الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقفل تليفونك

أحمد سعده
(أيمï آïم)

2014 / 12 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ناس كتير بتستغرب أنا ليه بقفل تليفوني كتير وبسيبه في البيت، وليه معنديش واتس وفيبر وغيره..
هقولكم على حاجة بسيطة، ممكن يكون عندك أصدقاء كتير بتكلمهم على تليفونك وفيسبوك، ورغم كده حاسس إنك وحيد.... لأنك بتكلمهم من على بعد، من غير ما تبص في عنيهم..


النت والتليفون عبارة عن أوضة بتدخلها وتقفل وراك الباب... بتكتب كأنك بتتكلم، وتقرأ كأنك بتسمع.. بتشارك الناس حياتك لكن بدون مشاعر..! ومجرد ما تقفل جهازك بتلاقي العالم حواليك كئيب وممل، فترجع تاني لأوضتك المقفولة..
بنبالغ أوي في إن الناس تشوفنا مبسوطين وحياتنا زي الفل.. وعاملين فيها مش واخدين بالنا من العزلة اللي بنعيشها وعمرنا اللي بيضيع، وبقى كل همنا نرص حروف وكلمات.. ومش متأكدين فيه حد بيسمعنا بجد ولا...
على فكرة، الوحدة مش مشكلة أبدا ...


لأنك ممكن تتعلم حاجة جديدة، ممكن تقرأ أو تلعب رياضة أو تتمشى عالنيل، أو تقعد مع عم عبده أو عم سيد، أو مع عايدة أو أم شيماء وتسمعهم وتتعايش معاهم.. المهم تحاول تكون فاعل بجد، وقتها بس هتحس بقيمة الوقت..
لحد دلوقت مش عارف سبب الصمت في عربيات المترو رغم زحمتها.. وكأنك لو اتكلمت هتبقى مجنون مثلا.!! حتى أطفالنا عودناهم يبقوا زي الروبوتات وقاعدين دايما عالآيباد وألعاب الكمبيوتر..
مستحيل تبقى أروع أب في العالم لو مش قادر تسعد طفلك من غير آيباد.!!


أنا لما كنت طفل تقريبا مكنتش برجع البيت إلا عالنوم، لعب وجري وتنطيط ونعمل مراجيح على الشجر ونركب عجل ونلعب استغماية وشد الحبل والمنديل و و و.... دلوقت بقينا جيل أحمق جدااا، جيل الهواتف الذكية والناس الغبية..!!
إقفل تليفونك، واقفل جهازك.. ودور على أحسن حاجة في يومك، واتواصل ولو مرة واحدة بس في يومك، المهم يكون بشكل حقيقي..

إفتكر أول مرة عرفت فيها حبيبتك واتكلمت معاها، وأول مرة لمست إيديها.. لما زعلتوا واتخاصمتوا واتصالحتوا ولسة بتحبها..

هو ده الوقت اللي انت كنت بتعيشه بجد وبشكل حقيقي ومش محتاج كل البشر اللي في قايمة أصدقائك وتليفونك يعرفوه.. لأنك مكنتش فاضي بس، غير لحبيبتك..

هو ده الوقت اللي ممكن تبيع فيه تليفونك علشان دبلة خطوبة لحبيبتك، وهو اللي كنت عايز فيه تتجوزها.. هو ده الوقت اللي كنت فيه بتحضن بطن مراتك وهي حامل، وهو اللي لمست فيه لأول مرة بنتك.. هو ده الوقت اللي بنتك بتصحيك من النوم وانت محتاج اوي انك تنام.. هو ده الوقت اللي دموعك فيه بتنزل لما بنتك بتكبر وتتجوز وتبعد عنك.. وهو نفس الوقت اللي دموعك فيه بتنزل لما بنتك بترجعلك وشايلة بيبي هيقولك بعد كده يا جدو ويحسسك إنك عجزت يا معلم..

هو ده الوقت اللي قلت فيه لمراتك بحبك لآخر مرة وانت قاعد جنب سريرها.. وقلبها دق لآخر مرة لأنها كانت محظوظة إن الراجل ده في يوم اتعرف عليها وان "الراجل ده" كان معاها لآخر العمر..


كل اللحظات الجميلة دي مكنتش هتحصل، لو كان "الراجل ده" مشغول وعنيه في التليفون يوم ما اتعرف عليها.. لأنه مكنش هيشوف الفرصة اللي ضيعها..

ده الوقت اللي انت عشته بجد، لأنك اديت اهتمامك للي حواليك وكنت حقيقي معاهم.. ومضيعتوش في أوهام العالم الافتراضي..


حياتنا اليومية مليانة بالقصص والحكايات، ومليانة بالحاجات المهمة اللي بعد زمن بتكون تاريخ بيكتبه واحد من المثقفين في كتاب ويبيعه في السوق بتمن غالي..
متضيعش وقتك.. وبص حواليك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ العزيز احمد سعده
جمشيد ابراهيم ( 2014 / 12 / 30 - 08:26 )
طبعا اتفق معك كليا فيما يخص التليفون النقال اللعين و ما يسببه من امراض صحية و اجتماعية و ثقافية و ازعاجات يومية و تركيز العيون على شاشة صغيرة و عدم الانتباه لما يجري في اليمين و اليسار ـ بص حواليك
ولكن عايز اشكرك على المقال الجميل ده باللهجة المصرية الجميلة

اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص