الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دجنبر المجيدة وذكرى الإضراب العام

وديع السرغيني

2014 / 12 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



حيث يمكن القول عن 14 دجنبر 1990، أنها ذكرى لآخر الإضرابات الوطنية الناجحة، والتي تمكـّنت خلالها الجماهير الشعبية بمعية الطلائع الشبابية والعمالية والطلابية.. من تحويل الإضراب العام إلى انتفاضة ومعركة متاريس لصد القمع وبطشه، خصوصا بمدن فاس وطنجة وتاوجطات..الخ
وبفعل هذا القرار الجماهيري التاريخي، والذي قدّمت الجماهير بسببه التضحيات الجسام، من معتقلين ومعطوبين وشهداء، جرّاء إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بأحياء باب الفتوح وعين النقبي والجنانات وعوينة الحجاج وسيدي براهيم وبن دباب ولابيطا.. بفاس، ثم بني مكادة وما جاورها بطنجة.. بفعل هذا الإقدام وهاته البطولة، قطعت الطريق على جميع الانتهازيين النقابيين والسياسيين، الذين كانوا حينها يفاوضون من أجل شروط أفضل للمشاركة في حكومة التناوب الأولى الفاشلة.
بالفعل، وضد صيحات ونصائح القيادات النقابية "الاشتراكية والاستقلالية"، بالاعتكاف في المنازل. خرجت الجماهير الشبابية العمالية والطلابية بالإضافة لجيوش المعطلين المحرومة والبئيسة والمهمشة، منتفضة ضد الغلاء وضد البطالة وضد السكن غير اللائق وضد الحـﯕ-;-رة وضد القمع والاستبداد.. وهو ما جسّدته في شعاراتها وفي ممارستها وحقدها الطبقي الدفين، ضد جميع مظاهر البذخ، ومظاهر الاغتناء، وكذا مؤسسات الدولة الممقوتة من جميع أبناء الشعب البسطاء.
وحيث كان من المفروض أن نخصص لهذه الذكرى النضالية ما يليق بها من أشكال لاستحضارها واستحضار تضحياتها.. في وقت عجزنا فيه كمناضلين عماليين وكحركة اشتراكية يسارية وجذرية، عن استخلاص الدروس اللازمة لتطوير النضال العمالي والجماهيري بعد مدة تقارب العقد ونصف العقد، مراوحين المكان، إن لم نقل أننا في مستوى أقل وأضعف، أي أكثر تهلهلا وتفسخا من سنة التسعين، حيث عمّ التشكيك في إمكانيات هذا الشعب وفي قدرات طبقته العاملة، على قيادة وإدارة وتوجيه الصراع الطبقي نحو هدف التغيير والثورة على نظام الرأسمالية التبعي القائم، بالرغم من قمعه وطغيانه واستبداده..الخ كان بودّنا أن نعطي لهذه الذكرى قيمتها، بالخروج للتظاهر في الشارع لإشراك الجيل الحالي وإخباره بتاريخ النضالات الجماهيرية المغربية وبتضحيات شباب التسعينات في نضاله ضد نظام الاستبداد القائم في المغرب ودمويته.. إلا أن الظروف المناخية منعتنا من تحقيق ما كنـّا نصبو إليه وحيث رفضنا أن تكون الوقفة مجرد وقفة رمزية، لا مشاركة فيها للشباب والجماهير بشكل عام، أرجئنا الذكرى لمناسبة احتجاجية أخرى، دون أن ننسى التحية العالية والنضالية المبدئية منا لجميع شهداء الحركة الاحتجاجية والنضال الطبقي في هذا البلد وفي جميع بلدان العالم.. تحية لعائلاتهم ولرفاقهم ولجميع من يتأسّى لنسيانهم وإهمالهم. صحيح أننا لا نملك المعطيات الدقيقة عن أسماءهم وعن عددهم، لكننا لم ولن ننساهم طال الزمن أو قصر سنأخذ بثأرهم شعبيا وطبقيا، عبر الانتصار للحرية والديمقراطية والاشتراكية.. وتحية مرة أخرى لشهداء الانتفاضات الشعب، الريف 58/59، البيضاء 65، البيضاء 81، فاس/طنجة 90..الخ
وديع السرغيني
15 دجنبر2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا