4- ألسيد حسين رضا محمد مهدي بحر ألعلوم (1805- 1888م) :
فقيه وأديب وشاعر ،سكن فترة من حياته في قرية ألعيلة (مقاطعة ألمرادية حاليا )في ألكفل ،وهي مكان سكنته عشيرة ألجدّوع في ذلك ألوقت إذ تصاهر ألسيد مع أحد أفراد ألعشيرة وهو (بطي حسين جاسم ) (2) ، وألمكان ألذي سكنه ألسيد حسين إتخذه سكنة ألمنطقة مقام للسيد حسين بحر ألعلوم (3). كان له دور في نشر الثقافة ألدينية بين ألعشائر في ألكفل وخلق حالة من ألوعي ألثقافي وألأدبي والذي تمخّض عن ظهور ألشعراء .
5- ألشيخ حمّادي ناصر حسين سميسم (1842-1927م) :
من عائلة علمية نجفيّة ،جاء إلى ألكفل بعد وفاة والده ألشيخ ناصر في ألنجف منطقة حيّ ألعمارة ،تاريخ مجيئه تقريبا عام 1890م في زمن ألمجدد ألشيرازي ،سكن في بستان ألدشرية (ألجماعة )مع عوائل ألكفل ألقديمة بمعزل عن أليهود ألساكنين في ألقصبة ألقديمة (4) ،كان ألشيخ حمّادي فاضلا وزاهدا ،تقيّا وصالحا،لقّب في أواسط حياته ب(أبو مدرعة ) حيث كان يلبس مدرعة من نسيج ألصوف تقيه من ألبرد في ألشتاء لزهده وتواضعه وكان يلبس في بقية ألفصول اللباس ألخشن ،ألشيخ محمد حرز ألدين ذكر عنه بقوله كنّا نثق به ونعتمد عليه في قبض ألحقوق ألشرعية في قرية ذي ألكفل وما يتّصل بها من ألقبائل عام 1893م (5)،نقل مكتبة والده إلى ألكفل يوم توطّنها فعبثت بها يد ألأهمال
وكانت بخط والده ألمؤلف (6) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ألمكتبة ألعربية ،شبكة ألأنترنت ،
(2) مقابلة مع علي حسين عبد جار ألله ،بتاريخ 5/11/2013 .
(3)توارث خدمة ألمقام عشيرة كعب ألبو مهلي ،والان ألسيد إبراهيم سعد أبو هدمة .
(4) مقابلة مع حفيدة ألشيخ حمادي ، بتاريخ 3/2/2012 . جعفر محبوبة ، ماضي ألنجف وحاضرها ،ج2 ص355 .
(5) محمد حرز ألدين ، معارف لرجال ، ج3 ص175 .
(6) محمد علي جعفر ألتميمي ، مشهد ألأمام أو مدينة ألنجف ،ص135
من تلاميذه في ألكفل إبنه ألشيخ جاسم وألشيخ عبيد شنبارة وألشيخ راضي شنبارة وعبادي حمّادي عبّاس (1) ،توفي في بستان ألدشرية عام 1927 م وحمل جثمانه بألزورق عن طريق نهر ألفرات إلى ألكوفة ثم ألنجف ودفن في صحن أمير ألمؤمنين أسفل مرزاب ألذهب (2) .ألشيخ حمّادي نشر ألوعي ألديني بين أفراد مجتمع ألكفل وحافظ على هوية ألكفل ألأسلامية .

6- ألشيخ شنبارة زبالة حسين (1838-1906م) :
رجل دين سكن بستان ألدشرية (ألجماعة)،له مؤلفين 1- ملحمة خسوف ألقمر وإنكساف ألشمس 2- شرح ألصحيفة ألسجادية ،كان وجه إجتماعي معروف في مدينةألكفل وعشيرة بني مسلم ،كان له دور في نشر ألوعي ألديني وألتعليمي في مدينة ألكفل (3) .

