الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم الدولي للمهاجرين

أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة

2014 / 12 / 18
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


في الرابع من ديسمبر 2000، أعلنت الامم المتحدة يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يوما دوليا للمهاجرين. وقد تم إختيار هذا اليوم ليكون يوما دوليا للمهاجرين لتزامنه مع يوم إعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للإتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم (القرار رقم 45/158 ، بتاريخ 18 ديسمبر 1990). وعلى الرغم من تأخر هذه المبادرة الأممية من 1990 الى 2000، إلا أنها في كل الاحوال مبادرة طيبة ترمي الى التوعية بقضايا الهجرة على المستوى العالمي.

وعلى الرغم من إعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للإتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم في ديسمبر 1990، إلا أن هذه الاتفاقية لم تدخل حيز النفاذ إلا في يوليو 2003 بعد أن صادقت عليها عشرون دولة من الدول الاعضاء بالأمم المتحدة. ومن مندوه القول أن إرتباط اليوم الدولي للمهاجرين بالإتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم لعام 1990، يؤكد أن إحتفالنا باليوم الدولي للمهاجرين موجه بالاساس للعمالة المهاجرة.

وقد صدّقت على الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم 47 دولة فقط حتى الآن، ويلاحظ أن غالبية الدول التي صّدقت على هذه الإتفاقية هي الدول المرسلة للعمالة وليست الدول المستقبلة لها. أما على صعيد العالم العربي، فقط صدّقت على الإتفاقية ستة دول عربية فقط هي مصر والمغرب (1993)، وليبيا (2004)، والجزائر وسورية (2005)، ثم موريتانيا عام 2007. ومن الملاحظ أن القائمة العربية، بإستثناء ليبيا، تخلو تماما من الدول العربية المستقبلة للعمالة، خاصة دول الخليج العربي التي يوجد بها أكثر من 22 مليون مهاجر. ويظل الإخوة في دول الخليج العربي يرددون في المحافل الدولية عباراتهم المعتادة على شاكلة "أن دول الخليج لها خصوصيتها" على الرغم من أن لكل دولة ومنطقة في العالم خصوصيتها وأن الخصوصية ليست قاصرة على دول الخليج فقط، و"أن دول الخليج ليس بها هجرة على الاطلاق" و"أن ملايين الاجانب المتواجدين في دول الخليج ما هم إلا عمالة وافدة، يقومون بآداء أعمالهم ثم يغادرون الى بلدانهم،" إلا أن واقع الحال يشير بالطبع إلى أنهم لا يغادرون، وإن غادروا جاء غيرهم، ولابد لإخوتنا في الخليج، إن عاجلا أو آجلا، أن يجدوا حلولا غير تقليدية لمواجهة هذا الملف الشائك. أضف الى ذلك خلو قائمة الدول التي صدّقت على تلك الإتفاقية من بلدان أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.

في هذا اليوم، اليوم الدولي للمهاجرين، لابد أن يؤكد المجتمع الدولي على ضرورة حماية العمال المهاجرين وأسرهم من كافة أشكال التمييز، ولابد أن يعمل المجتمع الدولي على حث الدول كافة، والدول المستقبلة للعمالة خاصة، على التصديق على هذه الإتفاقية التي تصون حقوق العمال المهاجرين وأسرهم الذين يبلغ عددهم 232 مليون مهاجر على مستوى العالم، والذين إذا إجتمعوا في دولة واحدة لكان ترتيبها الخامس من حيث الحجم على مستوى العالم بعد كل من الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية وأندونيسيا.

فضلا عن ذلك، يجب علينا أن نعمل على تصحيح التصورات الخاطئة عن المهاجرين وأن نلقي مزيدا من الضوء حول مساهمات المهاجرين الاقتصادية والثقافية والإجتماعية لكل من بلدان إقامتهم الحالية وبلدانهم الاصلية. لقد تجاوزت تحويلات المهاجرين الى بلدانهم الاصلية 400 مليار دولار عام 2013. وبمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، لابد أن نجعل من الهجرة جسراً لتواصل الحضارات وإثراءً للتنوع الثقافي لمصلحة البشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي