الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس ادانة المالكي ولكن...

محمود القبطان

2015 / 1 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليس ادانة المالكي ولكن..
قرأت اليوم مقالة للسيد عزيز العراقي في موقع الناس تحت عنوان "ليس دفاعا عن المالكي" واريد ان ابدي بعض الملاحظات السريعة حول الوضع في العراق خلال فترة المالكي ولكن ليس دفاعا عن العبادي حتى.
لقد ترك المالكي تركة ثقيلة لمن خلفه وكان قد اجبر على التخلي عن السلطة التنفيذية من قبل الجميع داخليا واقليميا ودوليا,فهل كانت فترته فترة خدمات ,امان,بناء..ام فترة صراع مستميت حول السلطة والتشبث بها الى حد وصل الامر به ان يُنزل المدرعات واطلاق التظاهرات المؤيدة له في الشوارع وما كان يمكن ان يحدث لولا اضغط عليه بدأ من داخل حزبه في المحصلة النهائية ليُجبر على التنازل كما ورد في خطابه الاخير قبل الرضوخ على هذه الخطوة.
تعود العراقيون على الترحم على العهود الفائتة اذا لم يصلوا الى ما يريدون,فقد ترحموا على "الباشا" ومن ثم على الشهيد عبدالكريم قاسم والان يترحمون على صدام بعدما رأوا ماذا يحدث بالعراق وبشعبه,وبالمناسبة في عهد الطاغية صدام كان الناس يتمنون مجيئ اسرائيل على الحكم في العراق فهم افضل من صدام,هذا يحدث عندما تتكاثر التجاوزات والقتل والسرقة وتفتقد الخدمات ويسبح العراق في فصول الشتاء على بحيرات الماء في المدن والشوارع ويأتي على تسلم المسؤولية افقر الناس علما وادراكا وامانة لابل سراق اموال الشعب في العلن وفي وضح النهار دون عقاب وتهريب الفاسدين الى الخارج باشارة من المالكي شخصيا,وزير تجارته مثالا .
السكوت على السراق والفاسدين نتيجة فساد مقابل لكتل اخرى,تهييج المشاعر الطائفية ,اقصاء المناؤوين له أو من لم يرضخ لاوامره ,قضية البنك المركزي وما تبعه من اعتقال واقصاء بحق نخبة كوادر مالية ونزيهة,كما لا ننسى قضية الهاشمي وطريقة تهريبه ومن ثم اثارة قضية ضده بعدما وصل الى الاقليم,بغض النظر ان كانت القضية بالحق أم بالباطل,تعيين "كوادر"قلقة ومدّاحة من حزبه وكتلته في اماكن حساسة اساءت اليه والى حزبه والبلد,تعيين ولده في مكتبه وقضية حمودي مشهورة كيف استطاع هذا الشاب من لحق الهزيمة بفاسد لم تستطع قواته الامنية في المنطقة المحصنة الخضراء من اعتقاله وووو...وكيف وصل اصهاره الى البرلمان والمشاكل العالقة مع الاقليم,وفي وقت قادة الاقليم لم يكونوا ملائكة ومازالوا على نفس المنوال,دوليا بقى العراق منعزلا,مغازلة الناس البسطاء بقضية اعدام صدام وقراره وقت ذاك ثم نشر صوره بحجم كبير جدا في المحافظات بانه اليد التي وقعت على اعدام صدام لاتصافح قتلة الشعب في حين يتم تعيين البعثيين في اماكن حساسة...الخ من طريقة كسب اصوات الناس في الانتخابات.
8 اعوام عجاف هي فترة المالكي والان يأتي علي الاديب بعد ان صعد نجمه في الفترة الاخيرة وشفاءه من حالة كأبة سياسية وتشبثه برئاسة التحالف الوطني لتبقى دولة القانون هي المقررة بعدما فشلت في ادارة الدولة في جميع الاتجاهات,وهذا ليس تحاملا على المالكي وانما حقيقة يراها الاعمى ويسمعها الاطرش ويلفظها الاخرس فما بالك من له قوة هذه الحواس.نعم فقد تسلم العبادي مهمة صعبة وكبيرة مع تركة اثقل وقد توقع الناس انه سوف يخلق المعجزات لكن الفترة 4 أشهر ليست كافية لتقرير مصير هذه الوزارة الخامسة في حين 8 اعوام من عمر العراق تحت حكم المالكي ,الذي قيّدَ حتى الحريات العامة بحجج واهية كما حدث في 25 شباط 2011 وضرب المتظاهرين وبقسوة لابل قتل بعظهم بطرق خسيسة لا تقل خسة عن طرق نظام صدام في حين لم تستطيع فرقه العسكرية الصمود امام بضعة عشرات من الارهابيين وهربوا في حين لم تبدأ اية معركة,وقواده من البعثيين الكبار في عهد صدام لابل احدهم,وربما اكثر من واحد,اشترك في ضرب انتفاضة 1991 آذار,لم نرى انجازا كبيرا يذكر له .
العراق يحتاج الى تضافر الجهود من اجل انقاذه من براثن الاجرام الداعشي والمنظم والمافيات الخطيرة التي انتشرت في عموم العراق بكل اشكالها واهدافها,وعلى العبادي اذا اراد ان يسير بالعراق نحو التقدم والامان عليه ان يعاقب الفاسدين طيلة الفترة منذ 2003 وليومنا هذا وبأقسى العقوبات وبغض النظر عن من يكون هذا أو ذاك ولاية جهة او طائفة يعود.عليه ان يعتمد على العلماء والنزيهين والشرفاء وليس ابقاء السراق,ولا يكفي الغاء مكتب القائد العالم للقوات المسلحة وانما محاسبتهم على ما لم يقدموه للقوات المسلحة وعلى هدر الاموال "بدون وجع گلب" وابعاد كل من لم يروق له البناء الجديد للدولة,ام يُقلّم أظافربعض من كتلته ,دولة القانون وحزب الدعوة بقيادة المالكي, لان الاخير سوف لن يرضخ وبسهولة وان تبوأ منصب لاقيمة له نائب رئيس جمهورية.ان يبتعد عن المؤتمرات المكلِفة لاسيما مؤتمرات المصالحة والتي لا يعلم احد المصالحة مع من,حيث قاد عامر الخزاعي هذه المؤتمرات والتي حملت السلاح دوما ضد النظام الجديد وقد صرفت الملياردات من الدولارات عليها دون التوصل الى نتيجة.اعتقد اذا اراد العبادي السير في الطريق الصحيح او استمر بالطريقه التي بدأها وان يعتمد على القوى الوطنية الحقيقية النزيهة واذا استطاع التخلص من سلطة بعض رجالات حزبه قد ينجح في ادارته للدولة ولكن وقبل كل شيئ العراق يحتاج الى مؤتمر وطني يجمع كل احزاب العراق التي ناضلت ضد النظام الصدامي واعطت خيرة الشباب من اجل الشعب والوطن والمساندة للعملية السياسية وان لم تأخذ استحقاقتها الحقيقية لكن الاهم عدم تجاهل مسألة انعقاد المؤتمر وهذا مطلب شعبي رفع منذ 2011لانه من الاهمية لتجميع كل القوى الوطنية على برنامج لتعدي مرحلة تقاسم الدولة بنظام المحاصصة,ومن يقف خارج الحكومة و/أو البرلمان لا يعني شطبه أو تحوله الى قوة مضادة للسلطة وانما يقف في خانة المعارضة البناءة. من قتل وسوف يقتل العملية السياسية هي المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة.
د.محمود القبطان
20150130








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران