الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنصرية الفكرية وتقبل الطرف الآخر

فادي قدري أبوبكر

2015 / 2 / 1
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


العنصرية الفكرية تعد من أخطر أنواع العنصرية برأيي ، فهذا النوع من العنصرية يخزن احتقانات وأحقاد تودي حتماً إلى الحروب وإراقة الدماء.
الفكر العنصري هو موجود منذ الأزل ، ويعتبر الرائد الأكبر للنظرية العنصرية هو “أرنودي جوبينو” (1816-1882) حيث تتلخص نظريته في أن "الاختلاط بين الأجناس الراقية والأجناس السفلى هو السبب الرئيسي في تدهور حضارات أوروبا السابقة". كما اعتبر هو وغيره من كبار المفكرين البريطانيين والفرنسيين في القرن التاسع عشر أن الاستعمار هدفاً سامياً ، لأنه ينشر الحضارة بين الشعوب المُستعمرة!!.
وقد انتشرت هذه المدرسة العنصرية في معظم الدول الأوروبية وكان فكر “جوبينو” هو الأرضية المشتركة الأساسية التي قامت عليها النظرية العنصرية للفكر النازي في ألمانيا باعتراف هتلر.
أما الفكر الصهيوني ، فيوضح الكاتب والمؤرخ ” السيد ياسين” في كتابه " تشريح العقل الإسرائيلي" نشأة هذا الفكر العنصري ، حيث يرى أن نظرية "جوبينو" هي الأساس الذي صعد به نجم الفكر الصهيوني . حيث يقول السيد ياسين " لكي ينجز الفكر الإمبريالي مهمته المتمثلة في نهب شعوب العالم الثالث كان لابد أن يجد المبرر لذلك وهنا ظهرت دعاوي ” عبء الرجل الأبيض” في تمدين الشعوب المتخلفة وغيرها من الصيغ العنصرية التي قصد بها إيجاد السند الفكري للعملية الاستعمارية ومن هنا نكتشف الصلة الوثيقة بين العنصرية والاستعمار ولذلك ليس غريبا أن نجد التي قام على أساسها الاستعمار الاستيطاني في فلسطين".
الفكر الصهيوني يشكل حالة فريدة من نوعها ، فجماعة اليهود يرون أنهم يتمتعون بحقوق إلهية لا يتمتع بها غيرهم من الجماعات البشرية ، ومن هنا فإن العنصرية وفكرة الإبادة الجماعية باتت راسخة في الفكر والممارسة الصهيونية ، باعتبارهم "شعب الله المختار" على حسب تعبيرهم.
أما "الأخوان المسلمين" من جانب آخر، فإن كلمة "الأخوان" بحد ذاتها لها دلالة عنصرية، فالأخوان المسلمين تعني أنهم إخوان يجمعهم الإسلام وحده ، فماذا عن المسيحيين الذي يجمعنا بهم وطن واحد وهم واحد ، أليسوا إخواننا ؟؟؟
إن الفكر العنصري هو الغالب في العالم لأنه الأسهل والأسلس ، فصاحبه لا يحتاج لتقبل الآخر ولا يتنور بمعارف وعلوم أخرى سوى تلك القاذورات التي تم تعبئة رأسه بها .
أما الاعتدال وتقبل الطرف الآخر فهو الأصعب ، لأن الشخص المعتدل بحاجة الى التعلم والاستزادة من الآخر على الدوام ، حتى وإن اختلف معه إلا أنه يتقبل منه أي شيء..
أضم صوتي لصوت الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا وهو أحد فلاسفة التنوير والذي يقول "(الاعتدال صعب .. شكرا للمعتدلين في هذا العالم أينما وجدوا)"... شكراً لكم أيها المعتدلين ، وآمل أن أبقى منكم ..

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي