الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقية..بين شيوعيوا العراق وشيعته...العلاقة مع التيار الصدري نموذجآ

خلف الفريجي

2018 / 2 / 25
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


من الواضح أن معنى مصطلح (التقيه) واستخداماته كثرت في جوانب الفقه والأصول الدينية وعليه نصت التعاريف المتوفرة في أدبيات الشيعة على انها : كتمان الحق وستر الأعتقاد فيه ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررآ في الدين والدنيا وأوضح بعض المحققين في تأريخ المذهب الشيعي بأن التقيه : مجاملة الناس بما يعرفون وترك ماينكرون, حذرآ من غوائلهم, كما انهم وأقصد الشيعة أستخدموها كصيغة تغطي عملهم وبما يشبه صيغ التنظيم السري المتعارف عليه حتى في الحركات السياسية المعاصرة ومنها الحزب الشيوعي العراقي.
ولو عدنا الى الطبرسي في كتابه (المجمع) وحينما يعرج على شرح الآية الواردة في سورة المجادلة(لاتجد قومآ يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) الى نهاية الآية حيث تم استثناء مقام التقية بقوله (الى أن تتقوا منهم تقاة) حيث أكد في شروحاته على جواز ألمرأ المودة بلسانه للعدو ومداراته تقية منه ودفعآ عن نفسه من غير أن يعتقد.
ان تطرقنا لهذا المبدأ الشيعي لايمنعنا من الأشارة الى أن هناك فئات عديدة منهم ناقضته أحيانآ وأعتبرته نقيضآ للنهوض وهروبآ من المواجهة وعلل بعضهم ذلك بأن الظروف والمسببات تتبدل ولابد من التمييز وأعطوا أمثلة على ذلك موقف الأمام الحسين بن علي وما جرى له في كربلاء .
وحتى لانتوسع في الموضوع أكثر من ذلك وحتى نعود لعننواننا الرئيس والذي من خلاله نريد أن نتناول بعض الأمثلة المحيرة للمشهد السياسي العراقي بعد سقوط النظام ونقصد تحديدآ تشخيص حالات الأرتباك في الخطاب السياسي والأعلامي للحزب الشيوعي العراقي فقد تعودنا على سبيل المثال أن نجد في أعلام الحزب ورود أسم مدينة الثوره بأسمها الحقيقي الذي أحتفظت به ذاكرة تلك المدينة الفقيرة وفاءآ منها لثورة تموز الوطنية التي أنصفت حال ساكنيها , ولكننا رأينا في الفترة الأخيرة أن أسم مدينة الثورة في أدبيات الحزب صار يوضع بعده مزدوجين وكلمة الصدر......!.
ومن الأمثلة الأخرى أن بعض المتابعات الصحفية والتغطيات لنشاط امين عام الحزب وكذلك نشاط مؤسسات الحزب ولجانه وفروعه نجد فيها زيارات ومحاورات وعضوية لجان مشتركة مع التيار الصدري خاصة بعد حرق وتفجير بعض المقرات الحزبية ومنها ماهو واقع في مدينة الثورة , تلك الأمور لابد وأن تدفعنا للبحث ومحاولات الفهم لدواعي مسايرة الحزب الشيوعي لحركات وأحزاب لاتلتقي معه في الرؤى والأفكار جملة وتفصيلآ خاصة أذا ما أخذنا بنظر ألأعتبار أن بعضها وتحديدآ التيار الصدري توسع وكبر وصار بعبعآ يؤرق الكثيرين كنتيجة لمسببات كثيرة منها حالة الفلتان ومتناقضات الوضع السياسي في المشهد العراقي وظروف الأحتلال والفراغ الناجم أمام الأحزاب السياسية في الحقبة الصدامية حيث لم يعمل أي منها عملآ جديآ بين أوساط جماهير الداخل ..كل هذا أدى بالجماهير لأن تكون فريسة سهلة أمام الحركات الدينية ومنها التيار الصدري لأن مؤسساتها بقيت وشعائرها مستمرة وحتى أطرافها التي تمثلها في المنفى عادت اليها وتلآحمت معها.
والحال هذه ألا يحق لنا أن نقول بأن الحزب الشيوعي العراقي قد وظف في هذه المرحلة الصعبة التي يواجهها ( تقية الشيعة) في منهاجه خشية منه على جماهيره ومقراته من هذا المارد الأهوج الذي بأكل الأخضر واليابس في طريقه خاصة في المناطق الشعبية وأن لاسبيل لمقاومته بأي شكل من ألأشكال في الظرف الراهن مهما تكبر وتجبر لأن خسارة المواجهه ستكون كبيرة.
12-9-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على