7- ألشيخ علي ألخيري (1854-1922م) :
هو ألشيخ علي بن ملّا حمزة بن خيري من آل زاهد ألنجفيين ،ألبغدادي ألأصل ألحلّي ألنشأة ،ولد في محلّة ألشوّاكة ببغداد عام 1270 هجرية 1854م،تعلّم ألقراءة وألكتابة في ألكتاتيب ثم تلقّى ألعلوم ألفقهية على كبار ألعلماء من معاصريه ،هبط ألحلة ولم يبلغ ألحلم فأقام فيها مرتزقا من كتابة ألصكوك وألوثائق ألشرعية ،منذ صغره ظهرت له موهبة في ألخط ألعربي ،وقد رأيت بعضا منها بخطّه ألجميل في مكتبة ألأستاذ خليل إبراهيم آل عبد ألجليل بيك وهي تعود إلى ألعهد ألعثماني ،وكان معاصرا للشاعر صالح ألكوّاز وألشيخ علي عوض ويتردد على مجلس آل ألسيد حيدر ألحلّي ،وفي أحد ألأيام حضر ألحاج ذرب أغا بن عبّاس ألمالكي وكان يومها متوليا على قرية ألكفل إلى ألحلّة فحبّب للشيخ علي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مقابلة مع محمد صالح محمد علي ،بتاريخ 10/2/2012 .
(2) مقابلة مع حفيدة ألشيخ حمادي ، بتاريخ 28/2/2012 .
(3) مقابلة مع محمد صالح محمد علي عبيد ،بتاريخ 15/1/2009 .






ألخيري ألعمل معه في قصبة ألكفل وكلّفه مهمة إدارة أعماله ويقال أنّ ألحاج ذرب حصل على موافقة ألمرجعية في إمامة ألشيخ علي ألخيري للمصلّين وهو ألّذي أثار قضية منارة ألكفل ألشهيرة ضد أليهود وفي يومها قامت ثلّة منهم ببناء حاجز يفصل باحة مسجد ألنخيلة عن مرقد ألنبي حزقيال (ع)( 1) ،كتب ألشيخ كرّاسة صغيرة بخط يده ومن بناة أفكاره بحث فيها عن مسجد ألنخيلة وحدوده ألقديمة ومساحته وما فيه من كتابات إسلامية وتأريخ بناء ألمنارة وموضع ألمحراب وألمنبر،ورفع ألحاج ذرب ألكرّاسة إلى ألباب ألعالي في ألأستانة (2) ،حاول أليهود عام 1888م إنكار مأذنة ألكفل حيث قدّم ألشيخ شكوى ورفعها ألحاج ذرب إلى ألأستانة ثم جائت لجنة وكتبت تقرير بعدم وجود آثار إسلامية (3) ، تحمّل ألشيخ علي ألمصائب ألكثيرة بسبب مناداته بأحقية ألمسلمين بمسجد ألنخيلة إذ إنّ لائحة ألأعتراض ألتي كتبت وأرسلت إلى ألأستانة هي بخط يده ومن بناة أفكاره ،كان ألشيخ يقيم ألجماعة في مسجد ألنّخيلة ،طالب بإخراج أليهود من مدينة ألكفل بتدبيره وحنكته وضايقهم أشد ألمضايقة عام 1893م ،وطلب من ألمسلمين أن يكونوا بمعزل عن أليهود في جنوب ألمدينة (مقاطعة ألشهابية )(4) ،ترتب على ذلك أن إجتمع أهل ألنفوذ منهم وجمعوا أموالا طائلة وبذلوها إلى والي بغداد وأمراء ألأتراك لكي يخلّصوهم من ألشيخ علي ألخيري ،فقام ألوالي بإصدار قرار خاص يجعل ألشيخ مشمولا بألخدمة ألعسكرية وألتجنيد ألأجباري رغم كبر سنّه لكنّه لم يمتثل لأمره ،فقامت ألحكومة ألعثمانية بألقاء ألقبض عليه وأخذوه خائفا من ألقتل وأبعدته عن مدينة ألكفل (5) ،عاد إلى ألكفل بعد نهاية ألحكم ألعثماني ،لكنه إنتقل بأهله هاربا إلى ألنجف بعد معركة ألرارنجية أثناء ثورة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد علي أليعقوبي ، ألبابليات ،ج3 ق2 ص62 .
(2) إنستانس ألكرملي ، مجلة لغة ألعرب ، ج8 ص28 .
(3) جواد شبر ، أدب ألطف أو شعراء ألحسين ، ج9 ص44 .
(4) مقابلة مع محسن حسن كزار ، بتاريخ 2/10/2006 .
(5) هاشم فياض ألحسيني ، حياة ذي ألكفل وحزقيال ، ص39 .





ألعشرين فأضطر إلى ألعودة إلى ألكفل ،ومن مواهب ألشيخ علي ألخيري ألأخرى أنّه كان من أشهر ألخطّاطين في ألقرن ألعشرين وله آثار خطّية على جدران بعض ألمساجد (1) ، ولم يزل مقيما في ألكفل إلى أن توفي يوم ألثلاثاء 28 رجب 1340هجرية 1922م وحمل إلى ألنجف ودفن فيها ،له قصيدتان للأمام علي (ع) يقول في ألأولى :
قذيت لآل محمد عين ألهدى وألشرك قد أمسى قرير عيون
فمخضّب بألسيف عند سجوده في كف أشقى ألعالمين لعين
ومكابد سمّ ألعدوّ بمهجـــــة تفدي ألنفوس لسرّها ألمكنون
وألقصيدة ألثانية في ألأمام ألحسين (ع) :
ورائك عنّي حسبي أليوم مابيا وكفّي ملامي لا عليّ ولا ليا
أمن بعد يوم بن ألنبي بكربلا يجيب فؤادي للصبابة داعيا
غداة بن هند شبّها نار فتنة بها عاد جمر ألوجد للحشر ذاكيا
وهناك نادرة بينه وبين ألشيخ محمد علي أليعقوبي ألذي كتب يقول :
من مبلغ ألخيري أن بعاده أورى بقلب ألصب جذوة نار
ما باله نقض ألعهود ولم يقم بحمى أبي ألسبطين حامي ألجار
ومضى لأبناء أليهود مجاورا شتّان بين جواره وجواري
فكتب ألشيخ علي ألخيري مجيبا ألشيخ أليعقوبي ألذي كان يقيم في ألكوفة :
أني بعثت لأهل ألكفل أرشدهم عمّا يكون بتبشير وإنذار
لا مثل من حلّ بكوفان يحسبهم أنصار صدق وهم شر أنصار(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد ألرضا عوض ، موسوعة أعلام ألحلة ، ص216 .
(2) حمود ألساعدي ، عشائر ألعراق ، ص57 .






8- ألشيخ حسين محمد حسن ألبيّاتي :
أصله من منطقة آمرلي في قضاء طوز خورماتو ،جاء إلى ألنجف ودرس ألعلوم ألدينية على يد ألمرجع ألسيد أبو ألحسن ألأصفهاني ،بعثته ألمرجعية ألدينية ألى ألكفل بعد وفاة ألشيخ حمّادي سميسم عام 1927م وسكن ألقصبة ألقديمة (1) ،أخذ دوره في نشر ألتّوجه ألديني وأسس ألشعائر ألحسينية (موكب ألكفل ) في مدينة ألكفل في بداية ثلاثينات ألقرن ألماضي ،وبعد وفاته أسس ألشعائر ألحسينية إبنه محمد جوادألملقّب (جودي) في منطقة خان سيد نور في أربعينات ألقرن ألماضي .
9- ألشيخ عبد ألهادي ألبرقعاوي :
هو ألشيخ عبد ألهادي بن جياد بن محمد البرقعاوي ،أصله من ألبراجع من عشيرة جليحة في ألهندية ،كان وجه إجتماعي معروف وصاحب مجلس (ديوان) ،بعثته مرجعية ألسيد أبو ألحسن ألأصفهاني عام 1934م إلى ألكفل ،وعند وصوله تجمّع رجال ألمدينة ووجهائها في ألسوق وصعد ألمرحوم ألشيخ عبيد شنبارة على دكّة أحد ألمحلّات وقرأ رسالة على ألحاضرين وهي توصية لأهالي ألكفل بألشيخ ألبرقعاوي وعند ألأنتهاء من قراءة ألرسالة سلّم ألحاضرون على ألشيخ ألبرقعاوي بمثابة ألبيعة له (2) ،وهو أوّل من سكن بيت وكلاء ألمرجعية ألذي يعتبر مدرسة دينية مؤسسها ألشيخ ألبرقعاوي وزوجته ألملّا حليمة علي ألخاقاني ألنجفي ألملقّبة (أم عبد ألصاحب) ألتي كانت تعلّم ألفتيات ألقراءة وألكتابة وألقرءان عام 1935م (3) ،من مساعيه بناء حسينية للمدينة عام 1956 وجامع للمدينة عام 1961م ،كان يصلّي ألجماعة في مسجد ألنخيلة في أربعينات ألقرن ألماضي لكن أليهود منعوه بطريقة غير مباشرة ،وكان مجلسه أليومي للوعظ وألإرشاد في بيته وألحسينية يرتاده كبار رجال ألمدينة ووجهائها ،توفي بتاريخ 16/2/1962م وأذيع نبأ وفاته من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مقابلة مع حفيدة ألشيخ حسين ألبياتي ، بتاريخ 4/7/2011
(2) مقابلة مع محمد سهيل حسين ، بتاريخ 3/8/2005 .
(3) مقابلة مع والدتي وكانت من ضمن حلقة الملا أم عبد ألصاحب ، بتاريخ 2/3/2009 .


ألأذاعة ألعراقية (1) .
10- ألشيخ هادي محمد جواد حسين ألعصامي :
جاء إلى ألكفل بتاريخ 15/6/1962م، سكن في بيت وكلاء ألمرجعية لكنه بقي فترة قليلة في ألكفل(2) ،من ألأدباء وأستاذ في ألعربية ،صاحب مجلة ألشعاع ألنجفية (3) .

11- ألمقدّس ألشيخ محمد حسن ألقبيسي ألعاملي (1912- 1993م) :
ولد في جبل عامل بلبنان عام 1912م ،درس مقّدمات ألعلوم ألدينية في منطقة جبل عامل ،رحل إلى ألنجف وحضر ألبحث ألخارج على يد ألمراجع ألسيد محسن ألحكيم وألسيد ألخوئي،جاء إلى ألكفل بتاريخ 21/2/1963م،أنشأ مكتبة دينية في حسينية ألكفل وهي مكتبة آية ألله ألحكيم ألعامّة فرع ألكفل، جاء إبنه ألشيخ أحمد ألقبيسي إلى ألكفل ليحل مكان والد ه بتاريخ 8/7/1966بأمر من مرجعية ألسيد محسن ألحكيم وبقي فترة مؤقتة ،بعدها غادر ألشيخ محمد حسن ألقبيسي إلى لبنان ووصلت رسالة منه إلى ألحاج علي جاسم سميسم بتاريخ 29/12/1967م،ثم وصلت مجموعة كتب منه بالبريد إلى ألكفل بتاريخ 31/12/1967م،ألحاج علي سميسم زار ألشيخ محمد حسن ألقبيسي في لبنان منطقة ألشيّاح بتاريخ 29/7/1974م (4) ، كان ألشيخ القبيسي زاهدا ومتقيا ،من مؤلفاته 1- ماذا في ألتاريخ 75 جزء 2- ألحلقات ألذهبية 50 جزء 3- أشعة ألأشراق 3جزء 4- نظرة في شرح نهج ألبلاغة 3جزء 5- ألاحاديث ألصافية 2جزء 6- أين كمال ألمرأة 7- لماذا إختار هؤلاء ألعظماء مذهب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من مذكرات ألحاج علي جاسم سميسم .
(2) من مذكرات ألحاج علي جاسم سميسم .
(3) جعفر محبوبة ،ماضي ألنجف وحاضرها ،ج3 ص31 .
(4) من مذكرات ألحاج علي جاسم سميسم .





أهل ألبيت ،توفي في بيروت بتاريخ 5 جمادى ألثانية 1414هجرية وشيّع في بيروت ودفن بألنجف بتاريخ 24/12/1993م .
12-ألعلّامة ألسيد نور ألدين ألحسيني ألأشكوري :
هو ألسيد نور ألدين بن علي ألحسيني ألأشكوري ،ولد في ألنجف عام 1936م ،تتلمذ على يد ألمرجع ألسيد محمد باقر ألصدر ،جاء إلى ألكفل بتاريخ 13/12/1966م مبعوثا من قبل مرجعية ألسيد محسن ألحكيم وسكن في بيت وكلاء ألمرجعيةبألقصبة ألقديمة ،في عهده إزدهرت مكتبة آية ألله ألحكيم في ألكفل إذ كان مشرفا عليها ويقيم ألندوات فيها مع جمع من ألشباب ألمؤمن وألطبقة ألمثقفة في ألمدينة ،أخذ دوره في ألوعظ وألأرشاد ،إذجرى ألأحتفال لأول مرة بعيد ألغدير وبإشرافه بتاريخ 29/3/1967م ،في زمنه دخلت أفكار حزب ألدعوة ألأسلامية إلى ألكفل عام 1966م،تم تسفيره إلى إيران بتاريخ 24/12/1971م بحجة أنّه تبعية إيراني ،وعند إنتصار ألثورة ألأسلامية في إيران عام 1979م كلّف بمنصب كبير ألقضاة في قزوين (1) ،ثم ممثل للسيد علي الخامنئي في أمريكا ألجنوبية ،بعدها شغل مدير مؤسسة تراث ألسيد ألصدر في قم ،عاد إلى ألعراق عام 2013م ممثلا للمرجع ألسيد كاظم ألحائري ومقرّه في ألنجف .
12- ألشيخ عبد ألرضا حسن شنيّن ألمسلماوي (1905-1971م):
من عشيرة بني مسلم في مقاطعة ترابة بألكفل ،وكيلا من قبل ألمرجع ألسيد محسن ألحكيم للفترة من1965-1970م،عرف بألخطابة وألوعظ في ألكفل (2) .
13- ألشيخ عبد ألرضا ألجزائري :
جاء إلى ألكفل بتاريخ 8/3/1972م ،لم يبقى طويلا لعدم رغبته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد ألرضا عوض ،هؤلاء تركوا بصماتهم في ألحلة ثم عادوا ص54 .
(2) مقابلة مع محمد حسين حرز ألدين ، بتاريخ 10/10/2013
14- ألشيخ عبد ألرسول حجازي :
جاء إلى ألكفل بتاريخ 22/12/1965م ،لم يبقى طويلا لعدم حصوله على دار (1) .
15- ألسيد زين ألعابدين يونس حبيب ألذبحاوي (1960-1982م) :
من تلاميذ ألمرجع ألسيد محمد باقر ألصدروألسيد نور ألدين ألحسيني ألأشكوري ،سكن قرية ألرستمية في ألكفل ،أعتقل عام 1979م ،إستشهد في ألسجن عام 1982م .
16- ألسيد موسى إبراهيم حسين ألعميدي :
من سكنة قرية طفيل في ألكفل ،درس في مدرسة ألآخوند ألصغرى في ألنجف ألأشرف ،ثم تحوّل إلى ألوسطى ،درس ألفقه وألنحو وألعقائد على جملة من ألأساتذة منهم ألسيد كاظم شبّر في ألفقه وألنحو ،حضر على ألشيخ مهدي حسن ألفاضلي ،تعلّم ألخطابة حتى أصبح خطيبا مرموقا ومبلّغا ناجحا بعد ان نهل من معين ألحوزة ألعلمية وأستماعه إلى كبار ألخطباء في مجالس ألنجف ،كانت له ألمجالس ألفاخرة وألمؤثرة في ألمناطق العشائرية عند عشائر بني حسن وبني مسلم وطفيل ،أستشهد يوم 3/5/1983م أثناء ألمواجهة ألمسلّحة في قرية طفيل مع قوات ألنظام ألسابق .
17- ألعلّامة ألسّيد صادق ألبطّاط (1953-1982م) :
هو ألسّيد صادق باقر محمد ألبطّاط ،ولد في ألبصرة عام 1953م ،درس في ألحوزة ألعلمية في ألنجف ،جاء إلى ألكفل مبعوثا من قبل مرجعية ألسيدأبوألقاسم ألخوئي بتاريخ 17/4/1972م، وسكن في بيت وكلاء ألمرجعية ،أشرف على مكتبة آية ألله ألحكيم وكان يقيم فيها ندوة ألأربعاء ،كان من ألثقاة ونموذج للتقوى وألورع وألجهاد ،في زمنه نشط حزب ألدعوة ألأسلامية في ألكفل بين ألشباب وألطلبة وكانت أللقاءات في بيته ومكتبة آية ألله ألحكيم ،أعتقل أول مرة بتاريخ 21/3/1976م،ثم أعتقل ثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من مذكرات ألحاج علي جاسم سميسم .
مرة بتاريخ 7/5/1980م وكان على أثره إستشهاده عام 1982 م ،في عام 2004 م جاء إلى ألكفل إبنه ألسيد مهدي ألبطاط بقي فترة قليلة ثم عاد إلى ألنجف .
بيت وكلاء ألمرجعية :
في بداية ألأمر كان عبارة عن صريفة في قطعة من ألأرض مزروعة فيها بئر يتم إخراج ألماء منه بواسطة دلو ،عائديتها إلى ألسيد هاشم عباس حمزة ألصافي وألذي أوقفها لسكن وكلاء ألمرجعية في ألكفل ،أوّل من سكنه هو ألشيخ عبد ألهادي ألبرقعاوي عام 1934م ويقع في زقاق في ألقصبة ألقديمة بألكفل وهو ألزقاق ألذي سكنه ورثة ألسيد عباس حمزة ألصافي وألذي عرف ب(عكد ألسادة ) ،فكان ألشيخ ألبرقعاوي مجاوراوصديقا لأسرة ألسيد عباس ألصافي فترة 28 عام ،وخصوصا ألسيد كاظم عباس ألصافي بأعتبار ألأسرة علمية ،جددبناء ألبيت من ألطين ثم ألطابوق عام 1956م ،سكن ألبيت خمسة من ألعلماء وأستمر عطائه ألعلمي إلى عام 1980م حيث تمت مصادرته من قبل ألنظام ألسابق وبيع .
ألباحث
محمود محمد سهيل ألجبوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة