الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرامة

جواد الديوان

2015 / 1 / 8
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


تضخم مفهوم الكرامة في الوقت الحاضرفتكاثرت الخصومات باشكال شتى في محلات السكن وفي العمل والشارع، وتدخلت العشائر والحمولات لحل بعضها، وربما انشطرت عشائر اثر ذلك. ومارس الخصومة ولاسباب تافهة عامة الناس بعد الساسة!، وتتكرر كلمة كوامة وان يحضر الشخص عمامه، وتطورت جلسات الصلح العشائري (الفصل باللهجة الدارجة) وتتضاعف معها الدية. وربما تصور البعض ان الفصل العشائري وجلسات الصلح ترفع عن كاهل الجهاز القضائي مهمات كثيرة. وتبنى رجال دين الامر بحضورهم تلك الجلسات والمساهمة في المناقشة. وتداخلت وتعززت مفاهيم الخصومة داخل العائلة والمدرسة والجامعة والشارع! واضحت لاسباب تافهة جدا. ويكرر الشباب بتصرفاتهم مفاهيم قديمة ظهرت ابان حروب طاحنة لاسباب بسيطة. وربما لم يسمعوا بنماذج من الادب العربي يحدد مفاهيم مماثلة قبل قرون طويلة، ومنها على سبيل المثال:
أَظمأُ إِن أَبْدَى لي الماءُ مِنَّةً ولو كانَ لي نَهْرُ المجرَّة مَوْرِداً
ولو كان إِدراكُ الهُدى بتذلُّلٍ رأَيتُ الهُدَى أَلاَّ أَمِيلَ إِلى الهُدىَ
ورغم المبالغة والتهويل في تقديم معنى الكرامة الا انها تثير حماسة الشباب. وبذلك تصور بعضهم تانيب استاذ له اهانة، او عتاب كبير في السن له اهانة، ومناقشة معه على توافه الامور اهانة. ولم ينفصل الشباب عن التاريخ بعد التغيرات السياسية التي حصلت ويشتكي منها الاهل والمربون والمعلمون وغيرهم.
والشعور بالكرامة مقياس للقيم والثقة بالنفس واحترامها. ويعزز القابلية على الوصول للاهداف، والرغبة في تجربة الجديد من الامور، وباختصار ان الكرامة هي المقاومة لتحديات الحياة. وضعف الشعور بالكرامة فانه يبرز في الاستجابة السريعة لضغط الاصدقاء، واتخاذ قرارات غير صحيحة، وزيادة في احتمالات الاصابة بالكابة والانتحار.
والانسان ذو الشعور العالي بالكرامة يتصف بالعقلانية والواقعية والمرونة في الحياة، والابداع والقابلية على التعامل مع الغير وعدم الاعتماد عليهم، وكذلك الاعتراف بالاخطاء.
والشعور الكاذب بالكرامة قد يعني التكبر والتعالي على الناس ومثال ذلك ما ورد في الادب عبر التاريخ، ولنتمعن بالتالي:
أَرى الخَلقَ دُوني إِذ أَرَانيَ فَوْقَهُم ذَكاءً وعلماً واعتلاءً وسُؤْدُداً
او
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
وفي حروب العراق في العصر الحديث (الحرب مع ايران وغزو الكويت وغيرها) ضغط الاعلام حول مسالة الكرامة معززا مفهوم واحد تكرر منذ ايام البسوس وداحس والغبراء وغيرها. وينشغل رجال الدين بجانب الاعلام في البحث عن كل الادانات التاريخية للعدو.
وربما السعادة تعني الشعور العالي بالكرامة. وقد وضححها ماسلو http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=374225
. وببساطة في قاعدة مثلث هناك الحاجات الاساسية للانسان (الغذاء والماء والجنس وغيرها) وبعدها بالاتجاه للاعلى في المثلث السكن والامان والصحة ثم الحب والانتماء وبعد ذلك الثقافة والتعليم والكرامة وفي القمة تتربع تحقيق الذات.
ومن يحقق ذاته يتصف بقبول النفس والغير والطبيعة، وتحركه افكاره (النفس) ولديه دوافع واضحة للانجاز وقابليات على حل المشاكل. وتصفها الابيات التالية بشكل واضح:
سلام على نبعة الصامدين تعاصت على معول الكاسر
وليس على غصن ناعم رشيق يميل مع الهاصر
وذكريات الفشل في الوعي واللاوعي يحملها الانسان، ويصاحبها الخوف والشك وتدمير النفس وكذلك تدمير الممتلكات والسلوك الاجرامي، ومنها ما هو مخفف ان يفتخر استاذ جامعي بها!. وهكذا برزت هذه حال سقوط صنم العراق حين لم يعد هناك خوف لقمعها. وربما سيواجه العراق تلك المظاهر عندما يشب اطفالها بهذا العنف.
ومن اسباب الشعور الواطيء بالكرامة الانتقادات المتزايدة والمستمرة من الوالدين واساءة التعامل مع الطفل، واهماله ورفضه ومعاقرة الخمر والادمان على المخدرات والادوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التحليل
رائد الحواري ( 2015 / 1 / 8 - 05:59 )
تناول مثل هذه المواضيع يحرك العقل الذي تثقله المسائل العادية، من هنا نجد شيئا من الرياضة له من خلال هكذا تحليل

اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر