الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعلى مرجعية علمية عراقية في طي الإهمال والنسيان

داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)

2014 / 12 / 3
التربية والتعليم والبحث العلمي


أعلى مرجعية علمية عراقية في طي الإهمال والنسيان
أ.د. داخل حسن جريو
عضو المجمع العلمي العراقي
لا يخفى على أحد دور المجامع العلمية ( أكاديميات العلوم ) في النهضة العلمية لأي بلد من البلدان التي تنشد الرقي والتقدم , بوصفها أعلى المراجع العلمية والفكرية التي تضم كبار العلماء والمفكرين والمبدعين في حقول المعرفة المختلفة , التي بإمكانها تقديم المشورة العلمية والفكرية لرسم وبلورة السياسات العلمية والفكرية الرصينة لبلدانها بموضوعية عالية.
ولم يتخلف العراق عن هذا النهج الحضاري منذ تشكيل دولته الحديثة , إذ بدأت فكرة تأسيس المجمع العلمي عام 1921 م ، بتأسيس مجمع لغوي مهمته تعريب الكلمات وإيجاد المصطلحات العلمية وترجمة الكتب التي يحتاجها في البحث والدراسة, ليتطور فيما بعد إلى المجمع العلمي العراقي بموجب المرسوم ذي الرقم (62) لسنة 1947م ،وبذلك يكون ثالث أقدم مجمع في البلاد العربية, وأول مجمع علمي فيها على الإطلاق , إذ اقتصرت مهام مجمعي القاهرة ودمشق على العناية باللغة العربية فقط, بينما انصرفت مهام المجمع العلمي العراقي إلى جميع صنوف المعرفة, إذ أصبح مؤسسة علمية شاملة, ذات شخصية معنوية واستقلال مالي وإداري. وتوالت التشريعات والقوانين الخاصة بالمجمع بتغير نظامه أو إصدار تشريعات جديدة لتنظيم عمله وارتباطه ومرجعيته .
ارتبط المجمع العلمي بوزارة المعارف ( وزارة التربية ) في بداية تأسيسه , وارتبط في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي, وبديوان رئاسة الجمهورية في منصف عقد التسعينات ولغاية العام , حيث ارتبط بعدها بمجلس الحكم 2003 ,وبإلغاء مجلس الحكم ارتبط بمجلس الوزراء حتى يومنا هذا.
ضم المجمع العلمي بتشكيلاته المختلفة منذ تأسيسه كبار علماء العراق ومبدعيه ومفكريه للنهوض بالحركة العلمية في العراق.يتألف المجمع العلمي من الهيئات والدوائر الآتية :

- دائرة اللغة العربية .
- دائرة التراث العربي والإسلامي .
- دائرة العلوم الإنسانية .
- دائرة العلوم الصرف.
- دائرة العلوم التطبيقية .
- دائرة النشر والتأليف والترجمة والمصطلحات .
- هيئة اللغة الكردية.
- هيئة اللغة السريانية.
تعرض المجمع العلمي للنهب والسلب والحرق في محاولات التدمير والتخريب التي سادت البلاد في العام 2003, وقد كان لي الشرف بكل تواضع , إعادة أعماره عندما كلفت برئاسة المجمع العلمي للفترة من 2004 - 2007 , وحاولت بكل الوسائل المتاحة استكمال عدد أعضاء المجمع في أكثر من مفاتحة لأمانة مجلس الوزراء بكتب رسمية, بعد أن تناقص عددهم إلى عدد أصابع اليد الواحدة خلافا لقانون المجمع الذي حدد عدد أعضاء المجمع العاملين بما لا يقل عن ( 25 ) عضوا ولا يزيد على ( 37 ) عضوا , وهو أمر أعاق ويعيق عمل المجمع في الوقت الحاضر إلى حد الشلل تقريبا, ولغرض تسهيل عمل المجمع بما يتلاءم ومستجدات حالة العراق الجديد , فقد أعيد النظر بقانون المجمع العلمي رقم ( 3 9) لسنة 1995 , ودققت صيغة القانون المعدل من قبل مجلس شورى الدولة , ورفع إلى مجلس النواب السابق لتشريعه, وتمت قراءته قراءة أولى ,ولم يصدر التشريع حتى يومنا هذا.
وحيث أن قيمة المجمع العلمي من قيمة العراق بلد الأمجاد والحضارات ومهد العلوم والمعارف, عليه لا يصح أبدا أن يصاب المجمع العلمي العراقي خيمة العلماء العراقيين ومنارة علوم العراق وإبداعات مفكريه بهذا الإهمال والنسيان . لذا نناشد كل الخيرين من أبناء العراق الغيارى ,لاسيما ممن هم في موقع المسؤولية, مد يد العون والمساعدة لانتشال المجمع العلمي العراقي من حالته المتردية , وذلك بإصدار قانونه المعدل أولا , واستكمال عدد أعضائه ثانيا, ورفد إمكاناته المادية والبشرية ليأخذ دوره الرائد في بناء مسيرة العراق العلمية والفكرية .
والله من وراء القصد ومنه السداد والتوفيق .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة