الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعنة الخلود

رامي حنا

2014 / 12 / 10
الادب والفن


لماذا يوجد الخلود .. خلف الظلام؟ ..
تحت المقبرة
لماذا يجب أن نموت .. كي نعيش؟

يجيبُ المقاتلُ المهزومْ
صديقي أصابه الخلودْ
و مثلُ أيّ جندي
يمرضُ بالأسطورة قليلًا
ثمّ يموت
و الآن .. فالخلودُ يحاصرني
و يهددني
إن هزمكَ أعدائكَ سوف أعود
سوفَ أكون غنيمةَ المهزومْ
في عالمًا آخر .. وراء الظلامْ

أنا الخلودْ
زينةُ أنهار الخمر
و لون الحورِ بفردوس العنبْ
ابتسامة على جثة
ضحكة الشيطان
كي يصيرُ الجبان شهيد
و الغبي زعيمْ
و الخائن .. أملْ
أنا صنعة العدو
كي ينسى الجندي .. أرضه المفقودة
و ظهره المطعون
أنا الديمومة المريبة
أنا قيصرُ روما السمين
بيدي الصولجان .. للمنتصرْ
و الخلودْ .. للمهزومْ
فكفاكَ من الحربَ الخلودْ
و المقبرة
و صفحة في كتاب التاريخ المدرسي

يسألُ الأسرى في الأرض المحتلة
أين يذهبُ القتلى؟

يجيبُ الدمُ المراقْ
هنا .. لهم
هناك .. لنا
فعلينا الآن أن نرحلْ
لسنا لأوطاننا
أخيرًا أصبحنا لنا
و صار الوطنُ للذئابْ
و المنبر .. للكلابْ
فالبيت للمنتصر
و الرحيلْ .. للأمواتْ
علينا الآن نعبرُ هذا الفضاء
فالخلود يحيا هناكْ
و الحورُ و الخمرَ و اللذاتْ
لا جهاد
لا مسرحْ
لا قراءة
لا شعر
لا حياةْ
لا وجود
لا حدود للشره
لا فروض
حيث الطموحَ المحدودْ
و السعادة في الهزيمة
و اللذة في شره الأجساد
حيث الوهم في الحقيقة
حيث الجنة مأساة السماء
مرتع الكسالى .. و الشرف المفقودْ
مقبرة أشباه الجنودْ
حيث الغنيمة .. لعنة الخلودْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81