الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رحیل المناضل ابراهیم علاوي

فاروق مصطفی رسول

2014 / 12 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في رحیل المناضل والقائد السیاسي الدکتور ابراهیم علاوي

وداعاً يا رفيقي وصديقي و معلمي
أنظرُ اليك صامتاً، دون حراك. هل فارقتنا ولن نراك؟ لا أريد أن أصدق أنك فارقت صخب الحياة وتركتنا نقتسم الدمعة مع الذكريات وجواري شقيقك ماجد وفؤاد الأمير.
نستمع اليك سوية رغم الصمت، كي نتعلم منك حتى في صمتك و لِمَٓ لا، فانت المعلم والقائد في تفاصيل النضال ومفردات الحياة.
صوتك الهادئ، جرأة الطرح كانت سمتك حينما كنت تجتمع معنا فترة النضال. ذاكرة النضال تبقى طرية، فكيف الحال إن كانت مشتركة معك، وكان اللقاء بيننا في مدخل شارع الكرادة وكنت مسؤولي حينما عملنا على إعادة بناء الحزب وجمع المُتَّقطعِ والمُنقَطِع للخلايا والرفاق بعد انقلاب 8 شباط أيام الحرس القومي في بغداد من العام 1963.
على خلاف صمتك الآن يا معلمي وقائدي، كنت فترة النضال كتلة من الحركة ونشاطاً لم يعرف الكلل لأنه أرتبط بالأمل.
لمواجهة العنف الرجعي طرحت البديل الثوري المتمثل بالكفاح المسلح لإسقاط الدكتاتورية. قلنا: هي الحقيقة التاريخية التي طرحتها وآمنا بالطرح والنهج والنضال الثوري المسلح وكان معك الشهيد خالد أحمد زكي ، وماجد علاوي، ويوسف رزين، وصباح كوركيس، والشهيد أمين الخوين، وأنا، حيث أجلس أمامك الآن، اقاوم دمعة الحزن وأُعيد بشريط الذاكرة فترة النضال.
كأنه الأمس القريب رغم مرور السنين والاحداث، ما زلت أسمع صدى صوتك حينما كلفتني بطلب ثمن بندقيتين من المناضل الدكتور قتيبة الشيخ نوري وإرسالها الى هور "الغموكة" حيث كانت الاستعدادات جارية لإعلان الكفاح المسلح بقيادة الشهيد "خالد أحمد زكي". حملت البندقيتين ونقلتها بسيارة المرحوم المفكر “هادي العلوي" لتبدأ هناك في الاهوار، ملحمة الكفاح المسلح ضد النظام.
انتقلتَ من المدينة وخلايا الحزب السرية الى كوردستان بجبالها وبنادقها الثورية، عشقتَ كوردستان لأنها ارتبطت بالكفاح المسلح ضد النظام، عشقت طبيعتها والذين اجتمعوا فيها لمواصلة المشوار. سنوات نضالك كسكرتير للحزب الشيوعي العراقي ( القيادة المركزية) واهتمامك بكوكبة مناضلين شجعان جزء من تاريخك الثوري الذي ما زال عالقاً، فكيف لا، وأشترك معنا مَنْ أحببناهم مِنْ رفقة ومنهم أكرم حمه أمين، مصطفى جاوره ش، جمال علي فائز، كمال شاكر، كمال جمال " بختيار" ومئات المناضلين الذين ما اختلفوا عن الذين ذُكرت أسمائهم بذكرياتهم ونضالهم في أرياف وجبال كوردستان من "قره داغ" الى "بالك" و"كلاله" ومنهم الرفاق الشيخ علي البرزنجي، عمر مصطفى، فتح الله عزت، طارق خورشيد، عه له ره ش، عزيز أنور ( عزه ره ش)، محمد فرج بانيبي، محمد غريب رشيد، مظفر النواب، زوران عبد العزيز ومئات الرفاق حيث بقيت عالقة في أذهاننا اجتماعاتنا الحزبية وكفاحنا المسلح في كوردستان.
على إيقاع خطى الذاكرة، ما زلت أسمع صدى صوتك والسؤال الذي كنت تطرحه عن حال الحزب في كل لقاء. كنا في مقر الحزب في ( ناوكيله كان)، كُنتَ عائداً من سوريا سيراً على الاقدام، سألتني: ما هو وضع الحزب؟
حدثتك عن قوته وتوسعه في كوردستان، حدثتك عن شهدائنا في الفرات الأوسط، عن استشهاد مسؤول حزبنا في الفرات الأوسط الرفيق "رافع الكبيسي"، عن تولي شقيك الرفيق "زهير علاوي" واستشهاده في معركة بطولية مع عملاء النظام ما بين أرياف الحلة والديوانية. تمعنت في عينيك، حاولت أن اقرأ تأثير وقع استشهاد رفيقينا، لم أجدهما مختلفتين لأنك كنت تعتبر كل رفاقك إخوتك كما شقيقك زهير.
حينما كانت شركات النفط الاحتكارية تنهب شعبنا طالبتَ وكنت تملك سبق الدعوة و المناداة بتأميم النفط وهذا ما تضمنه كتابك " البترول وحركة التحرر الوطني" عام 1964.
كتبتَ عن التحريفية ونشوئها، تنبأت بانهيار الاتحاد السوفيتي والسائرة في نهجها من الدول قبل الجميع، لم تنطلق من حدسك ونبوءات الثورة، بل لجات الى الماركسية ومنهجها لتحليل الواقع ومن ثم كشف الحقيقة المؤلمة التي تحققت بعد عشرون عاماَ.
حَملتَ شهادتيّ دكتوراه في الهندسة المعمارية، لكن الفلسفة والاقتصاد، السياسة والآثار، التاريخ والثقافات كانت الاقرب اليك، كنت موسوعة في التفاصيل وفي التفاصيل موسوعة.
رفيقي أبو ليلى، هي ليلة الفراق، أجلس جوارك، سامحني رفيقي وقائدي، هي لحظة ضعف إنسانية لمعلم ورفيق علمني وما زال رغم رحيله، لن اقاوم الدمعة التي تلي الدمعة التي تمتزج بدمعة كنت قد أخفيتها عنك حينما كنت وقبل سبعة عشر عاماً سنوات بجواري في لندن عندما أجريت لي عملية في القلب، كنت في منزلك، رايتك تغسل ملابسي بتواضع الشيوعي، قاومت الدمعة، وها اتركها الآن تجري صادقة ومن خلالها أقول: إن ملابسي التي كنت تغسلها فترة مرضي في لندن مازالت معلقة في البيت.
لَن يُبعدك عنا الموت لأنك ما عرفت الخوف، بل كنت تُرعِب وتُخيف أعداء الانسان والتحرر، كما سمعت قبل أيام من رحلتك الاخيرة ورحيلك الذي كان صوب القلب بأن البعث أقدم على الانقلاب العسكري في 17 تموز من العام 1968 لانهم كانوا يدركون بانك وأنت تقود أهم جناح في الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزية (فريق من كوادر الحزب) قاب قوسين وأدنى من التغيير الحقيقي والديمقراطي في العراق.
نضالك الفكري وإبداعك النظري ومن خلال ما خطه قلمك من كتب (المقايضة برلين بغداد) و( المشترك) و(الخلاف السوفيتي الصيني واثره على الحزب الشيوعي العراقي) و (النفط وحركة التحرر الوطني) تبقى محتفظة بأهميتها مع تقادم الزمن لان الابداع الفكري والتحليل العلمي والنظرة النقدية الجريئة كان سمة نضالك الفكري .
نم قرير العين رفيقي ومعلمي لان حلمك الانساني بعالم وغد أفضل مازال هو محرك التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - له الذكر الطيب
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 26 - 19:48 )
كما قلت في اخرين اقول هنا
مْ....قرير ألعين نَمْ يا أيها الجبل الأشم
نَمْ....فالنوم حتم ومصيرنا يوماً ننم
ما جئت أرثيك وهل ترثى الشجاعة والشيم
ما جئت أرثيك وهل ترثى الثرى والنجم
ما جئت أرثيك وهل يرثى عالياً غالياً علم
ما جئت أرثيك وهل لمثلي في رثائك فم
نَـــــــــــم
ما حدت عن خط المبادئ مخلصاً أوفيت القسم
ما خفت أنْ في غفلةٍ تنم
بل خفت أن العدل قد نموت ولم يقم
ما ركعت لظالمٍ متوسلاً .....وصرخت بمن تردد..قم
ما تكاسلت عن واجبٍ وقلت لمن تعثر هِم
ولمن عَزَمْ شجعته.... ما خاب من عَزَم
عكرت كل صعابها وطويتها ومشيتها قمماً قمم
أخذت طيب صفاتها..... بالحق حجراً عتيدا أصم
يا أيها الجبل ألذي قذف الحمم
في وجه كل حاقدً قسراً أراد أن يعم
يا من بصم ...يامن وشم ...في حاضر الأيام والقِدَم
يا من أراد العيش للإنسان لا يذل به ولإيهان ولا يذم
سطرت والماضين والباقين أن المبادئ حيةٌ لا تنهزم
وسقيتموا الحق طيب زلالها والحقد زؤام سَم
لم يعرف التاريخ وهو بّحارها لو هاجت النقم
لكنه بفقدِ مثلك قد علم وقد صدِم
يامن تعمد بالعراق وبالعراق تيمم.
..وذائداً عن حماه تقدم
نم...


2 - له الذكر الطيب
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 26 - 19:50 )
نم...
المات لا أنت..المات من فيك يوماً ذم
المات لاأنت المات من فيك يوماً نم
أبداً ستبقى شامخاً وحظيظها مصيرهم هم
نم....
من مرضٍ بك ألَمْ ...فارقتنا لحماً ودم
وتركت فينا ذريةً... نِعَمْ.... أخلاقها شَمَم

نرجوك أبرئنا ألذمم
فنحن لنبل مثلك نحتكم
نرجوك بّلغ سلامَ محبةٍ منا لصحبك الصيد الكرم
نم..
ففكرة أنجبت مثلك..... لاتضام ولا تحَد ولا تضَم
فيها جذور كرامة.. ..أنتم....ترتوي منها الهمم
طعم الحياة مسيرها......ولذكركم... غير طعم
نم..فأنت لست مفارقاً...... ومن ذا قد جمعنا اليوم
نم قرير العين نم
ما جئت أرثيك وهل..... لمثلي في رثائك فم


3 - أكمل جميلك
حسين علوان حسين ( 2014 / 12 / 27 - 09:31 )
السيد فاروق مصطفى رسول المحترم
الرحمة للفقيد إبراهيم علاوي
و جزيل الشكر على قيامك بنقله إلى مثواه الأخير بطائرة خاصة .
أكون شاكراً لو فعلتم نفس الشيء بنقل رفاة الشهيد الحلي الشاب المغدور بالحراب : -مصير- إلى مثواه الأخير .


4 - الإستاذ الفاضل الرفيق عبد الرضا حمد جاسم المحترم
حسين علوان حسين ( 2014 / 12 / 27 - 10:19 )
رفيقي الكبير
أرجوك أن تقرأ مذكرات طويل العمر الرفيق الماجد - كاطع جواد - عن عمله في صفوف الكادر المتقدم بكردستان خلال سبعينات القران المنصرم في العدد 3595 من الحوار المتمدن:
كاطع جواد :
، صفحات رمادية من الذاكرة..(ابو ليلى وفاروق)..7
مع فائق شوقي و تقديري .


5 - الرفيق الكبير حسين علوان حسين المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 27 - 13:56 )
تحية و امتنان
اطلعت على ما وجهتني اليه و وصلت فيه الى الجزء8
انتابني شعور بشيء ساخبرك به في رسالة خاصة ان تمكنت من ارسالها لكم
عندما قرات ت4 الذي تفضلت به شعرت اني قد تسرعت
و كما كان الرائع كاطع يبرر لنفسه ما كان يحصل بررت لنفسي احتمال تسرعي لكن ساعود للقراءة
و قد سمعت انا عن الراحل و قد تسلمت نعياً له من رفيق عزيز و مخلص بعد يوم من وفاته
المهم مسيرة طويلة مشوبه بالكثير و ملغومة في مراحل كثيرة و محطات عديدة الحكم نسمعه ممن عايشها
انتبهت لتعليقات الفيسبوك للزميلين المحترمين ايار و عماد
على كل حال افدتني كما فيما سبق فشكرا لكم
سأعيد قراءة ما كتبه العزيز كاطع جواد حتى اشكل صورة اصبحت بحاجة اليها و نعيد قراءة ابو جعفر و حسن و ابو محسن و ابو سميرة و انفجار علبة الحلويات و عائلة ابو محسن
اكرر الشكر و الامتنان و دمتم بتمام العافية و السلامة و عام جديد نتمناه افضل


6 - ابو شهاب
سمير فريد ( 2014 / 12 / 27 - 17:25 )
الاستاذ فاروق مصطفى رسول المحترم
تحية
البطل يموت واقفا
كذلك مات ابو شهاب الرفيق والصديق زهير علاوي في ريف الحلة والذي كان قد التحق بالجبهة الشعبية في الاردن اواخر الستينيات من القرن الماضي وقد دخل بغداد بمساعدة رفاق من الرمادي وكان لقاء مؤثر في مكتب طباعة متواضع اسمه الحرف في مدخل شارع الجمهورية وبعد ذلك ذهبنا سوية لدارنا في اطراف بغداد في منطقة دور المعلمين ومن هناك مارس نشاطه التنظيمي واتخذنا من مكتب الحرف مقر لمحطة اتصال مع بقية المنظمات
وفي يوم قال الرفيق ابو شهاب انه سيذهب الى ريف الحلة ومن هناك انقطعت اخباره الى ان سمعنا بالخبر الكارثة واذي كان يحمل نبـا استشهاده في معركة تمكن فيها ان يثبت شجاعته ودفاعه عن فكره وقد اصدرة القيادة المركزية بيان خاص عنه وزارني في مكتب الحرف الرفيق ماجد علاوي وسلمته البيان الصادر من القيادة المركزية والى اليوم لا تزال تلك الجذوة مشتعلة وان ما يربطني بزهير وخالد احمد زكي وسامر مهدي وازهر وعماد وطالب ومؤيد الالوسي الاف الرفاق واصدقاء الحركة اقوى من رابطة الدم انها رابطة حبنا لشعبنا
تحياتي ومحبتي للجميع
سمير فريد


7 - بيان /مع انه لايوفي حقك الكبير
الحزب الشيوعي العراقي -اليسار ( 2014 / 12 / 31 - 04:54 )
رحيل مناضل عراقي شجاع
--------------------
رحل المناضل الكبير ( ابراهيم علاوي ) سكرتير الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزية بعد معاناة كبيرة وطويلة استمرت لعقود .
امضى رفيقنا المناضل ابراهيم علاوي شطرا كبيرا من حياته وهو يكافح الفاشية والظلم الطبقي طيلة عهود من حكم الفاشست ابان حكم الزمرة العارفية وحكم الطغيان والارهاب البعثي في العراق.
كان للمناضل ابراهيم علاوي دورا مهما ورئيسا في انبثاق تنظيم القيادة المركزية مع رفاقه في تنظيم الكادر ويكاد يكون مع رفيقه المضحي الكبير شهيد الاهوار (خالد احمد زكي) والبعض من الرفاق الآخرين الذين ما زالوا احياء ، هو من اطلق امكانية اختيار اساليب النضال الطبقي والاجتماعي في العراق من الظروف الملموسة مبتعدا بذلك بقوة عن هيمنة الاتحاد السوفييتي على فكر الحزب الشيوعي العراقي واختياراته النضالية . ولقد استطاع بمعرفته الفذة ان يلم شمل اليسار الماركسي في ستينيات القرن العشرين، اليسار الرافض للهيمنة السوفييتية، لينبثق عن جهوده الحثيثة تنظيم يؤمن بتغير النظام لا ترقيع عوراته واخطاءه، بخلاف القوى التي حاولت ان تضع الحزب الشيوعي في موقع يجعله في ذيل من يقومون


8 - يتبع- بيان
الحزب الشيوعي العراقي -اليسار ( 2014 / 12 / 31 - 05:01 )
لينبثق عن جهوده الحثيثة تنظيم يؤمن بتغير النظام لا ترقيع عوراته واخطاءه، بخلاف القوى التي حاولت ان تضع الحزب الشيوعي في موقع يجعله في ذيل من يقومون بخدمة الامبريالية العالمية والقوى المحلية العاملة في خدمتها. وكنتيجة حتمية لهذه الجهود الهائلة جرى تكريس اساليب النضال الضرورية ضد السلطات الكومبرادورية والقوى التي تعمل لخدمة الراسمال والامبريالية العالمية فكان لابد من انتهاج اسلوب الكفاح المسلح الذي قاده المناضل المضحي (خالد احمد زكي) في اهوار الجنوب العراقي .
والجدير بالذكر ان المناضل( ابراهيم علاوي ) لم يتوقف عن النضال ضد الامبريالية ومكافحتها بكل الاساليب حتى اللحظة الاخيرة من حياته.
المجد لك ايها الرفيق الكبير ابراهيم علاوي .. المجد للشيوعية .. المجد لكل المناضلين المضحين في سبل الحرية ودروبها العظيمة .

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا