الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا اكتوت بنفس النيران التي أشعلتها في سوريا

رياض الصيداوي

2015 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية رياض الصيداوي: “إن ما حدث في فرنسا كان متوقعاً. فقد تحدث عنه الإعلام، كما وحدثت تسريبات إستخباراتية التي أفادت بإمكانية حدوث عمليات إرهابية في فرنسا تحديداً، وفي أوروبا عامةً”.
وكانت أجهزة الإستخبارات الجزائرية، وهي قوية فيما يتعلق بالجماعات السلفية والإرهابية، قد حذرت نظراءها الفرنسيين من إمكانية وقوع عمليات كبيرة جداً”.

ويفسّر د. رياض ذلك قائلاً: “لأن فرنسامنذ تدخلها في ليبيا، وأيضاً في تدخلها غير المباشر الإستخباراتي في سوريا، خرجت عن سياسيتها التقليدية التي أسسها الرئيس الراحب شارل ديغول، والتي برع فيها الرئيس الرئيس السابق جاك شيراك، ألا وهي سياسية عدم التدخل في شؤون الدول العربية، والتدخل العسكري فيها”.
وُجب التنويه إلى أن “التدخل العسكري تم في عهد رئاسة نيقولا ساركوزي، والتدخل الإستخباراتي في سوريا حدث في عهد فرانسوا أولاند، وأن هناك 3000 جهادي إرهابي جاءوا من فرنسا”.
“فرنسا بدأت تراجع نفسها، إذ أن سياسية “الكيل بمكيالين” خطرة جداً، والإعلام (لديهم) يصوّر المقاتلين تارةً على أنهم محاربين من أجل الحرية، وتارةً على أنهم إرهابيين في فرنسا”.

“الإرهاب يجب إدانته، ويجب محاربته في كل أنحاء العالم مهما كان مصدره. ولكن يجب القول أن الإرهاب لا يأتي من فراغ. فعلى سبيل المثال: سويسرا والسويد دول لا يستهدفها أحد أبداً، ولم تواجه الإرهاب أبداً. لماذا؟ لأنها دولاً مكتفية بنفسها وبسياسيتها فقط ، ولا تلعب لعبة إستخباراتية، ولا تتدخل في شؤون الخارجية للدول الأخرى – فلا تفكر في تقسيم دول العالم العربي وعواصم العالم العربي”.
“إن ما يحدث هو جراء سياسية المال الرجعي الفاسد العربي مع دول الإستعمار التقليدية من باريس ولندن وواشنطن، وذلك لضرب سوريا التي تنتج وتصدر، لضرب سوريا البلد المستقر، والبلد الذي شارك في الحروب العربية الإسرائيلية جميعها. فيقع هذا التحالف غير الطبيعي بين دولة علمانية (كفرنسا) ودولة وهابية (كالسعودية)”.

فيما يخص الأعمال الإنتقامية جراء العمليات الإرهابية في فرنسا، يقول د. رياض الصيداوي: “لقد كان هناك هجوم على مساجد ومحلات ومطاعم تابعة للمسلمين والجالية المغاربية، وحتى أن هناك تلميذاً صغير السن تم ضربه لأنه من أصول مغاربية. السؤال يطرح نفسه هنا: من المستفيد من كل هذه الأحداث؟ إسرائيل واليمين المتطرف هم المستفيدون من ذلك، وماري لوبان إذ أنه الموضوع الدائم والشيق والمحبب لديها”.
“أعتقد أن الحال الذي وصلت إليه فرنسا حالياً معقد جداً. وأنا بإعتقادي أن على جميع الأحزاب أن تطرح أسئلة معينة: ما علاقة فرنسا بسوريا؟ ما هي علاقتها في ليبيا؟ لماذا تتحالف مع الوهابية السعودية؟ لماذا تتحالف مع الوهابية القطرية؟ هل السعودية وقطر دولتان علميتان؟ لماذا تهاجم سوريا وهي بلد تقدمي في المنطقة؟”، أضاف د. رياض.

ومن الجدير بالذكر أيضاً، أن دوفيلبان رئيس الحكومة السابق، أستاذ ومفكر وفيلسوف، قال في برنامج تلفزيوني فرنسي: “نحن الغرب مسؤولون عن إنتشار “داعش” وعن إنتشار الجهل والتطرف، ويجب مراجعة سياسيتنا جذرياً وأن نتخلى عن دعمنا وتحالفاتنا للأنظمة المتطرفة والمتخلفة، أنظمة معادية للإنسان والحرية”.

“فرنسا ليست قوة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، مثلاً فرنسا إستخدمت الفيتو بقيادة جاك شيراك ضد الولايات المتحدة ضد التدخل العسكري في العراق، إلا أنها لم تستطع أن تغير من المعادلة على أرض الواقع. لذلك، فرنسا لن تستطيع أن تحدث تغييراً في العالم، لأن إمكانياتها محدودة جداً. على العكس تماماً، الولايات المتحدة الأمريكية لديها إمكانيلت ميدانية وعملية غير أنها محدودة أيضاً أمام وجود قوى البريكس التي على رأسها روسيا والصين”.
وفي النهاية، فيما يخص موقف فرنسا الحالي من الأحداث، قال د. رياض الصيداوي: “فرنسا تستعد للرأي العام الفرنسي أولاً، ومن ثم للرأي العم الدولي ثانياً، حول التدخل العسكري في ليبيا. إلا أنني أشك في ذلك، حيث أن التدخل البري مكلف جداً من حيث الأرواح البشرية –فالولايات المتحدة الأمريكية خسرت 50,000 قتيلاً. لذا، فرنسا –ربما- تدخل جوياً. كما أن فرنسا لديها مجال حيوي في أفريقيا السوداء عبر الثقافة واللغة الفرنسية، أما كل عدى ذلك فهي لا تستطيع تغييرشيئاً من خارطة البحر المتوسط”.
إذاعة صوت روسيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى فؤاد نادر
منير ( 2015 / 1 / 22 - 18:01 )
بالاذن من كاتب المقال الاستاذ صيداوي ارد على المعلق في الفيس بوك واختصر جوابي على سؤاله بالقول اننا شعوب لا تؤمن بالديمقراطية والعلمانية بتاتا وتكفر كل من ينادي بهما قطعا ولا جدال في هذا ومن هذا المنطلق فنحن واقعيون جدا في افكارنا وامنياتنا ايضا. فبقاء الاسد مثلا على بعض علاته ومشروعه النصف ديمقراطي والنصف علماني ان جاز التعبير خير بالف مرة في سقوط سوريا في حضن الدواعش وايتام قطر واردوغان ولا تدعي ارجوك بان هنالك معارضة علمانية مستعدة لتسلم الحكم ان سقط البعث


2 - ومن الذي صنع الأسد وآل سعود؟
ناصر ناصر ( 2015 / 1 / 23 - 09:52 )
أستاذ منير لب الموضوع هو من الذي صنع الأنظمة العربية القنعية والعميلة؟
ومن الذي صنع القاعدة وبعدها جاءت من ذكرت وغيرها !
ياصديقي لا تحدثني عن النتائج وتترك الأسباب والصناع والحماة السراق المستعمرين .


3 - طبعا بعد إذن السائل والكاتب
ناصر ناصر ( 2015 / 1 / 23 - 09:55 )
أرجو الجواب أستاذ منير وبعد إذن السائل الكريم والكاتب.


4 - الى السيد ناصر
منير ( 2015 / 1 / 26 - 11:27 )
الاسلام وحده هو من صنع من امتنا غولا وداءا لا يمكن شفاؤه الا باستاصاله تماما كالورم الخبيث

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد