الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عين الحسود فيها عود

مفيد بدر عبدالله

2015 / 1 / 30
المجتمع المدني


حين ازور أحد الميسورين وأول ما أشاهد بعد أن يفتح الباب (سبع عيون) أو ( نصف نعل قديم يكرم القارئ)، أو أي قطعة تنتمي لمجوعة مضادات الحسد- بحسب رأي واضعها- معلقة، فأنها تثير دهشتي، لكني دهشتي تكبر حين اراها معلقة على منزل طين أو كوخ قصب، أقف حائرا وابحث عن تفسير منطقي لهذا السلوك الذي أضحى شائعا حتى عند المتعلمين.
أشكال والوان متعددة اجتمعت أكثرها في محل صديقي محمود صاحب احد محال بيع اسماك الزينة الذي اتعامل معه باستمرار كوني موزع لها، أن محمود مهووس بالخوف من الحسد ويشغل حيزا غير قليل من تفكيره، عند زيارتي له قبل يومين استأذنته في ان يكون بطل هذا المقال فلم يمانع بل واصر على ذكر اسمه الصريح، فما مر به محمود من أحداث سلبية متلاحقة -عايشت بعضا منها- وما سببته له من خسائر فادحة جعلته يطرق هذا الباب أملا في وقف تداعيات الحسد – بحسب ما يقول- جلب محمود لمحله كل ما هو متوارث من اشياء يعتقد بانها تبعد عنه الحسد وتقييه ضرره، لم يكتف بما هو شائع عندنا في العراق، بل تعداه لبلدان اخرى، حتى أضحى معرضه تشكيلة متنوعة ومزركشة من ( صرة غزال، قرنا كبش، سبع عيون ، كفوف بأشكال متنوعة ، واحجار متنوعة، كثرتها يثير تساؤلات لدى مرتادي معرضه عن سبب أيمانه المفرط بجدوى هذه الاشياء، سيما أن عددها أضحى مقاربا لعدد اسماكه التي يبيعها.
تحدثت عنه يوما امام اصدقائي فوجدت ان عددا غير قليل منهم يحملون نفس هواجسه ومفاهيمه، وان كان بعضهم يعتقد ان قطعة واحدة تكفي، بشرط أن يكون لونها ازرق لتكون ملفتة لنظر الحاسد-هكذا يقولون- لإيمانهم بان هذا اللون يمتص ويشتت الطاقة الناجمة عنه .
ما دمت اتحدث عن هذا الموضوع لابد لي من التحدث عن حادثة مرت بي مر قبل اعوام، زارتنا احدى النساء التي طالما حذرتني والدتي من قدرتها على ايقاع الفعل السلبي، لم آبه بما قالته امي لكن ماذا حصل لي بعدما أطلقت عبارة وكلنت من العيار الثقيل فقالت لي شاهقة : " ( هاي شوكت اشتريت سيارة، كلش حلوة منيلك الفلوس)، ما ان انهت عبارتها حتى انهالت علي ثلاث مصائب متلاحقة، أولها: صدمت باب المراب لدى خروجي ما احدث ضررا بالغا بالسيارة والباب، وبعد خروجي بدقيقة اتصلت بي زوجتي وهي تبكي وتقول بان التلفاز وقع على قدم ولدي الصغير، وانا استدير جاءني اتصال من اخي الكبير وهو يقول بانه تعرض لحادث سيارة ما ادى لأصابته بجروح بليغة في الراس وهو في أحدى المستشفيات .أن الحوادث الثلاث المتلاحقة لم تغير كثيرا من قناعاتي وحاولت أقناع نفسي أن الامر قد يكون مصادفة، رغم اني لم استبعد الحسد، وردت فعلي لم تتعد قراءة المعوذات والاكثار من الصلاة على محمد وال محمد، وقد يكون السبب هو البيئة التي نشأت بها فمذ طفولتي لم يكن والدي رحمه الله من المفرطين في مخاوفه ولم اجد في بيتنا منذ طفولتي أيا من الاشياء التي تنتشر في معرض صديقي محمود .
في الانتخابات الفائتة راجت مهنة العرافات والعاملين في هذا المجال بسبب اقبال المرشحين الشديد عليهم، حتى صار من الصعوبة ان يجد البعض من البسطاء موعدا معهم لحل مشكلاتهم، واذكر اني قرات مقالا للكاتب مصطفى غازي حول هذا الموضوع بعنوان( اموال مهدورة بين العرافات والانتخابات) اجاد فيه وصف ما جرى، حتى اني تمنيت ان لا يصل أيا من هؤلاء البرلمان فليس بالأمر الغريب ان يقترح أحدهم ان توضع تلك الاشياء في المطارات والموانئ لتشتت الطاقة المنبعثة من الحساد حين تطأ أقدامهم ارض الوطن مدعيا ان قرار تعليقها يمثل أحد أشكال حب الوطن والحفاظ عليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عين الحسود فيها عود وكمنجة
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 30 - 12:37 )

الحسد موجود ومؤثر

قي القران المقدس الاستعاذة من شر الحاسد في سورة الفلق

بسم الله الرحمان الرحيم

قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق. ومن شر غاسق اذا وقب. ومن شر النفاثات في

العقد. ومن شر حاسد اذا حسد

اخر الافلام

.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة