الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية دادي

سليم سوزه

2015 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لن تتعلم اسرائيل ابداً. حاولت جس نبض اللبنانيين ومن ورائهم الايرانيون في هجومها الاخير على الجولان السوري. قتلت ستة مقاتلين من حزب الله وجنرال الحرس الثوري الايراني محمد علي الله دادي في فترة يظهر فيها الحزب منشغلاً في صراع سوريا الداخلي. لم تتوقع اسرائيل رد حزب الله الغارق في مشاكل اقتصادية وسياسية وعسكرية ، لكن الحزب يرد فيقتل جنديين اسرائيليين ويحرق آليات عسكرية في غارة صواريخ على شبعا اللبنانية المحتلة.

لم يعجب سيناريو الغباء الاسرائيلي هذا سادة البيت الابيض ولا حتى خبراء الساسة في تل ابيب. ففي الوقت الذي تشنق فيه اسعار النفط الهابطة دول الممانعة واحدة بعد الأخرى يفتح الغباء الاسرائيلي باباً لارتفاع الاسعار مجدداً. فرصة يبحث عنها الممانعون في ظل وضع اقتصادي مخيف يهدد مستقبلهم القريب. فاسعار النفط مرهونة بسوق الحروب في الشرق الاوسط وكلما حصلت حرب هناك اشتعل النفط وصارت مهمة ضبطه في حدود الرغبة الامريكية محالاً. تستعجل اسرائيل المواجهة مع ايران وليس ثمة فرصة افضل من استفزازها وخرق هدنة السلام المقامة مع اللبنانيين منذ حرب تموز 2-;-0-;-0-;-6-;- ، في حين يرى الامريكيون بعدم جدوى هذه المواجهة الآن طالما يحققون انتصاراً اقتصادياً بطيئاً عليها وعلى الحلف الروسي برمته.

وَضَعَ خرق اسرائيل للهدنة الولايات المتحدة الامريكية في موقف محرج وهي تقود تحالفاً واسعاً ضد مقاتلي دولة العراق والشام الاسلامية (داعش) ، ثم أنه احراج ايضاً للدول العربية المشاركة في هذا التحالف. ناهيك عن أن أي توتر على الجبهة الاسرائيلية اللبنانية سيسّهل مهمة السوريين في بعث الحماسة القومية لدى الشعوب العربية. مهمة إنتظرها النظام السوري طويلاً وهو يسعى لتسويق الصراع الداخلي الاثنو-طائفي الى مقاومة شريفة بين محور عروبي ممانع وآخر صهيوني/خليجي خانع.

الخطوة الارتجالية الاسرائيلية وليدة غبائها السياسي كما وصفها احد الصحفيين الامريكيين. اسرائيل اعتقدت بضعف ايران في هذه المرحلة وأنها لن ترد رداً قاسياً لانها منهمكة في حروبٍ شتى ، لكنها نسيت أن للإيرانيين قدرة مناورة عجيبة تستطيع من خلالها القفز بين الجبهات بسلاسة. فها هي ايران ترد بعد يومين من رسالة التهديد التي ارسلتها للمسؤولين الامريكيين وطلبت منهم ايصالها للإسرائيليين. كانت عملية الجنرال "دادي" التي نفذها حزب الله رسالة واضحة من أن الإيرانيين مستعدون لمواجهة التهور الاسرائيلي. فهمت اسرائيل الرسالة جيداً واذعنت للمنطق من أن حروب الغباء غالباً ما تنتهي بكوارث على مشعليها. خفّضت اسرائيل مستوى نفيرها وفتحت مدارسها وجامعاتها يوم أمس في خطوة تهدئة جاءت بسبب الضغط الامريكي.

إنه ليس استسلاماً لكنها عملية شراء وقت لحين ساعة الصفر ، الساعة التي ينتظر فيها الاسرائيليون ظروف سياسية مناسبة يستطيعون فيها حسم المواجهة مع الايرانيين. اما الايرانيون فلديهم ساعة صفرهم الخاصة ، الساعة التي ينتظرون فيها اكمال جبهة اليمن الحوثية وغلق الضلع الاسفل من شبه الجزيرة العربية. بإكتمال هذا الضلع سيكتمل مضلّع حلف الدفاع الخماسي (الايراني العراقي السوري اللبناني اليمني) وتصبح اسرائيل مجرد زورق في بحر العناد الايراني.
ذلك هو المشروع الايراني وليس ثمّة مشروع عربي يقابله اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة