الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الصراع الروسي المريكي

نجم الدليمي

2005 / 9 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


ملاحظات أولية حول الصراع وآفاقه بين روسيا وأمريكا
‏ و‏
خطر تفكك روســــــــــــــيا؟ !‏
أولا:ـ لماذا الصراع بين" الحلفاء"؟!‏
‏ يعتقد بعض المسؤولين في النظام الحاكم في روسيا ، وقادة الأحزاب "الديمقراطية ‏الأصلاحية "الروسيه المواليه للغرب الأمبريالي وخاصة للامبريالية الامريكية ،بأن الحرب ‏غير ممكنة أو مستحيلة مع أمريكا سواء كانت في الميدان العسكري أو الأقتصادي ‏‏...ويعود السبب الى أن روسيا لم تعد اليوم دولة إشتراكية أو شيوعية ، بل هي دولة ‏حليفة وصديقة لأمريكا وحلفائها وهي تسعى لبناء الرأسمالية ...!!.‏
‏ إن المتتبع لتطور العلاقات بين روسيا وإمريكا وفي كافة الميادين تقريباً ومنذ عام ‏‏1992 ولغاية اليوم يراها مليئة بالتناقضات الإقتصادية والسياسية والعسكرية ، فأمريكا ‏تعيش اليوم أزمة عامــــــة وهذه الأزمة قد شملت جميع مرافق الحياة ‏الإقتصاديةوالإجتماعية والعسكرية ... ولا يمكن الخروج من هذه الإزمه إلإ من خلإل ‏إشعال الحروب غير العادلة سواء كانت حرباًعسكرية أو إقتصادية وتحت مبررات واهية ، ‏وإن الهدف الرئيسي من ذلك هو الأستحواذ على خيرات شعوب العالم وخاصة( النفط ، ‏الغاز...) ، وكما تملك أمريكا اليوم إسلوباً جديداً ألا وهو إسلوب " تصدير الثورات ‏الديمقراطية "من خلإل خلق" معارضة " سياسية في هذا البلد أو ذاك وتقديم الدعم المادي ‏‏"لحلفائها " من أجل تقويض هذا النظام الوطني أو ذاك المعادي لها بالدرجة الإولى ، وفي ‏هذا الأسلوب لم يستثنى "حلفاء"و"أصدقاء "أمريكا ، ويتم تنفيذ هذا الأسلوب اللأديمقراطي ‏واللاشرعي وتحت مبررات عديدة ومنها على سبيل المثال "غياب الديمقراطية ، وحقوق ‏الأنسان ، ومكافحة الأرهاب الدولي وتصفية أسلحة الدمار الشامل..."؟!‏
‏ يشـــــكل عدد سكان أمريكا 5 بالمئة من عدد سكان العالم ، وبنفس الوقت ‏تستهلك أمريكا أكثر من 40% من الموارد الطبيعية في العالم ، وبالتالي يمكن القول إن ‏ألأقتصاد ألرأسمالي الأمريكي هو إقتصاد طفيلي قائم ويتطوٌر على حساب نهب ثروات ‏شعوب العالم ، وتحت عدة أساليب إستغلإلية قاهرة وجائرة . وكما يلاحظ ، فأن عدد سكان ‏روسيا يشكل 1.5%من عدد سكان العالم ، وتملك روسيا 30% من الموارد الطبيعية في ‏العالم ، وكما تشغل 13% من إجمالي المساحة العالمية ، ومن هنا ينبع جوهر الصراع ‏بين روسيا والأمبريالية الأمريكية المتوحشة .‏
‏ إن الشعب الروسي يكره الحرب ولا يريدها، ولكن، كما نعتقد سيواجه ذلك وبالضد من ‏إرادته ورغبته ، كما حدث له عام 1941ـ1945 أثناء الغزو والعدوان الالماني الفاشي ، ‏وكما لآ يستبعد من حدوث ذلك مابين 2010 ـ 2012 أو عام 2015 ، كما تشير ‏الدراسات والتقديرات . يطرح السؤال المشروع : لماذا الحرب ضد روسيا؟
‏ نعتقد ، إن السبب الرئيسي يعود الى إن روسيا تملك موارد طبيعية هائلة ومساحة كبيرة ‏وأرض زراعية خصبة وغابات ومياه...، وخلال الفترة من 1992 وحتى عام 2005 ، ‏طبقت روسيا " الاصلاحية " النهج الليبرالي الاقتصادي المتطرف والذي شمل كافة ميادين ‏الحياة الاقتصاديةـ الاجتماعية والعسكرية والثقافية ... مما أرجعها الى أكثر من نصف ‏قرن الى الوراء ، وإن روسيا مستمرة في تطبيق هذا النهج وحتى عام 2010 ـ2012 ‏ستكون إمكانية روسيا العسكرية والاقتصادية ... ضعيفة بالمقارنة مع إمكانيات أمريكا ‏وحلفائها ، ومن هنا ينشأ خطر الحرب سواء كانت إقتصادية أم عسكرية ...؟!‏
‏ نعتقد إن العدو رقم واحد للإمبريالية الامريكية اليوم هو روسيا ، وبعد روسيا ستكون ‏الصين الشعبية العدو رقم واحد ، وإن جوهر الصراع يكمن في الميدان الاقتصادي ‏والايدلوجي للبلدين ، ويشكل كلا البلدين عاملا معرقلا لأ مريكا في تحقيق مشروعها ‏اللامشروع ألا وهو بسط نفوذها وهيمنتها على العالم وقيادته من أجل ضمان بقاؤها ‏وإستمرارها كدولة إمبريالية عالمية رقم واحد ؟!‏
‏ ومن أجل إستعراض جوهر الصراع بين روسيا وأمريكا لابد من إستعراض بعض ‏المؤشرات العسكرية والاقتصادية والامنية لوضع روسيا والاشارة الى مواقف بعض ‏الجهات الروسية من حيث تقييمها للوضع الراهن وخطر تطور الصراع بين البلدين . ‏
‎ ‎‏ ثانياً :ـ الميدان العسكري‎ ‎‏
‏ يشير بعض الخبراء العسكريين الروس ، الى أن السلاح النووي الروسي سوف يفقد ‏أهميته وفاعليتة العسكرية حتى عام 2010- 2012 ويعود السبب الرئيسي الى قلة ‏التخصيصات المالية لذلك ، وبنفس الوقت وخلال تلك الفترة فأن أمريكا سوف تعزز وتطوُر ‏قدرتها وقوتها العسكرية كماً ونوعاً، ففي الميدان الجوي سوف يتم تحديث الطائرات ‏الحربية والصواريخ وإستخدام الفضاء للاغرا ض العسكرية ...، وفي الميدان البحري ، ‏سوف يتم تحديث وتطوير الغواصات والبارجات العسكرية التي تحمل السلاح النووي ...، ‏وفي الميدان البري ، سوف يتم تطوير سلاح الدبابات والمدرعات... ، كما تهدف أمريكا ‏اليوم الى نشر 100 ألف صاروخ موجه في مناطق محددة من العالم ، وهذا النوع من ‏الصواريخ قد تم إستخدامة ضد الشعب اليوغسلافي ، إذ تم قصف يوغسلافيا ب 1000 ‏صاروخ موجة وتم إخضاعها وقهرها بالكامل والنتيجه اليوم ليوغسلافيا لا تحتاج الى ‏تعليق....؟ !‏
‏ تمارس الامبريالية الامريكيه اليوم في حربها العالمية الرابعة وتحت غطاء" مكافحة ‏الارهاب الدولي " أو "مبدأ" " من ليس منا فهو ضدنا "!! سياسة تصعيد سباق التسلح ‏والذي يفوق فترة الثمانينات من القرن الماضي ، إذ أن ميزانية البنتاغون السنوية هي ‏أكثر من ميزانية الدفاع لكل من : روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والهند . وكما ‏تسعى الامبريالية الامريكية الى تصعيد سباق التسلح وخاصة فيما يخص الفضاء ووضعت ‏لذلك خطة طويلة الاجل ، وهي اليوم تعد إحدى أهم الدول المتقدمة في هذا المجال ، ‏ويهدف ذلك الى السيطرة الكاملة أو شبه الكاملة على الفضاء وهذا يعني إنها ستفرض ‏رقابتها وقوتها العسكرية وخاصة على روسيا والصين بالدرجة الاولى كخصوم عسكريين ، ‏وأن تحقق ذلك ، فأنه سوف يؤدي الى تأزم الوضع العالمي وخاصة بين روسيا وأمريكا ‏بالدرجة الاولى ، وكما لا يستبعد وخلال العقد الثاني من القرن 21 من إشتداد الصراع ‏والتناقض بين روسيا وأمريكا ، ولا يستبعد من أن أمريكا ستخوض حرباً خاطفة ضد ‏روسيا أو غيرها من الدول ، وفي حالة إستمرار روسيا على نهجها الاقتصادي الحالي ، ‏فإنها ستكون عاجزة عن القيام برد عسكري فاعل وحاسم ، وكما تشير المعلومات حتى ‏عام 2012 فأن القدرة العسكرية لروسيا وخاصةً سلاحها النووي سوف يتقلص بالمقارنة ‏مع عام 1991ب 600 مرة ؟! وفي حال نشوب الحرب بين أمريكا وروسيا عام 2012 ، ‏فيؤكد الخبراء العسكريين ، بأن روسيا ستكون ضعيفة ولا تستطيع مواجهة الحرب ‏بالمستوى المطلوب ،وكما تؤكد الدراسات على انه حتى عام 2012 فأن روسيا سيكون ‏لديها مابين 100-120 صاروخ من نوع" توبل- أم" – طبعاً- في حالة إستمرار ‏التخصيصات المالية لهذا النوع من الصواريخ ،علما ان هذا الصاروخ يحمل رؤوساً ‏نووية، وبالمقابل يمكن لأمريكا ان توجه الضربة النووية الرادعة وسوف يتم تدمير كامل ‏للمواقع التي بها صواريخ "توبل –أم "أما الصواريخ من نوع" س-300" و"توروف" ‏فأصبحت قليلة العدد لدى الجيش الروسي ، وفي حالة نجاح روسيا من إطلاق صواريخها ، ‏فلدى أمريكا الامكانية العسكرية من تفجيرها مباشرة من خلال الفضاء وكذلك من خلال ‏المنصات الصاروخية المتواجدة حول روسيا، ومن خلال الغواصات والبوارج العسكرية ‏المتواجدة قي البحار والمحيطات ،وكما يمكن للطائرات الحربية الامريكية من أن تحلق ‏وعلى إرتفاع منخفض لقصف المواقع العسكرية الروسية ولا يوجد لدى روسيا أجهزة ‏إستكشاف لتحديد الطائرات المهاجمة . كما تهدف الخطة العسكرية الامريكية على ان ‏الضربة العسكرية الاولى سوف يتم توجيهها نحو السلاح الجوي الروسي وخاصة نحو ‏الطائرات الاستراتيجية التي تحمل الصواريخ النووية،ويتم تدمير ذلك من خلال اطلاق ‏الصواريخ الموجهه نحو هذة الاهداف المحددة ، أما بخصوص السلاح البحري الروسي أي ‏الغواصات والبارجات العسكرية والتي تحمل ايضا السلاح النووي فسوف يتم تدميرها ‏وخاصةً خلال الدقائق الخمسة الاولى – طبعاً حسب الخطة -؟!وكما يلاحظ ان كل 2-3 ‏غواصة وبارجة عسكرية روسية هي واقعة تحت الرقابة العسكرية الامريكية سواء من ‏خلال الفضاء او الجو او البحر ، وكما تستطيع القيادة العسكرية الامريكية من التشويش ‏على السلاح الجوي والبحري والبري الروسي بحيث يصعب على قادة الجيش الروسي ‏استلام الاوامر او ايجاد الصلة فيما بينها. وكما تشير الدراسة ايضا الى انه حتى عام ‏‏2012 فأن نظام الدفاع الصاروخي الامريكي سوف يستطيع فرض هيمنتهة ورقابته على ‏‏70% من الصواريخ الروسية ، وفي هذة الحالة تستطيع روسيا من توجيه مابين 4-5 ‏صواريخ تحمل الرؤوس النووية ، وسوف يدفع الشعب الامريكي الثمن البشري الباهظ ، ‏وسوف تستخدم الامبريالية الامريكية هذة الحجة لإعلان حربها ضد روسيا من اجل ‏تقويض النظام الحاكم في روسيا >.‏
‏ وبهذا الخصوص يشير غينادي زوغانوف الى إنه >.‏
‏[المصدر: جريدة برافدا الروسية ، رقم 20 بتأريخ 19-22/5/2005 باللغة الروسية].‏
‏ إن من احد الادلة والبراهين الملموسة على ان روسيا كانت ولا تزال تشكل خطراً ‏وعدواً رئيسياً لأمريكا ، اذ يلاحظ ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية تنفق سنوياً ‏‏60% من ميزانيتها السنوية ضد روسيا، وأن الطائرات الاستطلاعية الامريكية تحلق ‏مايقارب من 1000 مرة على الحدود الروسية وان اكثر من 100 مرة خرقت الاجواء ‏الروسية. هذا ما يعمل مع<< الحلفاء- الاصدقاء>>!!. ‏
‏ ان روسيا في الوقت الحاضر وبقوتها العسكرية الاعتيادية لا تستطيع الحفاظ الكامل ‏على استقلالها بدليل ان حصة العسكري الروسي الواحد من اجمالي الانفاق العسكري هي ‏‏3800 دولار ، في حين ان أمريكا تنفق 190 ألف دولار ،وبريطانيا 170 ألف ،وألمانيا ‏‏94 ألف، وتركيا 12700دولار، واوكرايينا 1550 دولار؟!.أما بخصوص السلاح البحري ‏الروسي وقابليته على خوض حرب – على سبيل المثال- ففي عام 2002 ، تراجعت ‏قدرته العسكرية ب 2 مرة عن القدرة العسكرية للسلاح البحري السويدي في بحر البلطيق ‏، و2 مرة عن السلاح البحري الفلندي ، و 4 مرات عن القدرة العسكرية للسلاح البحري ‏الالماني . أما قدرة وقوة السلاح البحري الروسي في البحر الاسود فقد تراجعت ب 3 ‏مرات عن القدرة العسكرية للسلاح البحري التركي ، و 20 مرة عن قدرة السلاح البحري ‏الامريكي ، و 7 مرات عن قدرة السلاح البحري البريطاني ، وست مرات عن قدرة السلاح ‏البحري الفرنسي ؟!.‏
‏ وحسب تقديرات قائد السلاح البحري الروسي ألادميرال ف. كورودييف ، فأنه حتى عام ‏‏2015 سوف يبقى لدى الاسطول البحري الروسي 60 غواصة وبارجة عسكرية من ‏الدرجة الاولى والثانية ، وبالمقابل سوف يزيد عدد الغواصات والبارجات العسكرية ‏الامريكية الى 300 غواصة وبارجة عسكرية وحتى عام 2015 سوف تبلغ التخصيصات ‏المالية للاسطول البحري ب 25 مرة أكثر مما يحصل عليه الاسطول البحري الروسي؟! .‏
‏ أما مايخص السلاح الجوي الروسي ، فأن العلاقة بين روسيا وأمريكا كما هي 1الى 10 ‏، وخلال الفترة من عام 1999 وحتى عام 2002 ، لم يحصل الجيش الروسي على أي ‏طائرة حربية جديدة ، وأن عدد الطائرات الحربية في روسيا هي أقل ب 2 مرة مما لدى ‏أمريكا ، وكما تبلغ نسبة الاستهلاك في السلاح الجوي الروسي 60% ، وسوف يتقلص ‏عدد الطائرات الحربية ومن جميع الاصناف من 5100طائرة في عام 2002 الى 2000 ‏طائرة عام 2010 ، أما المروحيات العسكرية فسوف يتقلص عددها من 1800 الى 600 ‏مروحية عسكرية لنفس الفترة ؟!!. أما عدد الساعات التي يحلق بها الطيار الروسي خلال ‏السنه فهي تتراوح ما بين 10 و 30 ساعة ، وهناك تقدير اخر يؤكد ما بين 5 الى 10 ‏ساعات في السنة ، هذا في ظل النهج << الاصلاحي >> العسكري الروسي ، اما في ظل ‏السلطة السوفيتية فكانت تترواح مابين 120 – 130 ساعة في السنة ، في حين يؤكد ‏الخبراء العسكريين الدوليين بأنه من الضروري ان يحلق الطيار العسكري سنويا كحد ادنى ‏‏60 ساعة في السنة ، وكما يلاحظ تملك روسيا 50 قمراً صناعياً وحصة الاسد من هذة ‏الاقمار قد إنتهى مفعولها ودورها وعمرها الزمني ، في حين تملك امريكا 500 قمراً ‏صناعياً عسكرياً للتجسس....؟!‏
‏ ألناتو يطُوق روسيا ...وروسيا تقلص عدد أفراد الجيش؟!‏
‏ تقلص عدد أفراد القوات المسلحة الروسية خلال 10 سنوات (1992-2002) من ‏‏3,9 مليون عسكري الى 1،2 مليون عسكري، وبنفس الوقت زاد عدد الجنرالات في ‏الجيش الروسي الى 2000 جنرال ، وهذا العدد لم يكن موجوداً في الجيش السوفيتي الذي ‏بلغ تعداده مايقارب من 4 مليون عسكري ، وهناك خطة الدفاع الروسية الى تقليص عدد ‏أفراد الجيش الروسي 250000عسكري وتحويله الى جيش يقوم على أساس التقاعد ، ‏أي تحويله الى جيش مأجور على غرار الجيش الامريكي .، والهدف الرئيسي من ذلك هو ‏الحفاظ على النظام الاوليغارشي الحاكم.‏
‏ وكما يلاحظ ان 30%الى 50% من سلاح مشاة الجيش الروسي يتطلب تجديده لأن ‏عمره الزمني إنتهى وأصبح غير صالح للاستعمال ، قبل عام 2004 ، وقبل دخول الدول ‏الجديدة لحلف الناتو [المقصود دول اوربا الشرقية ....] اذ بلغ عدد الفرق العسكرية لحلف ‏الناتو في القسم الغربي 41 فرقة عسكرية و86 لواء عسكري ، وكانت هذه القوات في ‏حالة استعداد كامل لخوض اية حرب عسكرية، وبالمقابل تملك روسيا 4 فرق عسكرية و ‏‏5 ألوية عسكرية ، وتملك امريكا واليابان في منطقة الشرق الاقصى 15 فرقة عسكرية ، ‏اما روسيا فلا تملك أي فرقة أو لواء عسكري ؟! في حين تملك جمهورية الصين الشعبية ‏‏109 فرق عسكرية ، وكما يلاحظ ايضا ان لدى حلف الناتو قواعد عسكرية في اوربا ‏الغربية وفي بولونيا وجمهوريات البلطيق ولدى الناتو خطة بانشاء 30 قاعدة عسكرية في ‏جمهوريات البلطيق..؟! وهنا يطرح السؤال التالي : ضد من يتم بناء هذه القواعد ‏العسكرية اذا كانت روسيا دولة حليفة وصديقة ؟! .‏
‏ في عام 1987 ، كانت لدى الناتو خطة هجوم عسكرية على موسكو تهدف الى تدمير ‏‏4500 طائرة حربية و 600 مروحية عسكرية سوفيتية وتدمير اكثر من 2500 قاعدة ‏لإطلاق الصواريخ . واليوم فان السلاح الجوي التابع لحلف الناتو يبعد ب 600 كم عن ‏موسكو، ويقابل ذلك وجود 800 طائرة حربية روسية ، منها 200 طائرة حربية كحد ‏اقصى صالحة لخوض المعركة الجوية .‏
‏ وكما تشير الدراسة فان السلاح الجوي التابع لحلف الناتو يمكن ان يحٌلق على ارتفاع ‏منخفض جداً ولا توجد لدى روسيا امكانية لإكتشاف الخصم الجوي ، ويمكن ان يحقق ‏العدو هدفه في قصف موسكو ، وبنفس الوقت حصل حلف الناتو - طبعاً بموافقة من ‏الكرملن – على بناء قواعد عسكرية له في جمهوريات آسيا الوسطى ومنها جمهورية ‏قرقيزيا واوزبكستان ... وسوف يحصل على بناء قواعد عسكرية في جورجيا ودخولها في ‏حلف الناتو ، و لا يستبعد من دخول اوكرايينا الى حلف الناتو ، ناهيك عن تواجد حلف ‏الناتو في جمهوريات البلطيق الثلاثة ، وعليه يمكن القول أصبحت روسيا مطُوقة تقريباً من ‏جميع الجهات بقواعد عسكرية تابعة لحلف الناتو؟!. ‏
‏ نعتقد ، في حالة إستمرار روسيا على النهج اللبرالي الاقتصادي التخريبي ، فسوف ‏يؤدي هذا ألنهج الى إضعاف روسيا إقتصاديا وعسكريا وحتى عام 2012 أو عام 2015 ‏، وسوف يفتح شهية الامبريالية الامريكية بفرض شروطها السياسية والاقتصادية ‏والعسكرية وبالكامل على روسيا وبالتالي سوف تفقد روسيا استقلالها السياسي ‏والاقتصادي الحقيقي ، ويعود ذلك الى ضعف أو انهيار شبه كامل لقوتها الاقتصادية ‏والعسكرية ، وهذا هو المخطط المرسوم لها ؟! . وكما يلاحظ ان للصين اطماع نحو روسيا ‏وخاصةً نحو الشرق الاقصى سيبيريا ...، اذ يهاجر سنويا من الصين الى روسيا 600 ‏ألف مواطن صيني ، وتشير الدراسة ان عدد هؤلاء سيصل عام2015 مابين 15-20 ‏مليون نسمه ؟!. وكما للصين ايضا اطماع توسعية نحو جمهوريات اسيا الوسطى ومنها ‏جمهورية قرغيزيا واوزبكستان وكازاخستان ...، وكما لايستبعد من حصول صدام عسكري ‏‏ بين الصين والامبريالية الامريكية يحمل طابعا ايديولوجيا واقتصاديا ، لأن الصين اليوم ‏تشكل تهديدا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا لأمريكا وهي تعرقل النهج التوسعي العدواني ‏لامريكا .‏

‏ إن من اهم السمات التي يتميز بها الوضع العسكري في روسيا هي انه وتحت غطاء ‏‏<< التجديد والتطوير. ..>>‏
تم تدمير احدث الاسلحة الاستراتيجية الروسية ، وخلال 15 سنة تقلصت امكانية الجيش ‏الروسي فيما يتعلق بمنصات اطلاق الصواريخ ب 5 مرات ، وان السلاح الجوي الروسي ‏لن يحصل الا على 10% من الوقود للطائرات ...، ناهيك عن غياب النظام الموحد للدفاع ‏الجوي وكما يتم العمل على اضعاف المجمع الصناعي – الحربي الروسي ، فهو يعمل ‏لصالح الدول الاجنبية وخاصة للصين وللهند ... وسوف يتم خصخصة 11500 مؤسسة ‏من المجمع الصناعي- الحربي الروسي وحصة الاسد ستكون لألمانيا [ جريدة الغد ، رقم ‏‏15 ، ابريل ، 2005 باللغة الروسية ] ، وكما هو معروف ان هيئة الاركان الروسية ‏تعتبر العقل الرئيسي للجيش الروسي فاليوم تم اضعاف دورها بشكل ملحوظ ، ويرافق ذلك ‏التسريح المستمر لخيرة الضباط الشباب من الجيش الروسي وشكلت ظاهرة الهروب ‏والقتل والانتحار تهديدا خطيرا لاضعاف وتفكك الجيش الروسي ، كما يعاني الجيش ‏الروسي من تدني المرتبات ومشكلة السكن للضباط الروس ، وعدم التطوع من قبل الشباب ‏في اداء الخدمة الالزامية ، فأولاد <<القطط السمان >> لم يؤدوا الخدمة الالزامية إما ‏بسبب تواجدهم في الخارج << للدراسة >> !!أو إنهم يدفعون مبلغ مالي أكثر من 5000 ‏دولار كثمن للخدمة العسكرية ؟! أما اولاد الفقراء من العمال والفلاحين هم اليوم العمود ‏الفقري للجيش الروسي ، ومما يؤسف له ان غالبية الشباب يتعاطون المخدرات والكحول ‏‏... بشكل مرعب وهذه ظاهرة اخرى تواجه النظام الحاكم في روسيا والدفاع الروسية ‏‏(1)؟!.‏
‏ هذه بعض نتائج مايسمى بالاصلاح العسكري في روسيا ، ولا يزال هذا النهج مستمرا ‏حتى اليوم ، ويتوقع حتى عام 2012 ان <<ينتهي>> اي يتم القضاء على المجمع ‏الصناعي- الحربي الروسي(2) .‏
‏ ‏
‏ ثالثا:-الميدان الاقتصادي ‏
ان قوة اي دولة وبغض النظر عن طبيعة النظام القائم تتعلق بالدرجة الاولى بقوة ومتانة ‏اقتصادها الوطني ، وان القوة العسكرية تتعلق بالدرجة الاولى بالقوة الاقتصادية وليس ‏العكس ، فالاقتصاد المتطور هو الاساس المتين والحصين لتعزيز الاستقلال الوطني للنظام ‏الحاكم . منذ 1992 ولغاية اليوم طبقت الحكومة الروسية النهج الليبرالي الاقتصادي ‏المتطرف ، وقد أدى هذا النهج الى اضعاف وتخريب القاعدة الصناعية والزراعية وكذلك ‏القطاع الصحي والتعليمي ...، وبسبب هذا النهج المتوحش تحولت روسيا << الاصلاحية ‏‏>> من بلداً منتجا الى بلدا مستورداً ، واصبحت روسيا تستورد معظم السلع الغذائية ‏والمعمرة والكمالية وبلغت نسبة استيراد السلع الغذائية على سبيل المثال اكثر من 70% ، ‏وكما تحولت روسيا الى بلداً مصدراً لأهم الموارد الطبيعية وخاصة النفط ، الغاز الاخشاب ‏‏...؟! لمصلحة من يتم ذلك ؟!. ‏
‏ ومنذ عام 1992 ولغاية اليوم فأن النظام الحاكم قد طبق وصفة صندوق النقد والبنك ‏الدوليين ، ومن << أهم>> نتائجها هي الاتي :- ‏
‏ 1-ان اخطرما يواجهة الاقتصاد << الرأسمالي >> الروسي ، اذ بلغت نسبة الاستهلاك ‏‏(الاندثار ) في رأس المال الثابت أكثر من 70%، مقابل ذلك هروب مستمر للرأسمال ‏الوطني فخلال 12 سنة تم تهريب عدة ترليونات من الدولارات ، وعلى سبيل المثال ، تبلغ ‏قيمة العقارات الروسية في لندن فقط ترليون و 250 مليار دولار ؟! وخلال تلك الفترة تم ‏القضاء على ثلثي المؤسسات الصناعية والزراعية ناهيك عن الخراب والدمار الذي حلَ في ‏القطاع الزراعي فهو يفوق كل التصورات والتخيلات ؟!.‏
‏ 2- اصبحت القدرة الاقتصادية لروسيا أقل ب 1,5 مرة من القدرة الأقتصادية للهند ، ‏واقل من البرازيل بأكثر من 2 مرة ، واقل من بريطانيا وفرنسا ب 4 مرات ، وأقل من ‏المانيا ب 6 مرات ، وأقل من اليابان ب 11 مرة ، وأقل من امريكا ب 25 مرة(3).‏
‏ 3- فيما يخص دور الدولة في الانفاق الحكومي من الناتج المحلي الاجمالي على سبيل ‏المثال لعام 1998 ، ففي فرنسا كان54,3 % ، وفي المانيا 46,9 % ، وفي بريطانيا ‏‏40,2 % وفي اليابان 36,9 % ، وفي أمريكا 23,8 %، أما في روسيا فبلغت نسبة ‏الانفاق 19,8 % ، وهذا يعني ان هذه النسبة هي اقل ب2-3 مرة عما عليه الحال في ‏البلدان الغربية واليابان ، وفي عام 2000 ، على سبيل المثال فأن أمريكا أقوى من روسيا ‏مابين 35 الى 38 مرة في الميدان الاقتصادي والعسكري (4).‏
‏ 4- بلغت نسبة التخصيصات المالية من الميزانية الحكومية للقطاع الزراعي في ظل ‏السلطة السوفيتية 29% ، اما في ظل روسيا << الاصلاحية>> فقد بلغت 1% ، وكما ‏بلغ الدعم المالي السنوي للقطاع الزراعي في ظل السلطة السوفيتية 20 مليار دولار ، ‏وفي حين بلغ في ظل روسيا << الاصلاحية >> 1 مليار دولار (5) . وكما بلغت ‏الميزانيةللحكومه ا لروسية في ظل السلطة السوفيتية 618 مليار دولار ، اما الميزانية ‏الحكومية لروسيا لعام 1998 فبلغت 20 مليار دولار ، وخلال 3شهور من عام 2005 ، ‏تم تهريب 19 مليار دولار (6). ‏
‏ 5- في عام 1988 أحتلت روسيا السوفيتيتة المرتبة الثالثة في العالم في حجم الناتج ‏المحلي الاجمالي ، اما روسيا فقد احتلت في عام 2004 ألمرتبة ال 11 في هذا المؤشر ‏الاقتصادي الهام ، وبلغت حصة الفرد الواحد من الناتج المحلي الاجمالي في ظل السلطة ‏السوفيتية لعام 1990 ، 6300 دولار ، اما في روسيا فقد بلغت حصة الفرد الواحد من ‏الناتج المحلي الاجمالي لعام 2003 ب 3300 دولار، وأحتلت وفق هذا المؤشر المرتبة ‏ال80 عالمياً (7). وكما احتلت روسيا السوفيتية المرتبة الثانية عالما في مستوى التطور ‏الصناعي ، اما روسيا<< الاصلاحية >> فأحتلت المرتبة ال105 عالمياً بمستوى التطور ‏الصناعي (8) .‏
‏ 6-وبسبب تطبيق أسوء برنامج لصوصي عرفه المجتمع البشري الا وهو برنامج ‏الخصخصة سيء الصيت فخلال الفترة من عام 1991-2004 بلغت نسبة<< الملكية ‏الخاصة >> في الاقتصاد الروسي 93% أما الملكية العامة فبلغت 7% (9). وهناك تقدير ‏آخر يؤكد على ان نسبة القطاع العام تتراوح مابين 14 الى 15% ، في حين يشكل ‏‏<<القطاع الخاص>> ما بين 85% الى 86% ام القطاع الحكومي الرأسمالي في ‏أمريكافيشكل نسبة 36% ، وفي المانيا ما بين 50 الى 55%، وفي السويد 60% . ‏‏(10)‏
‏ 7- وليس غريباً وفي سياسة مايسمى بالاصلاح الاقتصادي ومنذ عام 1992 ولغاية ‏اليوم انتقل 10 مليون عالم وباحث ومهندس ...من مهنهم العلمية الى ممارسة ‏‏<<تجارة>> الملابس الداخلية والاحذية ... أي مايطلق على هؤلاء بتجار الشنطة. (11) ‏وكما تخسر روسيا سنويا من << هجرة العقول >> ما بين 60 الى 70 مليار دولار ، ‏وهؤلاء يعملون لصالح البلدان الرأسمالية بالدرجة الاولى.‏
‏ 8-إن الاقتصاد الروسي يعاني من تدهور مستمر وخاصة في قطاعي الصناعة ‏والزراعة ويعود السبب الرئيسي الى قلة التخصيصات المالية ، وبنفس الوقت يعاني ‏العاملين في هذه القطاعات وغيرها من قلة الاجور والمرتبات مستمر والأرتفاع المستمر ‏لأسعار جميع السلع مما يؤدي ذلك الى انحطاط المستوى المعاشي لهؤلاء الشغيلة ، ‏وبالمقابل ان الاحتياطي النقدي لدى الحكومة الروسية بلغ أكثر من 135 مليار دولار ، ‏وفي صندوق الاستقرار الحكومي بلغ اكثر من 20 مليار دولار . وهذه الاموال مودعة ‏كلها في البنوك الغربية وخاصة في البنوك الامريكية لقاء فائدة سنوية قدرها 2% (12). ‏وكان من الاجدر على الحكومة الروسية ان تستثمر هذه الاموال في اقتصادها الوطني ‏وخاصة في القطاع الصناعي والزراعي ...ولكن ...؟!.‏
‏ وحسب تقديرات خبراء صندوق النقد الدولي العاملين في موسكو بأن المواطنين الروس ‏يحتفظون في بيوتهم ب50 مليار دولار ، ولديهم اموال مودعة في البنوك الاجنبية ب ‏‏200 مليار دولار (13). وهناك تقدير آخر يؤكد على وجود 200 مليار دولار لدى ‏المواطنين الروس محتفظ بها في بيوتهم الخاصة ؟!. وهذا ان دل على شيء إنما يدل على ‏غياب ثقة المواطنين بالحكومة والنظام القائم . وفي عام 1992 فقد الشعب الروسي في ‏ظل حكومة غيدار- تجوبايس مدخراتهم المالية المودعة في صناديق التوفير خلال فترة ‏السلطة السوفيتية ، 500 مليار دولارحسب التقديرات . (14)‏
‏ 9- ان سياسة مايسمى بالبريسترويكا والاصلاح الاقتصادي قد أرجعت روسيا الى ‏الوراء ب 100 سنة في الميدان الاقتصادي والاجتماعي .(15)‏
‏ 10- تحتل روسيا المرتبة الثانيةفي العالم بعدد المليارديرية ويوجد 22 ملياردير في ‏البرلمان الروسي وحصة الاسد منهم من كتلة وحدة روسيا الحزب المساند للرئيس ‏الروسي بوتين ، وكما تحتل روسيا المرتبة 60 عالمياًفي مستوى تقديم الخدمات الصحية ‏للمواطن وتحتل المرتبة 142 عالمياً فيما يخص متوسط العمر ، وأن اكثر من 80% من ‏الشعب الروسي يعيشون في حالة فقر مدقع .( 16)‏
‏ 11- يوجد في روسيا << الاصلاحية>> 20 مليون عاطل عن العمل ولكن واقع الحال ‏هو اكثر من ذلك منهم60% من النساء و 40 % من الشباب ، وتقلص الانفاق الحكومي ‏على قطاع الصحة 25 مرة ، وتقلص متوسط العمر للمواطن الروسي الى 56 سنة بعد ان ‏كان 73 سنة في ظل السلطة السوفيتية ، ويتوقع خلال الخمس سنوات القادمة (2005-‏‏2010) ان يصل عدد المصابين بمرض نقص المناعة ( الايدز) الى 30 مليون شخص ، ‏وان الوفيات اكثر من الولادات ب2 مرة ، وتفقد روسيا سنوياً ما بين 1,5 الى 2 مليون ‏نسمة لأسباب عديدة ، وفي عام 1992 بلغ عدد الاطفال في روسيا 40 مليون طفل اما ‏في عام 2004 فتقلص العدد الى 20 مليون طفل ويتوقع ان يصل عدد الاطفال في روسيا ‏حتى عام 2010 الى 13 مليون طفل ؟! وهناك ظاهرة بيع الاطفال الروس الى البلدان ‏الرأسمالية حتى وصل سعر الطفل في اوربا الى 60 ألف يورو؟! وكما تحدث سنويا في ‏روسيا 5 مليون عملية إجهاض، وزاد عدد الوفيات وسط الشباب بسبب تعاطي المخدرات ‏‏40 مرة ، وكما زاد عدد المصابين بمرض السفلس 64 مرة ، وفي وسط الشباب 63 مرة ‏، وكما يوجد 6 مليون طفل مشرد ، ويوجد 10 مليون امي ، وأن 80% من طلاب ‏المدارس يتعاطون المخدرات ، وتتفشي الجريمة حتى تصل سنوياً ما بين 10 إلى 11 ‏مليون جريمة؟!.‏
‏ وكما يلاحظ تعمق الهوة الاقتصادية- الاجتماعية داخل المجتمع الروسي بشكل مرعب ‏ومخيف فيوجد 1% من السكان أغنياء جداً0سوبر ) أي ما يطلق عليهم بالاوليغارشية ‏اللصوصية المحترفة ، و 4% من الاغنياء ومايطلق عليهم بلصوص << الاصلاح ‏الاقتصادي >> و15% من الفئات المتوسطة الطفيلية التي تمارس نشاطاً خدمياً أي ‏المتاجرة بالسلع المستوردة بالدرجة الاولى و 80%من السكان يعانون من الجوع والفقر ‏الحقيقي ؟! .(17)‏
‏ 12- تقلص عدد السعرات الحرارية للفرد الواحد في اليوم الى 2200 سعرة في عام ‏‏2005 ،وبعد ان كانت 3300 سعرة حرارية في العام1990 .(18)وبنفس الوقت يلاحظ ‏إزدياد إستهلاك الكحول للفرد الواحد من 6 لتر عام 1987 الى 16-18 لتر للفرد الواحد ‏لعام 2005 ، وواقع الحال هو أكثر من ذلك ، علماً ان منظمة الصحة العالمية حددت ‏حصة الفرد الواحد ب8 لتر (19).‏
‏13- ان لصوص مايسمى بالبريسترويكا و << القطط السمان >> من << الاصلاحيين – ‏الدمقراطيين >> المحترفين من << الرفاق >> السوفييت الروس اذ بنو لأنفسهم<< ‏الشيوعية>> ولكن بدون جهداً ورقابة من قبل الشعب عليهم ، لأن البرجوازية تخشى ‏الرقابة والحساب على نشاطها وغالباً مايكون هذا النشاط غير مشروع ، وكما يلاحظ ‏تفشي الرشوة في المجتمع الروسي وخاصة في قمة النظام الحاكم ، اذ تصل الرشوة سنويا ‏ما بين 40 الى 60 مليون دولار ، بدليل اطلق على رئيس الحكومة الروسية ميخائيل ‏كوسيانوف << ميشا 2 % >> !! أي إنه كان يتقاضى 2% من كل عقد حكومي يتم مع ‏الشركات الاجنبية – هذا ما أشارت اليه غالبية الصحف الموالية والمعارضة للنظام الحاكم ‏في روسيا؟! وكما تم فقدان قرض قدمه صندوق النقد الدولي للحكومة الروسية بلغ 4,8 ‏مليار دولار عام 1998 عندما كان كريينكو رئيس الحكومة الروسية وفريقة ولم يتم التأكد ‏من مصير هذا القرض لا من قبل الجهات الروسية المتخصصة ولا من
قبل الجهات الروسية المتخصصة ولا من قبل الجهة المانحة للقرض ؟(20). ‏‏ ‏
‏ هذه هي بعض نتائج النهج اللبرالي الاقتصادي المتوحش في روسيا والذي أدى في ‏واقع الحال الى إنهيار شبه كامل للاقتصاد الروسي ، فالدولة التي لا تملك اقتصاد متطور ‏ومتين وقوي لا يمكن لها بناء قوة عسكرية قوية وتكوين اساس متين لحماية امنها ‏واستقلالها وسيادتها الوطنية وخاصة للدول الكبرى مثل روسيا. ‏
‏ ‏
‏ رابعاً:ـ الميدان الامني ـ تناقضات في التقييم؟! ‏
‏ 1ـ موقف وزارة الأمن القومي [ أف . أس . بي]‏
‏ في 12/ 5/ 2005، قدم الجنرال نيكولاي باتروشف وزير الامن القومي الروسي [ ‏أف . س . بي .] تقريراً أمام مجلس الدوما الروسي (البرلمان ) حول الوضع الامني في ‏روسيا ودور الدول الغربية في تدخلها في الشوؤن الداخلية لروسيا سواء كان بشكل ‏مباشر او غير مباشر اذ قال :ـ هناك قوى سياسية محددة في الغرب لازالت مستمرة على ‏النهج الذي كان متبعا خلال فترة << الحرب الباردة>> تعمل وبالضد من روسيا ، ‏وتستخدم هذة القوى سياسة << الكيل بمكيالين >> وهذا لاينعكس فقط على محاربة ‏الارهاب ، ولكن هذة السياسة التي اتصفت بسياسة << الكيل بمكيالين >> شملت ليس فقط ‏على الصعيد الخارجي ، بل أيضا على الصعيد الداخلي لروسيا . وأستخدمت هذه القوى ‏سياسة << الكيل بمكيالين >> في كافة الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ‏روسيا ، وان الهدف الرئيسي لهذة القوى السيلسية في الغرب [ المقصود امريكا بالدرجة ‏الاولى ] تسعى وبشكل واعي وهادف ومنظم من اجل إضعاف دور ومكانة روسيا في ‏علاقاتها مع رابطة الدول المستقلة [جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ] وكذلك على ‏الصعيد الدولي ، وأن الاحداث التي وقعت في جورجيا عام 2003 ، وفي اوكرايينا في ك1 ‏عام 2004 ، وقرقيزيا في ابريل عام 2005 [ احداث عكست اسلوب تصدير ‏‏<<الديمقراطية >> الأمريكية للخارج وسميت ب << ثورة الالوان >> ]تؤكد وتثبت ‏سياسة الغرب الامبريالي اتجاة رابطة الدول المستقلة في التدخل المباشر في شؤونها ‏الداخلية ..؟! .‏
‏ في ابريل عام 2005 ، وفي مدينة براتسلافيا ، وفي مقر المعهد الجمهوري الدولي ‏في امريكا ، تم عقد اجتماع ، ناقش المجتمعون فيه أهمية قيام << بارختنيا ريفليوتسيا ‏‏>> اي<< ثورة الالوان>> في رابطة الدول المستقلة ، وفي عام 2005 تم تقديم 5 ‏مليون دولار << للمعارضة >> البلوروسية من أجل الاطاحة بالنظام الوطني في جمهورية ‏بيلوروسيا وضرورة الاستفادة من تجربة << ثورة البرتقال>> في اوكرايينا وتطبيقها ‏على بليروسيا ؟! . ‏
‏ كما اكد باتروشف على ان وزارة الامن الروسية [أف . س . بي] قد وضعت حدا او ‏اخمدت بعض النشاطات التي قامت بها بعض المنظمات << غير الحكومية >> في روسيا ‏ومنها على سبيل المثال : <<فيلق السلام ، من امريكا ، و <<ميرلين >> من بريطانيا ، ‏و<< مجتمع الاصلاح الاجتماعي >> من الكويت وغيرها من المنظمات << غير الحكومية ‏‏> التي تدعمها بعض الدول ومنها بلدان عربية ...؟! [وكما يوجد في روسيا 600 فوند ( ‏صندوق ) ومنظمة غير حكومية تمارس انشطة مختلفة وتحضى بدعم مادي من قبل دول ‏اجنبية وخاصة من قبل << الديمقراطيات الكبرى>> بهدف ارباك واضعاف الوضع الداخلي ‏في روسيا ، كما يوجد في اوكرايينا 1000 منظمة وفوند ؟؟؟ وما حدث في جمهورية ‏قرقيزيا وجمهورية اوزبكستان ... خير دليل على نشاط هذه المنظمات والفوندات << غير ‏الحكومية >> المدعومة من قبل الامبريالية الامريكية وحلفائها ] . ‏
‏ يشير الجنرال نيكولاي باتروشوف الى ان البلدان الرأسمالية ليس لديها رغبة في ان ‏تكون وتصبح روسيا دولة منافسة سياسيا واقتصاديا لهما ، وخلال العشر سنوات الاخيرى ‏، فأن عدد التجاوزات والعراقيل التي وضعت من قبل البلدان الرأسمالية امام روسيا فيما ‏يخص تصدير السلع للخارج قد زادت الى 10 مرات ، ففي امريكا وكندا ودول الاتحاد ‏الاوربي قد شرٌعت ما يقارب 60 قانونا معاديا الى روسيا وبسبب هذه الاجراءات تخسر ‏روسيا سنويا مابين 4 الى 5 مليار دولار ، كما لاتوجد أي ضمانات لروسيا عند دخولها ‏الى منظمة التجارة الدولية ، وتحت غطاء غطاء البرنامج الاجتماعي في الجمهوريات ‏المحلية والاقاليم والمحافظات ... الروسية يتم الدعاية والترويج لصالح الدول الاجنبية ‏وكذلك يتم جمع المعلومات التي تحمل طابعا سريا ، وان الخطر الاقتصادي الذي يواجه ‏روسيا ينبع من قبل المنظمات الاجرامية التي هيمنت على النشاط الخارجي وبسبب ذلك ‏فان الحكومة الروسية تخسر سنويا المليارات من الدولارات ، وان الطبيعة الاجرامية ‏للنشاط الاقتصادي للمنظمات الاجرامية مرتبط بالدرجة الاولى في ميدان تصدير المواد ‏الخام الاولية [ نفط، ، غاز ،ماس ، فحم ، حديد ، اخشاب ......] واخذت هذه الظاهرة ‏تحمل طابعا دوليا في ظل عولمة الاقتصاد العالمي .‏
‏ كما اكد وزير الامن القومي الروسي ، ان الوزارة دائما قد وضعت حدا اوقطعت ‏الطريق امام المحاولات الهادفة للحصول على معلومات حول القدرة النووية لروسيا [ ‏المقصود اجهزة المخابرات الاجنبية وخاصة" السي .آي . أي. ] وكذلك محاولة جمع آخر ‏المعلومات حول ما انتجة الاتحاد السوفيتي من اسلحة كيمياوية وبيالوجية .....وان جهاز ‏الامن الروسي ملزم اليوم من اجل تعزيز دوره ونشاطه ضد خطط الغرب الهادفة الى ازاحة ‏او ابعاد روسيا من السوق العالمية وخاصة سوق الطاقة الذرية والتكنولوجيا التي تحمل ‏طابع الاستخدامين في آن واحد ، كما تستند خطط الغرب على اضعاف دور ومكانة روسيا ‏في هذا الميدان وتحت غطاء من اجل النضال ضد انتشار اسلحة الدمار الشامل ، كما يوجد ‏وسط المهاجرين غير الشرعيين في روسيا اعضاء في المنظمات الارهابيه الدولية [ ‏المقصود العرب الافغان ...]. وفي عام 2004 ، على سبيل المثال ، ان قوات امن الحدود ‏الروسية قد القت القبض على اكثر من 5000 شخص خرقوا الحدود الروسية ،كما تم ‏اتخاذ اجراءات قانونية تساعد وزارة الامن الروسية على تأدية مهامها . وتشير غالينا ‏بلاتوفا الى ان << باتروشوف لم يعط اي تقييم لدور القيادة السياسية الحاكمة في روسيا ، ‏وكأن هذه القيادة لم تعرف أي شيء عن هذه المخاطر وخاصة فيما يتعلق بإضعاف دور ‏ومكانة روسيا في الميادين الاقتصادية والسياسية والعسكرية وعلى الصعيدين الداخلي ‏والخارجي >> (21).‏
‏ 2ــ موقف الخارجية الروسية
‏ أشار سرغي لافروف ، وزير خارجية روسيا امام مجلس الدوما( البرلمان ) الى ان من ‏اهم النشاطات الخارجية لروسيا هي اقامة اللقاءات بين روسيا ورابطة الدول المستقلة ، ‏ودول الاتحاد الاوربي ...وكما اشار لافروف بأن الخطاب السنوي للرئيس فلاديمير بوتين ‏‏ قد اكد على اهمية حفظ الحدود وهذا ما تم انجازه وعمله مع جمهورية الصين الشعبية ‏واصبحت مشكلة الحدود بين البلدين مغلقة والى الابد ، وكما اكد وزير الخارجية الروسية ‏لابد من حل المشاكل الداخلية في روسيا لان ذلك سوف يساعد على خلق العامل السياسي ‏المستقل ، وكذلك يساعد على تحديد دور ومكانة روسيا على الصعيد الدولي ، واكد على ‏ضرورة تكامل واندماج الاقتصاد الروسي مع الاقتصاد العالمي ولاجل تحقيق ذلك لابد من ‏دخول روسيا الى منظمات التجارة العالمية ؟!.وضرورة التقارب مع دول الاتحاد الاوربي ‏والعمل مع الناتو ورابطة الدول المستقلة والدول السبعة[الدول الرأسمالية المتطورة السبعة ‏التي اصبحت الان ثمانية ] والمساهمة النشيطة لحل ومعالجة الصراع العربي الاسرائيلي ‏، وحل مشكلة كوريا الشمالية وخاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي ، ومعالجة الوضع في ‏العراق وافغانستان ، وكما اكد وزير خارجية روسيا على ضرورة ايجاد لغة مشتركة مع ‏النظام الحاكم في كييف ، اما فيما يخص جمهورية جورجيا فهناك صعوبات ، ويعود ذلك ‏الى دور العامل الخارجي بالدرجة الاولى [ المقصود دور امريكا في جورجيا . ..(22)]‏
‏ نعتقد، ان تقييمات وزير خارجية روسيا للوضع الداخلي والخارجي هي في تناقض مع ‏تقييم وزير الامن الروسي شكلاً ومضمونا !! لماذا؟ ، وكما ان وزير خارجية روسيا لم ‏يعط جوابا واضحا ومحددا للاسئلة التي وجهت له من قبل اعضاء البرلمان الروسي ‏ومنها على سبيل المثال : لم يعط جوابا كيف سيتم وضع الرقابة الامريكيةــ الدولية على ‏السلاح النووي الروسي ؟ وكيف يتم تطوير العلاقات بين روسيا وجمهوريات البلطيق ؟ ‏وكيف يتم حل مشكلة مقاطعة كالينينغراد ؟ وما هو دور ومكانة روسيا من عملية اعادة ‏تقسيم العالم من جديد ؟ وإعادة تنظيم دور ونشاط منظمة الامم المتحدة ؟ وكيف يمكن ‏معالجة مشكلة الجزر الكاريلية مع اليابان ؟ ومشكلة الحدود مع جمهوريات البلطيق وفلندا ‏‏...؟ وكيف يتم الحفاظ على حقوق اطفال روسيا الذين يباعون في الخارج وحمايتهم من ‏القهر والاستغلال والقتل ؟
‏ 3ــ مداخلة ـــ أ . كفيتسينسكي
‏ في 12/5/2005 ألقى كفيتسينسكي ، عضو كتلة النواب الشيوعيين في البرلمان ‏الروسي ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما ، وهو دبلوماسي محترف ‏اذ قال :ــ لقد حان الوقت للتوصل الى استنتاج ألا وهو ( تشكل العوامل الداخلية ‏والخارجية خطرا قاتلا ومميتا لروسيا ومنها الاعتماد على عفوية السوق الحرة ، ويتطلب ‏ابعاد هذا الخطر من خلال تدخل الدولة المباشر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية من اجل ‏الخروج من هذه الازمة ، وبدون تحقيق ذلك سوف تدخل روسيا في خسارة جديدة وان ‏المعالجة الرئيسية للخروج من الازمة والطريق المسدود الذي تعيشة روسيا اليوم وضمان ‏الامن والاستقرار هو لابد من التغيير الجذري لنهج الحكومة الروسية الحالي) . ولكن كيف ‏يتم تحقيق ذلك ؟ !. ‏
‏ وكما خاطب وزير خارجية روسيا ،( الى ان كتلة النواب الشيوعيين في البرلمان لا ‏تتفق معكم حول تقييمكم للوضع الداخلي والخارجي وخاصة فيما يتعلق بنشاط روسيا مع ‏الدول السبع والعلاقة النشيطة مع حلف الناتو ودول الاتحاد الاوربي ومكافحة الارهاب ‏‏)...!. ‏
‏ وكما يشير كفيتسينسكي الى ان وضع روسيا بعد الانقلاب الحكومي الذي وقع في عام ‏‏1991 يشبة وضع المانيا بعد معاهدة فرسال ، وخلال 15 سنة الاخيرة تراجعت روسيا ‏في كافة المجالات ، وان الناتو قد توسع نحو الشرق من خلال انضمام دول اوربا الشرقية ‏حلفاء الاتحاد السوفيتي ، وكما دخلت جمهوريات البلطيق في حلف الناتو ، وان الناتو ‏يزحف نحو الشرق ولم يتوقف ، فمثلا تستعد جمهورية اوكرايينا للدخول في حلف الناتو ، ‏وكما تسعى جمهورية جورجيا للدخول ايضا في هذا الحلف وكما يحاك ضد جمهورية ‏بلوروسيا انقلاب حكومي من اجل اسقاط النظام الوطني في مينيسك وما يحدث في ‏جمهوريات اسيا الوسطى اليوم الا دليل آخر يؤكد على التدخل المباشر لامريكا والناتو في ‏الشؤون الداخلية لهذه الدول ؟!.‏
‏ ان اجراءات النظام الحاكم في روسيا أزاء هذه التطورات الخطيرة غير موجودة وهو ‏يحاول ان يتغاضى او يريد ان يؤكد على انه لا يشاهد اي شيء مما يدور من حوله وليس ‏هناك اي خطر على روسيا ، فمشكلة مقاطعة كالينينغراد ، ومشاكل المواطنين الروس في ‏جمهوريات البلطيق ، وموقف هذه الجمهوريات من المطالبة باعادة النظر بنتائج الانتصار ‏على الفاشية واعتبار الاتحاد السوفيتي دولة محتلة لهم [ تطالب جمهورية ليتوانيا ‏بالتعويض عن احتلال الاتحاد السوفيتي لها بمبلغ 60 الى 100 مليار دولار؟ ] واليابان ‏تطالب بارجاع الجزر الكورلية ، وفلندا لها مطاليبها الخاصة فيما يخص الحدود وغير ذلك ‏، وجورجيا الصغيرة ومولدافيا تتكلم مع روسيا بلغة الانذار ...؟!.‏
‏ وكما ينظر قادة النظام الحاكم في روسيا على ان زحف وتوسع الناتو والاتحاد السوفيتي ‏‏ نحو الشرق ما هو الا امرا طبيعا ولا يشكل اي خطرعلى روسيا ، وكما يميز قادة النظام ‏في روسيا ان الناتو ليس الاتحاد الاوربي ، وان الاخير ليس الناتو ؟! يجب ان لا نخدع ‏انفسنا بذلك فنهج الناتو والاتحاد الاوربي [ وهما وجهان لعملة واحدة...] عمليا متوافق ‏ومتطابق وخاصة في مجال السياسة الخارجية والسياسة العسكرية...؟!. ‏
‏ ان الهدف الرئيسي للاتحاد الاوربي هو الدخول الى السوق الروسية والسيطرة على ‏الموارد الطبيعية لروسيا [ نفط ، غاز ، غابات ،... ] . ان كتلة النواب الشيوعيين في ‏البرلمان ترى ان الوضع في العالم قد تغير بعد غياب الاتحاد السوفيتي واصبحت امريكا ‏تمارس سياسة القوة العسكرية المفتوحة والعلنية وتشعل الحروب غير العادلة من اجل ‏ضمان مصالحها والعمل على فرض رقابتها وهيمنتها وقيادتها للعالم ، وكما تسعى امريكا ‏الى تغيير نظام منظمة الامم المتحدة وتحت حجة ان هذا النظام اصبح << قديما>> و << ‏ضرورة التخلص منه >> وان حلفاء امريكا يؤيدون كل ذلك وغيره ؟ . ‏
‏ ان حلف الناتو لم يعد حلفا دفاعيا وهناك من يعتقد [ المقصود بعض القادة المتنفذين ‏في روسيا ] من ان هذه التغيرات التي تحدث في العالم وحول روسيا لاتشكل اي خطرا ‏على روسيا ، وبعض المتنفذين في روسيا يدَعون بأن ليس لروسيا اي عدو الآن ،وان ‏خطر النزاع والصراع العسكري غير موجود مبررين ومعتمدين على كل ذلك على اساس ‏وجود بروتوكولات ، معاهدات تعاون مع الناتو ودول الاتحاد الاوربي ؟!. ‏
‏ ان ضمان الامن والمصالح الوطنية لروسيا يتطلب حسابا صاحيا وسليما وموضوعيا ‏لإمكانيات البلدان الاخرى وكما يجب اخذ كل الحسابات بما فيها اسوء الاحتمالات ، وان ‏مصيبة روسيا اليوم هي انها فقدت هذه الحسابات وهذه التقديرات ، وان المجمع الصناعي ‏ــ الحربي الروسي يعمل اليوم ليس لصالح حفظ الامن والمصالح الوطنية لروسيا ، ‏وتعيش القوات المسلحة الروسية اليوم ازمة عميقة ، وان النظام الحاكم في روسيا ليس ‏لدية اي مخرج من هذا المأزق وهذه الازمة والذي ظهر منذ عقد معاهدة << بيلوفيشسكيا ‏بوشه >> [ معاهدة عقدت بين روسيا واوكرايينا وبيلوروسيا في مينيسك حيث اعلن تفكيك ‏الاتحاد السوفيتي عام 1991 في ظل صمت مطبق لقيادات الجيش الروسي وجهاز امن ‏الدولة ... والشعب السوفيتي الذي صٌوت لصالح بقاء الاتحاد السوفيتي بنسبة 76% في ‏آذار عام 1991 ] . إن بعض القوى المتنفذة في روسيا لا ترى اي خطر على البلاد ولا ‏ترى احتمال انقراض الدولة الروسية ؟! . ‏
‏ ويرى عضو البرلمان الروسي ، ان المخرج الوحيد امام روسيا هو التغيير الجذري ‏للنهج الحالي وفي كافة الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ـ ولا ‏يوجد مخرجا آخر امام روسيا (23) .‏
‏ نعتقد، انه لأول مرة يحدث تقارب نسبي في تقييم الاوضاع السياسية والاقتصادية ‏والعسكرية وعلى الصعيدين المحلي والخارجي بين الحزب الشيوعي ووزارة الامن ‏الروسية [ أف . س . بي ] وهناك اختلاف مبدئي وجذري بين الحزب الشيوعي ووزير ‏الخارجية الروسي لفروف ؟!.‏
‏ خامساً :ـ إشتداد وتعمق الخلافات
‏ لقد كانت العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والامبريالية الامريكية قائمة على تأجيج ‏الصراع الايديولوجي والاقتصادي ـ الاجتماعي والعسكري خلال فترة مايسمى بالحرب ‏الباردة وتتحمل امريكا المسؤولية الاولى في ذلك بدليل انها وضعت في عام 1945 خطة ‏الهجوم على الاتحاد السوفيتي والخطة تحمل المرسوم رقم ل/432 وتتلخص بإلقاء 196 ‏قنبلة ذرية على الاتحاد السوفيتي ، وفي عام 1948 وضعت امريكا خطة هجوم اخرى ‏للهجوم عرفت بخطة << جورتير >> وفي عام 1949 خطة << دوربوشيت>> وفي عام ‏‏1950 خطة << ترويان >> . ان جوهر هذه الخطط هو القضاء على 85% من سكان ‏الاتحاد السوفيتي و100 مدينة سوفيتية كبيرة. في 27/1/1952 أشار الرئيس ‏الامريكي ترومان << نحن سنمسح من وجه الارض اي ميناء او مدينة سوفيتية ، ومن ‏الضروري ان نقضي على ذلك من أجل تحقيق هدفنا >> (24) .‏
‏ ان فشل هذه الخطط العدوانية والارهابية كان يعود الى ان الاتحاد السوفيتي والسلطة ‏السوفيتية استطاعت من امتلاك السلاح الذري والنووي ... كقوة رادعة من اجل الحفاظ ‏على البلاد وصيانة مكتسباتها وهذا تم في ظل قيادة كفوءة وامينة ومخلصة لشعبها ‏وفكرها .‏
‏ في كانون الثاني من عام 1992 أشار رئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكية وليم ‏كيسي الى ان << تفكيك الاتحاد السوفيتي شكل المهمة الاولى والرئيسية نفذتها الخارجية ‏الامريكية ووكالة المخابرات المركزية الامريكية ، والمهمة الاولى والرئيسية اليوم لدى ‏امريكا هو العمل على تفكيك روسيا ومن اجل تنفيذ ذلك سوف نجد لنا انصارا في ‏جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق يؤيدوننا في تحقيق هذه المهمة ، وبعد ذلك فان ‏روسيا سوف تزول وتفقد استقلالها ككيان و سوف تقع في المصيدة ( الفخ ) وسوف ‏نملىء شروطنا الاقتصادية على روسيا (25) . ‏
‏ ويؤكد الجنرال نيكولاي سرغييفيج باتروشف وزير الامن الروسي على ان 80% من ‏التخصيصات المالية لجهاز وكالة المخابرات المركزية الامريكية موجه للنشاط التخريبي في ‏الخارج وحسب معلوماتنا فهو يبلغ 30 مليار دولار وهذا النشاط موجه ضد بلدنا ، وان ‏‏24 مليار دولار يمكن ان يضمن عمل اكثر من مليار من انصار امريكا ، ومن هذا الحساب ‏نجد ان كل نصير يحصل على 20 ألف دولار ، وقد استطاعت امريكا خلال ال20 سنة ‏الاخيرة من تشكيل جيش من الانصار المؤيدين لهل في سياستها وقد كلفها العمل التخريبي ‏‏480 مليلر دولار (26) .‏
‏ ان هذا النشاط كان موجه من اجل تفكيك دولة الاتحاد السوفيتي ، ومما يؤسف له ان ‏هذا النشاط قد توج ب<< النجاح >> وهنا يطرح السؤال المشروع التالي : هل كان جهاز ‏الكي جي بي عاجزا عن احباط النشاط الهدام<< لعملاء النفوذ >> في الاتحاد السوفيتي ؟ ‏نعتقد ، لا ، كان جهاز امن الدولة يعرف عن مخططات امريكا العدوانية ضد بلاده وكان ‏يُوصل جميع المعلومات الموثقة الى الحزب الحاكم ــ المكتب السياسي ، الا ان الاخير لم ‏يأخذ بآراء هذا الجهاز بجدية ويقول (( انتم تبالغون في ذلك ...)) ولكن بعد مجيء ‏غورباجوف ـ ياكوفلوف ـ شيفرنادزه تم اضعاف جهاز امن الدولة وبشكل كبير بحجة (( ‏اصلاح)) الجهاز ، ولذا نجحت امريكا وجهازها السري في تحقيق هدفهم وهو تقويض ‏الاتحاد السوفيتي من الداخل وبدون طلقة واحدة ؟!. ان دولةعظمى يتم تفكيكهها ومن ‏الداخل ومن قبل الخونة في(( قيادة)) الحزب الحاكم ، قد شكل ظاهرة غريبة حقاً في العالم ‏وفي التاريخ السياسي الحديث ؟!. ‏
‏ نعتقد ، ان الواجب الرئيسي لجهاز امن الدولة [ ك. ج. ب. ] هو العمل على حماية ‏وضمان النظام الاشتراكي والسلطة السوفيتيتة من الاعداء سواء كانوا من الداخل او من ‏الخارج ، هذة هي المهمة الرئيسية لة .. ولكن ...؟!.‏
‏ نوايا سيئة وسياسة(( الكيل بمكيالين)) ؟! ‏
‏ تسعى امريكا وباستمرار على ضمان مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية ...، ‏على الصعيد الدولي وعلى صعيد كل دولة ، وتعزز هذا النهج العدواني الخطير بعد غياب ‏التحاد السوفيتي في عام 1991 ، فأمريكا لديها مصالح وليس لديها (( حلفاء )) او (( ‏اصدقاء )) فعندما تنتهي مصالحها تتخلى عن (( حلفائها )) مباشرة والادلة كثيرة تؤكد ‏صحة ذلك . وكما نعتقد ، ان توتر العلاقات الروسية ـ الامريكية تارة وانفراجها تارةً ‏أخرى يعكس عمق الازمة وغياب الثقة بين القيادتين في البلدين . ‏
‏ ان ((هدف امريكا والغرب هو تقليص عدد سكان روسيا الى 15 مليون نسمة )) (27) ‏‏. وهناك تقدير وخطة اخرى تؤكد ان( الغرب الامبريالي يهدف الى تقليص عدد سكان ‏روسيا حتى عام 2020 مابين 40 الى 50 مليون نسمة )) (28) . وان خطة برباروس ‏الفاشية [ خطة وضعها هتلر من اجل القضاء على الاتحاد السوفيتي ] عمليا ينم تنفيذها ‏من قبل وكالة المخابرات المركزية الامريكية وبمساعدة(( الطابور الخامس )) في روسيا )) ‏‏(29) .وكما يشير بوش الابن الى ان (( امريكا لن تتأسف على سقوط الاتحاد السوفيتي ‏لأن ذلك قد انهى(( الحرب الباردة)) ، وان سقوط الاتحاد السوفيتي يعد لحظةً هامة في ‏التأريخ العالمي والذي ادى الى دفع عملية الحرية والديمقراطية )) (30). وبالمقابل يشير ‏الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ان(( انهيار الاتحاد السوفيتي يعتبر كارثة سياسية ‏كبرى في القرن العشرين )) (31). ‏
‏ وكما توجد مشاكل جدية بين روسيا وامريكا ، فمن وجهة نظر امريكا فان القيادة ‏الروسية قد غيٌرت نظام الانتخابات بالنسبة للمحافظين ورؤساء الجمهوريات المحلية ، ‏فاليوم يتم تعيينهم من قبل الرئيس مباشرة ، وغياب حرية الاعلام والموقف من ‏الاولغارشية الروسية ، وقضية شركة النفط يوكوس والتي تحمل طابعاً سياسياً واقتصادياً ، ‏وتفشي الرشوة والجريمة في المجتمع ، وتغلغل رجال اجهزة الامن الروسي في اجهزة ‏الدولة الروسية ، وضعف نظام المحاكم الروسية ، وزيادة دور وفاعلية الدولة على ‏الموارد ...، اما على الصعيد الخارجي فهناك خلافاً بين روسيا وامريكا حول الموقف من ‏الحرب في العراق وكذلك التعاون مع ايران ، وتصدير السلاح الروسي للبلدان النامية ‏والموقف من دخول روسيا الى منظمة التجارة الدولية وغيرها من المشاكل ذات الطابع ‏الاقتصادي والعسكري .‏
‏ أن سياسة روسيا ومنذ عام 1992 ولغاية اليوم قد (( وضعها في حالة تبعية كاملة ‏لأمريكا والغرب ))32 . وان ماحدث ويحدث في آسيا الوسطى وبقية جمهوريات الاتحاد ‏السوفيتي السابق ما هي الا مؤشرات حمراء بالضد من روسيا فهي على(( الطابور كما ‏يقال ، وان(( الفترة الزمنية لإنهيار وتفكك روسيا لم يعد سراً ، ففد تم تحديده من قبل ‏جهاز وكالة المخابرات المركزية الامريكية في تقريرها [الذي نشر قسما منه في الصحافة ‏الروسية ] والذي حدد فترة الانهيار ما بين 2012 – 2014 )) ؟!(33). وكما يشير كبار ‏المسؤولين في جهاز ادارة الرئيس الروسي حول (( امكانية تفكيك روسيا ما بين 6 الى 8 ‏دويلات حتى عام 2015 ؟! (34) . وان مايحدث في القوقاز اليوم ما هو الا البداية ‏الحقيقية لتفكيك روسيا الى دويلات وكما تساهم في دعم واسناد الحركة الانفصالية في ‏الشيشان اكثر من 50 دولة اجنبية ، وان معظم قادة الحركة الانفصالية الشيشانية هم في ‏حماية واشنطن ولندن ...؟!. ‏
‏ ان السياسة التي تتبعها امريكا اليوم سواء مع ((حلفائها )) أو(( اصدقاؤها )) وكذلك ‏مع خصومها تقوم على مبدأ (( الكيل بمكيالين ))فمثلا تطالب كلا من امريكا وفرنسا ‏وبريطانيا وكوفي عنان من الرئيس الاوزبيكي كريموف بالسماح بالتحقيق لما حدث في ‏مدينة اانديجيني والذي بلغ عدد الضحايا المعلنة رسميا 169 قتيل يطرح السؤال : لماذا لم ‏يقدم كوفي عنان وفرنسا ... بالتحقيق في الجرائم البشعة والضحايا الرهيبة للعراقيين ‏والتي تجاوزت ال100 الف قتيل ، ناهيك عن الخراب الاقتصادي – الاجتماعي ، كل ذلك ‏حدث بسبب الغزو والاحتلال الانجلو – امريكي ؟ ولا يزال نزيف الدم مستمرا !!ولماذا لم ‏يقدم كوفي عنان وامريكا وبريطانيا وفرنسا بالتحقيق بالانفلات الحكومي الذي وقع في ‏موسكو في ايلول – اكتوبر عام 1993 والذي ذهب ضحيتة مابين 1500-2000 قتيل ؟ ‏ولماذا لم يطالب هؤلاء بالجرائم التي ارتكبتها امريكا والناتو ضد الشعب اليوغسلافي والتي ‏بلغ عدد الضحايا 2000 قتيل و6000 جريح ؟ . ‏
‏ من جهز واعد واسس(( حركة طالبان )) و (( الافغان العرب ))؟ ومن يؤي(( ‏الاسلاميين المتطرفين)) ومن أسس هذه التنظيمات ؟ وكما هو معروف ومنذ الثلاثينات من ‏القرن الماضي قامت الامبراطورية البريطانية بتأسيس حزب اخوان المسلمين ومنذ ‏الستينات صارت امريكا تقدم الدعم المادي لهذا الحزب وغيرة من المنظمات الاسلامية ‏المتطرفة ومن دعم حزب اخوان المسلمين في سوريا بهدف تقويض النظام السوري ؟ ‏ومن يساند ويدعم الحركات الاسلامية في مصر اليوم من اجل احراج الرئيس المصري ‏دائما ، وكما هو معروف ان معظم قادة الحركات الاسلامية المتطرفة متواجدين في الغرب ‏الامبريالي وخاصة في واشنطن ولندن ...؟! من يدعم ويسند الحركة الانفصالية في ‏جمهورية الشيشان بهدف ارباك الوضع الامني بهدف ارباك الوضع السياسي والامني في ‏روسيا والعمل على تفكيكها الى دويلات . ‏
‏ تسعى الامبريالية الامريكية الى تصدير (( الديمقراطية)) للعالم عبر اسلوبين وهما ‏الاسلوب العسكري وهذا ما حدث مع الشعب اليوغسلافي والافغاني والعراقي ...،وهو ‏اسلوب مكلف لامريكا من الناحية المادية والبشرية، وفية يتم تخريب البنية التحتية ‏لااقتصاد البلدان ، فمثلا انفقت امريكا منذ عام 2001 وحتى ابريل عام 2005 على ‏افغانستان والعراق فقط 300 مليار دولار(35) . والاسلوب الثاني هو (( تصدير ‏الديمقراطية )) الى الخارج او ما يسمى ب((ثورة الالوان )) حيث انه يحمل طابعا سياسيا ‏وعسكريا واقتصاديا وايدولوجيا وهدفه الرئيسي هو السيطرة على العالم بالتدريج وتحت ‏غطاء(( توسيع الديمقراطية )) بالاضافة الى توسيع حلف الناتو وممارسة انشطة غير ‏شرعية كالمتاجرة وتهريب المخدرات التي تدر ارباحا لبعض المؤسسات الامريكية ، وما ‏يحدث في افغانستان خير دليل على ذلك . ‏
‏ ان اسلوب (( تصدير الديمقراطية ))يهدف ايضا الى اسقاط الانظمة الوطنية وكذلك ‏الانظمة (( الحليفة- الصديقة )) لأمريكا في آن واحد ، ويتباهى بوش الابن بنجاحات ‏امريكا في جورجيا واوكرايينا ... فهذا الاسلوب غير مكلف لها بالمقارنة مع اسلوب ‏الحرب ، حيث انفقت امريكامن عام 2001 حتى عام ابريل 2005، 4,6 ملياردولار. ‏ويؤكد بوش الأبن (( عندما تظهر مشاكل في اي منطقة في العالم فأن امريكا مستعدة ‏للتدخل المباشر)) (36). وتم تأسيس(( فوند الديمقراطية)) خصص له 120 مليون دولار ‏حيث سوف ينسق نشاطاته مع الاجهزة الادارية في الدول الاجنبية وكذلك مع العاملين في ‏السفارات الامريكية في الدول الاجنبية (37).‏
‏ سادساً :ــ بعض الاستنتاجات ‏
‏ من خلال المتابعة لتطور الاحداث السياسية والاقتصادية – الاجتماعية في روسيا منذ ‏عام 1992 ولغاية اليوم وعلاقة الغرب الامبريالي وخاصة امريكا مع روسيا يمكن التوصل ‏الى بعض الاستنتاجات الآتية : ــ
‏ أولاً :ــ تسعى امريكا وحلفائها الى دعم ((المعارضة)) الروسية الموالية لها من اجل ‏تحقيق اهداف معينة ومحددة وكذلك العمل على خلق مشاكل اقتصادية- اجتماعية وسياسية ‏لروسيا وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي . ‏
‏ ثانياً:ــ في حالة استمرار النظام الحاكم في روسيا على تطبيق النهج الليبرالي ‏الاقتصادي المتطرف والذي ادى الى اضعاف وتخريب الاقتصاد الروسي وتحويلة الى ‏اقتصاد ضعيف قائم بالدرجة الاولى على تصدير مواد الخام الاولية ، ولذا فأن الاقتصاد ‏الروسي يتميز بتنامي معدلات الفقر والتضخم النقدي والبطالة ، وتفشي الرشوة والجريمة ‏والمخدرات والدعارة في المجتمع ، وهروب رأس المال الروسي الى الخارج والغاء ‏الامتيازات المادية للغالبية العظمى للمواطنين الروس وقلة الاجور والمرتبات وعدم انتظام ‏دفعها للعاملين في الاقتصاد الوطني ، مما قد يؤدي الى الانفجار الاجتماعي ويمكن ان ‏يحدث ذلك بشكل مخطط او عفوي ، وان حدث بشكل عفوي فسوف يترك آثاراً سلبية ليس ‏فقط على روسيا بل وانما على رابطة الدول المستقلة والعالم اجمع ، لان روسيا تملك كل ‏انواع اسلحة الدمار الشامل ومنها السلاح النووي والذري ... ، اما بخصوص(( ثورة ‏البطاطا )) فاحتمالها قائم لكنه ضعيف وفي حالة ظهور ذلك فان النظام الحاكم في موسكو ‏سوف يستخدم القوة العسكرية لسحق ذلك مباشرة وتحت غطاء(( محاربة الارهاب )) و ‏الحفاظ على (( الديمقراطية وحقوق الانسان ...؟! ‏
‏ ثالثاً :ــ العمل الحثيث والمستمر على اضعاف القدرة العسكرية الروسية وخاصة فيما ‏يتعلق بالمجمع الصناعي – الحربي ومحاولة فرض الرقابة الدولية على الاسلحة النووية ‏الروسية من قبل امريكا وتحت غطاء ضعف الرقابة الروسية(( وخطر الارهابيين )) ‏وغيرها من الحجج . ‏
‏ رابعاً :- منذ عام 1992 أُعلنت الحرب على روسيا وفي كافة الميادين ، فالحرب في ‏الميدان الاقتصادي نفذت ولا زالت تنفذ عبر ما يسمى ببرنامج الخصخصة سيء الصيت ، ‏والحرب في الميدان العسكري لازالت مستمرة عبر ما يسمى بالاصلاح العسكري ، والحرب ‏في الميدان الاجتماعي من خلال العمل على تفشي الرشوة والمخدرات وتعاطي الكحول ‏وانتشار الدعارة ... ويتم كل ذلك وغيرة تحت غطاء (( حقوق الانسان...)) والحرب ‏الاعلامية والنفسية لازالت مستمرة تحت غطاء (( حرية الاعلام)) . ان هذة الاساليب ‏وغيرها –طبعا- ان استمرت سوف تقوض النظام الحاكم في روسيا وبدون اعلان الحرب ‏العسكرية؟!.‏
خامسا:- العمل على وضع العراقيل السياسية والاقتصادية والعسكرية امام روسيا فيما ‏يخص تعاونها مع بعض البلدان النامية وتحت مبررات عديدة ومنها "الحد من انتشار ‏اسلحة الدمار الشامل ومكافحة الارهاب الدولي " وغبر ذلك. ‏
‏ سادساً:ـ نعتقد ، ان المجابهه العسكرية بين روسيا وامريكا مستبعدة ولكنها تبقى عامل ‏ضغط على روسيا ولا يمكن الغاؤة مئة بالمئة ، ولكن المجابةالعسكريةلروسيا مع امريكا ‏غير ضرورية فهي يمكن ان تستعمل العامل الداخلي في روسيا لتحقيق اهدافها لتفكيك ‏روسيا الى دويلات على غرار ما حصل للاتحاد السوفيتي اعوام 1985- 1991 ، ‏وفرض هيمنتها على الموارد الطبيعية في روسيا بشكل مباشر او غير مباشر ، وبهذا ‏الخصوص تشير استطلاعات الرأي العام الى ان 60 % من المواطنين الروس يعتقدون ‏بوجود خطرحقيقي لتفكيك روسيا [ التلفزيون الروسي 27/5/ 2005 ] .‏
‏ سابعاً :ـ لقد اثبتت الحياة وبالملموس فشل التحول من الاشتراكية الى الرأسمالية وهذا ‏ما حصل في الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية سابقاً ، لأن هذا التحول كان مخالفاً ‏لمنطق مسيرة تطور المجتمع البشري وهو ظاهرة غير طبيعية ومحكوم علية بالفشل ‏والانهيار الحتمي والدليل على ذلك ان كل هذه الدول تعيش في ازمة عامة وشاملة ، ‏شملت جميع مرافق الحياة السياسية والاقتصادية _ الاجتماعية والثقافية والعلمية ‏والعسكرية وحتى الاخلاقية. ‏
‏ ثامناً :ـ نعتقد ، ان المخرج الوحيد امام روسيا ومن اجل ابعاد خطر التفكك والانهيار ‏هو ضرورة التخلي عن ما يسمى سياسة الاصلاح الاقتصادي اي النهج اللبرالي الاقتصادي ‏‏ المتوحش وضرورة تدخل الدولة المباشر في الحياة الاقتصادية- الاجتماعية والعمل على ‏اعادة النظر وبشكل جذري فيما يتعلق بمؤسسات الدولة الأنتاجية والخدمية التي تمت ‏خصخصتها وبشكل غير شرعي والعمل على اعادة دورقطاع الدولة في الميادين ‏الاقتصادية – الاجتماعية الاستراتيجية [ الصناعات الثقيلة ، والمجمع الصناعي – الحربي ‏، والمجمع الصناعي – الزراعي وقطاع النفط والغاز والغابات وكذلك قطاع الكهرباء ‏والسكك الحديدية ، وقطاع التعليم والصحة وغير ذلك . ‏
‏ ان التخلي عن تطبيق وصفة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هو المخرج الوحيد ‏والرئيسي امام روسيا من اجل انقاذها من خطر التفكك والانهيار ، ومن احدى اخطر ‏النتائج من تطبيق هذه الوصفة سيئة الصيت شكلا ومضمونا ، اذ بلغت نسبة استهلاك ‏رأس المال الثابت اكثر من 70% كما حصل في روسيا في 25/5 /2005 الحريق الذي ‏شب في احدى المحطات الكهربائية في ضواحي موسكو التي لها حصة الاسد في تغذية ‏المؤسسات الحكومية الانتاجية والبيوت السكنية للعاصمة موسكو التي فقدت كامل نشاطها ‏الانتاجي والخدمي لمدة يوم تقريبا وتضرر بسبب ذلك 5 مليون شخص وتقدر الخسائر ‏المادية بمليار دولار (38) . واما سقوط الطائرات العسكرية والمدنية والحرائق ... فقد ‏اصبحت ظاهرة خطيرة على المجتمع الروسي . ‏
‏ ان دخول روسيا منظمة التجارة العالمية سوف يخلق لها مشكلة البطالة الجماعية ‏وحسب التقديرات فان عدد العاطلين عن العمل في روسيا سيصل الى45 مليون شخص ‏‏[ التلفزيون الروسي 29/5/2005 ] وفي حالة تحقيق ذلك فالانفجار الاجتماعي سيكون ‏حتمي والنتائج وخيمة ؟!. ‏
‏ وأخيرا يطرح السؤال التالي : هل ستحدث المجابهة العسكرية بين روسيا وامريكا ما ‏بين عام 2012 وعام 2015 ؟ كما اشارت الى ذالك بعض الدراسات ؟ وهل سيجري ‏تفكيك روسيا ومن الداخل خلال تلك الفترة المذكورة ؟!. ‏
‏ فالمستقبل القريب هو الكفيل باعطاء الجواب ، والمستقبل القريب سيكشف لنا كثيرا من ‏الحقائق والمفاجأت .‏
المصادر:‏
‏ 1ـ جريدة الغد رقم 19 آيار السنة 2005 باللغة الروسية ، الجريدة المستقلة ، ‏‏13/5/2005 -17/5/2005 ، جريدة روسيا السوفيتية ، 14/5/2005 باللغة الروسية ‏، جريدة البرافدا ، 20-23/5/2005 باللغة الروسية ، جريدة برافدا روسيا ، رقم 20 ، ‏في 19-22/5/2005 باللغة الروسية . ‏
‏ 2- التلفزيون الروسي ، 7/5/2005.‏
‏ 3- جريدة الغد ، رقم 19 ، ايار ، السنة 2005 .‏
‏ 4- نفس المصدر السابق .‏
‏ 5- جريدة البرافدا 29/1/2004 .‏
‏ 6-جريدة روسيا السوفيتية ، 31/1/2004، 19/5/2005 .‏
‏ 7--جريدة روسيا السوفيتية 10/1/2004، 31/1/2004 ، جريدة الغد رقم 15، ‏ابريل ، سنة 2005 ،الجريدة الاقتصادية ، عدد 15، ابريل سنة 2005 باللغة الروسية ، ‏الجريدة المستقلة 13/5/2005. ‏
‏ 8- جريدة روسيا السوفيتية 19/5/2005‏








‏9 -- جريدة روسيا السوفيتية 12/5/2005‏
‏ 10- -- جريدة روسيا السوفيتية 7/5/2005 ‏
‏ 11- جريدة روسيا السوفيتية10/1/2004 ‏
‏ 12-الجريدة الاقتصادية رقم 14 ، ابريل ، السنة 2005 ، جريدة روسيا السوفيتية ‏‏12/4/2005 والجريدة المستقلة ، 13/5/2005.‏
‏ 13-التلفزيون الروسي 11/5/2005 ‏
‏ 14- جريدة الغد ، رقم 15 ، ابريل ، السنة 2005 ‏
‏ 15- جريدة روسيا السوفيتية ، 12/5/2005 ‏
‏ 16- جريدة البرافدا ، 28/4/2005 ، جريدة روسيا السوفيتية ، 28/4/2005 ، ‏‏7/5/2005 ، والجريدة المستقلة ، 13/5/2005 ‏
‏ 17 -، جريدة روسيا السوفيتية ، 28/4/ 2005 التلفزيون الروسي 15/5/ 2005‏
‏ 18-جريدة الغد رقم 15 ابريل السنة 2005 ‏
‏ 19- -، جريدة روسيا السوفيتية 12/5/2005 ‏
‏ 20- -، جريدة روسيا السوفيتية 14/5/2005 ‏
‏ 21- -، جريدة روسيا السوفيتية 14/5/2005 وجريدة البرافدا 17-18/5/2005 ‏
‏ 22- جريدة روسيا السوفيتية 14/5/2005 ‏
‏ 23- نفس المصدر السابق .‏
‏ 24-جريدة البرافدا 20-23/5/2005 ‏
‏ 25- جريدة روسيا السوفيتية 19/5/2005 ‏
‏ 26-انظر المصدر السابق ‏
‏ 27-الجريدة الاقتصادية رقم 18 ، ايار ، السنة 2005. ‏
‏ 28-جريدة البرافدا ، 20-23/5/2005 ‏
‏ 29- جريدة برافدا روسيا ، رقم 15، 14-15/4/2005. ‏
‏ 30-جريدة البرافدا ، 29/4-4/5/2005 ‏
‏ 31-جريدة روسيا السوفيتية 12/5/2005 ‏
‏ 32- جريدة روسيا السوفيتية 12/5/2005 ‏
‏ 33-نفس المصدر السابق
‏ 34- جريدة باتريوت رقم 16، ابريل ، السنة 2005 ، باللغة الروسية ‏
‏ 35- الجريدة المستقلة ، 20/5/2005 باللغة الروسية ‏
‏ 36- نفس المصدرالسابق ‏
‏ 37- نفس المصدر السابق‏
‏ 38- روسيا السوفيتية، 28/5/2005 ، باللغة الروسية. ‏


‏ موسكو ‏
‏ أيار ‏‏/2005‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار