الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمجمة

محمد الحداد

2015 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



هذا هو عنوان ثالث معجزة من معجزات علي بن ابي طالب المذكورة في كتاب ( نوادر المعجزات في مناقب الائمة الهداة) لكاتبه أبي جعفر محمد بن جرير الطبري الامامي، والذي يمكن تحميل الكتاب وهو على صيغة PDF من الرابط التالي:
http://www.narjes-library.com/2014/10/blog-post_62.html
تبدأ الحكاية بالتالي:
حدثنا العباس بن الفضل، عن موسى بن عطية الأنصاري، قال: حدثني حسان بن أحمد الأزرق، عن أبي الأحوص، عن أبيه، عن عمار الساباطي، قال: قدم أمير المؤمنين ( يقصد علي بن أبي طالب ) المدائن، فنزل بإيوان كسرى، وكان معه دلف ابن مجير منجًم كسرى، فلما صلى الزوال قام وقال لدلف: قم معي، وكان معه جماعة من الساباط ( يقول في التذييل أنها مدينة قرب المدائن، بناها بلاش بن فيروز بن يزدجرد، وتسمى بساباط كسرى )، فما زال يطوف في مساكن كسرى، ويقول لدلف: كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا، فيقول دلف: هو والله كذلك.
فما زال على ذلك حتى طاف المواضع بجميع ما كان معه، ودلف يقول: يا سيدي فأنك وضعت الأشياء في هذه الأمكنة.
ثم نظر علي إلى جمجمة نخرة، فقال لبعض أصحابه، خذ هذه الجمجمة، وكانت مطروحة، وجاء علي إلى الإيوان وجلس فيه، ودعا بطشت، وصب فيه الماء، فقال له: دع هذه الجمجمة في الطشت، فأتى ثم قال: أقسمت عليك يا جمجمة أخبريني من أنا، ومن أنت.
فنطقت الجمجمة بلسان فصيح فقالت:
أمًا أنت فأمير المؤمنين، وسيًد الوصيين، وإمام المتقين في الظاهر والباطن، وأعظم من أن توصف، وأما أنا فعبدالله وابن أمة الله كسرى أنوشيروان.
فانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهاليهم، وأخبروهم بما كان وبما سمعوه من الجمجمة: فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين، وحضروه، فقال بعضهم: قد أفسد هؤلاء قلوبنا بما أخبرونا عنك.
وقال بعضهم فيه مثل ما قال عبدالله بن سبأ وأصحابه ( جاء في التذييل عن عبدالله بن سبأ التالي: جاء في رواية نقلها الشيخ الطوسي في كتاب اختيار معرفة الرجال بإسناده عن ابن قولويه، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عثمان العبدي، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن سنان، عن أبيه، عن أبي جعفر: أنً عبدالله بن سبأ كان يدعي النبوة، ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله تعالى، فبلغ ذلك أمير المؤمنين، فحبسه أستتابه ثلاثة أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار ).
ومثل مقالة النصارى في المسيح، إن تركتهم على هذا كفروا الناس.
فلما سمع ذلك منهم قال لهم: ما تحبون أن أصنع بهم، قالوا: تحرقهم بالنار كما حرقت عبدالله بن سبأ وأصحابه، فأحضرهم وقال لهم: ما حملكم على ما قلتم.
قالوا: سمعنا كلام الجمجمة النخرة ومخاطبتها إياك، ولا يجوز ذلك إلا لله تعالى، فمن ذلك قلنا ما قلنا.
فقال علي: ارجعوا عن كلامكم هذا، وتوبوا الى الله.
فقالوا: ما كنا نرجع عن قولنا، فاصنع بنا ما أنت صانع.
فأمر علي أن تضرم لهم النار، فيحرقهم، فلما احرقوا، قال: اسحقوا وذروا في الريح، فسحقوهم وذرًوهم في الريح.
فلما كان من اليوم الثالث من إحراقهم دخل إليه أهل ساباط وقالوا: الله الله في دين محمد، إن الذين أحرقتهم بالنار قد رجعوا إلى منازلهم أحسن ما كانوا.
فقال علي: أليس قد أحرقتهم بالنار، وأسحقتموهم، وذروتموهم في الريح.
فقالوا: بلى.
قال علي: أحرقتهم والله أحياهم.
أنتهت الحكاية ولم تنتهي الخرافة، خرافة كلامه مع الجمجمة، واحراقه لاناس آمنوا بأنه اله، ثم سحقهم وذرهم في الريح، وعادوا للحياة بعد الموت كما عيسى.
خرافة ما بعدها من خرافة.
وحكاية تصلح أن تكون فيلم هوليودي لمحبي الإثارة.
العقل نعمة لمن يستخدمه، ونقمة لمن يعطله.

محمد الحداد
10 كانون الثاني 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام


.. أكبر دولة مسلمة في العالم تلجأ إلى -الإسلام الأخضر-




.. #shorts - 14-Al-Baqarah


.. #shorts -15- AL-Baqarah




.. #shorts -2- Al-Baqarah