الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطر التطرف الديني أکبر من داعش بکثير

فلاح هادي الجنابي

2014 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لايمکن أبدا القول بأنه لم تکن هنالك من إتجاهات دينية ذات طابع سياسي ميال للتطرف خلال القرن العشرين، لکن في نفس الوقت ليس من الانصاف ان لم نعترف بأن مجئ نظام ولاية الفقيه في إيران قد ساهم کثيرا في تغذية و تعميق و توجيه التطرف الديني و جعله ظاهرة قائمة بحد ذاتها و خطرا جديا يهدد ليس دول المنطقة فقط وانما الامن الاجتماعي و الانسجة الاجتماعية للشعوب بأوبئة و أمراض التطرف و الجهل و الافکار المتخلفة و معاداة کل ماهو انساني و تقدمي و حضاري.
القاء نظرة متفحصة على الاوضاع في دول المنطقة عموما و العراق و سوريا و لبنان و اليمن خصوصا، وإجراء عملية مقارنة بين أوضاعها الاجتماعية و دور العامل الديني قبل و بعد مجئ نظام ولاية الفقيه، فإن الحقيقة التي تفرض نفسها هي انه ومنذ مجئ هذا النظام فقد ترك آثار بصماته القرووسطائية على معظم شعوب المنطقة ولاسيما الدول التي أشرنا إليها بصورة خاصة، واننا نجد في تصاعد المد الطائفي في المنطقة بصورة ملفتة للنظر و الدور و التأثير الواضح لطهران في ذلك، أکبر و أوضح مصداقية على وجهة النظر هذه.
إستخدام التطرف الديني و إستغلاله الى أبعد حد من جانب نظام ولاية الفقيه من أجل تحقيق الاهداف و الغايات المختلفة لهذا النظام، يزداد وضوحا عاما بعد عام خصوصا وان له علاقة جدلية بالتطورات الاخرى المرتبطة بالنظام نظير المفاوضات النووية الجارية بشأن التوصل الى إتفاق نهائي للملف النووي و الذي يتهرب منه النظام الايراني و يحاول من خلال توسيع دائرة التطرف الديني في المنطقة خلق ظروف و أجواء تدفع المجتمع الدولي للإنصراف عنه ولو الى حين حتى يتسنى له إنجاز برنامجه و إنتاج القنبلة النووية و بذلك يجعل من نظامه أمرا واقعا و بالتالي يفرض العديد من أهدافه و أجندته على دول المنطقة و العالم.
قبل أسابيع، وعندما أکدت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بأن التطرف الديني المصدر من جانب النظام الايراني أخطر مائة مرة من تنظيم داعش، فإنها کانت تؤکد مسألة في غاية الاهمية و الحساسية، وهي أن داعش أساسا نتيجة و رد فعل و ثمرة من ثمار التطرف الديني، وانه بالامکان القضاء على داعش و إنهاء وجوده کتنظيم، لکن ليس من السهولة القضاء على ظاهرة التطرف الديني(حاضن و مرتع التنظيمات الارهابية المتطرفة)، لأننا سنقف أمام ظاهرة فکرية تستدعي للتأن و التمعن في معالجتها بما يناسبها و يساهم في دحض و تفنيد طروحاتها و أفکارها و توجهاتها المنحرفة و الاجرامية و المعادية للانسانية، والذي لاشك فيه من أن مواجهة التطرف الديني لابد أن يبدأ من معقله أي من إيراان، ومن الواضح أن أطروحة الاسلام الاعتدالي الديمقراطي التي تتبناها منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة تعتبر أفضل بديل فکري ـ سياسي مناسب و ملائم لإلحاق الهزيمة الکاملة بهذه الظاهرة المرضية الآفوية الکارثية المهددة لکل ماهو انساني و حضاري، وان تقديم ماأمکن من الدعم مهما کان نوعه و حجمه من جانب دول المنطقة سياسيا و إعلاميا، سوف يخدم هذه التوجهات المعتدلة و يساهم في تحجيم و تأطير التوجهات العدوانية لظاهرة التطرف وصولا الى وأدها و إنهائها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع