الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرثية إله الخصب في الصبح الأسود

ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)

2015 / 2 / 2
الادب والفن




إستَيْقظَ الصُّبْحُ سوادا

ذاتَ دَهْر

والسّماءُ أطلقت صرختها

حين الأفاعي السّود

فّجَّرَت أحلامها

سُمّاً وداء

فدَنّسَ الذُؤبان

صومك والصلاة

والنجومُ العذارى الصائمات

عناقيد الرصاص تُمورها

والدم المهراق الشراب

يوسف الصديق

في الجُبِّ حيا

لكنّما الأشباح الذّئاب

والعواء خطايا

ليس براء

فدجلة الثكلى

شَيّعت قمراً مضاء

الكفن الماء

والنعش الدماء

فبكت الكواكب حُرقَة

وعويلها التَسْبيح رثاء

فصاح العراق مُكبِّرا

هيّا الى الجهاد

هيّا الى الجهاد

هيّا الى الجهاد

وكان النّزيف

صرخة الأحرار الأذان

والمُصَلّين الضحايا

عاجلاً لَبّوا النداء

والأرض محراب الدماء

سيدي...

يا إمامَ المُعدمين

ونبي الفقراء

إنَّ رهطكَ اليوم يتامى

وثلّة المارقين

أبناءُ الخنى

سَفَكو الدماء

والزنازين الحبالى

شهادة التأريخ والله

وتموز الإله

إنَّ الضّغينة الصفراء

طاعوناً تفشّى

والنفوسُ اللؤم داء

مولاي...

هي ذا القلوب

في الطرقات

والبيوتات والحارات

ينبض حبها شوقاً

والعيون الدامعات

بِكَ تحلمُ واللقاء

فالجرح لم ينْدملْ أبدا

والغياب المُرُّ يا مولاي

كأس علقم

ويجثو على الروح الفراق

الجرح لم ينْدملْ بعدُ

وروائح الدم نشيج

والسحب الدكناء حزن

والرعد شهيق القلب

وتراتيل الجراح

زفير الروح بكاء

أنّى الجرح يندملُ

والخنجر الغدّار

في الأعماق داء ؟

فذا الأفاعي السود والجرذان

تنفث حقدها ، والموت

والجراحات تنزف

تنزف ...

تنزف ...

والأرض مضرّجة

والسماوات دماء

فلرُبّما يوما تعود

بل حتماً تعود

في ساعة الصفر إلينا

وبكَ الصبحُ يشرق

والشمس بعد مخاضها

تَلِدُ الشعاع

فيغسل الضوء الجراح

فَبِنا ضاق الفضاء

وبكَ يحلو اللقاء

وبكَ يحلو اللقاء


الدكتور ابراهيم الخزعلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة