الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصاد 2014

يسرا محمد سلامة

2014 / 12 / 29
مقابلات و حوارات


ساعات قليلة وينقضي عام 2014 بكل أفراحه وأتراحه، سيشتاق الكثير منّا له، وغيرنا سيحمدون الله أنه انصرم، بالنسبة لي فهذا العام به العديد والعديد من الأحداث على الصعيد الشخصي والعام.
فمصرنا العزيزة مرت بالكثير من الأحداث الجسام، منها ما كان مُبهجًا، وأغلبها مفعم بالحزن والشجن، والصبر على تبعات الأمور، فالحوادث المتلاحقة التي اتسمت بكونها كارثية، جعلت المصريين يأخذون أنفاسهم بصعوبة شديدة من فرط حدتها، وتكرار حدوثها، ولا نعلم إلى متى سيستمر نزيف الدم على أرضنا الحبيبة وبين شعبنا؟!!.
أما على الصعيد الاقتصادي، فحدث ولا حرج؛ لأن الأحداث السياسية على مدار العام وما سبقه من أعوام، أثّرت وبشكل كبير على التنمية الاقتصادية وعلى عجلة الإنتاج، فالمواطن المصري أصبح لا هَمّ له إلا متابعة ما يدور في عالم السياسة، بل وأصبح ناقدًا وعالمًا ببواطن الأمور السياسية التي تحدث في مصر أو في أى مكان آخر، فمنذ ثورة 25 يناير 2011، حدثت انفراجة كبيرة في صمت المواطن، ومن وقتها أيضًا بدا أن الصمت "أوبشن غير متوفر في السوفت وير خاصته"، فهو كثير الكلام، كثير الاعتراض، كثير النقد، كثير الشكوى، الوفرة في الكلام فقط، وليس الفعل، اشتكي كما شئت، اعترض كما شئت، انقد كما شئت، لكن بعد أن تكون قد وفّيت حق هذا البلد عليك، وأتممته بالشكل الذي يجعلك تعترض بحرية كاملة دون قيد أو شرط.
ظاهرة أخرى لازالت مستمرة في عام 2014، وموجودة من ثورة يناير، ألا وهى ثقافة مُصادرة رأى الغير، وفكره، كلنا لا يعجبنا رأى غيرنا ولا أفكاره التي يعرضها علينا، بل وندخل معه في جدال – قد يصل إلى عراك – سواء على صفحات العالم الافتراضي الفيسبوك، أو على صفحات الجرائد، أو في مكان العمل، أو حتى في الشارع، ومبدأ القوة سيطر على كل رأى لكى يفرضه صاحبه على غيره، عليه أن يستخدم القوة، فلماذا الفرض بالقوة؟!، ولماذا لا يتم قبول الآخر كما هو؟!، ولماذا لا ننتهج مبدأ "لولا الاختلاف الأذواق لبارت السلع" وقِس على ذلك في كل الأمور، فالاختلاف سُنة كونية، وبه ومعه نحيا جميعًا.
حتى على المستوى الرياضي، فالحال لم يتغير كثيرًا، لأن المنظومة نفسها خطأ، وإذا صَلُح الأساس، صَلُح كل شئ، خرجنا من عام 2014 صِفر اليدين، في كرة القدم، وفي ألعاب أخرى، لماذا؟ لأن العمل بات حلمًا صعب تحقيقه، ولو تكلمنا على الصحة والتعليم وباقي المؤسسات الخدمية، لن يكون الحال أكثر تميزًا مما سبق، هناك أمل في غدٍ أفضل؟! بالتأكيد نعم، متى سيحدث ذلك؟ عندما نتعلم أن نتكاتف، أن نتقبل الآخر، أن نُراعي ضمائرنا فيما نقوم به من أعمال، أن نفهم معنى أنه إذا أردت أن تعيش حياة رغدة لكَ ولأبنائك، وتكون لسنة 2015 مغزى مهم، عليك أن تعمل وتعمل فقط، تجنب ما يُزعجك ويؤثر عليك سلبًا حتى لا تُنتج، تجنب النزاعات مع الغير وعِش بفكرة "دع الخلق للخالق" واجعله قولك المأثور في حياتك، نحن جميعًأ نُريدها سنة جديدة رائعة مثمرة سعيدة، وندعو الله كثيرًا أن يتحقق الحلم وتكن كذلك، اللهم آمين.
أما على المستوى الشخصي، فأمنية عزيزة قد تحققت، أتمنى أن يتحقق حلمي الأكبر في العام الجديد، هى أمنيات نضعها بين يدى الله عزّ وجل، وهو من يقول لها كوني فتكن، لكن علينا بالسعى حتى تتحقق، فلا تحقيق لأمنية بغير سعى، ولا استجابة لدعاء بغير أن تَصلح النوايا، فإن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم، جعله الله عامَ خيرٍ وسعادة على أمتنا المصرية والعربية جمعاء، وأن يَرد لنا أقصانا إن شاء الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي