الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقلاب في الشمال والانفصال في الجنوب

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2015 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


استفاق أنصار الله من نشوة النصر الهش ليجدوا أنفسهم على أطراف السقوط في هاوية ألازمة أو مواجهة الجميع , الأزمة التي تقبلوا أن يكونوا في واجهتها ومن يقف في فوهة مدفعها الذي يوجهه الرئيس السابق علي عبدالله صالح أينما شاء يطلق منه القذائف لتدمير منافسيه و تحقيق حلمة في الانتقام من خصومة السياسيين والقبليين ورجال الدين ( جماعة الأخوان ) و إخضاع ومحاصرة العاصمة صنعاء ومنازل نخبها السياسية المتزنة التي كانت ترفض حكم المذهب والقبيلة وتؤمن بثقافة الحوار الوطني , وبالذات الجنوبية التي كانت حتى أخر لحظة تجاهد من اجل إيقاف التمزق و العنف الدائر في اليمن, حتى ومليشيات أنصار الله المدعومة بأطفال يحملون السلاح و بقوات عسكرية نظامية موالية للرئيس السابق صالح ونجله تحاصر وتقصف منازل القيادات الجنوبية العليا كرئيس الجمهورية المستقيل عبدربه منصور ورئيس الوزراء المستقيل بحاح وبقية الوزراء مثل وزير الدفاع وجميعهم مازالوا محاصرين في منازلهم وتحت الإقامة الجبرية .
من يواجه الشعب فهو مهزوم لا محالة , وأنصار الله يدركون ذلك لأنهم بالأمس كانوا إحدى مكونات الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام علي عبدالله صالح , واليوم أنصار الله هم مليشيات ضد الشعب , مليشيات تحالفت مع النظام السابق و فرضت سيطرتها على العاصمة والمناطق المحيطة بها بقوة السلاح , وهي ألان تعيش نفس الحالة التي عاشها حزب الإصلاح بعد سقوط نظام صالح من نشوة النصر عبر فرض مليشيات الأخوان في القوات المسلحة ومؤسسات ألدوله, التي تحكمت في قرارات الدولة واقتصادها عبر سياسة الترهيب والترغيب .
أنصار الله والأخوان المسلمون ( حزب الإصلاح ) أحزاب دينية , يسوقون أنفسهم على أساس جماعة السماء يريدون العدل والمساواة لحشد اكبر عدد من البسطاء اليمنيين والأميين من رجال القبائل والشعب في صفوفهم وبعد أن تتقوى شوكتهم يبدؤون بتحريك نخبهم القليلة المثقفة لإقناع البقية المتعلمة من أبناء الشعب بتقبل أفكارهم وسيطرتهم على الدولة كأمر سماوي و واقع يجب تقبله , ولكن حتى تلك النخب القليلة في الأحزاب الدينية حينما تبدءا تدرك خيوط اللعبة السوداء تبدءا بمرحلة الانسحاب لأنها ترى بنظرة البعد الاستراتيجي السياسي أن تلك الحركات تحشر الشعب في زاوية أفكارها وتطرفها وهي المفاهيم التي يرفضها الشعب ويسقطها دائما بمظاهرات سلمية تنتهي بالطبع بنصرة إرادة الشعب الذي لا يتقبل سياسة الإقصاء والقوة التي تنتهجها جماعة التكفير السياسية و مليشيات الغوغائيين , وهو ما تداركه الأستاذ القدير علي البخيتي ملك الهجرة السياسية والقفز بين الأحزاب , الذي كان يعيش حالة إحباط ويأس من ممارسة أنصار الله العنيفة والمعيبة وكان عقلة الباطني المتعب يعكس ذلك على شكل مقالات مثل ( عندما نخلط الدين بالسياسة ) و( حُلمي) , و كانت النهاية هي تقديم استقالته لعبدالملك الحوثي حتى يتجنب الاصطدام مع الأحزاب السياسية والشعب الذي يعيش حالة تصاعدية من الغليان عاجلاً أم أجلا سيتحول إلى ثورة وحتما ستشارك فيها كل الأطراف بما فيها جماعة الإخوان المسلمين اليمنية ( حزب الإصلاح ) , الحزب الذي يتحين الفرصة ليشارك بكل قوته القبلية والمالية فالحسابات والانتقامات بين الطرفين بلا أفق أو سقف او حدود وتعكس العقلية المذهبية المتخلفة التي تتبناها تلك الأطراف تجار الدين الذين يلصقون بأنفسهم صفة جماعات السادة والشيوخ السماوية أما بقية القوم فهم كائنات أرضية عليها السمع والطاعة والتنفيذ , والجاهل منا هو من يصدق أن هذه الجماعات والأحزاب الدينية المريضة التي لازالت تحمل أفكار و أحقاد حروب مذهبية من 1400 سنه مضت ممكن أن تسامح و تنسى الحروب التي لم يمضي عليها سنوات او عقد من الزمان .
من يلعب بالنار تحرقه والجنوبيون سئموا من لعبة الحروب المذهبية في الشمال وقذارتها وخساستها والنفاق التي يصاحبها , الجنوبيون سئموا الثورات التي لا تنتهي ومن سياسة التهميش والاحتقار التي تمارس ضدهم , الجنوبيون لا يريدون أن يتذكروا شعار توكل كرمان "كل ما زدنا شهيد" , ولا فتوى الديلمي والزنداني في حرب 1994, الجنوبيون لا يريدون ان يتذكروا كلمات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كان في كل مناسبة يكررها على مسامعهم بأنهم مجرد دخلاء وغرباء وليسوا أصحاب ارض بل ثلة من الهنود والصومال , الجنوبيون لا يأكلون من كلام السيد الأخير بان جماعته باتت تريد انتقال سلمي للسلطة على مرجعية مخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني واتفاق السلم والشراكة , الجنوبيون سئموا العُقد والأمراض المذهبية وفرض النفس والقبيلة بقوة السلاح التي أوصلتهم إلى قناعة تامة بأن الأخوة في الشمال غالبيتهم ليسوا ساسه ورجال ودولة , و هم من حفروا قبر الوحدة ودفنوها .


د / مروان هائل عبدالمولى
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر