الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشياطين مجهولين في الخيال معلومين في الأفعال

ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)

2015 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية




الشياطين
مجهولين في الخيال
معلومين في الأفعال


قد يبدو للبعض غريبا هذا العنوان الذي عَنْونتُ به المقالة ، ولكني سأتناول ذلك موضحا ما الذي دعاني لإختيار مثل هكذا عنوان ، ولماذا ؟
في الحقيقة أن الذي أثارني ومن دون سابقة استعداد أو تفكير بكتابة هذا الموضوع ، وما يحتويه ، لأني لا أريد أن أُدخِل الشياطين ونواياهم في رأسي ، ولا أريد أن تكون جمجمتي بؤرة للشياطين ، لأن الذي نعيشه في واقعنا المؤلم اليوم ، وما يحيط بنا من شياطين شتّى ، بمختلف أنواعها وألوانها ومكرها وفنونها وألاعيبها وبؤرها ومسمياتها البراقة والخداعة ، وأُولئك المسخ الذين يعلنون وبكل وقاحة وتخلف ، بُغضَهم للنور والمتنورين ، ولكل رمز أو مَعْلَمٍ حضاري .
وما نشاهده كل يوم ما يعانيه الإنسان والإنسانية من مآسي وظلم وقتل وسبي وذبح وإرهاب على وجه المعمورة عامة وعراقنا وما يحيط به خاصة يكفينا ، وكما يقول المثل الدارج ( يكفينا اللي فينا ) .

فالّذي دفعني وبشدة لكتابة هذا المقال ، وبهذا العنوان ، أنّي أرى بين الحين والآخر رسائل عديدة ومختلفة تصل بريدي الألكتروني ، وهي ليست موجهة لي بالذات ، وإنّما هي عامة ومرسلة الى مجموعة من العناوين التي حصل عليها المرسل ، وهذا يحصل للكثير من الأخوات والأخوة الذين لهم صلة الكتابة في الصحف الألكترونية .

أعود للموضوع وكما قلت تصل بريدي الألكتروني رسائل عديدة ، ولا أهتم للكثير منها ولا أطالع مافيها ، وكما يقول العامة ( المكتوب إمبيّن من عنوانه ) ولكن مع ذلك إحيانا الفضول أو شيء ما يدفعك للتعرف على شيء ما حتى لو لم تكن لذلك الشيء أهمية ، وهذه الحالة قد يمر بها الكثير من الناس .


فمن بين تلك الرسائل التي تصلني بين الحين والآخر كما قلت ، رسائل باسم شخص لا أريد ذكر اسمه ، جلبت إنتباهي أو دفعني فضولي لأعرف ما فيها لنشره خبرا عاجلا يخص عراقنا الحبيب وما تجري فيه من أحداث مؤلمة ، فقرأت ما في الرسالة ، وحاولت التأكد من صحة الخبر من خلال الكوكول والصحف العراقية على إختلاف مصادرها وتوجهاتها ، فتبين أن الخبر كذب ولا صحة له وليس له وجود ، بعد ذلك رحت أقرأ رسائل هذا الشخص ( النكرة ) فوجدت كل ما تحتويه هذه الرسائل كلمات وعبارات وأخبار ملفقة ، وأكاذيب وسب وشتم ، فهي تُزكم النفوس قبل الأنوف ، والأسوء من كل هذا هو يطعنك بخنجر حقده المسموم ، بسب العراقيين ، والدفاع عن الجرذان الأولين والآخرين والمعدومين والفارّين ، والّذين أطالوا اللحى ، ولبسوا السواد فوق (الزيتوني) وأخفوا وجوه الجريمة باللثام وادعوا الدين !
فهذا الشيطان المتلبس جلد الثعبان، يتلوى ألما ويفحُّ غضبا وحقدا ، فيطل بضله لينفث سمومه ، مُعبّراً عن معاناته ومرضه بثرثرته التي هي تشبه ثرثرة المصاب بالحمى الشديدة ، فيتعالى فحيحه ويعربد ولا يعرف هو نفسه ماذا يقول .
وبما أن هذه الرسائل التي لا تعني شيئا ، أردت أن أعرف من هو هذا الشخص الذي يبعث كل هذه الرسائل ، فأدخلت إسمه الذي يرسل به رسائله للآخرين في الكوكول فلم أجد له إسما ولا صورة .وفي الحقيقة والواقع لم تنحصر هذه المسألة عند هذا الشخص فحسب ، وإنما هناك من يكتب ، ويلحق إسمه بالدكتور والأستاذ والباحث والخبير ، وينشر في مواقع وصحف معروفة وغير معروفة ، ويتفلسف بدناءته وحقده المدفوع الثمن ، على اشخاص أو جماعات أو على معتقدات ومقدسات الآخرين ، وبإسلوب ركيك وضعيف من ناحية اللغة والتعبير ، ومن ناحية الطرح الذي يبرهن على مستوى هذه النماذج الهابطة والمتطفلة على ما تعتاش عليه من تلك الجهات التي تستخدم مثل هذه النكرات الضالة في ظلمات دناءتها ، والفاقدة الثقة بنفسها ، ففقدت الجرأة على كشف هويتها للنور ، فلم نسمع من بؤر ظلماتها ، سوى العواء والنباح والقباع والخوار والمأمأة والنهيز والنحيق والشحيح والفحيح ، لتثبت بهذا حقيقة ما عندها ، وما يدل على هويتها .
عندها قلت لنفسي إنه لَحَقّاً وحقيقة أن الشياطين مجهولين في الخيال ، معلومين في الأفعال ، لأنه في الحقيقة والواقع من منا رأى الشيطان رأي العين ، أو تصور شكله وهيئته ؟ وبالتأكيد أن هذا محال وضرب من الخيال .
ولكن العقل النيّر هو الذي يكتشف الشياطين ويُشخصهم من أفعالهم التي هي من سماتهم الأصيلة والمميزة لهم ، والتي تميّزهم عن غيرهم .
وما أكثر الشياطين التي تحيط بنا اليوم ، وما تفعله من خراب ودمار وقتل وذبح ومفخخات وكواتم ، بالأضافة الى شياطين الفن والثقافة والفكر وما تنفثه من سموم مذهبية وطائفية وعرقية ، وإساءة للأنسان والأنسانية ومقدسات الآخرين في فضاءات حرية التعبير المزعومة والمُصَنّعَة في مصانع الحقد والبغض والتآمر العالمي الذي يديرها وينتجها الصهاينة الذين لا يريدون للبشرية أن تعيش بأمن ومحبة وسلام .

الدكتور إبراهيم الخزعلي
14 /01/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال