الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتداءات الإسرائيلية - بلطجة - للتوظيف الداخلي والخارجي

محمود جديد

2014 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


إنّ الاعتداءات الإسرائيلية الغادرة على أهداف سورية في منطقة الديماس ومطار دمشق الدولي إحدى الصور المتكرّرة عن الطبيعة العدوانية الصهيونية التي تستهدف التوظيف في الداخل الإسرائيلي وتصدير أزماته ، وخاصّة بعد حلّ " الكنيست الإسرائيلي " وبدء الحملة الانتخابية من جهة ، والتعبير عن استمرار البلطجة الإسرائيلية التي تسعى للعب دور إقليمي ودولي بعد أن تراجعت قيمتها الاستراتيجية بعيون الغرب وأصبح هذا المشروع الاستعماري الاستيطاني خاسراً وعبئاً على زارعيه في قلب وطننا العربي من جهة ثانية ، وذلك بفضل صمود وتضحيات المقاومات العربية ..... وفي الوقت نفسه ، فهي تريد إعطاء نوع من ( المصداقية ) للحكومة الإسرائيلية تجاه بعض المجموعات المسلّحة التي ضلّت الطريق ، وخاصّة التي ارتمت في أحضان ( إسرائيل ) وراهنت على دعمها ، وتقديم وقود إضافي للحرب المجنونة في سورية وما نجم عنها من فوضى هلاّكة ، وعرقلة أيّة مساعٍ دولية باتجاه إيجاد حلّ سلمي للأوضاع المأساوية في سورية الذي يسعى السيّد دي ميستورا بهمّة ونشاط غير مسبوق في هذه الأيام لتحقيقه... وإذ ندين ونشجب الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على الأرض السورية فإننّا في الوقت نفسه ، ندين اولئك السوريين والعرب الشامتين والمصفّقين لها أو المراهنين على مفاعيلها ، وتبّاً لهم ..
وعلى كلّ حال فالاعتداءات الإسرائيلية ليست جديدة فهي مزمنة منذ حوالي ثلاثين سنة ، ومنفّذة على شكل جرعات محدودة قابلة للهضم من قبل النظام السوري ، وكلّنا يتذكر تدمير المنشأة العسكرية قيد الإنشاء في ممحافظة دير الزور ، والغارة على عين الصاحب ، وجمرايا .. .. ومنطلقة من تقدير موقف إسرائيلي خبيث للأوضاع السورية في هذه الأيام يرتكز فيه على الظروف الراهنة الصعبة والمعقّدة للجيش السوري من جهة ، ويستند إلى دروس وعبر الاعتداءات السابقة على أهداف سورية من جهة ثانية ، وعلى موقف دولي متواطئ .. ونحن هنا، لسنا من القائلين بضرورة الردّ الفوري في عمق الأراضي المحتلة لأنّ المنطق العسكري الصحيح ، وتقدير الموقف الدقيق لا يقرّ ذلك في مثل هذه الظروف المأساوية التي يمر فيها القطر العربي السوري ، ومٓ-;-ن فقد هذا الخيار في الماضي وهو يسعى " لتوازن استراتيجي " مع العدو لن يعتمده في الوقت الراهن بعد أن تمّ استنزاف الجيش السوري وبعثرته على امتداد الرقعة الجغرافية السورية ، ولا أحداً يأمل منه ذلك الخيار في الوقت الحاضر .. ولكنّ الردّ المطلوب هو الاشتباك مع الطائرات المغيرة عند تنفيذ غاراتها الإجرامية ضمن الأراضي السورية ، وإيقاع خسائر بها ، وهذا حق مشروع وفقاً لكلّ القوانين الدولية ، وواجب وطني مطلوب استناداً إلى كلّ الدساتير في العالم ...
وأخيراً ، إذا بقي الخدّ السوري مغرياً للطم دون إيلام العدو الصهيوني المهاجم ، وبدون رادع قانوني دولي ، سيزمن العدوان أكثر فأكثر ويصبح استثماراً أمنياً وسياسيّاً وعسكريّاً للإسرائيليين ، وتتحوّل الساحة السورية ومنشآتها العسكرية والاقتصادية إلى حقل رمي وتدريب للطيارين الإسرائيليين كلّما شاؤوا .. ولذلك من المفروض أن يفكّر النظام السوري وحلفاؤه بطريقة معاقبة العدو المعتدي ، فهم الذين يمتلكون الإمكانيات والمعطيات الكافية لاختيار أسلوب الردّالتكتيكي المناسب ، ويقيناً ، إنّ الكيان الإسرائيلي غير قادر على شن حرب واسعة على سورية ولبنان ، ولا يستطيع الإسرائيليون وبنيتهم التحتية تحمّل تبعاتها وغير مهيّئين لخوضها في عصر الصواريخ ، ويخشونها كما يخشاها النظام السوري ... وفي الوقت نفسه ، فمن واجب هذا النظام أن يبذل الجهود الكافية والمتواصلة دون مناورة ولفّ ودوران لإخراج سورية من هذا الواقع المأساوي المعاش بالسير الجدّي مع القوى المعارضة السلمية على طريق إنجاز الحلّ السياسي المضمون دوليّاً بما يحقّق المصلحة العليا للشعب السوري ، ويلبّي طموحاته بالتغييرالوطني الديمقراطي الشامل المأمول ، وبعده يمكن أن يأتي الوقت المناسب لاعتماد الردّ الاستراتيجي المطلوب عند توفّر الإرادة السياسية الصادقة والجادّة ، والإعداد الجيّد ، والالتزام بعقيدة قتالية تستلهم نهج المقاومة المجرّبة في فلسطين ولبنان مع العدو المشترك ، والاستفادة من خبراتهما والتكامل معهما على درب النضال لتحرير الأرض المحتلة واستعادة الحقوق العربية المشروعة ...
في : 10 /12 / 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر