الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمان القادم و محاولة اعادة بنية النظام القديم القائم على العصبيات و العائلات ل - د . حاتم الجوهرى -

ابو الحسن بشير عمر

2014 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


البر
بالتعمق فى استقراء التحولات و الثورات و الطفرات الاجتماعية على مدار التاريخ الانسانى فى مرحلة الحداثة و ما بعدها نجد ان هناك مفكرين و فلاسفة تظهر عبقريتهم مع الثورة و تولد من رحمها و يتلازم التراكم الفكرى و الوجدانى لهم مع التراكم الثورى فيتوحد ضميرهم مع ضمير الثورة و يسعون جاهدين لصياغة قيمها و رسم سبل تحقيقها .
و احد هؤلاء الفلاسفة الجدد هو د . حاتم الجوهرى الذى كان اول من اصل لنظرية للثورة المصرية و ذلك فى كتابه - بحثا عن نظرية الثورة " المصريون بين الثورة و التكيف " الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة – و الذى سيظل المرجع الاول و الاهم لتحقيق و تأصيل نظرية ثورة الخامس و العشرين من يناير ( 1 ) .
و كعادته دائما التى يمتاز بها الجوهرى و هى طرق الابواب الجديدة يكشف النقاب عن حقيقة التيار اليسارى الصهيونى و عن حقيقة و مكنون التيار الماركسى الصهيونى و دوره فى بناء الدولة الصهيونية و الذى ظل مجهولا و معتما عليه حتى تمكن د . حاتم الجوهرى من تقديم حقيقته و ذلك فى كتابه " خرافة التقدمية فى الأدب الإسرائيلى: نقد أسطورة الاحتلال التقدمى" – الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة – موضوع رسالة الماجستير للجوهرى ( 2 ) و قد أعقبه بأطروحة عبقرية عن تيار الصهيونية العدمية و الوجودية و علاقتها بالفلسفة الوجودية من خلال نموذج تطبيقى على الشاعر " دافيد أفيدان " و قد التى نال عنها درجة الدكتورة مع مرتبة الشرف الاولى من كلية الاداب جامعة عين شمس .
و يمكن ان نفسر هذا التوجه نحو نقد الفكر الصهيونى لدى الجوهرى بأنه يرجع الى ارتباطه بالانتفاضة الفلسطينية و انضمامه الى الحركات الطلابية التى شاركت فى دعم الانتفاضة الفلسطينية و التى كانت احدى المراحل التراكمية لثورة الخامس و العشرين من يناير , فنقد فكرة الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية و رفضها عند الجوهرى هى احدى اضلاع نظرية الثورة المصرية التى سعى للتأصيل لها و ان تكامل قيمها يرتبط بنقد و مقاومة فكرة الاحتلال الصهيونى .
و قد سعدت بالتعارف و التصادق مع الدكتور حاتم الجوهرى فكان دوما داعما و موجها و مرجعا لمنهجى الفكرى و البحثى عند تناول العلوم الاجتماعية و الانسانية من خلال المنظور القيمى الثورى .
و حيث سبق و أن قمت باعداد دراسة حول قانون انتخابات مجلس النواب الجديد و اشكالياته و التوصيات المقترحة من وجهة نظر دستورية و قانونية و لم اتمكن حينذاك من نشر الدراسة او عرضها بسبب العقبات و التعقيدات التى تقف فى وجه شباب الباحثين فأصبحت السيرة الذاتية للباحث هى المعيار الوحيد للنشر و ليس مضمون ما يقدم للنشر و قد ارسلتها للصديق الدكتور حاتم الجوهرى الذى قام بتقديمها و عرضها على موقعه الفرعى الخاص به على موقع الحوار المتمدن ( 3 ) و قد حققت صدى و استحسان مقبول بين اوساط المهتمين بالشأن البرلمانى نتيجة دعم الصديق العزيز د . حاتم الجوهرى لعرض و نشر تلك الدراسة و الذى اتوجه اليه :-
أولا :- بالشكر لتقديمه و عرضه الدراسة حول انتخابات مجلس النواب الجديد و على دعمه المستمر فى المجال الفكرى و البحثى .
ثانيا : بمناسبة انتهاء الحكومة من اعداد قانون تقسيم الدوائر الانتخابية نجد ان معيرة قواعد تقسيم الدوائر و توزيع المقاعد النيابية تم وفقا للمكون المجتمعى للنظام القديم فى محاولة لاستعادة البنية و التركيبة الاجتماعية للنظام القديم من خلال تشكيل مجل النواب الجديد و هو المؤسسة السياسية فى الدولة من المركب المجتمعى للنظام القديم الذى يتكون من شبكة من العائلات تم تجميعها و ترتيبها و تحديد نفوذها فى عهد الرئيس الراحل محمد انور السادات الذى تبنى تلك الفكرة و دعمها و ظلت تنمو و تزداد نفوذا و سطوة فى عهد مبارك و وصلت لدرجة الاحتكار فى المزايا و الانكار التام للواجبات و الحقوق فقضت على قيم العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص و ابدلتها بقيم الظلم و الفساد و الاستبداد و سعت بكل قوتها للاستئثار بكل شئ السلطة و الثورة و النفوذ بغض النظر عن مشروعة الآلية .
و تتكون تلك الشبكة الاجتماعية من عدة طبقات كل طبقة تتكون من مجموعة من العائلات , المجموعة الاولى و هى مجموعة العائلات المركزية و هى طبقة الصفوة او قمة الهرم الاجتماعى لتلك العائلات فهى المسيطرة على الاقتصاد و الاستثمار كما يكون له نصيب ثابت فى التشكيل الوزارى و خاصة الوزارات التى تؤثر سلبا او ايجابا على القرار الاقتصادى للدولة بالاضافة الى سيطرتهم على الاعلام الخاص المتمثل فى القنوات و الصحف الخاصة و هى مجموعة صغيرة جدا من العائلات دائما ما تتصدر اسمائهم قائمة اثرياء الوطن العربى , أما المجموعة الثانية او الطبقة الثانية من ترتيب الهرم الاجتماعى للنظام القديم و يمكن ان نطلق عليها عائلات القيادة و هى العائلات الاقدم ظهورا و الاكثر نفوذا و هى مجموعة من العائلات التى بسبب قدم انتمائها للنظام تزايد لديها تراكم و تمدد نفوذها فى مؤسسات الدولة و خاصة بين قيادات تلك المؤسسات فتصبح الرافد الاول للاماكن القيادية و الوظائف العليا داخل مؤسسات الدولة وجهازها الادارى و هى متواجدة فى اغلب المحافظات بمعدل عائلة واحدة بكل محافظة او اثنين على الاكثر فى بعض المحافظات ذات الكثافات السكانية , اما المجموعة الاخيرة او الطبقة الدنيا من ترتيب ذلك الهرم الاجتماعى للنظام القديم و تعد قاعدته و يمكن ان نطلق عليها العائلات المستحدثة و هى العائلات الاحدث انضماما للنظام و التى تطلع الى الترقى لطبقة عائلات القيادة التى تسبقها فى تراكم و تمدد النفوذ فى مؤسسات الدولة و تنتشر تلك العائلات المستحدثة فى احياء المدن الكبيرة و مراكز المحافظات بمعدل عائلتين او ثلاثة فى كل حى او مركز .
و حيث ان الثورات الاجتماعية التى تتبنى قيم اساسها العدالة و الحرية كالثورة الفرنسية و ثورة الخامس و العشرين من يناير دائما ما تطيح بالمركب المجتمعى السائد المبنى على التمييز و الاستئثار و الاحتكار و يتم احلاله بطبقة اجتماعية جديدة تقود الدولة و نظامها كالطبقة البرجوازية فى الثورة الفرنسية .
و ان النظام القديم قد سقط فعليا فى الخامس و العشرين من يناير و تحولت تركيبته الاجتماعية الى انقاض واهية مبعثرة و مفككة لا تقوى على التماسك و اعادة بناء المركب العائلى القبلى للنظام القديم الا من خلال مؤسسة الدولة السياسية و هى مجلس النواب الجديد ليكون بديلا عن الحزب الوطنى الذى لطالما افتقدت تلك العائلات مظلته التى جمعتهم قبل ثورة الخامس و العشرين من يناير .
و قد ايقن هذا النظام و تلك العائلات ان مجلس النواب الجديد هو سبيلهم الوحيد و آخر فرصة لاستعادة بنية المركب المجتمعى للدولة ما قبل الثورة و ان عدم تمكنهم من الوصول اليه و السيطرة عليه سيعنى نهاية الهرم الاجتماعى لتلك العائلات .
لذا فقد سعت كافة الاطراف و القوى الراغبة فى استعادة النظام القديم الى عودة تلك العائلات للاستئثار و الاحتكار للثروة و السلطة من خلال مجلس النواب الجديد و تم تفصيل قانون تقسيم الدوائر الانتخابية و توزيع المقاعد النيابية وفقا للخريطة الديمغرافية لتلك العائلات فتم توزيع المقاعد الفردية و التى تمثل اغلب مقاعد مجلس النواب - وفقا لقانون مجلس النواب الجديد - على اساس التحالفات الانتخابية لتلك العائلات فنجد دوائر بها مقعد و احد و دوائر بها مقعدين و دوائر آخرى بها ثلاث مقاعد على الرغم من توحيد المعامل الانتخابى للمقعد الواحد .
و فى النهاية اتوجه بالشكر مرة ثانية الى الصديق العزيز الدكتور حاتم الجوهرى على اهتمامه و دعمه و ارجو ان اكون قد اجبت عن ملاحظاته .


المصادر
1 - " المصريون بين الثورة و التكيف " – بحثا عن نظرية الثورة – حاتم الجوهرى – الهيئة العامة لقصور الثقافة – طبعة 2012
2 - "كتاب خرافة التقدمية فى الأدب الإسرائيلى" – حاتم الجوهرى – الهيئة العامة لقصور الثقافة – طبعة 2014
3 - موقع الحوار المتمدن - حاتم الجوهرى الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=421201








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينفذ هجوما جويا -بمسيّرات انقضاضية- على شمال إسرائي


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يغلقون جسرا في سان فرانسيسكو




.. الرئيس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي: -لن أتولى أكثر من


.. رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما




.. ارتفاع ضحايا السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصا