الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيب فينا

يسرا محمد سلامة

2015 / 1 / 7
مقابلات و حوارات


برغم حبي الشديد لكرة القدم إلا أنني إلى الآن لم أكتب مقالاً عنها، ولا أدري ما السبب في ذلك، لكن عشقي لها فرض علىّ الكتابة عنها الآن، فما يحدث في مصر من تدهور للحالة الفنية والإدارية للعبة يفرض نفسه وبقوة، على المنظومة الإدارية في مصر كلها.
فالأندية المصرية المختلفة هى الانعكاس الوحيد لحال المنتخبات بكل فئاتها ومراحلها السنية – نعم – الأندية جميعها وليس الأهلي والزمالك فقط، فما يحدث الآن من أزمة مؤمن زكريا وانتقاله للأهلي، وهل توقيعه صحيح أم لا بسبب توقيعه في وقت سابق للزمالك الذي كان معارًا له، يكشف عن التردي الشديد لحال الكرة المصرية ولإدارتها بواسطة مجالس إدارات الأندية.
فماذا لو كان مؤمن قد وقع بالفعل للزمالك قبل توقيعه للأهلي؟ فليأخذ إذن عقابه الذي يستحقه، وإن لم يفعل فلن تقف الدنيا على مؤمن، وإذا كان مؤمن بهذه القدرات الخيالية التي تجعل الصراع عليه من قِبل أكبر الأندية المصرية يأخذ هذا الطابع الشرس، فلماذا لم يستطع فعل شئ مع المنتخب، ولماذا لم نره في الأندية الأوروبية الكبيرة كحال محمد صلاح؟!!.
نحن من نأله من لا يستحق، نحن من نضيع الوقت والتركيز والمجهود في مهاترات لا فائدة منها ولا طائل، ونستعرض معها قدراتنا الهجومية على بعضنا البعض بأسف وأحقر الألفاظ، ونظل نكيل الشتائم لمجرد أننا كناديين كبيرين من حقنا أن نفعل ذلك وبحرية شديدة، مع أنه من المفترض أننا كناديين كبيرين يجب أن نكون القدوة والمثل في التعامل الأخلاقي مع أى أزمة، وكان يجب على ذلك حفظ حقه قانونيًا فقط في هذه المشكلة دون إثارة أى زوبعة، وعلى من يود الرحيل أن يرحل فالباب مفتوح على مصراعيه، وهذا من شأنه إعطاء فرصة لآخرين لم يثبتوا أنفسهم، أن يُعطوا ما عندهم من أجل النادي الذي ينتمون إليه، فالفريق لا يقف على أحد ولا عند أحد، وهذا الكلام ليس للزمالك فحسب بل لكل الأندية؛ لأن كرة القدم روعتها في جماعيتها، في بذل الفريق المجهود المناسب من أجل تحقيق الفوز، وفكرة الأنا ليست متاحة، فكيف لفرد واحد أن يأتي بفوز إلا لو حظى بالمساعدة المطلوبة.!!.
أزمة مؤمن تُذكرني بأزمة "رضا عبد العال" في أثناء انتقاله أيضًا من الزمالك إلى الأهلي، عواصف وأعاصير – كحال الجو الذي نعيشه – وفي النهاية لم يُقدم رضا شئ يُذكر يرتقي "للخناقة" التي حدثت بسببه والشد والجذب، فماذا قدم رضا للأهلي أو للمنتخب؟!!
وأعود وأقول، المشكلة ليست في الأهلي أو الزمالك، ولا في مؤمن أو رضا أو غيرهما من اللاعبين، المشكلة في المنظومة نفسها، منظومة لا تعترف إلا بالإمكانيات المادية، والتي جعلت الأضواء تُسلط عليهما دون سواهما من الأندية، رغم أن المقاولون العرب مثلا مفرخة اللاعبين الموهوبين، والإسماعيلي حدث ولاحرج، أو وادي دجلة، وإنبي وبتروجيت.
أتمنى من الجميع أن يُركز على المنتخب، تصارعوا كيفما شئتم ومتى شئتم، لكن من أجل المنتخب، من أجل مصر، فلتوحدوا جهودكم من أجلها، فهى تستحق أن تصل لمراكز أعلى ومستويات أرقى، وشعبها يستحق هو الآخر أن يفرح، لأنه وبالدليل القاطع أثبتت كرة القدم أنها المتنفس الوحيد لهذا الشعب، ولتعلموا أن صراعاتكم هذه لن تُفيدنا في شئ، سوى زيادة الفُرقة بين من يعشق الأهلي، أو يُحب الزمالك، ونحن في أمس الحاجة لأن نترابط فبوحدتنا، سيرتفع علم مصر عاليًا خفّاقًا في المحافل الرياضية الدولية، وسنشاهد مصر من جديد في كأس العالم، مصر فقط لا الأهلي ولا الزمالك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت