الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإقليم والأقاليم مرة اخرى !!

سلام ناصر الخدادي

2014 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



اقليم البصرة مثالا ..
بعد خسارة العراق الدامية المدمرة في حرب الخليج الاولى ، على يد امريكا وحلفائها عام 1991 بعد غزوه الكويت .. وما فرض عليه من شروط قاسية ومذلة وقعها النظام المهزوم فيما يعرف بـ( خيمة صفوان ) ، تلك الشروط التي عانى منها العراق ، والى يومنا هذا ...
منها ، الخطوة الاولى لتقسيم العراق مستقبلا .. على ان لا يمكنه النهوض مرةً ثانية سليماً قوياً معافى .. بما يمكن ان يشكل خطراً على جيرانه !!
وأول الغيث ، كان الوليد القادم المحمل بكل مآسي وحرمان عقود خلت ، وصراع امتد لسنين طويلة .. الا وهو : اقليم كردستان ، الذي مُنح حكماً ذاتياً وادارة شؤونه بنفسه دول تدخل الحكومة ، على ان يأخذ التمويل المالي والمعيشي لحد اللوازم المدرسية وغيرها من نظام صدام حسين .
ثم جاء الاحتلال الامريكي عام ،2003 الذي ازاح النظام المترنح اصلا ، الفاقد سيطرته على مدنه ليلا ليحكمها في النهار فقط .. ويجيء بأحزاب وكيانات وشخصيات موالية لأمريكا ودول المنطقة .. لا يهمهم العراق ولا شعب العراق .. ليكتبوا اول دستور دائم الذي سيكون الكارثة الكبرى للعراق !!
فالدستور مليء بالثغرات القانونية والفجوات والألغام !!.. ويكفي لمادة واحدة منه ان تفجر الوضع وتأزم الموقف .. والأمثلة عديدة .
ثم شرعنوا بشكل رسمي اقليم كردستان ليتمتع بصلاحيات عديدة وخارج نطاق الحكومة .. لتجيء عبارة ( المناطق المتنازع عليها )!!.. وكأن هناك صراعا بين دولتين لاسترداد اراضٍ مغتصبة !!
وبعدها ، النقطة الأهم في الموضوع .. انهم وضعوا في الدستور موادا عديدة تناولت حق اقامة الاقليم أو الأقاليم !.. واسهبوا في ايجاد الطرق لقيامها (محافظة واحدة أو 3 محافظات) .. وقد وضعت نصا ال 3 محافظات لأجل اقليم كردستان الذي تم تثبيته فرضا واجبا لا يقبل النقاش او الجدل.. ولكي تكون مادة دستورية قائمة لا تقبل النقض ..
الكويت والخوف الدائم..
لا يخفى على أحد ، مخاوف الكويت الدائمة من العراق .. فمنذ مطالبة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بها ، وما دفعت من اموال طائلة للإطاحة به .. ومجيء حكومة عارف بالانقلاب الدموي سيء الصيت ، واعترافها باستقلال الكويت في نفس شهر شباط الاسود .. حتى قيام صدام حسين بغزوها في 2/8/1990 طيلة السنين تلك لم ترتسم اي حدود بين البلدين !
لكن التوقيع بهزيمة العراق في (خيمة صفوان) وضع شرطا قاسيا على العراق بالاعتراف رسميا بها وترسيم الحدود معها ، الذي جاء على مزاج الكويت واطماعها واخذ نصف مدينة ام قصر وما جاورها من اراضي وبساتين ومزارع صفوان الشهيرة وضمها اليهم ، دون استطاعة العراق التفوه بكلمة واحدة !!
ولم تكتفِ بهذا ، بل امعنت بإيذاء الشعب العراقي وجاهدت بكل قوة ودفع اموال طائلة لإدامة الحصار الجائر لأكثر من 12 عاما .. ووضعه في خانة البند السابع لقرابة العشرين عام .. واخذ تعويضات بلغت مئات المليارات من اموال العراق ..
كما لعبت دورا قذرا مشبوها (الى جانب باقي دول الجوار) ..بتمويل اي مشروع يهدف الى زعزعة الاستقرار ، تدمير البنى التحتية ، تفكيك وحدة البلد الذي راهنت عليه منذ اول سنة بعد سقوط النظام ..
واغدقت اموالا بسخاء ، لكل مبادرة تشمُّ منها رائحة تقسيم او تفكيك العراق .. لأنها لا تنام ولا يغمض لها جفن ، طالما العراق واحدا موحدا قويا متماسكا ..
فعقدة الخوف لدى الكويتيين متوارثة عندهم ، والنظر بشكٍ وريبة الى العراق ما تزال قائمة .
كذلك نرى في الجانب الآخر ، القوى الكردية المتنفذة ، وبعد ان ضمنوا الاقليم ، مازالوا ينظرون الى المركز بعين الشك ايضاً .. وبادروا ، بالخفاء والعلن .. بتبني وتمويل ومساندة مبادرات ومؤتمرات عديدة للمناداة بالإقليم والدعوة له ..
فمرة اقليم الجنوب (بصرة عمارة ناصرية) ، واخرى اقليم الوسط ، وتارة اقليم البصرة !!
واخذت مجالس بعض المحافظات بتبني هذه الدعوات ومطالبة الحكومة المركزية بالأخذ بعين الاعتبار بها ..
وقد جرى استفتاء في احدى هذه المرات حول اقليم البصرة ، لكنه فشل فشلا ذريعا بعدم التصويت عليه من قبل البصريين .
كل هذه المحاولات جرت وتجري الان تحت بند ( الدستور كفل لنا حق اقامة الأقاليم )
والسبب مازال بسيطا :
منذ سقوط النظام والى الان .. لم تأتِ حكومة وطنية قوية ، استطاعت ان تعيد البناء المؤسساتي للدولة .. ولم تستطع ان تبني جيشاً وطنيا موحدا قويا .. بل لم تستطع ان توفر الأمن والامان لمواطنيها ..
فبديهي جدا ، والحال هكذا ان نرى : تعدد مراكز القوى ، تسيّد الميليشيات ، وعودة النفوذ العشائري للصدارة ، ومناداة من هبّ ودبّ بالإقليم والتهديد بالانفصال !
ان الوضع الذي يمر به العراق الان خطير جدا .. بل ، على مفترق طرق ، وتداخل الاحداث وفرض الاجندات من كل حدبٍ وصوب ، ما هو الا لإضعافه والامعان في هزاله وقتله بالتدريج ..
وما هذا الصراخ والنعيق الذي ابتدأ منذ العام 2005 الى الان والمناداة بالإقليم والاقاليم ، ما انفك يبحث في زوايا الظلام لحياكة خيوطه ، ونسج شباكه ، لافتراس كل بارقة أملٍ لعراقٍ موحدٍ قوي مقتدر .
مازالت دول الجوار وما بعد الجوار ، تنفث السم الزعاف ، وتمد خناجر الغدر المسمومة بكل جنبات العراق .. وبكل مفاصله .
احذروا هذه الدعوات
بل ، طالبوا بإعادة صياغة الدستور .. والغاء اي مادة من شأنها تقسيم وحدة العراق او اضعافه .. ومهما كانت مسمياتها .
دستور العراق عبارة عن الغام وقنابل موقوتة .. مليء بالثغرات مليء بالعقبات ..
ارفضوا الاقليم .. وطالبوا بتغيير الدستور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تمد أوكرانيا بصواريخ متطورة بعيدة المدى | ا


.. من دبي.. إطلاق مكتبة للتأثيرات الصوتية تساعد المصابين باضطرا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. عبدالملك الحوثي يشعل البحر الأحمر والمحيط الهندي وواشنطن تقد




.. أعضاء الحملة الانتخابية لبايدن يؤكدون تمسكهم باستخدام تطبيق