الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاج متولي والتدهور الاقتصادي

مفيد بدر عبدالله

2015 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


يقول علماء النفس ان اكثر من سبعين بالمئة من قلق الانسان يعود لأسباب مادية، فالمعيشة وتأمين حياة كريمة هدف يسعى له الجميع، هذا ما جعل من قلق المواطنين- سيما الموظفين- على استمرار مرتباتهم واستقرارها مشروعا في ظل التدهور المتسارع في اسعار النفط رغم تأكيدات اصحاب القرار بان اجراءات التقشف لن تمس قوت المواطنين، لكن الظروف العصيبة التي يمر بها البلد وما تتطلب من انفاق اموال باهظة يجعل الابواب مفتوحة على مصراعيها لتقشف قد يكون موجعا لبعض الفئات.
في هذا المقام لسنا بصدد الحديث عن الاسباب التي ادت ليكون النفط عمود خيمة الاقتصاد العراقي رغم فائض الميزانية في الاعوام السابقة التي شهدت بذخ واسراف بدى واضحا فالأرقام المهولة التي سمعنا عنها والتي كانت تصرف مرتبات وحمايات ومصاريف أخرى لكبار المسؤولين كانت من اسباب هدر المال العام متناسين المثل الشعبي القائل ( الفلس الابيض ينفع لليوم الاسود)، بل للحديث عن كيفية تدارك الازمة باقل خسائر، وأن تكون البداية والانطلاقة من كبار المسؤولين مستخلصين الدروس والعبر من تاريخنا الاسلامي العظيم، فلنا برسول الله وال بيته عليهم افضل الصلاة والسلام الاسوة الحسنة، كانوا زهادا لا تشغلهم الدنيا قدر الاخرة واستطاعوا بناء مجتمع متماسك بعيد عن الطبقية. جاء في كتاب ابن الجوزي أن سويد بن غفلة، قال: دخلت على علي عليه السلام يوما، وليس في داره سوى حصير و هو جالس عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين، أنت ملك المسلمين و الحاكم عليهم و على بيت المال، و تأتيك الوفود، و ليس في بيتك سوى هذا الحصير شيء؟ فقال عليه السلام :«يا سويد، إن اللبيب لا يتأثث في دار النقلة، وأمامنا دار المقامة قد نقلنا إليها متاعنا، و نحن منقلبون إليها عن قريب». قال: فأبكاني و الله كلامه .
قبل أيام دار حديث طريف بيني وبين أحد أصدقائي حول هذا الموضوع فقال: في مثل هذا الظرف العصيب يكون ترشيد انفاق المال العام والمحافظة عليه من المعايير المهمة للبرهنة على مدى حب المواطن لبلده وشكلا من اشكال التضحية لأجله، ولان صديقي من هواة الدراما ومتابعيها ساق لي مثلا دراميا، وذكرني بالاختبار الذي اتقنه بدهاء الحاج متولي في مسلسل (عائلة الحاج متولي) للتعرف على مدى محبة زوجاته الاربع له وصدق عباراتهن، أدعى متولي أمامهن أنه خسر كل ثروته وانتظر ردود أفعالهن، ثلاثة منهن وضعن كل ما يملكن من أموال ومصوغات ذهبية تحت تصرفه، فيما تخلت عنه الرابعة مبرهنة زيف كل ما كانت تتحدث به عن الحب والاخلاص، فتبين انها كانت طامعة بأمواله فحسب.
أن المثل الذي ساقه لي صديقي دقيق جدا وينطبق على ما نمر به من ظرف عصيب، فالعراق يحتاج لبراهين على صدق حبنا وولائنا له، بالأفعال لا الاقوال، فكم منا سيقول بمليء فمه بان العراق هو ربحه الاكبر وراس ماله وعزوته وكل ما يدخر، وان لا قيمة لأموال الدنيا مقابل ضياع الوطن، فالأيام العصيبة غرابيل قادرة على فرز صالح المواطنين من طالحهم، فالسيئون غير مستعدين للتضحية وأن هدفهم ليس خدمة العراق بل لمليء الجيوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم