الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


L’être mesquin الإنسان الخسيس

الحايل عبد الفتاح

2014 / 12 / 15
الادب والفن


L’être mesquin الإنسان الخسيس

مهما أجهدت نفسك مثلي في إيجاد نعث مطابق لكثير من بني البشر عامة، وحاليا، لما وجدت أحسن من نعتهم لغويا بالخسيسين. فعلا، كثير من فصيلة الإنسان كائنات خسيسة. وهو حكم شخصي قاطع ونهائي ولا تصور لغيره في قواميس المصطلحات المتوفرة حاليا بكل اللغات. وحتى كلمة خسيس قد لا تفي بمستوى الإنحطاط والعفن والمستنقع الفكري الذي يسبح فيه الكثير من بني البشر بوعي أو بدونه، بقصد أو بدونه، باختيار أو بدونه...
والخساسة درجات متفاوتة بين بني البشر. وحدتها درجات قابلة للفهم. فقد يكون الإنسان خسيسا بوعي أو بدونه، وقد يكون خسيسا طول الوقت أو بحسب المناسبات والمواقع والمصالح...لكن في الحقيقة كلنا خسيسون بدرجات متفاوتة بوعي أو بدونه، طول الوقت أو مناسباتيا...
الإنسان الحالي في آخر المطاف والتحليل والدرس ليس سوى كومة وخليط من التصورات، والتخيلات، والمسروبات والتوجسات الخارجة عن الواقع وما يحمله من حقيقة مؤلمة ومؤولة...
نحن هنا لا نناقش اعتقاد الخسيس دينيا. ولا نناقش المغلوط في موروثه الثقافي الممسوخ، ولا نسلط الضوء بالدرس على أخطائه وتهاونه وكسله وأنانيته وعجرفته ونفاقه اليومي ولا أمراضه النفسية والعقلية واضطراباته الحسية، بل نناقش انعدام وعيه بواقعه الـــخسـيـــس. واقع لم يدرك منه سوى ما تصوره وتخيله.
وفي الأخير حين يحس هذا الكائن الخسيس بالذنب يلجأ إلى قوة عليا تحميه من قلة فهمه. يطلب من الله من الآلهة التي تصورها هو بعقله لا كما هي أن تغفر له بواسطة طقوس متعددة وحركات جسدية لا علاقة لها ببنية فكره. فتراه بصدق يحج إلى بيت الله الحرام "لغسل ذنوبه" ويصلي كالمتصوف ليمنح لنفسيته الهدوء والإستقرار والراحة...
خسيسون كثير من البشر. وأخس ما في عقولهم أو نفسياتهم أنهم يجدون أعذارا ظاهرة لما يفعلونة من دناءة وظلم...
أنا متيقن من بيننا خسيسين من أفراد عائلتنا، وممن نعتبرهم اصدقائنا، وممن نصوت عليهم في عليهم في انتخاباتنا، وممن يسوسون شؤوننا العامة والخاصة وممن نشغلهم وحتى ممن نشفق عليهم أو ندافع عنهم وعن حقوقهم...
كم عددهم وأين يوجدون وكيف السبيل لتفريدهم ؟ لا تعولوا علي لأدلكم عليهم بواسطة هذا المقال لأن صفاتهم ونعثهم لا يسهل إدراكها ونفلها لكم. ربما سأعلم ذلك بعد حين. أما الآن، فكل الغات تعجز عن "توريقهم" وتحديدهم بدواتهم وصفاتهم. فالظاهر خداع والباطن أخدع منه. كل ما أعرف خلال تجربتي الشخصية عنهم هو أنهم موجودون حقيقة بيننا بتصرفاتهم الحسيسة، قد نلقاهم ويلقون يوميا بابتسامة شيطان أو سلام ملاك...
كل هذا مع علمي النسبي بنظرية التفاؤل والتعايش الضروري لاستكمال الحياة، ووعيي بقياساتي الشخصية النسبية، ودرايتي بضرورة نبذ نظرية le victimisme و نظرية المآمرة و نظرية التسول العاطفي المعكوس، ونظرية التهرب من المسؤولية، ونظرية العطف الزائد...
كل هذا لن ينسينا علمنا بأن من بيننا أناس لا تصدق عليهم كلمة خسيس "العنيفة" طول الوقت وفي الكثير من المواقف والمجالات الحياتية...بل هم خسيسون بالصدفة أو الغلط...أو بدون وعي منا أو منهم...
فليسمح لنا من هو غير خسيس...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا